الاثنين، 11 يناير 2010

ألم الماضي يدل على عدم تخطيه


الشخص الذي يظن أنه عاش ماض مؤلم هو في الحقيقة غير قادر على تخطيه ,لذا تجده يلازمه في كل يوم من أيام حياته ,يصحبه معه أينما ذهب لتصبح وظيفة هذا الماضي أن ينتقص من كل فرحة يشعر بها في الحاضر , إن تذكر الألم يؤثر في جودة الحياة التي نعيشها ,ليس المهم نوع الماضي الذي عشناه المهم كيف تعاملنا مع محتواه ...هل وقفنا عنده محاولين تفسير دوافع الآخرين؟ أو صنفنا أنفسنا على ضوئه بأننا ضحايا ؟, نلوم أنفسنا على مشاكلنا ,ونتذكر الطرق التي أفسدنا فيها حياتنا ,نلوم الآخرين الذين تسببوا في جرحنا هنا يكون ماضينا ليس في صفنا وإنما يظل واقف في المكان الذي إخترنا أن نضعه فيه ونوظفه فيه كحاجر في طريق نمونا , يغلف الفرص بغلاف الحواجز والعقبات ....نرى الفرصة عقبة ونقف عندها ولن نتجاوزها إلا بتغيير نظرتنا لنوعية تجاربنا والفوائد التي تطرحها .

عندما لا نتعلم كيف نحدد غضبنا وننفس عنه بطريقة صحيه ,عندما لا نعبر عن مشاعرنا ونكبتها فإننا نكون محاصرين في العديد من علاقاتنا وغارقين في متاعبها وضغوطها .....لا شيء في حياتنا يحدث من تلقاء نفسه هناك علاقة بين العقل والجسد ....عندما تتوقف عواطفنا ولا يجد الغضب متنفس له لن نحصل على الصحة العاطفية ونبدأ بحصد الخسائر تلو الخسائر وكنتيجة لكل ذلك يبدأ الجسد بالإنهيار ,ويظل دوما بمتناول أيدينا الإختيار بين أن نظل غارقين في مشكلاتنا أو أن نفعل كل ما في وسعنا لتخطيها .

إن كانت لدينا قناعة تامة في أن الله مالك لنا ومتصرف فينا تصرف المالك البر الرحيم في أقداره وأوامره ونواهيه وهو ناصرنا ومتولينا ودافع المضار عنا ويصل بنا لما ينفعنا من حيث لا نشعر بلطفه ,ندرك مع كل ذلك أن كل ما حدث من ماض كان لصالحنا حتى إن لم نعي ذلك بوقته ,فالله أعلم بما يصلح لنا وما يناسبنا كل فرد على حده ,من بره ورحمته بنا أن يسير لنا من الأقدار والأوامر والنواهي ما يصل بنا إلى معرفة أنقي وأقوى ما فينا ...مع كل ما يحدث لنا إن ترسخت فكرة أن الله ناصرنا مهما كثرت همومنا فإن تلك الفكرة تكون دافعة لأي ألم يصيب الروح أو يجعلها أسيرة للماضي أو لأي ألم حدث أو يحدث الآن ,يقيننا من أن الله دافع المضار عنا يجعلنا ندرك أ ما حدث لنا ليس ضار فنتوقف برهة لننظر له ونستخرج منه الفائدة التي لم نكن لندركها إن لم نمر بتلك الصعوبة أو الموقف أو أيا كان .

بالمصاعب والمآسي والمشكلات نصل برحمتة الله وفضله ومنته إلى ما ينفعنا من حيث لا نشعر ,قد تلهينا الحياة , وكل منا يحتاج في وقت ما إلى تذكرة وتنبيه ,لشيء فاتنا لم نتعلمه ,لخطأ في أنفسنا لم نصلحه ,لقسوة في قلبنا لم نقتلعها ,لدرس يلزمنا استيعابه ولم نستوعبه ولأشياء كثيرة نحن بحاجة لتعلمها ,فإن تعلمناها علينا أن نتخلص من أي جزء من تلك التجربة سبب لنا الألم ونحتفظ بذلك الجزء المهم منها والذي ساهم في اكتمال روحنا ووهبنا المزيد من الخبرة ..........هي فكرة لك أن ترسمها كيفما شئت وفي كل مرة ترسمها بطريقة مختلفة تطرح لك فائدة جديدة .

هناك تعليقان (2):

اقصوصه يقول...

الماضي يعيش فينا

حتى وان طال نومه احيانا

اعتقد بانه يستيقظ بلا شك

بين وقت واخر

وان طالت فترات نومه

في بعض الاحيان!

الحياة الطيبة يقول...

لا بأس أن يعيش الماضي فينيا كما قلت ولا بأس أن نتذكره ,لكن هناك فرق بين أن نتذكر الماضي ونستفيد من دروسة وبين أن نعتبره مصدر للألم ,هنا يكون الماضي يعمل في غير صالحنا ويقف في طريق تقدمنا في هذه الحياة ,بإمكان الماضي أن يكون مصدر قوتنا وفق ما نشعر به نحوه ووفق توظيفنا له وبإمكانه أن يكون مصدر ضعفنا إذا إذا لم نتذكرمنه سوى تجاربنا المحزنه ,ويبقى الماضي عزيز لأنه جزء منا ,ويبقى عزيز لأنه مخزن لأجمل تجاربنا ,كما أن ليس من الحكمة أن نعيشه معظم وقتنا ,من تجده يعيش بالماضي معظم وقته تجده فعلا إما أنه لم يتخطاه لأن به الكثير من الألم أو أن حاضره مؤلم فيهرب منه إلى الماضي .أشكرك فعلا على تواصلك وأسعدتني مشاركتك .