الثلاثاء، 29 مايو 2012

لست معدن رخيص

لكل منا صورة نموذجية نرى فيها أنفسنا ونحن نؤدي أدوارنا في الحياة أداء عالي الجودة ... وعندما نتصرف بطريقة خطأ فإننا نقارن أداءنا الحالي بما وضعناه أمامنا كنموذج فنُعدل ونُقوّم  أفعالنا لنصل لهدفنا نحقق به السعادة ونرفع من تقديرنا لذاتنا فنحب أنفسنا أكثر ويزيد قدر احترامنا لذاتنا  ، فإن لم نفعل  شعرنا بالسوء حيال أنفسنا .

حب الذات خير داعم ضد الخوف من رفض الآخرين أو الفشل بأنواعه ، عندما نحب أنفسنا بدرجة كافية لن نلتفت لآراء الآخرين فينا وما إن كانوا يروننا على صواب أو خطأ ....عندما نحب أنفسنا كفاية فإننا نتخذ قراراتنا وفق لما نريد ، لمايناسبنا لا وفق مايراه الآخرين .

ألا يقولون أنك  ماتفكر فيه ؟ بنفس المنظور أنت ماتقوله لنفسك عن نفسك عندما تقول لنفسك أنك تنشر الحب في كل مكان تتواجد فيه فإن إيماءاتك ، حديثك ، ملامح وجهك تنطق بالإيجابية والفرح وسيلاحظها كل من يختلط بك .

صورتنا الذاتية تخرج من خلال تصرفاتنا لترسم ملامحها الواضحة سواء أكانت إيجابية أم سلبية فتكون ملهمة أو ....مثيرة للشفقة ، الكل يأتي لهذه الدنيا ثم يغادرها وتبقى طريقة تعاملنا التي تتحدث بوضوح عن حقيقتنا ومعدنا ....لا أحد يرغب في أن يكون معدن رخيص .

قدم أفضل مالديك ولا تظن أنك لاتملك أن تقدم الأفضل ....ماتملكه متميز لدرجة أن لا شخص في هذا العالم الفسيح يشابهك فيه .... لديك شيء فريد ، قدر ذاتك المتميزة تقدير رفيع المُستوى وأحبها وانظر لها وكأنها صلبة مبتكرة ، طيبة محبوبة ،مقنعة ناجحة  لتصطبغ حياتك بتلك الألوان المتميزة .

الشعور بالدونية والقصور شعور مزيف وغير حقيقي فلست أقل من أحد ولا يفوقك أحد فيمايملك فلا تقلل من شأن نفسك  ... لست معدناً رخيص .... تفوق أي شخص في مجال ما دليل قوي على أنك  تستطيع أن تحقق ماحققه فالله سبحانه وتعالي  عادل في توزيعه للنعم على البشر لكن منهم من وثق بنفسه وقدراته وصدق بوجودها ومنهم من لم يفعل .....فأي نوع من الأشخاص أنت ؟

تاريخ النصيرية

الاثنين، 28 مايو 2012

تضامن أطفال السويد

لفت نظري وأنا أفتح الرسائل عبر الجوال رسالة  فيديو ظهر فيها مجموعة كبيرة من أطفال السويد يدخلون  أحد المجمعات  كما يدخل الأطفال عادة ... إذ يثيرون ضجه ويُضيفون للمكان روح وحركة وصخب ، ساروا مسافة  قصيرة  ثم فجأة ألقوا بأنفسهم على الأرض ...يمثلون أنهم جثث  وكأن شيء  ما أصابهم وكأن ذلك المكان الجميل تحول إلى آخر كريه وسط ذهول رواد المجمع الذين  صاروا يرون مشهد لم يتوقعونه ولم يستطيعوا تفسيرة  ....لم فعل الأطفال ذلك ؟
احتجاجاً على قتل أطفال سوريا  وتضامنا معهم ...الله أكبر
 وعُقب على المشهد بعبارة ( الإنسانية ثقافة ) ، قلوب الأطفال الخالية من الهم ، السعيدة ، المرحة صارت تتألم وتتوجع لعظم ما يحدث في سوريا ... للطفولة الموءودة هناك .... أطفالنا يُقتّلون كل يوم ووصلت أخبارهم أرجاء الأرض وذاك السفاح ماض في إراقة الدماء .

اللهم هذا حالنا لايخفى عليك
وصلنا لدرجة من الذل وحب الدنيا  ماجعلنا نكتفي بإرسال فُضول الأموال
اللهم مافزعنا لهم ولا نصرناههم
اللهم تركنا كافر يفتك بهم ويحصد أرواحهم كما يحصد الزراع زرعه ... ولم يكن زرعه ، كان خادماً لهم يدير شئونهم ، كان مؤتمناَ على حياتهم وأمنهم وكل شئونهم وتخيل ذلك الخادم البائس أنه ربهم فسلبهم كل ما يملكون وأول ماسلب أمنهم ولما رأى سكوت العالم ....صار يسلبهم كل يوم حياتهم .
اللهم وجرينا خلف الدنيا وخلينا بينه وبينهم ...مع أنك وعدتنا بخيري الدنيا والآخرة إن نحن نصرناهم وفديناهم بأرواجنا .
اللهم لا عذر لنا وإن اعتذرنا
اللهم اهدي أطفال السويد للإسلام لأنهم أوقظوا فينا شيء أطال النوم  ولأنهم لفتوا نظر العالم لمأساة إخواننا الذين ينامون ويصبحون عليها .
جاء في نفس الرسالة أن رجل أعمال سعودي تصدق بجميع ماله وكل ممتلكاته العينية والنقدية للجيش الحر ولم يترك له سوى بيته وقوت عياله ..... الله أكبر وكأننا نتلقى البشائر ... وكأننا في عهد الصحابة ، وكأن الأمل بدأ يُظهر وجهه  .
اللهم أعز صاحب القلب الكبير الذي افتدى إخوانه العُزل بجميع ماله  وخصه بخيري الدنيا والآخرة وجازه على إحسانه واجعله يتقدم خلقك يوم الجزاء .
اللهم وخلصنا من حب الدنيا واجعل الجهاد غاية لنا وراية نلتف حولها حتى نحقق النصر ونرفع الظلم ونقتلع الشوكة التي آذت المسلمين وآلمتهم .
اللهم لم شعثنا ووحد كلمتنا ،اللهم واهدنا لنجعل ماتريد فوق ما نريد .....اللهم ردنا إليك رداً جميلا .


الأحد، 27 مايو 2012

إبداء عدم الرضا


عندما تنشأ وأنت تحمل اعتقاد بأنك شخص جيد فإن ذلك الإعتقاد يترسخ لديك وتظل تحمله في نفسك مهما حدث لك ...تنظر لنفسك كشخص له قيمة رفيعة وذات صلة وطيدة بالعالم من حوله ، مانقبلة ونحن صغار كحقيقة يتحول مع الأيام إلى حقيقة ... كلمات الوالدين سواء أكانت داعمة ومشجعة أو محبطة ...لها قدرة على تشكيل شخصية الأبناء .


إبداء عدم الرضا والإنتقاد المُتواصل ،العقاب بأنواعه دون شرح أسبابه يُشعر الطفل بأن هناك ما يسوء في شخصيته  لأنه يعتقد أن الوالدين يعرفان حقيقته فيشعر بينه وبين ذاته أنه  يستحق هذه المعاملة ...لايستحق الحب ، وأنه قليل الأهمية .

غالب المشكلات التي تعترض الناس تمتد جذورها إلى مرحلة الطفولة ...هناك نقص في الحب وهوحاجة أساسية ومهمة  وإلا شعر الطفل بعدم الأمان والخوف والتوتر الداخلي ... الطفل الذي يفتقد الحب قد يسيء السلوك ، يغضب ، يشعر بالإحباط ،إنعدام الطموح ، ضعف التواصل مع الآخرين .

النقد بصوت عال  والعقاب باستمرار والحرمان من الحب أشياء تُلقي الذعر في نفس الطفل  وتُشعره بالضآلة والضعف والعجز عن عمل شيء بصورة جيدة  تبني أمامه حواجز تبرز كلما فكر بالقيام بأمر جديد أو يُشكل تحدي فيشعر بكل المشاعر التي تحول بينه وبين التقدم خطوة ...وهكذا يشعر عندما يواجه صعوبات فيما بعد وكأنه يتذكر العقاب ، النقد الذي ينتظره من والديه .

جذور الخوف من الفشل تكونت من الإنتقاد الهدام في أيام الطفولة وقامت بتثبيت الطفل في مكانه إلى أن أصبح راشد وعلمته كيف يبخس نفسه حقها ، علمته أن لايفكر حتى بالمحاولة إن أراد التقدم ،علمته كيف إن لا يعتقد بقدراته ووضعت أمامه كل المبررات بعدم استطاعته لتحقيق مايريد .... هو يرى رأي والديه فيه بوضوح ويرى النقد رفض .

حرمان الطفل من الحب والقبول يعد أذى نفسي بالغ الأثر إذ يجعل الشخص فيما بعد يناضل في يأس ليكسب رضا الآخرين  فهو يعيد تطبيق علاقة طفولته  بوالديه ( يريد أن يقوم بكل مايريده والديه حتى لا يتوقفان عن حبه ) .


عندما نقول لانستطيع فإننا نعني بأننا نخشى الإخفاق أو الإنتقاد وأننا نرغب في الأمان ......لانرغب في النضال من أجل أهدافنا ، فرصنا ، وما يمكن أن نحققه فنضيع إمكاناتنا .
وحتى نحسن أدائنا علينا أن نتعرف على ملامح صورتنا الذاتية التي تكونت من مفاهيمنا حول أنفسنا و حول قدراتنا والتي تشتمل على خبراتنا وقراراتنا وتجاربنا على أنواعها ،أفكارنا وانفعالاتنا .......ثم نحسنها لتتحسن حياتنا .

الأحد، 13 مايو 2012

اللهم انصر أهلنا في سوريا

سبحان الله عندما ترى المظاهرات في سوريا ينتقل  لقلبك شعورهم بالفرح لماترى من تلك الروح التي مايزيدها القتل والتنكيل إلا إصراراً.
ذكرتني بجملة سمعتها من قبل في التلفاز قالها ثائر ليبي ( أنا إنسان ...ماني حيوان ) ،عندما يصرخ الإنسان ناطقاً بها من قلبه  تكون أقرب  للحظة وعي ولحظة قرار لاعودة منه ....وإلا ماذا كنتم تحسبون ، هل تقاد الشعوب بالعنف ؟ أوحسبتم أنها قطعان ماشية تخاف من العصا ؟ هل يستطيع العنف أن يسلب الحرية من الإنسان رغماً عنه ؟
 قد كرم الله الإنسان وأعزه وزاده الإسلام عزة وكرامة لايقبل معها أن يقاد كالحيوان بأي صورة من الصور وأي شكل من الأشكال .....يوم أن تقرر الشعوب أن تسترجع حق اغتُصب منها فإنها تكون جادة وماضية لتحققه مهما كان الثمن ...و.الحرية لاتعادلها قيمة .


شعب يعاني من القتل اليومي البشع بكل الطرق ويخرج للمظاهرات بشكل يومي ....وكأنه يُزف  الشهداء إلى الجنة سبحان الله قد اتخذ الإيمان في قلوبهم وطنا فلم يعول على مجلس أمن أو قوى خارجية ... شمر عن ساعديه ومضى في طريقه ...فأي ثبات وأى قوة وتصميم وإصرار ....لا عجب توكلوا على الله فأغناهم  ....من أنفسهم .



عندما تراهم تظنهم صقور صغار وكبار لا ترهب أو تجبن أو حتى تُخرج صوت ألمها ... سبحان من خلقهم  وكأنهم صفوة الأمة في وقتنا هذا الذي انشغلت فيه الأمة بالتوافه وأشغلت .
مافعلت اسرائيل مافعله بشار بشعبه .... قد أثبت بأفعاله الرديئة أنه لايستحق ذلك الشعب وليس أميناً عليه ولايصلح أن يكون قائد ... حتى لأغنام ... آخر ما أملى عليه قلبه الأسود أن يقيد الأسرى ويفجر بهم أماكن تعج بأفراد من شعبه ثم يدعي أنها من فعل الثوار ( الإرهابيين ) بزعمه ...على من يكذب ؟ أعلى الله ، قد أمعن بالظلم وانحدر أكثر مما انحدر طاغوت ليبيا وإن شاء الله تكون نهايته أبشع  .
مع هذا لم يخضعوا له ولن يخضعوا يوماً ... وهل من الحكمة أن يخضع المسلم العزيز لزنديق ... كلا ليست هذه الحياة التي أرادها الله له ... خلق الله الإنسان ليوحده ويعبده وهؤلاء لاموحدين ولامسلمين ....فلم يسلم المسلمون  من لسانهم ويدهم لذا لا سمع لهم ولاطاعة .


لم يخلقوا الإنسان  .....فِلم  يرغبوا في أن يسلبون روحه ؟
أفيخيرونه بين الرق أو الموت ؟
قداختار الموت ....عذراً الحياة الأبدية ... الحياة عند الله ( بسم الله الرحمن الرحيم ..أحياء ...عند ربهم ... يرزقون )
إنها آية.... لمن كان له عقل ليتدبرها .
اللهم أذل أهل الشرك والمشركين وانصر من وحّدك ،اللهم احفظ أهل سوريا بحفظك وانصرهم واشرح صدورهم وزلزل أعدائهم ...من أفسدوا في الأرض وآذوا عبادك وأهلكوا الحرث والنسل وعاثوا في الأرض الفساد .
 اللهم انصر أهلنا في سوريا ، اللهم وهبهم من خيري الدنيا والآخرة .


الأربعاء، 2 مايو 2012

الحياة لا تسير وفق ماتريد

الإستمرار في أي عمل هو وحده الذي يطرح النتائج المرضية ....كثير من الناس يقولون أنهم قدموا للآخرين خدمات وتضحيات وكانت بلا نتائج ....لم كانت بلا نتائج لأنهم عند نقطة ما توقفوا وقرروا أن لا نتائج وكفوا عن المحاولة ، فكان لهم ذلك بمعنى لم يحصلوا على شيء ولن يحصلوا عليه ، نقطة التوقف تلك حسمت الموضوع ...مامعنى الإخلاص ؟ أكيد أن القرار بالتوقف عن عمل ماكنا نعمله ليس جزء من كلمة الإخلاص أو معناها ...الإخلاص يعني الإستمرار في فعل ما كنا نفعله  كما لو كنا لاننتظر نتيجة وهذا التوجه هو الذي يمدنا بقوة تدفعنا للمواصة ويطرح ثماره في النهاية ....في النهاية وكثيراً ماتكون النهاية قريبة ومُرضية مالم نستعجلها .


الحياة لا تسير وفق ما تريد ....كلا ، الحياة تمشي بك في طريق  قديكون في بعض أجزاءه وعورة تُظهر أنت فيه مدى صلابتك وقوتك وإيمانك وصبرك وكااافة إمكاناتك التي وهبها الله لك ....لا أن تفقدها وأحياناً لا تحصل على ماتريده  عندها عليك أن تتحلى بالرضا مثلما تتحلى به عندما تحصل على كل شيء ...هنا تثبت صدق عبوديتك وصدق إيمانك وقوتك الحقيقية .


لتكن لك أحلام كثيرة ولتكن مخلص لها وتأكد أن كل خطواتك التي تخطوها لا تشابهها خطوات  لأنها فريدة مثلما خلقك الله فريد لايشابهك إنسان على وجه الأرض ولن يُشابهك أحد ... أن دليل كبير على مدى قدرة الله سبحانه وتعالى وكما طريقتك فريدة في التعامل مع تحدياتك ...اجعلها الأفضل  ، ميزها بالحماس والإخلاص والشجاعة في تقبل حتى الأسوأ وكأنه الأفضل ...لأنه حقاً كذلك إن احتسبت واستشعرت أن الله يرى  قبولك ورضاك بما يبتليك ويحبه .