الخميس، 7 يناير 2010

من أقوى الملكات


أحيانا نفقد معلومة ما عندما نكون في أمس الحاجة لها ونحاول جاهدين أن نتذكرها بسرعة إلا أن جميع محاولاتنا تبوء بالفشل ,وبعد فترة نجد أن تلك المعلومة حلت علينا فجأة ,نتمنى حينها لو أنها جاءت في الوقت المناسب ,على سبيل المثال عندما نلتقي بشخص ما ونريد أن نسلم عليه ونحن نعرفه تماما لكن وفجأة يختفي اسمه من ذاكرتنا ,أحيانا يتقدم هو لملاقاتنا فنحرج من هذا الموقف الغريب ,نكمل حديثنا دون التطرق للإسم ......والكارثة تحدث عندما يوجه لنا سؤال في قمة الإحراج :هل تذكرني؟.......بالطبع ,هكذا يكون جوابنا وهذا ما يحدث بالفعل ,فنحن نذكر كل شيئ إلا الإسم ,لا ندري كيف ولكننا وبطريقة ما نتملص من أصعب سؤال ,وبعد فترة يأتي الإسم على حين غفلة ...نعم فلان ,أين أنت ولم لم تأتي في الوقت المناسب ؟أيضا يحدث هذا الأمر عندما نحاول أن نتذكر معلومة درسناها أثناء استعدادنا لتقديم إمتحا ن ما ,ما أن نقرأ السؤال حتى تتبخر المعلومة وكأنها طيور الحمام فزعت وغادرت البيت تستجمع كل ما أوتيت من قوة الإرادة لتتذكرها لكنك في كل مرة تحاول فيها تصبح أكثر تعجز عن استرجاعها .....أتدري متى تعود ؟عندما نغادر قاعة الإمتحان ,عندما يقل الضغط الذهني لديك فتنساب الإجابات التي كنت تبحث عنها بسهولة .عندما نفقد معلومة في الوقت الذي نكون فيه في أمس الحاجة لها يكون السبب هو محاولتنا إجبارأنفسنا على التذكر ولإستدعاء وهذا يندرج تحت قانون الجهد المعكوس فأدي جهدنا في التذكر إلى الفشل وليس النجاح ..حصلنا على عكس ما رغبنا فيه ,غالبا يكون تفكيرنا في تلك اللحظة على العقبة التي تقف في طريق تحقيقنا لرغبتنا لذا نحن لا نصل للنتيجة التي نريدها ,فنفكر في أننا لن نتذكر فنحاول أكثر وأكثر ويزيد الأمر تعقيدا في كل مرة .
لنتجنب هذا الوضع علينا أن لا نستعجل استدعاء المعلومات فالعنف لن يؤدي لحل إنه يصل بنا للمزيد من التوتر والخوف اللذان يقفان في طريق حل المشكلة ,علينا بالمقابل أن نسترخي ونثق أن تلك المعلومة ستصل في الوقت المناسب ,علينا أن نتعامل مع الأمر بسهولة ,قبل الإمتحان مثلا , خذ قسط من الراحة ولو فترة بسيطة بعد أن تكون قد استذكرت وفكر في أن الإمتحان سيكون سهل وأنك ستذكر كل معلومة بسهولة ويسر ,تخيل أنك خرجت من الإمتحان وقد أجبت على أسئلته بصورة مرضية ,تخيل النجاح وحصولك على درجات مرتفعة .......تخيل أن ذاكرتك ستخدمك بطريقة فريدة في كل المواقف وليس فقط الإمتحان ....نحن نملك الخيال وهو أقوى ملكاتنا ,علينا أن نتذكر أن حياتنا تتشكل وفق ما نتخيله لأنفسنا وما نتوقعه ,ألا ترى أننا أحيانا عندما يحدث أمر ما نقول :هذا بالضبط ما توقعته أن يحدث ...قد فكرت فيه ,تخيلته فجذبته لك ,ابتعد عن التفكير في الأشياء التي تسير عكس ما تريده ,ابتعد عن التفكير في أنك ستنسى الأسماء أو المعلومات المهمة أو تواريخ محددة تحتاجها في أثناء تقديمك للإمتحان ,لا تقل أنا دوما أنسى ....استعد جيدا واستعن بالله وكن على يقين تام بأنك ستحقق أبعد مما تريد ....تذكر أن تتخيل التفوق وليس فقط النجاح .

ليست هناك تعليقات: