الأحد، 10 يناير 2010

كل منا يستطيع أن يختار




كلنا نرغب بأن تكون لنا السيطرة الكاملة على حياتنا لدرجة أن نعمل كل شيء على الوجه الصحيح ولا نترك الأحداث الخارجية تمتص جزء من طاقتنا وتضعف من كفاءتنا في إدارة شئون حياتنا فتغير ما نفعله وتحدد الفترة التي نعاني بها من أي صعوبة فنقبل مثلا أفعال وأفكار أشخاص يتسمون بالسلبية ,أو نتعامل مع زحام حركة المرور بعصبية أو عدم راحة , لن نستطيع أن نغير من يتسم بالسلبية لكننا نسنطيع أن نوقف تحكمهم بنا بأن لا نقبل أفعالهم أو أفكارهم ,لن نستطيع أن نغير الزحام لكننا نستطيع أن نغير طريقتنا في التعامل معه ,وقس على ذلك الكثير .
الحقبقة أن موقفنا الذي نتخذه من الأشياء التي نواجهها أو الأشخاص ليس فيه أي نوع من الجبر بل هو اختيار, لسنا مجبرين على الشعور بالغضب أو الضغط عندما لا يسير شيء على هوانا ,عادة نحن نتخذ إما موقف سلبي أو إيجابي من الحياة ككل وكل منا يستطيع أن يختار , واختيارنا يحدد مستقبلنا .
بمجرد تغيير موقفنا تتغير حياتنا وباستطاعة موقف واحد أن يؤثر على بقية حياتنا , وليست سطحية أو إفراط في التفاؤل أن نرى الجوانب الإيجابية في الأشياء ونتجاهل السلبيات ,وبغض النظر عن ظروفنا فإن موقفنا منها يمنحنا القدرة على الإختيار الجيد أو يسلبها منا .
من السهل أن تلاحظ المواقف السلبية التي يتخذها الآخرون من تحدياتهم لكنك لا تلاحظ ذلك في نفسك عندما تتصرف بطريقة مماثلة , فمثلا قد نتبنى موقف سلبي ولا نلاحظ ذلك على أنفسنا, لكن حتى إن نبهنا الآخرون ولفتوا نظرنا إليه فإننا في أول الأمر قد لا نوافقهم على رأيهم ونأخذ وقت ليس بالقليل حتى نعترف بخطأنا وطريقتنا في معالجة الأمور ونظرتنا لتحدياتنا مما يجعل هذه الطريقة راسخة بعض الشيء ربما لأننا اعتدنا على نهجها ......علينا أن نتحلى بالمرونة والإنصات للنصيحة وحسن الظن في الآخرين ,والأهم عدم التحرج من الرجوع عن الخطأ.
الموقف السلبي في النظر للأشياء يولد التوتر والقلق والضغط ويؤثر على صحتنا , وتبديل هذا الموقف يجعلنا كمن يستعيد حياته من جديد ,الهدوء يعمل على استعادة السيطرة على النفس, بالهدوء نستطيع أن نغير من موقفنا من الأشياء إن النظرة السيئة للأشياء لا تؤثر بالسلب علينا فقط وإنما على كل من حولنا ,إن اختيارنا تبني موقف إيجابي من الظروف السلبية في حياتنا يجعلنا نتكيف معها ونغير علاقتنا بها فنحافظ على كفاءة طريقتنا واسلوب حياتنا .

ليست هناك تعليقات: