الاثنين، 3 نوفمبر 2014

جمال الصحبة

خرجت من المنزل على عجل فالوقت الذى قد خصصته لقضاء حاجة ما ، يكاد من المستحيل أن يكفيني لكني استعنت بالله وتوكلت عليه وكنت على ثقة بأن الله سيسهل على ماعزمت على إنجازه ... وهكذا كان .

ولأني كنت مستعجلة فقد نسيت الهاتف المحمول ... وهذه سابقة فأنا والهاتف لا نتفارق .
أنجزت كل أعمالي وعدت في حالة يرثى لها من التعب ...لم أعد صغيرة على تلك المشاوير ولن أحدثك عن الطاقة المبذولة ...وما تبقى منها ، لقد استنفذت واستهلكت الكثير منها ...الحمد لله فالخير الذي يمنحنا  الله  يتجدد و كنت بحاجة للراحة لأُجدد طاقتي .
ظللت أردد ( إني تعبة ) ولا تعد كم مرة رددتها ....لكنني عندما اكتشفت أنني نسيت الهاتف شعرت بالإنجاز ، أتدري لماذا ؟
لأنيي لم أظن يوماً أنني أستطيع الخروج بدونه ...أشعر وكأنني تحررت من أسر ...المهم عندما ألقيت نظرة على المكالمات التي لم أرد عليها تعجب من العدد الهائل ، ياإلهي .......ماذا حدث ، ولا تسأل عن مجموعة الأسئلة التي  كان جوابها واحد ... قد نسيت الهاتف في البيت ...كنت في عجلة من أمري .
من ضمن المكالمات  هناك مكالمة من قريبة لي لم أتحدث معها منذ زمن طويل لإنشغال كل منا عن الاخر وأعلم أن هذا ليس بعذر ولكن هكذا كان .
وطبعاً لم أرد على مكالمتها في حينه لأني لا أملك طاقة أتحدث بها ... ولم أكف عن قول أنني تعبة ...كانت تلك الجملة أسهل من أن أتحدث مع أي ممن حولي .
في الغد وفي منتصف النهار بالتحديد ...تذكرتها ، فحادثتها .... بعض الأشخاص تشعر بجمال أرواحهم من أصواتهم ، ياجماعة ليست فقط العين مرآة الروح ...كلا فالصوت أيضاً يبين درجة الصدق والشفافية ومدى طيب الروح .
المهم قريبتي هذه حدثتني عن ذهابها لدرس ديني والدروس الدينية كالأشجار الوارفة الظلال والتي تتدلي منها ثمار يانعة تتدنى وتتقرب لمن أراد الإقتطاف  ...فطنت قريبتي لتلك الثمرة ووفقها الله لها ....قالت لقد قررت أن أعمل جدول اسبوعي لأعمال ضرورية يومية وأداوم عليها فالإلتزام بجدول ينظم الحياة وحتى لا يضيع الوقت في توافه الأمور .
فعلاًالإلتزام مهم ومن قديم الزمان وسالف العهد والأوان ...عندما كنا مدرسات كنا نلتزم بجدول مقسم بالساعات كنا ننجز فيه أعمال كثيرة ...فما بال الساعات الآن تمر دون إنجار ...قد تهاوننا في أوقاتنا ...لم تعد لنا هيبة فصارت الأيام والليالي تمر كالثواني .
كلا لم يعد هذا مقبول ....ولن يحدث مجدداً ، وهذا قرار.
أرسلت لي خطتها ووعدتها بإرسال خطتي ...وهكذا إيضاً ..كان .
بدأت اليوم وسأعود لأكتب عن تجربتي الجديدة .
أجمل ما يمكن أن تمتلكه علي الإطلاق ...أخ في الله أو أخت في الله ، اللهم كما وهبتني تلك الصحبة في الدنيا فاجمعني بها في الجنة .
وكل من قرأ  خاطرتي ، اللهم امين .

السبت، 6 سبتمبر 2014

عندما يفرح القلم

لا أحد ينكر خصوبة الأفكار وكثرتها ووفرتها ...لكن الكتابة أحياناً تكون ممتعة عندما تقبل النفس عليها رلا غلاقة لحالات الإنسان كالحزن ،الفرح أو أي مشاعر أخري تفرضها المواقف .

الأمر يتعلق فقط بإقبال النفس بتيسير من الله وتسهيل وتوفيق .
بالنسبة لي تمر علي أوقات يكاد القلم فيها يسبق يدي بالكتابة من فرط إندفاعه .
يصل لآخر الكلمة قبل أن يتم حروفها الأولى .
ربما هو يدرك تزاحم الأفكار وتدفقها ...ويخشى أن تفلت فكرة دون أن يدونها ويوثقها .....عندما يفرح القلم يلون الحياة بلون ما رأيت مثله .

عندما تخرج الكلمة ناقصة أشعر بشيء ما ينبهني لخطأ ما فأعود ...فأرى طيفها  ولا أراها،  عندها أُبطئ من سرعته وأتدارك غفلته فبعض الحروف في خسارتها خسارة لفكرة .

أجمل لحظات حياتي هي عندما يفرح القلم وأقساها وأمرّها عندما يقف قلمي عاجزاًعن الكتابة ...حائراً .

عودة الفرجة للقلم تشبه عودة الروح .


الخميس، 7 أغسطس 2014

جميل وعده

سألتني محدثتي ... ماكو شي إييني في حياتي كامل ؟
لم أجد ما أواسي به نفسها وأنا أرى  كل ذلك الكم من الغضب .       
أحياناً نحتاج للصمت لأن الكلام ، كل الكلام لن يجدي نفعاً عنذما يكون الغضب جارفاً .
تعددت مواقف أقل مانقول عنها أنها مزعجة في مجال العمل وتجمعت وصارت  كالفروع المتشابكة  حتى سدت مجال نظرها و لم تجد في حياتها جانب مشرق ...مع أن الجوانب المضيئة  في حياتنا كلنا بلا استثناء كثيرة إلا أننا حين تضيق نفوسنا لانراها .


جاهدت نفسي في أن لا أُبدي رأيي وأن أكتفي  بالإستماع .... الإستماع فقط  إلى أن  هدأت ، أغلقت الهاتف .

التفت فجأة إلى فنجان الشاي الذي سبق لي أن جهزته ...فإذا به بارد كالصقيع ...لم يكن كاملاً كما توقعته  وأردته ...ولم أرغب به .

لم تكن حياتنا يوماً كاملة .
لن نعيش في هذه الأرض ...(حياتنا الدنيا)  بصورة كاملة من الروعة والجمال والراحة ....لأنها دار مؤقتة ومرحلة مليئة بالتحديات .... ولا بد من اجتيازها .... كلها .
نحن نعلم جيداً أن لا أحد سيستقر فيها ... ومع ذلك نتصرف وكأننا باقون فيها ...نضيق بأحوالها المتقلبة تزعجنا مواقف نعلم تماماً أنها لن تدوم ....نتأفف نتذمر ، نكثر من الشكوي .


لاينبغي لنا في أي حال من الأحوال أن نضعف بهذه الصورة لأننا إن فعلنا فإننا سنجمع على أنفسنا يأس من الدنيا ويأس من الآخرة وسنكون  كالمكذبين بوعد الله سبحانه وتعالى ونمكن عدو الله من قلوبنا .

ماأشنع ما نفعله بأنفسنا !
وما أجمل أن نحمل نفوس راضية بالبلاء كما ترضى بالنعمة وتسكن بها .
ماأجمل أن نُري الله تمام التسليم والرضا ...في أحلك الظروف .
أعلم أن هناك ظروف قاسية جداً  لكن على قدر مرارة الصبر تكون المكافأة ...بل وأكثر ...إلي أن نصل لفكرة ...من غير حساب ، سبحان الله العالم بمدى ألمنا والقادر على مواساتنا بجميل وعده وكفى .

الاثنين، 6 يناير 2014

اللهم هذا حالنا

موجة كبيرة من الفوضى تعم العالم ... قتل ودمار ، جور وظلم  لا أحد يستمع للآخر ، غضب هادر لايعرف ولا يعترف بالحوار ...أي حوار !
 لم يعد  لتلك الكلمة مكان  ، ضحايا في كل مكان ، العالم يئن من الوجع  ضاقت النفوس وتبلدت العقول .
 كثيراً ماتفاجأ بأفعال لا تصدر من عاقل ...ولكنها على أية حال صدرت من أناس كنا نعدهم عقلاء ...قد خاب ظننا في الكثير .
أعلام قضينا سنينن تلهمنا أفكارهم .
 أزهرت كلماتهم  وملئت أجواءنا فرح ثم فجأة وبلا مقدمات صاروا يقذفون الدمار ويدعون له بصورة سافرة .
وسقطت أعلامنا واحد تلو الآخر ...القليل منهم ثابت والكثير ممن كان له تأثير طيب صار تأثير آخر ...غير جيد .
 ماعادت الناس تعرف هل ماسبق كان حقيقي ؟ وأين كان كل هذا الفكرالجديد  ؟  صرنا نتساءل هل حدث تحول في الإتجاه فجأة ؟ اللهم إنا نسألك الثبات .
 اللهم إنا نعوذ بك من أن نضِل أو نضلل ونردي الآخرين معنا .
 والله إنه لأمر جلل .
 صارت الكتابة ترف وصارت المفاجآت اليومية من أخبار الدمار وجنون القتل بسبب وبلاسبب شيء يومي ...قد ضاقت نفوسنا ، لاحوار لاقبول للطرف الآخر .
 صار دم الإنسان أبخس من التراب .
كانت رؤية الجثث شيئ مفزع واليوم من كثرتها وتعددها وتكرار عرض الجديد في كل يوم أمات  شيء في قلوبنا التي في صدونا ، وكما قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ( القابض على دينه كالقابض على جمرة ).
  شيء محير وغريب  إذ تتساءل بينك وبين نفسك : أين ذهب العقلاء ؟
وأين هي الهيبة  ؟
أين اختفت العقول ؟
ولم كثر السفهاء ؟
أين أصحاب الأخلاق؟
بل أين الأمانة ...قد ضاعت ، أين الصدق ..رحل .
 ولم ساد أهل الجهل والكفر والضلال وعديمي المبادئ  والأخلاق ؟
ألا  أيها المتنازعون على الجيفة ....أليس فيكم رجل حكيم ؟ إنها لاتساوي عند الله جناح بعوضة ...وتدركون ذلك جيداً وفي في كل حال وعلى أيه حال تتنازعونها .
تباً لصغر عقولكم وتقصيركم في دينكم وفساد قلوبكم التي ماتت في حب الدنيا .
ماعادت دموع البشر تحرك فيكم رحمة ،،أمراض وأوجاع ،تشرد وحاجة ،فقد وألم ،جوع ودمار ..إلخ
تداعت علينا الأمم ونحن في غفلة ....كيف وكأن مالنا عيون ولا عقول ولا قلوب لننهض ...عفواً وعذراً عن كلمتي هذه قبل أن أكتبها ...صرنا كالخراف يؤخذ ببعضنا إلى المسلخ والباقي يستمر في الرعي وكأن مايحدث لايخصه .
أجزاء وأقسام من كثرتها بدا توحدنا شبه مستحيل ...المؤسف أنها متناحرة  معظمهم مشغول لأنفه في كيل التهم لغيرة منشغل عن تعديل فكره المعوج  والرجوع إلى الله  ...وكأن الدنيا مهيأة لأمر جلل .