الخميس، 30 أغسطس 2012

خير قد تطمره التجارب

النوايا النقية هي أفضل مايمكن أن تمتلكه ،  كأن نُحسن الظن في الآخرين في كل الأحوال ونصدقهم في كل مايقولون ...ربما يستغل البعض هذا الأمر من وقت لآخر ...لكن علينا في الآخر أن نفترض الخير فيهم وإن أساءوا التصرف فلا بد من أن يكون وراء هذا السلوك أو غيره نية طيبة ...والحقيقة أن الآخرين عموماً قد قاموا بأعمال رائعة  كثيرة من أجلنا قد لا نتمكن من تذكرها كلها أو إحصاءها .


بالمُقابل عندما نسيئ الظن بهم أو نرتاب في نواياهم فإن تفكيرنا هذا يجعلنا دون أن نقصد أو نعلم نُظهِر سلوك خاطئ تجاههم ...قد لا نلاحظه لكنه يبدو واضحاً علينا من خلال ملامح وجهنا أو لغة جسدنا وهذا كفيل بأن يجعل أي  تناغم  بيننا مستحيل إن لم يكن في أسوأ أشكاله ....أضف لذلك أن ماتوقعناه حصلنا عليه ...كيف ؟ قد ساهمنا بحدوثه بل وأجبرناهم عليه ....الشعور طاقة تدرك تماماً وجهتها .


كلمة أخيرة : كل شخص فينا يتمنى أن يكون جيد ومؤمن أن في الآخرين خير كثير وأن لديهم نيات حسنة ...وأفضل شخص فينا من يبذل جهد ليستخرج ذلك الخير الموجود فيهم والذي قد تطمره تجاربهم  ومعاناتهم ...وألمهم .


السبت، 25 أغسطس 2012

الأول رأى الله والثاني ...هي في النار




*  الكلمات التي تُبهر ، التي تتحلى  بالصدق وتتزين بالنزاهة هي نفسها  الكلمات  التي قد  تصيبك  بخيبة  الأمل .


كيف بدُعاة يبهرونك بطريقة حديثهم وتدفق مشاعرهم الطيبة ليوجهونك ويرشدونك لأفضل الدروب  في التعامل مع الله يتحولون فجأة لإتجاه ينكره حتى من لديه مبادئ في علوم الدين ؟
أحدهم يُصرّح بأنه رأى الله ....في ميدان التحرير .
الآخر يوزع وعبر أجهزة الإعلام ووسائل الإتصال أقذع الألفاظ وأسوأها  على الإطلاق ...على الفنانين ، ألفاظ لا تليق بداعية !
إذ قال أن الفنانة الفلانية ستدخل النار .... وما أدراك أنها لن تتوب توبة نصوحة ، وسيبدل الله كل سيئاتها حسنات ...بمعنى سيئات وذنوب كبيرة إلى حسنات كبيرة ؟
ويحبط عملك وربما تسوء خاتمتك ؟
ماللداعية وأعراض الناس ؟
لانقبل الكلمات المؤذية في حق الغير من أي شخص فكيف نقبلها من داعية نتوسم فيه كل الخير ؟
لا تتألهون على الله ولا تتجرئوا عليه ، حسناتها وسيئاتها ليس من شأنكم ، اهتموا بأنفسكم واربأوا بأنفسكم عن قول الكلمات السيئة ، الكلمة التي  قد لا تلقي لها بال ... قد تؤذيك  .
وظيفة الداعية أن يدعوإلى الله بالكلمة الطيبة والقدوة الحسنة ، يجذب الناس لا ينفرهم ...وباب التوبة مفتوح للجميع وليس لك فقط أو لجماعتك ، قد يكون بينها وبين الله عمل لا يعرفه أحد ويكون سبب في هدايتها ....ياجماعة طريقة الحكم على الناس خطأ ...حاسبوا أنفسكم وانشغلوا بها عن الناس .
لست أدافع عن الفنانين ولا أقول أنهم على صواب لكنني لا أُحب أن تكسر إنسان وتُبعده بطريقتك الفجة عن الله وتجعله يصر على ماهو عليه كردة فعل عكسية ....كثير من الفنانين عادوا إلى الله واستقاموا ...شباب وكبار في السن ...من أنفسهم  ، عندما عرفوا الله حق المعرفة ، عندما لانت قلوبهم بتوفيق من الله .
أوتظن أن طريقتك هذه هي المُثلى ؟
أم تجد نفسك أفضل منه؟
عجباً لأقوام ينفرون بكلمات تصيب المرء بخيبة أمل ويأس وألم .



وهناك من صرّح   بأنه رأى الله في ميدان التحرير .....أويظن نفسه أفضل من سيدنا موسى عليه السلام الذي قال له الله أنك لن  تحتمل أن تراني ؟
إذا كان رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم أخبرنا أننا نستطيع أن نرى الله ........في الجنة ، وليس الآن ...ليس هنا  فكيف استطاع ذلك الداعية أن يرى الله ؟
ألم يستطيع وهو الذي يملك منطق جميل أن يقول ( رأيت في ذلك المكان قدرة الله وكيف أعاننا وسدد خطانا ووفقنا ؟)
ألم يكن من الممكن أن يوضح في موقف آخر أنه أخطأ في التعبير ...إن كان هذا ماقصد أن يقوله ؟


اللهم احفظ مصر من كل مكروه ...اللهم واحفظ عليهم  دينهم ، أمنهم وأمانهم وألف بين قلوبهم ، اللهم اجعلهم قلباً واحداً في الحق ،يتراحمون ويتحابون ، اللهم وابعد عنهم الفرقة والشقاق ،اللهم واقصم من أراد بهم السوء ، اللهم ووفق دعاتهم ليكونوا رحماء بهم لا يحيدون عن الحق أبداً .


مصر أمل كبير للأُمة العربية والإسلامية اللهم احفظها وأحبها كما نحبها وأكثر .

لا ننتقص من حق دعاتنا ومكانتهم ولكن ...لا خير فينا إن لم نقل كلمة الحق .



*

الأحد، 19 أغسطس 2012

تُقبل منا ومنكم

 مضى رمضان  ...قد كان ضيفاً كريماً ،  استقبلناه كفرصة ثمينة لاتلبث أن تتوارى ومرت الأيام  وتوارت ...وتبقى الأيام ، في كل يوم وكل ساعة منه أو دقيقة فرصة للبدء من جديد وتبديل مالايفيد بالمفيد ، تبديل الزائل بالباقي  .
 وقد أعطانا الله أُجورأعمالنا .وأجزل لنا العطاء ...ونحن نتقلب بين النعم والعطايا ...ولن نستطيع أن نشكر الله كما ينبغي لنا ...لذا ودعناه بالإستغفار  كما علّمنا حبيبنا ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم إذ ختم رسالته وحياته بالإستغفار ...تعلمنا منه أن نختم سائر أعمالنا بالإستغفار ....عسى الله أن يلحقنا ويلحقكم بمن أعتق في رمضان .
 أذهب الله سيئاتكم مع رمضان  وأبقى لكم  عنده سبحانه القبول .
عيدكم مبارك .....تُقبل منا ومنكم .

الاثنين، 6 أغسطس 2012

عجباً ...صار يتكلم بالعقل

النظام المُتهالك الآيل بإذن الله إلى الزوال يُطالب بوقف العُنف ..... عجباً ... وما الذي يحدث في سوريا منذ سنة ونيف أليس ماحدث  له علاقة بالعُنف ...بأي شكل من الأشكال  ؟  ...فماذا تُسمونه ؟

يشتكي النظام  المُتهالك من نقطة أزعجته في هذه الأيام بالذات وهي أن  الدول المساندة للشعب السوري  تضغط على طرف دون آخر ....يشتكي من الظلم ...عجباً  صار يتكلم بالعقل ...أخيراً رد له عقله وصار يبحث عن التعقل والعدل والمُساواه والحق ...فأين كان كل ذلك وأنت قضيت سنة وأربعة شهور  تعمل كآلة دمار وإبادة دون تمييز بين طفل ورجل وامرأة ...تباً لك ..فالتصمت .

نظام مُتهالك تعب من القتل وارتوى من دماء البشر حتى أثقلته وأطارت بعقله ...صار يتحدث عن الوقاحة التي يتصرف بها الشعب السوري والدول المساندة ...عجباً ..ومن الذي بدأ  كل تلك الفوضى ؟  من الذي تفرعن واستكبر وسلب حياة البشر بعد أن سلب حريتهم لعقود ... أليس أنت ؟
لا نؤيد العنف  ولا ندعو له لكن ماحدث في سوريا مشابه لقدر الضغط عندما ينفجر .
المجازر التي تحدث في سوريا كل يوم ...القتل والتمثيل بالجثث ، قتل الأطفال والذي يندي له جبين الإنسانية ، وأشكال كثيرة من الشرور التي أُرتُكبت في حق الإنسان الكريم في سوريا ،القهر والحزن والألم  ولد عنف  ...عنف بلا حدود  والناس ليسوا سواء ، فهناك من صبر واحتسب ، هناك من رغب بالإنتقام  ولم يفعل وهناك من أمضى غضبه  ونستطيع  أن نتفهم أسبابه ...فالناس ليسوا سواء .

بسم الله الرحمن الرحيم (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويُخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قومٍ مؤمنين  ١٤ ويُذهب غيظ قلوبهم ويتوب الله على من يشاء والله عليم حكيم  ) ١٥ سورة التوبة .

درجة العنف التي وصل لها الشعب السوري كانت من عمل النظام ...قد  قرع الباب بوقاحة أزعجت أهل الدار .... فسمع الجواب ...وهذا شأنه كون الجواب أعجبه أم لم يُعجبه .
لم قامت الدنيا ولم تقعد على قتل أربعة أشخاص كان لهم دور كبير في قتل الشعب السوري  وصار الناس يتباكون عليهم وكيف أنهم لم يحصلوا على فرصة محاكمة .... ويتجاهلون قتل عشرون ألف شخص ....دون محاكمة ...دون  ذنب ؟
متى يعتدل الميزان المائل .


أفحسب من يرهب عباد الله ، يروعهم ويقتّلهم  ،يبيدهم  ويُفسد في الأرض  أن لن ينتقم الله منه ...كلا  والدنيا مليئة بقصاص الله العادل والحمد لله الذي نصر المظلوم .
تطلبون من الضحية  أن تكون عادلة ؟ فأين أنتم عندما احتاجت لعدلكم ؟