الاثنين، 4 يناير 2010

مساهمين في صنع عالمنا


في بداية حياتنا اعتمدنا على بيئتنا المباشرة لتوفير حاجاتنا الأساسية مثل المأوى والدعم والعناية لنعيش حياة سليمة بدنيا ونفسيا, نظل مرتبطين بآبائنا وأمهاتنا فنعتمد على آراءهم ,سارت حياتنا وفقا لمعتقدات وأفكار آبائنا وفيما يرونه صحيح أوخطأ , وبينما يمر الوقت بنا يكبر يزيد تأثير بيئتنا علينا ,نتأثر بالمدرسة زملاء ومدرسين لذا نجدأن الصورة التي كوناها عن العالم من حولنا ليست كلها من صنعنا ,فقد شاركنا في صنعها الكبار ,وفيما بعد تأثرنا بما نقرأ سواء كتب ,مجلات ,صحف فمعها لم تعد مشكلة الجهل بالشيء تمثل عقبة فهي تجعل الأخبار والمعلومات عن كل شيء مسألة متاحة للجميع ......ثم يتشعب التأثير ليشمل التلفاز وغيره ,نتعلم من كل ذلك التأقلم وكيف نحل مشاكلنا وكيف نتقبل فشلنا ,في كل الأحوال نحن ندرك أن لنا حرية الإختيار وندرك أن في كل عقبة نواجهها في حياتنا توجد مجموعة حلول ورغم علمنا بأننا نملك أن نختار في كل موقف سواء وعينا هذه الحقيقة أم لا, إلا أننا قد نواجه العديد من الظروف التي تقلل وتحجم من قدراتنا ,لكن يبقى شيء مهم وهو كوننا نملك كل الخيارات وليس من ضمنها الرثاء للذات .

فشلنا أو درجة نجاحنا يعتمد بدرجة كبيرة على الحب والإهتمام والرعاية التي حصلنا عليها في مرحلة الطفولة ,تفاعلنا مع الآخرين ساعدنا على فهم أنفسنا وفهمهم ,نتعلم الكثير من السلوكيات من الآباء والمعلمين عن طريق الثواب والعقاب أو ومن ملاحظتنا لهم وتقليدهم هنا ممكن أن يكون الكبار قدوة سواء أكان هذا السلوك جيد أم سيء ,هذه أشياء تعمل على صياغة العالم من حولنا ......عالمنا .

من المهم جدا في تلك المرحلة أن نعرف حقيقة مشاعرنا ,هذه المعرفة تساهم في تطورنا ونضجنا ,أحيانا ننكر مشاعرنا رغبة منا في الإحتفاظ بحب الوالدين ,فقد يرفض الوالدين شعورنا بالغضب عندما يحدث شجار بيننا وبين إخوتنا فننكر هذا الشعور ونشعر بالذنب بسببه .

إن لم نختار ما نريده فيما بعد فهذا ليس ناشئ عن عدم قدرتنا على الإختيار بل لأننا لا نريد أن نتحمل المسئولية عن إختياراتنا وقراراتنا فنخشى تلك الحرية ونتنازل عنها بإرادتنا ,لا ندير حياتنا و نسمح للآخرين بإدارتها لنا ,هذا العجز المؤقت قد يكون أيضا ناشئ من مرحلة الطفولة .....مؤقت لأننا نستطيع أن نتغلب عليه ونتخطاه .

ليست هناك تعليقات: