الأحد، 10 يناير 2010

احتلال كامل


قد يستغرق البعض في مآسيه لتتحول إلى حلقات تعمل على عزله , تحكم سيطرتها عليه فتحتله احتلال كامل, فقط إن سمح لها بذلك .

إن سمحنا لتحدياتنا أن تعيش معنا كل يوم فإن دورها سيمتد لتتضخم وتملأ حياتنا فلا نرى معها الفائدة التي جاءت معها , مع أن تلك الفائدة تكون على بعد خطوة منا ,قد تكون الخطوة في ذلك الوقت من الضعف والإجهاد صعبة لكنها مجرد خطوة ,الأمر يشبه أن يكون بيننا وبين الفرج باب فإن قمنا وفتحتناه دخلنا عالم جديد ,فإن لم نفعل قبعنا في مكاننا مدة قد تطول لتستمر سنين ....ولا تستغرب من ذلك لأن بعضنا استغرق لديه ذلك الوعي سنين .

هناك خط فاصل بين الحاضر والماضي والسلطة التي نعطيها لمأساتنا أو ألمنا لن تسبب لنا الألم فقط وتلفنا باليأس وتصرف نظرنا عن الحل وباب الخروج منها, بل ستمتد سيطرتها لتمحو ذلك الخط الفاصل وتسحبنا من الحاضر لنعيش في الماضي فلا نعيش حياتنا لأننا إن عشنا في الماضي فقد غبنا عن حاضرنا .

عندما لا تكون الدنيا بأكملها أكبرهمنا فإننا سنزيح عبء عاطفي كبير من كاهلنا وسنعيش بشكل أفضل ,آن الوقت لنتخطى تحدياتنا بطريقة مختلفة وأكثر سهولة ,قد آن لنا أن لا نستسلم لمن يدعونا لنعيش الألم أكثر من مرة حتى إن كان هذا الشخص هو أنفسنا ,حدوث الألم هو دعوة لفعل شيء لنجد حل وغير ذلك هو إهدار للوقت واستنزاف للطاقة التي يجب أن توضع في استنباط حلول أخرى .

كل منا موهوب وقادر على الخروج من أصعب المواقف وما يحول بيننا وبين تأكيد هذه الحقيقة ووضعها في حيز التنفيذ هو الشك في النفس ......والشك في النفس كما هو معروف ذاتي ,حطم أي معتقد تحمله في نفسك عن ذاتك ويعوقك ,أنت تعرفه بالتأكيد فانضج وتعامل معه بمواردك الحالية ومصادر قوتك .

كل من حقق نجاح وتميز لم يكن ممن لم يعاني من عقبات كبيرة أو آلام أوشعر بالظلم والإستياء لكنهم تميزوا بشيء واحد وهو أنهم تخطوا عقباتهم وتجاوزوها ولأنهم تجاوزوها وصلوا لما هم عليه الآن من تجدد ذاتي ,لم يفكروا في فشلهم السابق ....فكروا في نجاحهم ,كلما سقطوا نفضوا الغبار عنهم ووقفوا من جديد واستفادوا من سقطتهم ,عندما تواجههم عقبة لا يقفون عندها وإنما يعرفون بها مدى إمكاناتهم ..هنا العقبة تكون مفيدة ندرك بها مخزوننا من القدرات والإمكانات والتي لم تكن لتظهر إلا بوجود هذه العقية .

هناك قوة لا تدرك وهي موجودة وتظهر فقط عند المحاولة بعد المحاولة تستطيع أن تحقق بها شيء أبعد من مستوى إدراكك الحالى .....إنها قوة الروح لأنها هبة من الله سبحانه وتعالى لذا علينا أن لا نتحجج بالعجز فالله يقول (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ).

أنت دليل على قدرة الله وعظيم صنعه ,كل ما تريده موجود داخلك فلا تبحث عنه في الخارج .

ليست هناك تعليقات: