الأحد، 8 ديسمبر 2013

باعتذر لك ...مرة بعد مرة

مع الأسف خاب الظن في ناس وايد ، والحقيقةإن اكتشاف ذلك الكم الهائل من الزيف ليست مفاجأة ...كلا ليست كذلك ولكنها صدمة ، نعم صدمة وياكثر ما ننصدم ...كأننا أطفال صغار ننبهر بالنتائج  ونوقف فاتحين عيوننا وأفواهنا ...طيب ليش ؟
يمكن مانبي نصدق  شي معروف  ... ماهو هذا الشي ؟ إن أكثر الناس للأسف ليس كما كنا نعتقد .

أنا لما الحين مصدومة لدرجة إني أكتب بالعامية والفصحى بنفس الوقت وما أبي أغير ولا أعدل ...محتجة على هالنتائج المبهرة  الصادمة .

أثاري الناس تتجمل بالصفات والمزايا والزخارف والألوان والأغلفة ....وهي في الحقيقة ...واقع مؤلم ...إي والله مؤلم .
حقيقة البعض تشعرني بالمرض والتعب والوهن .
كلمة مزيفين علي قياسهم وتناسبهم ..أما البعض فهي صغيرة عليهم .
لما تكتشف زيف أحد في وقت مبكر فهذا شي زين ..لا فوق الزين لكن لما تكتشف زيفه متأخر فهذا ...واسمح لي أقول إنه أكبر كف للدنيا لك ....أثارينا ياجماعة نايمين بالعسل ...ياليتنا كملنا نومتنا ولا اكتشفنا حقيقته .

وخذ هذه الحقيقة ...أكثر الناس المزيفين  يتقنون دورهم تماماً ، ياعالم هذه حقيقة كبيييرة
أكبر من أن أستوعبها ...وآنا هنا  أتكلم عن نفسي .
الحقيقة لها وجه مايجامل كلش ..أبد وملامحه حادة لدرجة إنها ماتنحني .

خل توخر ويها شويه علما أرتب أوراقي وأحزم أمتعتي ...لأُغادر .
 (ما أبي أختلط مع المزيفين )...هذه العبارة قلتها من زمان لما كنت أعتقد إن عددالمزيفين في حياتي  قليل ...لكن اليوم أحس إني أعيش في عالم مزدحم بهم ، عالم كامل من الزيف آنا ما أتكلم عن المجاملات .لأ هذه رسائل صغيرة مليئة بالحب .
آنا أتكلم عن إللي يظهر المعزة والمحبة ويضمر شيء خلاف ذلك ، إللي مستعد يبيعك وينزل عند أول محطة
 إللي يبيك يمه تشوف شنو إللي يريحه
 إللي يبيك دوم تأيده  حتى وإن كان غلطان
تسليه ،تجاوب على كل أسئلته 
 تتبعه مثل الخروف
 وتصير إذا يبي مظلة أو تمثال أو أو أو ...وماراح يعجبكم كلامي إن أكملت .
يمكن لما يكبر الإنسان يكتشف حقائق كثيرة كانت مخفية  فيختار أن يصغّر عالمه .
ياعالم ...كم أنت مزيف .

نصيحة قلل معرفتك بالناس واهتم بشأن نفسك وخل لها الأولوية إلا من يذكرك بالله فهذا احرص عليه أما المزيفين فهم أهل دنيا ...ولن ينفعونك بل سيشغلونك ثم ينفضوا من حولك .
اعتذر لك يانفسي
قد أرهقتك
أتعبتك
أشغلتك
باعتذر لك مرة بعد مرة

 

الثلاثاء، 29 أكتوبر 2013

ثقافة بائسة

كثير من الناس يتعاملون فيما بينهم بمقياس لبيع والشراء ...دعنا نقول تبادل ، أعطيتني أُعطيك ، نظرة تجارية لا بل أكثر حرص فالتجارة معرضة للربح والخسارة ...وتجارتهم تلك لا خسارة فيها فكل خطواتها مدروسة محسوبة ومحسومة نتائجها مقدماً .


كيف ؟
إن أعطاني هدية أعطيته هدية .
إن اتصل بي اتصلت به
إن حضر عزيمتي حضرت عزيمته
إن عزّاني ...عزيته
إن مكث في العزاء ثلاثة أيام ...أمكث في عزاءه بالمثل
إن شكرني على طبق أهديته له ...أشكره ، وإلا تجاهلته .
وقس على ذلك الكثير
إنها تجارة محسومة النتائج ومضمونة ، تجارة مع الخلق ...لكنها أبداً ليست تجارة مع الله ...وليست رابحة .

أيضاً  ، كيف ؟
لأنها لم تكن لوجه الله ولالنيل الأجر والثواب منه سبحانه وإنما لغاية دنيوية وفائدة قريبة ...من البشر
ولأن فائدتها دنيوية والنية تحصيلها الآن فقد انتقص فيها أجرنا ..ولا أقول لا أجر فيها لأنني لا أعلم ولن أفتري على الله سبحانه .

الأصل في أعمالنا ...كل الأعمال الصغيرة منها والكبيرة هو رضا الله سبحانه ..وهذا شرط مهم إن تكون خالصة لله ...ننظر ونرجو ونتأمل ونرغب ونطمح ونحن نؤديها أن يكون لدينا صدق وحسن العبودية لله .

مهم جداً وأكثر مما قد يتصور أحد أن يكون الحبل الذي بيننا وبين الله متين وفريد بحيث نعتقد وبصدق ويقين أن لاحبل معه ...لايوازيه ولايماثله ولا يجاوره حبل آخر ...أبداً ...لا أحد .

الأصل في دنيانا علاقة واحدة ...من أجلها نحسن للجميع ، الجميع  من أقرب الناس لنا إلي أبعدهم  وتنتهي إلى كل كبد رطبة ...بلا مقابل ...هي علاقتنا بالله .
بدأت منذ القديم ...كلا ليس يوم ولادتنا ...الأمر ليس كذلك ، وإنما يوم أن خلقنا الله كالذراري في صلب أبونا ادم وخاطبنا قائلاً سبحانه ( ألست بربكم ) ...وقلنا ( بلى) .
في ذاك الوقت بدأت علاقتنا بربنا وكل نفس تولد على الفطرة تعرف ربها ...لكن هناك من أضله أبواه أو مجتمعه أو أي طرف آخر ... فلم يهتدي للإسلام وهذا شأنه .

ولدنا وعشنا حياة لهدف وغاية .. هي رضا الله ... نتحرى رضاه في كل أعمالنا ...هي تجارة نعم لكنها تجارة مع الله ، نعمل فيُحسب لنا الأجر فنستبشر فنريد ويزيد الله سبحانه وتعالى وقد قال عنها ربنا أنه تجارة لن تبور ...لن تبور وضع تحتها عشرة خطوط   ...لا خسارة فيها وإن صور لنا عقلنا ونفسنا أننا خسرنا ، كلا لاخسران فيها ، لكن النفس ترغب في رؤية النتائج  ، عجولة وأشياء أخرى مثل الحرص وغيره كثير فتتهاون وتحجم وتتردد وذلك لضعف يقينها ..وإيمانها ...لكن مع الناس هي ترى نتائج  فتتفاوت ردود أفعالها فتحرص على كل ما يحقق لها فائدة  فورية تستطيع أن ترصدها .... وتتجاهل عكس ذلك .

وفاتها أمرأن  الله سبحانه وتعالى ليس كالخلق  ...فقد تحسن إليهم وتتعهدهم وتبذل روحك لأجلهم ...وهذه طبعا مبالغة لا أقصد الروح بالضبط ولكن تعمل الكثير من أجلهم ثم تمر أحداث أو تحدث مواقف ...صغيرة أو كبيرة فيتغيرون ويتبدلون ...وينكرونك ...وقد يمرون عليك كالغرباء إن لم ينسونك والتاريخ يحمل الكثير من القصص التي تؤيد ماقلته ... فإن حزنت فأنت تستحق ماحدث لك .

أتعرف لماذا ؟ وأنا هنا لست ضدك ولكني أُلفت النظر للذكرى ،  نعود للسؤال لماذا؟
لأن مافعلته ليس لله وإلا لما حزنت ....من يحسن للغير ونيته لله كأن يكون عبداً شكورا ، كأن يحسن للخلق وهو يفكر بأن الله يحب الإحسان لخلقه لن يحزن أبداً ....فقد تاجر مع الله وهو رابح في كل الأحوال .
قد يضيع المعروف مع الناس لكنه لا يضيع مع الله .
التجارة مع الخلق قد تكون خاسرة من أولها أو وسطها وأكبر خسارة عندما تخسر في نهاية الطريق ...لكن التجارة مع الله رابحة من بدايتها ...للنهاية .
 الناجح فينا من ابتعد عن تلك الثقافة البائسة التي تحمل بين طياتها النفاق والمجاملات العقيمة الباترة لجانب مهم ، جانب الإخلاص لله .

طوال حياتك عاملك الله سبحانه   بالحب بالجود والكرم حتى عندما تعصيه أو تعرض وتبخل  ...أفلا تتعلم منها شيئ ؟

سبحانك اللهم ماعبدناك حق عبادتك ،اللهم أقل العثرة واغفر الزلة ، اللهم أنر قلوبنا بنور من عندك وثبتنا على الطريق الذي ترتضيه
وأعنا على نتعامل بالطيب من القول والفعل .... وأن نحب مانفعل لأننا لم نُشرك فيه أحد سواك .


الثلاثاء، 8 أكتوبر 2013

الحلافة الكذابة

قالت محدثتي وسأطرح ماقالت باللهجة العامية : باأعطي عقلي راحة من باجر وماراح أفكر في رضا زيد ولاعبيد ... لأنهم صاروا متعبين وأنانيين .

باجر بجرب شي جديد ، بجرب إني أكون فظة معاهم (  الأبناء ) لامجاملة ولا حتي ابتسامة .
باجر بعيش الأنانية بكامل أناقتها ...وبشوف مُخرجاتها ، بقلدهم ، بتصرف مثلهم باجر بتقمص دورهم .
تجربة لمدة يوم وراح أكتب خطواتي بالتفصيل .
 ولما صار باجر نسيت لا أبدأ تجربتي أو أكتب خطواتي اليوم وتصرفت مثل ماكنت أتصرف في العادة  وقلت في نفسي : حسنًا سأبدا ...باجر ... وأيضاً نسيت   ... يالله مرت الأيام يوم ورا يوم  وتذكرت   سالفة الحلافة الكذابة ...الله يرحم الألوليين ماخلوا للتاليين شي .،، انتهى .

الحلافة الكذابة قصة قديمة من التراث الكويتي يمكن أكون ذكرتها في كتابات سابقة باختصار هي قصة شاب كان يتأخر في العودة للمنزل ليلاً وكان هذا الأمر يزعج والدته كثيراً ....وكثيراً ما نصحته ورجته في أن يعود باكراً لكنه لم يكن يهتم لماتقوله على أية حال وكانت آخر وسيلة لها هي تهديده بأنه إذا رجع في الغد متأخراً فإنه لن يجد عشاء وأقسمت على ذلك .

عاد الإبن في الغد متأخراً وكالعادة يكاد  يسقط من الجوع دخل البيت ووجد عشاءه محفوظ ، تعشى ونام ...وهكذا كان يفعل كل يوم  كان  يعود متأخراً وكان يجد عشاء ...كانت المسكينة  تقسم كل يوم ألا تطعمه لكنها تفعل ....إلى أن جاء يوم توفت فيه أُمه ، حزن علي فقدانها وكذلك والده لكن غالباً الأب لا يظل عازباً ، باختصار تزوج الوالد وكانت زوجته تقوم بواجباتها ، بعد فترة خرج الإبن مع أصحابه ...وتأخر في العودة وعندما عاد وجد زوجة أبيه في انتظاره  فتحت الباب ورمقته بنظرة ثم قالت : في الغد إن تأخرت لن تجد عشاء ، دخل الإبن وتناول العشاء ونام ....ظن أنها ستتصرف كوالدته فلم يهتم لما قالته .

في اليوم التالي عاد متأخراً وجائعاً ... دخل البيت يبحث عن عشاء لكنه لم يجد شيء ...قديماً لم يكن هناك ثلاجة أو اختيارات أخرى أو حتى فاكهة ...لم يكن هناك شيء من ذلك القبيل ....جلس على الأرض وصار يبكي ويقول : أين الحلافة الكذابة ...أين أمي التي تقسم في كل مرة ويرق قلبها لي .

هكذا هي الأم فرفقاً بالقلب الكبير .


 


الأربعاء، 2 أكتوبر 2013

يوم العيد

يوم العيد كنا مجموعة أطفال محشورين في سيارة قاصدين مكان ما ، ربما زيارة لأحد الأقارب أنا حتى لاأذكر بالضبط أين هي وجهتنا  مررنا بقريبة لنا  لنصطحبها معنا وبينما كنا ننتظرها إذ خرجت من بيتها صديقة لها كانت تزورها في وقت مبكر من ذلك الصباح ...اتجهت لنا مباشرة لتلقي علينا التحية ...ولا أنسى أبداً تلك العينين ، كان البكاء قد أعمل بهما حتى أنه ألقى عليهما غطاء من الحزن ...ولأنها اكتحلت بكحل من النوع القديم لذا فقد خرج من عينيها وتكوم في الخارج وكأنه يرسم على تلك المنطقة خارطة بدت كالقديمة ، كنا في قمة السعادة لذلك صدمني مدى حزنها رغم أنها كانت تخفيه خلف ابتسامة حقيقية وحب حقيقي والأطفال هم أفضل من يتعرف علي الشعور الحقيقي من المزيف ....لكنها نسيت أن تمسح تلك الدموع ، وكنت أتساءل بيني وبين نفسي لم هي حزينة ...في العيد؟ أويحزن الناس في العيد؟  تبعتها عيناي إلى أن اختفت بين الدروب .

كبرت وعشت الكثير من التجارب واكتشفت أن الإنسان ممكن أن يحزن في العيد وغير العيد وأن التجارب قد تكون قاسية لدرجة أننا نقع تحت وطئتها ..تغلبنا ، تطرحنا لكنها لا تدوم وهذا من رحمة الله سبحانه إذ تحدث أشياء ويتواجد أشخاص يكونون كالدواء الذي يخفف آلآم الجروح وبمجرد أن يسكن الألم يتكون نور في القلب ، من صنع الله ورحمته يكبر شيئياً فشيئاً ليتحول الألم لتجربة استخرجت أفضل مافينا لنتعامل به معها وبقى أن كل ما استخدمناه من فضل الله ومنته وفقنا الله له برحمته  وربما لأننا وضعنا أساس مهم في نفوسنا ، في قلوبنا أن علاقتنا بالله قويه وعلى اتصال دائم به سبحانه ليست فقط في العبادات وإنما في المناجاة اليومية في كل عارض يحصل لنا في كل نعمة نحصل عليها في كل مايلفت نظرنا من مشاهد في كل نعمة ، في كل تحد ، في التقرب إليه ، في الدعاءوالإستعانه به سبحانه .

التجارب والتحديات ليس لها وظيفة سوى التعرض لنا سواء كانت بسيطة أو كبيرة  ونتفاوت في طريقة تلقيها أو التعامل معها ... وصّدق أن الإتصال بالله نور وقبس يلقى عليها لنتعرف على أجزاءها  فنتصرف بطريقة صحيحة بها الكثير من الحكمة والكثير من الإحتساب والصبر .


الاثنين، 23 سبتمبر 2013

تم

سبحان من جعل أيامنا مختلفة واليوم الواحد متلون بكل ألوان الطيف ، أقصد تكتسب مشاعرنا به ألوان متعددة وأحيانا ًتتداخل لتكون لون جديد .
 في يوم واحد وخلال ساعات نفرح نحزن نحتار نتألم نشعر بالغبطة نتألم لدرجة أننا لانقوى علي التنفس ، نخشع ....ومشاعر كثيرة أحياناً الكلمات لاتستطيع أن تترجمها إلى حروف .

لنا آمال ، لنا أحلام ، وأهداف لم تتحقق بعد وأخرى في طريقها للتحقق ونحتاج ليقين تام ،  يقين يأخذ بيدنا ونحن نمشي في طريقنا ...الوعر ، الحياة ليس سهلة ، كلا ولم تكن يوماً كذلك وفعلاً نحتاج لقوة يقين ليكون كالسند والداعم والدافع .

تخيل لوكانت لديك حاجة لدى( س ) من الناس وأنت تدرك تماماً أنه يملكها ومستحيل أن يقابلك بالرفض  ...تخيل لو أن ذلك الشخص من الجود بحيث أنك ذاهب له ومتأكد أن حاجتك مقضية ...أتعرف كيف الشعور بالضبط ؟ كأن تشعر بالسعادة وأنت ذاهب وكأنها تحققت ولايتطلب حصولك عليها سوى طلبك لها .

ولله المثل الأعلى ، عندما تؤلمك الأحداث ، عندما لاتستطيع أن تفصح عن مدى ضيقك  يكفى أن تتجه لله  ليخففها عليك ، أن تكون برداً وسلاماً ...وستكون كذلك .


يقينك بذلك الشخص الذي طلبت حاجتك منه وقال : تم  يجب أن لا ينزل ولو  درجة واحدة عندما تطلب حاجتك من الله ، لماذا ؟ لأن درجة اليقين تلك تساوى درجة الإستجابة ...تساويها وربما بل أكيد تكون الإستجابة أكبر وأكبر ...بكثير فأنت تتعامل مع الله .


لايمكن أن يكون البشر أكرم من الله سبحانه ...ولا تتخيل كيف يتعامل  الله الكريم  الوهاب مع من ملأ اليقين قلبه .


عندما ترفع يديك اتجه بقلبك إلى الله وتأكد بأن ماتطلبه قد تم .


الخميس، 12 سبتمبر 2013

كيف يسلم اليهودي ؟

بعثت  قريبة لي برسالة هاتفية استلَمتها من صديقة لها مفادها  ...    (نجاة النهاري كاتبة يهودية يمنية الجنسية كتبت مقال يستحق القراءة أتمنى أن تقرأوه بعمق ) .
ولما فتحت الرابط وقرأت مافيه فإذا به هالهدية المبالغ في تزيين غلافها أما مضمونها فهو سم زعاف ...يردي ضعاف النفوس ويزلزل من كان إيمانه ضعيف أو من يقف كما يقال على شفا جرف هار ، يدخل الشك في من كان بابه موارب وجاهز لدخول كل أنواع الهُراء .
لنقرأ معاً رسالتها :
المهندسة  نجاة النهاري / كيف يسلم  «اليهودي » ؟ وهذا حال المسلمين ...؟!!
 تقول كثيرون وجهوا لى الدعوة للتخلي عن معتقدي اليهودي ودخول الإسلام .
 وكثيرون أيضاً يلعنونني كل يوم ويصفوني بالكافرة ويقولون أن غير المسلمين مصيرهم إلى نار الله .

بعث لي الأصدقاء قصة جميلة عن النبي محمد ويهودي كان يسكن جواره ويلحق به الأذى والنبي يصبر عليه وعندما مرض اليهودي زاره النبي (فخجل اليهودي من أخلاقه)  ودخل الإسلام ...عندما قرأتها فهمت أن تصرفات وأخلاق النبي محمد كانت هي مقياس اليهودي للإعجاب بالإسلام واعتناقه قبل حتى أن يقرأ مافي القرآن ، لحظتها تساءلت مع نفسي : ياترى المسلمون اليوم بماذا سيغرون اليهودي لدخول الإسلام ؟

أرجو أن لاتغضبكم صراحتي فأنا أُحاول أن أفهم الإسلام على طريقة اليهودي الذي أسلم بسبب تصرفات النبي قبل كلام القرآن .

وسأناقش الموضوع بثلاث نقاط :
أولاً : المسلمون اليوم مذاهب متعددة وكل مذهب يعتبر الآخر كافر ويحلل قتله ...فلو أردت كيهودية دخول الإسلام فهل أدخله من باب السنة أم الشيعة ؟أم المذاهب الأُخرى ؟ وأي منها أعيش فيه بسلام ولا يحلل قتلي أنصار مذاهب الإسلام الأُخرى ؟


تحدثت لصديقتي المسلمة في بيروت عن دعوات الأصدقاء لدخول الإسلام وأثناء النقاش فوجىت أن المسلمين سيتفرقون إلى  ٧٠ فرقة كلها في النار باستثناء فرقة واحدة ستدخل الجنة فسألت صديقتي عن اسم هذه الفرقة فقالت أنها لا تعرفها ولا يوجد مسلم يعرفها لكن كل فرقة تدعي أنها هي المقصودة ....!!



تساءلت مع نفسي : ياترى إذا أراد يهودي دخول الإسلام فعند أي فرقة يذهب ليتحول إلى مسلم ؟
 ومن من علماء المسلمين يعطيه ضمان أكيد بأنه سينضم للفرقة الصحيحة التي لا يعذبها الله ؟!!
فهذه مغامرة كبيرة وخطيرة جداً .

ثانياً :المسلمون اليوم يتقاتلون بينهم البين في كل مكان ويذبحون بعضهم البعض بطرق بشعة جداً فكيف يقتنع اليهودي بدخول الإسلام إذا وجد المسلم يقتل أخيه بسبب الدين نفسه بينما لايمكن أن يسمع أحدكم بأن اليهود يقتلون بعضهم البعض بسبب الدين ؟ بل على العكس اسرائيل أقامت دولتها بسبب الدين .


قبل يومين قرأت تقرير تم تقديمه للأمم المتحدة من دول عربية مسلمة يتحدث عن ٨٠ ألف مسلم تم قتلهم في سوريا خلال سنتين فقط بأيدي المسلمين سواء من النظام أم المعارضة ...ورأيت مقطع فيديو لأحد مقاتلي المعارضة وهويخرج قلب جندي ويأكله ...أي مسلم يأكل قلب أخيه المسلم !!!

كما كنت قرأت إحصائيات عن عدد القتلى في العراق خلال الحرب الأهلية المذهبية تقدرهم بأكثر من ٢٨٠ ألف عراقي غالبيتهم العظمى مسلمون وقليل جداً مسيحيون .

سأكتفي بهذين المثلين وأترك لكم التفكير والتأمل والتساؤل كيف يمكن لليهودي أو المسيحي أن يقتنع ويطمئن قلبه لدخول الإسلام إذا كان هذا حال المسلمين ؟ مع أني واثقة كل الثقة أن ما يحدث ليس من تعاليم الإسلام لأن جميع الأديان السماوية تدعو للسلام .


ثالثاً: عندما دعا  النبي محمد  الناس للإسلام فإنه أغراهم بالحرية والعدل والخلاص من الظلم والجهل والفقر لذلك تبعوه الناس لكن اليوم عندما  يدعوا المسلمون اليهود لدخول الإسلام بماذا يغرونهم ؟

لنكون صريحين وصادقين : فمعظم دولنا العربية الإسلامية يعمها الفقر والجهل والظلم وانتهاكات حقوق الإنسان وتفتقر للتنمية والقوة الإقتصادية ولولا ذلك لما قامت ثورات الربيع العربي بينما الدول التي يديرها مسيحيون ويهود ممن يعتبرهم البعض (كفار ) أصبحت هي من تغري المسلمين للهجرة إليها والعمل أو العيش فيها ... بل هي من تصنع للمسلمين حتى ملابسهم الداخلية وأرجوالمعذرة لذلك فليس القصد السخرية وإنما اعتراف ومصارحة بالواقع الذي يعيشه العالم اليوم !

صحيح أنا يهودية لكنني أحترم الإسلام وأجد فيما يحدثني عنه المسلمون دستوراً عظيما للحياة الإنسانية وتمسكي بعقيدتي ليس كفراً كما يعتقد البعض فقد بعث لي بعض الأصدقاء بنص من القرآن يؤكد أنه لم يكفر أصحاب الأديان ويقول النص ( ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون )

لذلك بدأت أقرأ دراسات عن القرآن وكل يوم تزداد حيرتي أكثر وأبقى أسأل نفسي : لماذا إذن العالم الإسلامي وصل إلى هذا الحال رغم أنه لديه دستور ديني رائع ونبي عظيم كان يجعل اليهودي يتبعه بسلوك صغير قبل معرفة مافي القرآن بينما اليوم ينظر غير المسلمين إلى المسلم بريبة وخوف !!؟    إنتهى



حسناً فالنرد على تساؤلاتها :
 أما من ناحية أنه يستحق القراءة فهو كذلك ...لم؟ لأن ماترمي له لا يتعلق بحيرتها ، كلا إنه شيء آخر سنتوصل له من خلال ردنا عليها .
كثيرون وجهوا لها الدعوة للتخلي عن معتقدها اليهودي ودخول الإسلام وكثيرون يلعنونها ويصفونها بالكافرة ويقولون أن غير المسلمين مصيرهم إلى نار الله .
أولاً لتعلم أن الله في غنى عن إسلامها ولن يزيد في ملكه شيء إن هي آمنت وهي من يحتاج لأن تؤمن بالله الواحد .

في حديث عن حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال ( والذي نفس محمد بيدة ماسمع بي يهودي ولانصراني ولم يؤمن بما أُرسلت به إلا كان من أصحاب النار ...وهذا دليل لم يخترعه المسلمون وإنما هو حديث عن نبينا الذي لاينطق عن الهوى ، وهذه حقيقة أدركها من عرف الله حقيقته  فشرح  صدره وأنكرها من عرف الله مافي صدره من مكابرة أو أى شيء غير ذلك  وهو كثير وهم كُثر .

أما القصة الجميلة التي بعث لها بها أحد أصدقاءها عن قصة اليهودي الذي دخل بالإسلام والذي نسبت إسلامه  بسبب خجله من نبينا الذي كانت أخلاقه سبب في دخول ذاك اليهودي في الإسلام ...قد  أسلم اليهودي لأنه عرف الحق وعرف أن صاحب ذلك الخلق نبي  وعرف أن الإسلام يهذب أخلاق الناس وكان إسلامه  فضل من الله عليه .
عجباً وهل يحتاج أي يهودي للإغراء ليدخل في التوحيد وعبادة الله ، هل يحتاج أي إنسان بالدنيا إلى اسلوب معين وإقناع وجهد ليعرف الله .؟.. ألا تكفيه دعوة ؟....إن كان بحاجة لأكثر من ذلك فهو معاند وهذا حال اليهود وغيرهم من الأمم المكذبة .... ألم يقولوا أرنا الله جهرة ؟
أسلم اليهودي لأنه يعلم أن هناك نبي آخر قد ذُكر في التوراة .


احتجت بأن المسلمين مذاهب متعددة وكل مذهب يعتبر الآخر كافر وهذا غير صحيح ...نعم انقسم المسلمون إلى فرق عدة ربما ثلاث وسبعون لأسباب كثيرة ولا يعتبر الآخر كافر سوى الشيعة والسنة .
واضح من أفعال بعض الشيعة كفرهم كمن يؤله على أو الجماعة العلوية فقط على حد علمي  ومن يؤله العباد كافر ...لذا يكفرهم السنة .
بعض الشيعة يكفر السنة ليس لأن السنة كفار كلا حاشا لله وإنما لغلو وكذب وإفتراء بعض  زعماء الشيعة وعدا ذلك لايكفر المسلم أخيه المسلم  .
إن كان المسلمون انقسموا إلي ٧٣ فاليهود قد انقسموا إلى ٧١ وهي تدرك ذلك .

تساءلت إن أردت الدخول في الإسلام فهل أدخل من باب السنة أم الشيعة ...لتدخلي في الإسلام اشهدي أولاً  بأن الله واحد وأن محمد رسول الله وهذا يكفي ، لست بحاجة للإنتماء لأي طائفة يكفيك كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام .


 كيف أعيش بسلام ولايحلل قتلي أنصار مذاهب الإسلام الأخرى  ؟
لاتحلل أي من المذاهب قتل أي مسلم سوى ماذكرنا فدم المسلم على المسلم حرام .
أما سؤالك عن الفرقة الناجية فهي التي اتبعت ماكان عليه أول الأمة ، النبي والصحابة الكرام وهو الضمان الحقيقي للنجاة من النار ... وليس في الأمر أية مغامرة .

المسلمون يتقاتلون بصورة بشعة في سوريا بسبب اعتداء الشيعة بشكل سافر على أهل السنة في سوريا والعراق وغيرها من الأماكن ولا أحد ينكر ذلك المسألة ليست كبح ثورة وإنما إبادة بسبب العقيدة المنحرفة التي تجيز وتحلل قتل أهل السنة .... وذبحهم كالنعاج بدم بارد ونفس كفت عن رؤية الحق والصواب .

 تقول أن المسلم يقتل المسلم بسبب الدين نفسه .....كلا هذا غير صحيح بل يُقتل المسلمون على يد خوارج الأُمة  لمحاربة الدين وخنقه وهذا ليس مجال للشرح .


 لايمكن أن يسمع أحدكم بأن اليهود يقتلون بعضهم بسبب الدين  ....صحيح ، لم ؟
لأن الدين عند الله الإسلام .
 لأن لادين بعد محمد سوى الإسلام .
 ماعليه اليهود والنصاري هو الكفر للأسف ...وعذراً لقولي ذلك وانظروا للحديث الذي ذكرته ، فلم يتقاتلون ؟ وكلهم على الكفر ؟ ماذا يريد الشيطان بقتالهم وهم وافقوه على ترك عبادة الله على الدين الذي اختاره الله لهم وظلوا على ماوجدوا عليه اباءهم وأجدادهم ؟
رفضوا دعوة محمد ونبذوها فماذا يريد الشيطان بهم ؟
 إن  لم يستجيب  اليهودي والمسيحي لدعوة الله  ويرضى بقبول رسالة بعث بها الله  سبحانه بيد محمد فلن يطمئن أبداً .... فراحة النفس  بقربها من خالقها .


هنا قالت جملة عجيبة ( مع أني واثقة كل الثقة أن ما يحدث ليس من تعاليم الإسلام لأن جميع الأديان السماوية تدعو للسلام )
هذا اعتراف منها أن الإسلام دين سماوي ، هي تعرف الحق لكنها ترفضه  كما رفضة الكثير من اليهود ...ليس ذلك فقط وإنما تسعى لتشكك المسلمين في دينهم وتطعن به وتبغضهم في حالهم الذي صار لايسر أحد بسبب الإبتعاد عن الدين وذلك أيضاً بسبب اليهود الذين سعوا ليبعدوا أبناءنا عن القرآن ثم  شرعوا  بالطعن في عقيدتهم .
العدل والخلاص موجود في الإسلام إلى قيام الساعة رغماً عن اليهود ، أُمتنا تعبة من البعد عن الدين واتباع اليهود والنصارى لكنها ستقوم من جديد وسينصرها الله .

لسنا نبحث عن إغراء اليهود بالدخول في الإسلام ونعرف  وتعرفون أنكم قتلة الأنبياء ...من آمن منكم فلنفسه ومن كفر فعليها .


معظم دولنا الإسلامية ...نعم فيها فقر وجهل وظلم وانتهاكات لحقوق الإنسان وتفتقر للتنمية وهي ابتلاءات وكلها تهون وأجرنا محفوظ المهم نعرف الله ونوحده ونحبه ونعبده والدول التي يديرها يهود ونصارى ( كفار ) كما قالت برسالتها هي من تصنع للمسلمين ملابسهم الداخلية وطلبت المعذرة فليس القصد السخرية ...... بل تسخرين ألا فاعلمي أن  جنتكم بالدنيا  ...وستعلمين يوم الوعيد من الذي سيسخر من الآخر .
واعلمي أن تمسكك بعقيدتك كفر صراح  وصديقك الذي أخبرك أنه ليس كفر لايعلم من الدين شيء ...فلا يفتي .
لست في حيرة عزيزتي الحقيقة واضحة و تعرفون الحق كما تعرفون أبنادكم ... والطريق إلى الله واضح لمن رغب فيه بحق ...لمن عرف الله صدق بحثه عن الحقيقة ...فشرح صدره لها .

وصل العالم الإسلامي لهذا الحال بسبب كره اليهود للإسلام  ... ولن يضرنا بإذن الله كيدكم وسيعود الإسلام قوياً عزيزاً بإذن الله.

الخميس، 13 يونيو 2013

كن بجانبي

تؤلمنا بعض أحداث حياتنا  وأحياناً تطحننا تحت عجلاتها .
و في بعض أيامنا  التي قد تتوالى وتتتابع تنغلق  كل الأبواب ...كلها ؟
 أجل كلها بلا استثناء ونشعر أن الروح ترغب في الفرار .
ترغب .في نقطة ضوء واحدة ...وعندما نصل لمرحلة لم نعد نحتمل فيها أكثر ....تبدأ قطع صغيرة تتجمع من حولنا لتمنحنا أكثر مما تمنيناه ...ونسعد من جديد .
 كيف تتجمع ؟
 حسناً زيارة قصيرة  من أخ ، رسالة مفرحة ، سؤال من عزيز ،ابتسامة ، كلمة طيبة ، مساعدة ...وهنا تكتمل حياتنا  وتزهر من جديد .


ماأجمل أن تحظى بمجموعة نفيسة من البشر تغمرك بحبها واهتمامها ....والأجمل أن تكون أنت نفسك مهتم بالآخرين ، تتلمس حاجتهم  تشعر بفرحهم وألمهم ،تداوي جروحهم ، تكن هناك عندما يحتاجون لك .

وقفة من  عزيز أو صديق تمد الطرفين بطاقة دافعة تعينه ليحمل جبال من الهموم والمصاعب ، أحيانا يكون مانحتاجه فقط السند ، أن نشعر أن هناك من يقف بجانبنا ، حتى دون أن يفعل شيء .
كن بجانبي .

السبت، 8 يونيو 2013

معاركنا الصغيرة

ليس كل شيء في الحياة يستحق أن نخوض المعارك من أجله ، هناك أشياء صغيرة وغير مهمة علينا أن نحنى رؤوسنا لتمر .
بالمقابل هناك أشياء  تحتاج لجدال وتصدي لأنها تنازل  عن ما  نعتقده .

هناك من يواجهون ويحاربون أي شيء وأي تصرف وأي فكرة  ...وتتساءل بينك وبين نفسك ، تُرى كيف تكون حياتهم ؟
معارك من أجل توافه .
ومعايشة الإحباط في كل مرة ، لم ؟ ...الناس يختلفون في آرائهم  وليس شرط أن نتوافق في كل الأفكار ، ماتراه مقبول قد لا أراه كذلك .
عندما نجادل في كل أمر ونتخذ من الجدل أسلوب حياة  ...قد نضل في النهاية ولا نميز ماهو حق وصواب .
رغبتنا في أن نجعل الأشياء دوماً في صالحنا أثناء جدالنا ( خوض معاركنا ) قد يتحول لمسألة كبيرة...وقد نعدها شخصية .


الحياة عموماً ...قد لا تكون كما نحب ،   قد لا يتصرف الآخرين في حياتنا كما نريد ...هناك الكثير من الناس في حياتنا يختلفون معنا ، لا تعجبنا تصرفاتهم ولا تعجبهم تصرفاتنا ... هذا أمر عادي إن أرت له أن يكون عادي ... أو قد يكون غير ذلك إن  حولته سبب لمعركة

لسنا مثاليين وغيرنا كذلك وتفكيرنا بالمثالية يضيف لحياتنا ضغط جديد ويسحب منا مشاعرنا الهادئة .

الآن هل من المهم والضروري أن أُثبت أنني على حق ؟ ...وأن الطرف الآخر مخطئ ؟
هل من الضروري بالنسبة لي أن أواجه شخصاً ما لأنه أخطأ ؟
هل من المهم أن ندخل في نقاش بسبب سوء خدمة في مكان عام ؟
هل من المهم أن أحول مسألة تجاوز مريض في عيادة ما لدوره ... قضية ؟
...أشياء كثيرة وصغيرة  قد يبلغ عددها الالآف إن اهتممت بها جميعا وحولتها لقضية ستتحول حياتي لملف قضايا متضخم ...وهذه ليست حياة طبيعية  .
فإن أهملتها عمداً مرة بعد مرة ستجد أن شاشتك قد صفت وصرت تبصر أشياءً جديدة وجميلة .


نتمنى

نتمنى أن تحيطنا الحياة بكل الأشياء والأحداث الجميلة ونحتلف في توقعاتنا فيما إن كانت ستحدث لنا  وبالتالي يختلف مانحصل عليه منا من كمايكون على يقين من أنها ستحدث ،،، وتحدث ، منا من يتشكك فيما إن كانت كلها ستحدث ...ويتعطل بعضها ويقف قبل أن تصل له ، بفضل وبسبب تشككه وعدم كمال  يقينه  ...البعض يكاد يكون متأكداً أن لاشيء سيصل له ...ولايصل له شيء منها أو أغلبها بسبب سوء ظنه ...هذا هو قانون الحياة ...على قدر جمال روحك يسعى لك الخير....نعم يسعى لك الخير ،جمال الروح والرضا المادة الأساسية لسعادتنا وليس  قدر مانحصل عليه .....الحرص الشديد على الدنيا قد يحرمك من التمتع بالأشياء الجميلة وإن حصلت عليها ...الإنغماس في حب الدنيا ونسيان ماعندالله والدار الآخرة من أكبر المنغصات التي تجرد روحنا من السعادة الحقيقية .


بالإضافة لطريقة تفكيرنا هناك العمل الجاد ..لاشيء سيصل لك إلى مكانك فهذه الدار ليست دار جزاء ..هي دار عمل وجد واجتهاد وكد وتعب وعلى قدر اجتهادك على قدر ماتحصل عليه ...بشرط عدم الإستعجال  لأن استعجالك سيبطئ عنك الرزق ، لن تمن على الله بشيء وسوء أدب مع الله أن تستعجل رزقك وهذا بحد ذاته شك في أن الله سيرزقك  أم لا  ... والله سبحانه تكفل برزقك هنا الشك يقدح في الإيمان وكما قلنا أن الشك سيعطل وقد يوقف وصول ماترغب به .





الأحد، 26 مايو 2013

بيني وبين الله

أبو الطيب مجاهد من سوريا يبلغ من العمر سبعون عاماً يتزعم كتيبة أسماها ( كتيبة أحباب الله )
أجرى معه أحد الشباب حوار بسيط عبارة عن   سؤال واحد ...قال له : لم تجاهد ؟
رد عليه الشيخ المجاهد لثلاثة أسباب ، أولاً أطلب الشهادة .
ثانيا حتى أرفع من همم الشباب القاعدين .
قالله محاوره : والثالثة ؟
ابتسم  الشيخ  وقال : وهذه بيني وبين الله .
استشهد الشيخ بعد ذلك اللقاء ....اللهم اجعله مع الشهداء وحقق له أمنيته الثالثة .
لم يمنعه كبر سنه من الجهاد.
ولم يختار  القعود وترك الجهاد للشباب بل وظف كبر السن في تحفيز من ترك الجهاد أو لايزال متردد في الإقدام عليه .
وضع أبو الطيب بصمته بوضوح ....عندما جاهد نفسة التي أحبت الحياة كأي نفس ورغبها بحياة أعظم وأفضل ، أحب شباب وطنه فرغبهم بالجهاد وتقدمهم ، أحب الله وقدم حبه ورضاه على حب أي شيء وكل شيء في الدنيا .

الأربعاء، 22 مايو 2013

لست وحدك

كثيراً ماتصدمنا دروس الحياة ، خاصة من يعيش واضعاً كما يقولون على عينيه نظارة وردية ...الحياة ليست سطحية ولا هي نزهة جميلة ولاتمشي بنا بلا هدف ، الدنيا ليست مكان للجزاء ...كلا إنها مكان للعمل للإجتهاد ، للجد ، للتنافس علي الآخرة ، على درجات عالية متباعدة ، متباينة في مزاياها ...في الجنة .

لذا علينا أن نفهم حقيقة  و جدية مانحن بصدده  وننظر بحكمة إلى حقيقة تحدياتنا ووظيفتها بحياتنا فهي لم تأتي لتؤذينا أو تضيق علينا ...كلا هي تأتي لتضيف لنا وتقيس درجة  مدى الرضا الذي نملكه والدرجة التي نملكها منه  تحدد الجزاء والثواب والله يضاعف لمن يشاء .

اتفقنا أنها اختبارات وامتحانات ...النقطة الثانية هي ولاحظ معي هذا المثل ، عندما نريد أن نختبر طالب في المرحلة المتوسطة فإن مستوى الإختبار يتناسب مع مستوى تحصيله الدراسي ولايمكن في أي حال من الأحوال أننا نختبرة في مواد أعلى من مستواه كأن تناسب المرحلة الثانوية ....لايمكن لذلك أن يحدث .....وهذا مايحدث لنا في الحياة فالله سبحانه وتعالى عادل وهو سبحانه يعرف حق المعرفة قدر الإيمان الذي يستقر في قلوبنا لذا تكون تحدياتنا واختباراتنا على قدر إيماننا ومستوى الرضا الذي نملكه ...ودرجة تحملنا ....وهذه بُشرى لمن كثرت تحدياته وكبرت وتوالت ...نعم ذلك يدل على أن إيمانه قوى .


التحديات تزيدنا درجة عند ربنا ...التحديات تحط عنا الخطايا ...تعالج نواحي القصور في حياتنا ، تعدل من مساراتنا ....كلها خير مهما كبرت .


يظن الإنسان ...عندما تنزل به المحن أنه الوحيد الذي يعاني ...إن كان مرض أو عقوق أو خسارات مادية أو أي نوع من الهزائم والفشل ....كلا لست الوحيد فهناك غيرك الكثير ...أتدري ...الكل مر بالتحديات ...الكل ويختلفون بدرجة تحدياتهم ، حسب مقدرتهم وقوة نفوسهم ، قوة إيمانهم ، مدى صلابتهم ، درجة حب الله لهم ...نعم هناك بشر يحبهم الله ويريد أن يخصهم بدرجة عالية وعملهم لا يسعفهم فيبتليهم لأن الله عدل ، هناك من توجد بصحائفهم أعمال ليست طيبة يريد الله أن يمحوها عنهم لأنه يحبهم فيبتليهم .


كيف تبين لله سبحانه وتعالى رضاك بما حل بك ؟ أن تصبر الصبر الجميل وتحتسب الأجر ...أن لا تضيق نفسك بالبلاء لأنها تدرك أنه خير ،لأنها تعرف مصدره فلا تكرهه .


وحتى تعرف أنك لست الوحيد ،إن أحسست بضيق افتح جهاز الحاسوب واكتب كلمة ضيق وانظر لأحوال البشر ، لست الوحيد وهذا أمر يقوى نفسك ويدفعك لأن تكون ردة فعلك مع مصاعب الدنيا أفضل ، يدفعك لأن تتميز وتكون أقوى وأكثر مقاومة ...لست وحدك من يعاني .

الأحد، 28 أبريل 2013

من علّمهم اسمك ؟

عندما يبدأ عام دراسي جديد ويصنف التلاميذ حسب مجموعهم ليسجلوا في فصول جديدة عادة يتجمع التلاميذ في مكان ما في المدرسة ويبدأ المعلم بقراءة الأسماء ومن يسمع اسمه يقف في صف معين وهكذا تُشكل فصول جديدة إيذانا بعام دراسي جديد ومرحلة جديدة ...المعلم الذي سيدرس هذا الفصل لا يعرف أسماء تلاميذه لذا هويحمل كشف بالأسماء ....


الآن تخيل معي أنك ذاهب لصلاة الجمعة  وملائكة جالسة عند بابه  وعندما تراك تكتب اسمك في سجلاتها ...من أين لها معرفة اسمك ؟ هوسؤال جوابه سهل ...الله سبحانه وتعالى علمها أسمائنا ، الملائكة تعرفنا كلنا حق المعرفة وتلك فكرة تبعث في النفس الرهبة والإجلال لله الذي علمنا كل مايجعل حياتنا تستقيم لكننا كثيراً مانغفل عنها ....والأكيد إنك إن استحضرت ذلك المشهد لن تؤخر حضورك للمسجد لآخر لحظة وستحرص على أن يكون اسمك في السجل مالم يكون من الأسماء الأولى أيضاً .

الفكرة الثانية أن الملائكة ينتهي جلوسها عند باب المسجد عندما يحضر الإمام ليخطب ...عندها تطوي سجلاتها وتدخل المسجد لتستمع للذكر ...جو إيماني عجيب  خاصة عندما تستحضر جلوس الملائكة في المسجد معك سيلفك الخشوع ولن تنشغل بشيء سوى الذكر ومايقوله خطيب الجمعة.



 عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إذا كان يوم الجمعة قعدت الملائكة على أبواب المسجد فكتبوا من جاء إلى الجمعة فإذا خرج الإمام طوت الملائكة الصحف ودخلت تسمع الذكر )    رواه البخاري


طوى الصحف يذكرنا بيوم القيامة يوم تطوى الصحف   ..يوم لارجعة فيه ولا فرصة أخرى لتعديل الأخطاء أو البدء من جديد ...أما الآن فمن فاته ذلك الخير    يستطيع أن يبدأ من جديد يستطيع أن يصلح ويقوّم الأداء ...الجُمع فرص وأبواب مفتوحة لينهل من الخير والغيث الشيء الكثير .


أضف لكل ذلك شعورك ويقينك من أن خطوتك عزيزة عند ربك سبحانه وتعالى ...كل خطوة لبيت من بيوت الله ترفعك درجة وتحط عنك خطيئة ...أي خير هذا وأي فضل ...سبحان من يتحبب إلىنا بالعطايا والهدايا ...اللهم نور بصائرنا وقلوبنا لنرى الحق حق وتفضل علينا باتباعه ووفقنا لعمل يرضيك عنا فلا تغضب علينا بعده  أبداً ....اللهم وأعنا على أن نكون كما تحب لنا أن نكون .

الأربعاء، 17 أبريل 2013

ماالذي تريده ؟

ما أكثر ما نركز على الأشياء التي لا نريدها ، الأشياء التي لا تروق لنا ، تزعجنا ، تجلب لنا الملل ...لذا عندما يسألنا شخص ما عن الأشياء التي لا تعجبنا  نجد أنفسنا بارعون في إحصاءها لذا تجدنا نجذبها لحياتنا بطريقة أو بأخرى  ربما لأننا لا نفكر إلا بها وكيف أنها تملأ حياتنا بينما نجد صعوبة كبيرة في إجابة السؤال التالي : ماالذي تريده ؟

أتراه سؤال صعب ؟ ربما هو كذلك.


حتى أننا أحياناً  وعندما تتأزم أُمورنا نتساءل بيننا وبين أنفسنا ...حقاً ماالذي نريده ؟ ... نعم هو سؤال صعب .
لم هو صعب ؟ ربما لأننا أخرجناه من دائرة تفكيرنا وركزنا على الأشياء التي لا نحبها ..... لا نحبها لكننا نجبر أنفسنا على التعايش معها رُغماً عنا ونعيش في ظلها المزعج نتذمر ونشتكي ...ونغضب  وهذا يساهم في  جلب المزيد منها  وكان الأفضل أن والمُفترض بنا أن نضع بديل مقابل  كل مالانحبه ...كأن نقول مثلاً لا أُحب .... وأُحب .....

عندما نضع أمامنا جدول طويل عريض بالأشياء التي لا نريدها  فإننا نحجب عن عقولنا رغباتنا الحقيقية  ...لن نعرفها ولن نجرؤ على معرفتها بالتالي لن نحلم حتى بها  لأننا لم نضعها حتى في دائرة الأُمنيات .


سؤال  يذُهل ( ما الذي أريده ؟ )  سؤال يعصف بالذهن ...( ماذا أُريد ؟ )
يجد المرء  نفسه  يقول .....لا أُريد شيء ..وماذا عساه  يريد إذا  كان كل  تفكيره متمركز حول الأشياء التي لا يريدها ، الأشياء التي تؤلمه ، تُتعبه  ، تهدر طاقته  ...حتى الرغبة  في مواصلة الطريق الذي سبق له وأن حدد ملامحه ومعالمه وغايته  فقدها .
كل منا يمر بفترات مخيبة للآمال يسبقها محطات فشل  أحياناً تكون متعاقبة ...قد يطول فيها مكوثنا ...وقتها نكتفي بالبحث عن الأمان ، لكن  حتى الأمان لايكمن في المكوث بل بالنهوض من جديد رغم كل شيء ... ولا أعذار .


سلسلة الأشياء التي لانريدها سلسلة لا تنقطع من تلقاء نفسها وإنما بوضوح رغباتنا وتركيزنا على مانريد ....بوضع حتى شيء واحد كبداية والسعي لتحقيقه بكل الطرق .

الإحباط مؤلم .... و تعلمنا أن الرغبة في الأشياء وعدم الحصول عليها مؤلم ...أشياء كثيرة كنا نرغب بها لكننا منعنا من الحصول عليها لأنها تسبب فوضى للكبار .....تعلمنا أن رغباتنا خطأ ،ومُنعت بعض الرغبات  ...خوفاً علينا ...وتعلمنا أن نتخلى عن رغباتنا ....بعض الرغبات طلبوا منا أن نحلم بها وبعضها منعونا من حتى  الحلم بها ....حتى  ضاعت وماتت   وما نريده  ...صرنا نركز على ما لا نريده  حماية لأنفسنا لكنها ليست الطريقة الصحيحة للأسف  ... صرنا نعيش ونتعايش  مع ما لانرغب به  فصار واقعنا  .


جميل أن نبدأ من جديد ونغير الألوان التي تملأ عالمنا ، جميل أن نسجل أُمنياتنا وأحلامنا والأجمل أن نلقي عليها نظرة مرة قبل أن ننام ومرة عندما نبدأ يوم جديد ، جميل أن نتعمد أن نتجاهل مايزعجنا وننشغل بما نريد وكأنه فرض يومي ...حتماً سننال من ذاك الجمال الشيئ الكثير.

الاثنين، 1 أبريل 2013

حياتنا هي حصيلة مانعتقده

لكل منا أفكار ومعتقدات والتي نحن متأكدون من صحتها ويعمل عقلنا على تجميع أشياء كثيرة ومواقف عديدةة تثبت صحة مانعتقده وكأنه يجمع أجزاء صورة أو لوحة ... حتى إذا فكرنا أن نواجه معتقد سلبي ونحن ندرك تماماً مدى سلبيته فإننا نتراجع ونتقهقر ولا نكمل الطريق ....خوفاً من المواجهة وكأننا صرنا أسراه .

المعتقد كالنبتة التي نزرعها أو يزرعها فينا الوالدين أو المدرسون ومع مر السنين تضرب بجذورها وتثبت نفسها داخل عقولنا ، بعضها يكون صحيح والبعض الآخر زائف وقد لانرغب في التخلص من الزائف منها لأننا نعتقد أننا  نجد فيها  هويتنا  وهذا خطأ .

يذكر روبن سيجر في كتابه ( تستطيع أن تغير حياتك وقتما تريد ) أنه في قديم الزمان كان هناك رجل أرمل يعمل فلاح ولديه إبنان يكبر أحدهما الآخر بثلاث سنوات وعندما بلغ أكبرهما سن الخامسةعشرةلم يستطع الأب أن يوفر له عمل في الأرض التي كان يعمل بها فأخذ الأب ابنه وسار به إلى بلدة أخرى لعل الإبن يجد له فرصة عمل هناك ...وعندما وصلا ودع الأب إبنه وقال له  : ( يابني لا تثق في أحد لأنك إن فعلي سُرقت وخُدعت فالأنانية تملأ قلوب الناس ، انتبه واحذر ولتن نفسك هي أول ما تُفكر به .


احتضن الإبن أباه وهو يذرف الدمع ثم بدأ رحلته في هذه الحياة يضع نُصب عينيه نصيحة والده .

مرت ثلاث سنوات وكبر الإبن الأصغر ووصل إلى السن التي يجب عندها أن يغادر المنزل ليبدأ رحلته في الحياة  ....كان الأب قد تزوج في تلك السنوات الثلاث التي مرت وصار مبتهج وسعيد مبتسم دائماً وأصبحت حياته أكثر إشراقاً ....أثناء سيره مع ابنه الأصغر إلى بلدة أُخرى نصح الأب إبنه قائلاً : ( أي بني اذهب وعش الحياة وتعرف على العالم وابحث عن الفرحة واعثر عليها ولتثق بأصحابك ولتحبهم واهتم لأمرهم ولتظهز لهم محبتك واهتمامك حتى تحصل على مثلها فإن أعطيت العالم شيء حصلت على مثله وأخيراً أُريد أن أُخبرك شيء ....إن عشت الحياة دون حب فكأنما عشت نصف عمرك ، لذا اذهب واعثر لنفسك على زوجة تحبها وتحبك ...وحينها سوف تملك العالم بأسره ) .


مرت الأيام ولم يحدث أن تقابل الشقيقان لفترة طويلة فكل منهما ألهته الدنيا وبعد سنوات طويلة مات الأب فعاد الشقيقان لحضور الجنازة وتقابلا لأول مرة منذ فراقهما بعد مرور خمسة وعشرون عاماً .

حكى كل منهما للآخر عن مغامراته منذ أن رحلا وقال كل منهما أنه وجد الحياة تماماً كما وصفها أبوهما .

الخميس، 21 مارس 2013

غيابك

كل ماغادرت أم ...المدينة
أذكر يوم مشيتي علي عجل
وأذكر لماكنت أقول
الله لا يحرمني منك ...وحصل
أذكر لماكنت أقول
الله يديمك فوق روسنا
تضحكين واضحك معك
وكأن حالنا هذا ...دوم
أنا ماتخيلت دنياي
بتمشي بدونك لودقيقه
حتى خيال ..ومشت
 بدقايق وثواني خالية
ماعاد يمليها شي



الجمعة، 1 مارس 2013

سؤال محير

البعض بعدما تتعرف عليه لفترة محدودة ...أو قد تطول تقف وقفة مع نفسك وتتساءل
قدعرفتك الروح قبل رؤيتك فأثنت واستبشرت ....وسعدت
وبعد اللقا ..خاب فيك الظن
هل أخطأت الروح ؟
أم تعجلت الثنا ؟
أم كلنا هكذا؟ ...فينا من العيوب
ماخفى ...حتى علينا ؟
سؤال محير .


الثلاثاء، 22 يناير 2013

حلقة ذكر ( ٧ ) والأخيرة





إن نويت أن تقوم الليل لتصلي ...من الذي يوقظك ؟
 إنه الله  سبحانه ..لاشيء جعلك تستيقظ سواه ...حسناً  إن استيقظت يوماً وقلت وأنت في فراشك [ لا إله إلا الله وحده لاشريك له،  له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ...كُتب لك قيام ليلة  لأن الله سبحانه  شكور .
ما أجمل أن تتجمل صلاتنا بالخشوع  والخضوع والدموع !
ما أجمل أن يستقر نظرنا لمكان السجود !
ما أجمل أن نستشعر أننا نناجي من يحبنا أكثر من والدينا !
اللهم لا تشغلنا بغيرك ونور قلوبنا بذكرك وشافنا بشفائك وداونا بدوائك .
كانت هذه آخر كلمات الداعية السعودية ( سناء كامل ) .
اللهم اجمعنا بها في أعالي الجنان .

حلقة ذكر (٦)

من استعان بالله واستعمل الأدوات التي تعينه على الصبر  دخل ضمن من قال عنهم الله سبحانه وتعالى : بسم الله الرحمن الرحيم [ أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة ) .
الصلاة من الله تعني ثناء الله عليهم في الملأ الأعلى .... تخيل أن الله يثني عليك عند الملائكة .
ويرزقك رحمة خاصة... بمعنى  أن  يسوق الله إليك الخير ولا يجعلك تسعى إليه ... فإذا نجحنا في أنواع الصبر الثلاثة نترقى لمرتبة أعلى ...مرتبة الرضا ....ومن يصبر يصبّره الله ...وما أُعطي عطاء أفضل من الصبر .
جنتك في الدنيا الصبر .
 والشكر درجات ...ومن أعظم الشكر أن تنشغل بالمنعم عن النعمة   .
إن تيقنت أن الله حكيم عرفت بقلبك أن مايحدث لك هو الأصلح لا غيره ...أبداً .
تعلّم أن تكون شكّاراً ..عوّد نفسك على شكر الله على كل شيء ...كل شيء إلى أن يصير الشكر بعد ذلك جزء منك  وسجية .

الأحد، 20 يناير 2013

حلقة ذكر ( ٥)

تكلمت الداعية عن تجربة شخصية عن ابنتها التي أنجبت بنت غاية في الجمال وبعد شهر ونيف توفيت الصغيرة وعندما دُفنت دخلت الداعية على ابنتها شاعرة بمدى الحزن الذي تعاني منه فقالت لها : قومي ياابنتي وصلي ....رفعت ابنتها رأسها ونظرت لوالدتها وكأنها تنظر للاشىء وقالت : لا أستطيع أن أقف.
الوالدة : بلى تستطيعين .
قامت البنت وصلت وعندما انتهت من الصلاة التفتت لوالدتها وقالت : أمي ... عندما سجدت شعرت وكأن كل ما حدث سقط مع السجود .
الحمد لله الذي لم يجملنا مالا نستطيع حمله واحتماله .
الحمد لله الذي يحبر الكسر بالإستعانة .
الحمد لله الذي  على قدر المصيبة ينزل رحمة وصبر ورضا .
ما أكبر الوجع عند موت الأصفياء  ... عندما يموت صفيك سواء أكان أحد الوالدين أو الإخوة ، الزوج ، الإبن فإن الله سبحانه يسأل الملائكة : ماذا فعل عبدي ...وهو به أعلم ... إذن فلم السؤال ؟
ياعبدالله إنما يسأل سبحانه ليباهي بك الملائكة ...مما قالته من فقدت صفيها ( لست بطلة ولكني تخيلت الملائكة تكتب تقرير عني وأردت أن يراني ربي في أحسن موقف .
عندما يموت صفيك وتسترجع يفبنى لك بيت في الجنة وعندما يُغسل وتتألم ... وتسترجع يبنى لك بيت ثانٍوكلما تذكرته واسترجعت ينبنى لك بيت آخر ولو بعد سنة أو أكثر  ...الإسترجاع هو تسليم ورضى وصبر وحب لله لذا كان الجزاء عظيم .... لم لأن الله شكور .

السبت، 19 يناير 2013

حلقة ذكر( ٤)

هناك أدوات تجلب معها الرضا  وتعين  عند  المصيبة   كالوضوء ، السجود ، القرآن وهذه أدوات فعالة من أول ثانية من استخدامها .
الواحد منا يحمد الله أن المصيبة حينما وقعت لم تكن بالدين وأنها لم تكن أكبر من ذلك ...نحمد الله أنها مكفرة للذنوب .
البلاء يأتي محبة أم عقاب ؟
البلاء يزتي تنقية فينظفك من الذنوب .
البلاء يأتي ترقية فيرتقي بك لدرجة عالية في الجنة لم يبلغها عملك .
البلاء يأتي تنحية بمعنى الطرد لأن صاحبه ربما كافر أو منافق.
 لذا ..وربما لاحظت أن بعض الناس عندما يصابون بمصيبة ما فإنهم يتسخطون على الله ويتطاولون عليه سبحانه بالقول الذي لا يليق.
إليك معلومة جديدة ...إذا تصافح المسلم مع المسلم تتساقط كل ذنوبه وإذا تصافح مع المسلم الثاني والثالث بمعنى أنه التقى  عدد من الناس  فإنه من ثاني شخص إلى آخر شخص يكسب حسنات بعدد ذنوبهم جميعاً ....وتخيل كم الحسنات التي حصلت عليها من المصافحة فقط ....هنا تعرف أهمية المصافحة وتحرص عليها ....لك كل ذلك لأن الله سبحانه شكور ...لك عنده سبحانه حساب للحسنات مفتوح .

الجمعة، 18 يناير 2013

حلقة ذكر (٣)

نحن مولودين بطبيعتنا ساخطين عجولين ...وأشياء كثيرة في حياتنا لا تعجبنا خاصة في أُسرتنا  وعلاج السخط ... ماهو ؟
أن نغلق أفواهنا عن التلفظ بألفاظ التسخط حتى لا تكتب الملائكة كلمات السخط تلك ...تمرين السكوت معضلة المعضلات ، فقط في أول الأمر ثم نتعود عليه ... اللهم استحدم لساني فيما يرضيك عني ...وفكري يارب وقلبي .
إن غلق الفم ينقلنا من السخط إلى الصبر .
 والصبر ثلاث أنواع : صبر على طاعة الله ، صبر على معصية الله وصبر على أقدار الله .
بمعنى : نحافظ على الطاعة .
نتجنب المعصية .
نتحمل أقدار الله سبحانه وتعالىوالتي ظاهرها سيئة وفي حقيقتها خير كثير .
إن من أكبر مكفرات الذنوب إسباغ الوضوء على المكاره ...يعني لما يكون الجو بارد مثل هذه الأيام نتوضأ بطريقة صحيحة دون تقصير ...شيء بسيط وأثره عظيم إذ هو يريحنا من الكثير من الذنوب .

حلقة ذكر (٢)

يجب أن يكون لدينا يقين من أن الله سبحانه يقضي الحاجات ويقبل الدعاء ...في مجالس الذكر ، لذا أجد  الناس تحرص عليها وأن العبادة هي معرفة الله وتمام الذل له مع تمام المحبة  ولايكتمل الذل إلا بأسماء الجلال وأسماء الجمال ...وكلها كمال .
أسماء الجلال تقتضي الذل لله سبحانه وأسماء الجلال تقتضي الحب الله سبحانه ..وهنا تكتمل العبودية .
يجب نحسن التعامل مع الله فنعرف أن الدنيا دار بلاء والبلاء يشتد ويقل وهو كله خير من الله .
أمر الله يتطلب الرضا .
لم نُعلم بناتنا الإنكسار أمام الله عندما تمر الواحدة منهن بصعوبة ما مع زوجها  ...وكانت البنت تسمع مقولة تتكرر في مناسبات عدة وهي ( أقرب طريق لقلب الزوج ...معدته ) ونسينا أن القلوب بيد الله وما الزوج إلا وسيلة وطريق إلى الجنة ...طريق لرضا الله .
كلمة لكل زوجة ( اركني للقوي الشديد) .

حلقة ذكر (١)

لأول وهلة بدا الوضع غير مريح ، مليئ بالضوضاء ... والحقيقة أن تداخل الأصوات يزعجني ، تقدمت بضع خطوات ولاحظت أن الوجوه التي أعرفها قليلة وسط ذاك الجمع الغفير ...طرقت إحداهن بيدها على المايك وبدأت الأصوات تخفت إلى أن تلاشت وجاء صوتها وكأنه يصل لك من بئر سحيق ... لحظات واتضح الصوت وبدأت بالدعاء ( اللهم اخرج من قلوبنا حب الدنيا ، اللهم انظر لنا بعين الرضا ، اللهم أكرمنا بنور الفهم ، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك ) .

تكلمت عن علامات غضب الله ورضاه فقالت علامة غضب الله أن يُنسي العبد ذكره ويسخره حيث معصيته .
وعلامة رضا الله أن يُلهمه ذكره ويسخره حيث طاعته .
اللهم أعطني لساناً ذاكراًوقلباً شاكراًوجسداً على البلاء صابراً
كم أحببت كلامها وطريقتها واسلوبها وسأكتب عن أهم النقاط التي تحدثت عنها ...إنها الداعية السعودية سناء كامل .

الثلاثاء، 1 يناير 2013

تبدأ وتُختم بمحبة



عندما لايعجبنا سلوك معين عند أحد الأبناء فإننا قد نستاء ونوجه نوع من أنواع التأديب  ... والتأديب  هو رد فعل  مليئ بالحب موجه للسلوك الخاطئ الغرض منه والنية التصحيح والتصويب والتقويم والتعديل ...كل منا يقع في الخطأ ...كنا ولا زلنا والمحظوظ منا من يجد له محب يرشده ويلفت نظره لذلك الخطأ ..وأي نصيحة تنبع من مصدر حب فهي تصل لهدفها بسهولة ...قليل من الناس من يستاء عند النصيحة خاصة إذا كانت بين شخصين فقط ...القليل من يستاء ، إذن لم يستاء البعض من النصيحة ...إما لأنها لم تصدر من قلب محب أو أنها صدرت من خلال نية الإساءة ، التقريع ، الإستهزاء ، الغيرة ، التقليل من قدر الطرف الآخر .... والكثير من النصائح الآن تخرج من تلك المشكاة ...ولا داعي للنكران أو المكابرة .


نعود الآن للطفل الذي أخطأ  عندما نقوم مساره بطريقة خالية من المحبة ، مليئة بالقسوة وإماراتها كالصوت العالي والملامح المليئة بالغضب ، الكلمات النابية ، إلغاء دوره أو سماع رأيه والإستماع لأعذاره مهما كانت واهية في نظرنا أو غير  مقنعة ....لن تكون تلك الطريقة مقبولة من جانبه  أو  وسيعتبرها هجوم عُدواني وسيرفضها ويبغضها ويستاء منها .

عندما نبدأ تقويمنا بمحبة علينا أن نختمه بفيض من المحبة والشفقة لتقبله النفس وتُقبل على التصحيح والتصويب برغبة حقيقية ....لأنها عرفت  علو قدرها و قيمتها عند الناصح سواء أب ، معلم ، صديق .


نحن جميعاً نؤثر في الآخرين بطريقة أو بأخرى إما بطريقة محببة  جيدة أو بطريقة سلبية وقلب المحب دوما يكون تأثيره  أكثر إثماراً وإزهاراً وفائدة ....لنا قبل الآخرين  فهذه دار حرث وغداً دار حصاد لذا من المهم جداً أن نحتفظ بمنظور صحيح وموقف ذهني سليم تجاه الآخرين  تخرج منه النصيحة ...أدوارنا التي نلعبها في حياة الآخرين محفوظة ومن العدل مع أنفسنا أن تكون أدوارنا نزيهة .