الخميس، 7 يناير 2010

عندما نرى النعم منغصات


نستطيع أن نسمو بحياتنا إلى مستوى عال من الرضا عندما يتناغم جوهرنا مع مظهرنا و لا أقصد بالمظهر الشكل وإنما السلوك .

عندما لا يكون لديك سبب حقيقي للغضب اليومي ولا تعاني من ضيق العيش أو ما يدعوك لعدم الرضا ورغم ذلك أنت غير راض وكل يوم في حياتك تشكو منه و تراه صعب ,ومع أن من حولك يحبونك إلا أنك تحط من قدرهم بصورة مزرية ,عندما تكون حياتك سهلة ولا ترى هذه السهولة فأنت تنهي حياتك بيدك ,الحياة الحقيقية التي يجب أن تحياها ......لم يعش حياته من عاشها بدون رضا , إن الرضا يجعل القليل من أكبر النعم ...هناك أشياء في حياتنا نحن من نمنحها لأنفسنا لا يستطيع أحد أن يمنحها لنا ,منها الرضا ,لا يجب أن نتخلى عن ذلك الخير الموجود داخلنا وننغمس في الأنانية والجشع ونصنع ذلك التناقض بين جزئين في حياتنا مهمين ويصل بنا في النهاية لأن نقول أننا لم نعيش حياتنا .

إن عدم الرضا ينزع الجمال من النعم التي تحيط بنا فلا نراها حتى نعم ...قد نراها منغصات ,كل تجربة في حياتنا بدل من أن نراها وكأنها سبب لتعاستنا وإثارة غضبنا علينا أن ننظر لها وكأنها تجربة تثقيفية شخصية وتناسبنا نحن بالذات لأننا نعرف بالضبط كيف نتعامل معها .حياتنا كتاب ونحن من نسطر به نجاحاتنا واخفاقاتنا إلا أنه كتاب متفرد ومتميز عن كل الكتب ,لأنه يعبر عنا والتحدى الحقيقي أن ننجح في أن نسجل في كتابنا وصولنا إلى أفضل ما فينا من صفات ومهارات ,لن نستطيع أن نصل إلى أجمل صفاتنا والتي نملك منها الكثير وأكثر مما نتصور إلا عندما نكون على صلة دائمة بالله ....هذا هو التواصل الحقيقي وهذه هي السعادة الحقيقية ,لاحظ نفسك عندما تخلص الدعاء وتناجي الله مناجاة المضطر والمتجه بكل جوارحه لربه لاحظ عندما تنتهي من دعاءك كيف تكون نفسك .....تبدو وكأنها خلقت من جديد واغتسلت وتخلصت من كل شعور به ذرة شك في أن الله لن يحقق لها ما تريد ....التواصل مع الله بالدعاء ,بالذكر ,بالعبادة يجعلك تتصل بأفضل صفاتك فيطابق سلوكك جوهرك .

ليست هناك تعليقات: