الخميس، 29 يوليو 2010

لم يكن الفشل من خياراتهم


لدينا جميعًا أحلام كثيرة وقليلاً منا من يحققها ,كثير من المبدعين لم يكونوا من الطلاب النجباء وكانوا صادقين عندما تكلموا عن هذا الجانب من حياتهم , لكنهم وفي فترة ما لم يكن الفشل من خياراتهم ,امتلئوا حماسة وانهمكوا بعملهم ولم يحددوا له خط نهاية ...... وعندما أدركوا مدى إمكاناتهم لم يضيعوا أوقاتهم ووصلوا لأماكن لم يصل لها الآخرون .


لن تعرف مدى ما تملكه حتى تجرب فإن فكرت أن ماتود الوصول له ممكن فسيكون كذلك ,تحدث الكثير من الإخفاقات في الحياة وسبب هذه الإخفاقات أننا صدقنا أننا نسير في طريق الفشل واستسلمنا له كحقيقة و اعتقدنا أن لا فرصة لنا في تلافيه فاصطدمنا به ......لا يعد الفشل فشل إن استطعنا أن نستخلص منه فائدة واحدة .


أحيانا يكون النجاح في اللحظة التي نقرر فيها أن نتوقف لذا نجد أن المبدعين لا يكون التوقف ضمن حساباتهم ولا يعلقون به ودوما يجدون أن هناك فرصة لتحقيق المزيد ,وهم كالآخرين يشعرون بالاحباط نتيجة عقبة ما لكنهم يتسلحون بموقفهم الإيجابي يستمدون منه الطاقة والحماسة ليستمروا ,وإن لزم الأمر لا يتوانوا عن البدء من جديد ...لا خط نهاية لأهدافهم كلما حققوا هدف وضعوا هدف جديد .


ليست هناك حياة خالية من المنغصات هذه حقيقة قبلوها لكنهم وضعوا أمامهم حقيقة أخرى مقابلها وهي عدم السماح لهذه المنغصات أن ترسل تركيزهم بعيدا عن هدفهم ,يقدمون على خيارات يؤمنون بصحتها حتى إن خالفهم الآخرين وظنوا أنها غير موضوعية لأنهم يدركون أن رأي الآخرين خاص بهم ولا يجب أن يقدموه على حدسهم ,اختاروا ما اختاروه وأيقنوا أن الله معهم فأقدموا عليه .

السبت، 24 يوليو 2010

عندما يتعذر التواصل


قد يتعثر التواصل ويتعذر وتكون هناك عوائق و إخفاقات وفشل .....ودروس تقبع خلف كل فشل يساعدنا اكتشافها على اجتياز الأوقات العصيبة ...... عندما تظهر بوادر التعثر في التواصل قبل أن يتعذر .


هي أزمات بسيطة نتعرض لها بين فترة وأخرى ومفتاح الخروج منها أن ندرك أنها مجرد أزمة سببها خطأ في توصيل رسالة أو خطأ في فهم فحوى رسالة ...الخطأ شيئ طبيعي في حياتنا وسوء الفهم أيا كان سببه ...يحدث وكثيرا ما يحدث ويبقى أن الكل يرغب في التواصل المثالي ....وأحيانا لا ندركه .


عندما لا تسير الأمور على شكل جيد ,عندما يتعذر تواصلنا فإننا نتساءل عن الأسباب.....لا يجب حينها أن نندهش أو نكتئب , لعل ما يحدث خير و لعله الأفضل لعلها فرصة للتعلم ولا أحد يرغب في أن يفوت فرصته في تعلم شيئ جديد .


يتعذر تواصلنا عندما نتخذ موقف دفاعي على افتراض أن الطرف الآخر يأخذ موقف الهجوم وقد لا يكون كذلك ,ما المانع من أن نستفسر أكثر إن ساورنا شك ...هذا إن أردنا أن نقترب من الحقيقة ....... لا يجب أن نغلق أبواب ونوافذ التواصل بإحكام ونفترض سوء النية ونوجه اللوم حتى و إن كانت لنا مواقف سابقة مع ذات الشخص لا يجب أن نتركه يذهب حاملا معه سوء الفهم ....عندما تشعر أن تواصلك سيصطدم بصخرة سوء الفهم أو وصول المعلومة بمفهوم آخر لم تقصده فاستعد لاستخلاص معلومات جديدة لم تكن لتعرفها لولا هذا التعثر .

عادة النفس تقبل على الثناء ولا تتقبل النقد ,قد تظن وتفترض أنه جاء بغرض الإساءة .


أحيانا من باب صدق النصح قد نسترسل في النقد دون أن ندرك أن بعض الكلمات آلمت ,وكيف لنا أن نعلم فلم نعيش حياة الآخرين وليست لنا خلفيتهم , هناك أوقات يكون من الأفضل أن نقول (لا تعليق) أو نكون فقط مستمعين جيدين ,أن نقدر للآخرين لحظاتهم الخاصة ومواقفهم التي يشعرون بالإعتزاز بها ونقاوم رغبتنا في طرح الحلول .


مع هذا عندما نتواصل بعقل متفتح ودود فإننا نحصل على فرص أكبر لنرى الأشياء على حقيقتها .....نعذر نتفهم نقبلهم كماهم ,وكما نحب أنفسنا ونتعامل معها برقي علينا أن نحب الآخرين ونتعامل معهم برقي يناسبنا .


عندما نكون في موقف دفاعي علينا أن نتروى ونهدأ و نغير موقفنا تجاه الناس فلا نصدر أحكام عليهم لأنها غالبا تكون أحكام وهمية .

الجمعة، 23 يوليو 2010

ضغوط وملل...وحلول


إن ظننت أن مشاكلك وتحدياتك كبيرة فأنت لا تعرف شيئ عن تحديات الحياة .
كل ماتتعرض له أنت مؤهل لأن تتغلب عليه إلا إن اعتقدت عكس ذلك .
لا يوجد شيئ مثالي في هذا العالم لذا لا يجب أن نتوقع أن نعيش حياة مثالية .
عندما تثقلنا ضغوط المسئوليات علينا أن نتخلى عن شيئ ما لنستعيد التوازن .
عندما نشعر أن حياتنا تسيرإلى الملل علينا أن نكتب الأشياء التي ترضينا .
هناك مواقف في حياتنا نحتاج معها لوقت نتعافى جسديا وعقليا من التوتر والقلق .
الضغوط المستمرة قد تصيبنا بالمرض إن لم ننتبه لتأثيرها علينا ....ولم نبدأ بالإسترخاء.
الإسترخاء يغير المشاعر والتصرفات والحالة المزاجية إن خصصنا له دقائق من يومنا .

الاثنين، 19 يوليو 2010

علاقاتنا مصدر للمعلومات


في مجال العلاقات هناك فرص كثيرة نتعلم منها دروس هي الأفضل على الإطلاق أفضل من تلك الدروس التي تعلمناها من الكتب وأثناء فترة الدراسة وما يليها ....... من خلال علاقاتنا نمر بتجارب وخبرات أحيانا تكون مفرحة وأحيانا محزنة ويبقى أن علينا تقبلها كهدية.... .....هدية لأنها تقودنا لمعرفة أنفسنا بصورة أفضل فنقيمها ونقومها , بعد أن نكتشف ما أعجبنا أو ما لم يعجبنا نقدر ونشعر بالإمتنان لكل من علمنا وأفادنا في اكتشاف ما لم نلاحظه عن أنفسنا أو ما تجاهلناه عمدًا باعتباره شيئ بسيط لا يستحق الإلتفات له أو لفت نظرنا إلى ميزة من ميزاتنا , في الحياة نحن دوما نسعى لتحسين أنفسنا وتطويرها.......إن نظرتنا العميقة تجعلنا ننظر لكل تجاربنا باختلافها بعين الرضا سواء لأنفسنا أو للآخرين .

علاقاتنا بالآخرين تجعل من كل شخص نقابله مصدر للمعلومات عن أنفسنا فنحن نلاحظ فيه الصفات التي يشترك بها معنا و بتعدد علاقاتنا تتعدد مصادرنا .

الأشياء التي نحبها في الآخرين يحبها الآخرين فينا بالمقابل الصفات التي ننتقد بها الآخرين نجد أننا نملك ولو شيئ بسيط منها ونجده في أنفسنا وسيلاحظه الآخرون ......سنعرف ونكتشف الكثير عن أنفسنا وسنحظى بالكثير من الفرص لنرى أنفسنا عن كثب وكأننا ننظر للمرآة ..........هنا نستطيع أن نقول عن العلاقات أنها مصدر للمعلومات ....عنا .

لم لا نحصل على ما نريده ؟


نحن عادة نستخدم كلمات نركز فيها على ما لا نريده دون وعي منا فنوجه عقلنا أيضا دون قصد إلى طلب تلك الأشياء التي لا نرغب بها مثل القلق ,التعب,الضيق ونتساءل بعدها لم لا نحصل على ما نريده ؟


فإن كان التغيير شيئ ثابت في حياتنا بمعنى أنه دائم الحدوث وعلى الدوام فلم لا يكون للأفضل ؟لم لا يكون موجه بطريقة تخدمنا ونمتلك به أدوات جديدة تحول تصرفاتنا من ردود أفعال إلى أفعال نبادر بها لنبتكر ونستكشف ونطرق أماكن جديدة ,لم لا نزين لغتنا بكلمات مميزة ,مرحة,مؤثرة,محببة,مبهجة .....كلماتنا المنتقاه لها من القوة الكافية لتضيئ حياة الآخرين ....لكنها بالتأكيد تضيئ حياتنا أولا .



هناك أناس لا يفكرون أو يتحدثون مع الآخرين دون أن يذكروا المآسي والأحزان التي مروا بها والصعوبات التي عاشوها ولا ينسوا رداءة الجو وشقاوة الأبناء وتدهور الصحة وضعف الحالة المادية وغباء الخدم و(و) هذه لها بداية وليست لها نهاية كأن لا شيئ جيد في دنياهم .....لو أنهم غيروا مفردة واحدة كتجربة واستعملوا كلمة واحدة ورددوها عندما يسألهم الآخرين عن أحوالهم أو تجاربهم فيقولوا (جيدة) فإن هذه الكلمة تجعلهم يركزوا على الأشياء الجيدة التي رأوها في حياتهم وعندها سيشعرون بالتغيير في مزاجهم ومستوى ارتياحهم دون أن يعرفوا السبب ....و السبب يكمن في تذكرهم لكل الأشياء الجيدة التي مروا بها وجمعها العقل وأمدهم بطاقة قوية وسعادة من يعيش تلك التجارب من جديد ,أمدهم بالمشاعر الطيبة التي هم بحاجة لها فقط عندما قالوا (جيدة).... ممكن أن يكون الماضي مصدر للسعادة والشفاء من تغلب أنماط من التفكير علينا وكنا نحن السبب دون أن ندري في اجتذاب طاقة سلبية نتجت عن تفكيرنا بالأشياء التي لا نرغب بها ,لا نحبها ,نخاف منها أو نقلق بشأنها .

نستطيع أن نبني لغتنا بوعي ونبني معها حياة يغلب عليها التوجه الإيجابي ونحقق لأنفسنا توازن بين عالمنا الداخلي و الخارجي حتى وإن لم يعجبنا ما نراه في الخارج يوما نصفه بأنه غير جيد غير مريح وليس مزعج , صعب ,متعب,مرهق,.....إلخ إن كنا نستخدم مثل هذه الكلمات علينا أن نجد لها بدائل وسنجد أن هذه التقنية بدأت تؤثر في حياتنا وبدلا من أن نجد أنفسنا في موقف دفاعي نجد أننا انشغلنا بما هو أفضل بشعور طيب ولغة نقية .


عندما نغير ألفاظنا وأفكارنا وما نقوله لأنفسنا ونتحرى أن يُلفظ بدلالة إيجابية فإننا نوظف اللغة بإبداع لتخدمنا وتساعدنا في بناء صرح لحياة من نوع آخر........... هناك ألفاظ تبني وألفاظ تهدم فأي الألفاظ نختار لحياتنا .

أشياء إضافية


إن نظرنا إلى تجاربنا الحياتية على أنها فرصة للتعلم فإنها تصبح مع كل ما يصاحبها من مشاعر وأحداث تغذية راجعة تنبهنا إلى الأشياء الإضافية والتي نحن بحاجة لتعلمها بحاجة لأن نجدد معها أهدافنا أو نعيد صياغتها ,دائما هناك نوع من البشر يعملون كإشارة المرور الحمراء تستوقفك لتزودك بكم من الوضوح والطاقة وتوجهك لما أنت فعلا بحاجة له ....كل شيئ يكتسب أهميته منك و يفقد منك أهميتة .....لا نملك الإجابات المسبقة نحن فقط ندركها من تجاربنا وأحيانا نجدها غير منصفة وغير واضحة مع ذلك هي مجرد نتائج فلا ينبغي أن نعطيها أكثر مما تحتاج له من وقت ,عمليات حسابية لا أكثر ....لا يوجد لها تفسير أولي لكن مع الأيام تكتشف أنك تعاملت مع وضع معين بافتراضات طفل .....بعض التجارب تضيف لك معلومات تعادل سنين ,فكن ممتن وشاكر لهذا العلم المختزل في تجربة ,كل منا لديه الحرية المطلقة في أن يسرف في غروره أو يكون إنسان ,الأكيد أنه يسطر بيدية كتابة قصة حياته عمليا وفقا لما يراه حق وصحيح بما يناسب توجهه وأيا كان هذا التوجه فمابين الأحلام والواقع هناك دائما هدف غُير وعُدل مرات عديدة أثناء مواصلته طريقه ....أخطاءنا ما هي إلا تغذية راجعة تنبهنا إلى الأشياء التي ظننا أننا نعرفها ولم نكن كذلك ,لا يجب أن ننظر لأخطائنا إلا من هذا المفهوم ,إدراك الأخطاء يحقق نتائج مرضية ومفرحة ...كل ما حصلت عليه من معلومات حصل عليها إنسان ما في وقت ما وتعامل معها بطريقته لكن طريقتك هي الأمثل ربما لأنك وضعت مقاييس أعلى فسجلت نتائج مميزة ,إن كان هدفنا في هذه الحياة الإصلاح فمن الأولى أن نصلح أنفسنا ونعمل على أن نرتقي بها ليس قولا فارغا وإنما عزما وتصميما على أن نظهر جمال الروح في التعامل مع تحدياتنا وإثبات كفاءتها وقدرتها على التمسك بالأمانة يوم أن ضاعت الأمانة بين الناس .

السلوك والتعلم والتغير يحدث في اللاواعي في البداية ويوما بعد يوم نصبح مدركين لها في مستوى الوعي ,من الجيد أن يحدد الإنسان لنفسه هدف في أن يكون إنسان نقي كما خلقه الله على الفطرة لا أن يتجول بين النجوم ويعيش الأحلام ويتبع أهداف لن تصل به إلا إلى أماكن تبعده عن فطرته ونقاءه ....عندما نقلق أو ينتابنا شعور غير مريح ويؤثر على جودة حياتنا فهي دعوة من أنفسنا لأنفسنا بأننا بحاجة لأن نركز ونحدد بالضبط ماذا نريد .....فماذا نريد؟

الجمعة، 16 يوليو 2010

في وقت مبكر


إن جودة التواصل تجنبنا العلاقات الفاشلة وتجعلنا ندرك ماهية الإنسان الذي نتعامل معه من أول لقاء أو على الأقل في وقت مبكر وتمنحنا فرصة ليكون اختيارنا صحيح فيمن نضع ثقتنا بهم ,بمن يتحلون على الأقل بالصدق .....نحن ندرك أن لأنفسنا حق علينا ومن حقها أن نختار لها من يناسبها ,أن ننتقي صفوة الناس لرفقتها ,ليس المهم عدد الأصحاب ,المهم نوعيتهم ...رب صاحب بألف صاحب ,عندما نحب أنفسنا نختار الجيد ونتواصل معه بكل رقي لأننا ولأنه نستحق هذا النوع من التواصل الذي يزداد به الحب كل يوم ولا تكون فائدته بالدنيا فقط بل تمتد للآخرة عندما نلتقي بمن اخترناهم على منابر من نور .

عندما يكون الإهتمام بيننا حقيقي بالشكل الذي يقدم الرضا لكلا الطرفين فإن الآخرين يقبلون أننا لا نقل أهمية عنهم وتكون كل خبرة بيننا تعزز تلك العلاقة, ليست الاشياء التي تحدث بين الناس تؤثر في جودة العلاقة ولكن نظرتنا ورؤيتنا لمن اخترناهم تجعلنا نرى كل ما قد يحدث من سوء فهم أو أخطاء من صغائر الأمور ,عندما تهتم بالآخرين فإنك ستعدل الكثير من سلوكياتك وسيتميز أداؤك وستحب أن تعيش بينهم وتعمل من أجلهم وتتعامل معهم وتُظهر مع تلك المعاملة أفضل صفاتك .....إن سبب ضعف التواصل مع الآخرين هو عدم الميل لهم أو عدم الرغبة فيهم كأصدقاء وحتى نتعلم كيف نحب الآخرين علينا أن نغير من موقفنا الشخصي منهم وكخطوة أولى علينا أن نقدم شيئ لهم ....عندما نقدمه فسيكون له تأثير عليهم لكن تأثيره علينا سيكون أكبر وسنشعر نحوهم بشعور مختلف عما سبقه ,أما الحديث الزائف وكثرة الكلام فإنه سيزيد من تعثر وتعذر التواصل ,عندما تقول لشخص ما أنه مهم بنظرك شيئ وأن تثبت ما تقوله عمليا شيئ آخر نحن نصدق الأقوال عندما تساندها الأفعال ,عندما نفعل عكس ما نقول فإن ما نفعله حتما سيلفت نظر الآخرين وسيؤثر فينا سلبا سواء اعترفنا بذلك أم أنكرناه ....مع ذلك قد تحدث أوقات فتور في العلاقات من آن لآخر نفهم بها نقاط قوتنا وضعفنا , لكل منا مستواه في التواصل وبإمكاننا أن نعدل من مستوانا إن رغبنا بذلك بإمكاننا مثلا أن نغرس صورة إيجابية للآخرين في أذهاننا تعدل وتحسن درجة تواصلنا معهم .
إن فشلت يوما في ترميم علاقة تهمك أو تعطل تواصلك فتذكر أن الوقت ما زال في صالحك وأنك لن تعدم السبل التي توصلك لهدفك .

الثلاثاء، 13 يوليو 2010

اعتدنا أن نخرج بهدوء




اعتدنا أن نخرج أنفسنا من المواقف المزعجة والمحزنة بهدوء ,اعتدنا أن لا نُشعرالآخرين بكم الحزن أو الألم الذي نرزح تحت ضغطه أعتدنا أن نخفي كل ذلك لأننا تعلمنا أن من الخطأ إظهار الألم ,الخوف,الغضب ,الحزن وحتى الدموع فتراكمت المشاعر واحتجت وعاودنا نكرانها وتجاهلها حتى عظمت قوتها وصارت على أهبة الإستعداد للخروج رغما عن كل شيئ واصبح الإنفجار وشيك ويوما ما حدث ما لم نكن نتوقعه وصارت الدموع تتقافز بمناسبة وأحيانا بدون مناسبة حتى صرنا بكائين لأقل طارئ ....الوضع الجديد هل يدل على أنا ضعفاء ,كلا اعتقد أنه يدل على أنا فقط لم نكن على طبيعتنا ولم نعطي أنفسنا الحرية لنتصرف كما يتطلب الموقف ...أي موقف ,تظاهرنا بالقوة وظننا أن التصرف المعتاد والمتوقع لهكذا حالات يعتبر ضعف ولم نرغب أن نصنف كضعفاء ....وظننا أن الضعف ليس جزء من طبيعتنا كبشر ...لم نقبل به وحذفناه فترة طويلة وظهر ليسيطر على الوضع بالكامل ,ربما لأننا لم نعرف ماذا نريد عرفنا فقط ما لا نريده(الضعف) فركزنا عليه دون قصد أو وعي منا وأفضل طريقة للخروج من هذه الدائرة الواهنة والتي تبدو متماسكة هي أن نعرف ونركز على الأشياء التي نريدها ليتغير تركيزنا ومعه نتائجنا .


قبول النفس وحبها ,قبول الأخطاء كشيئ عادي الكل معرض له وقبول الضعف كجزء من طبيعتنا ,الخروج من حالة الروتين اليومية من فترة لأخرى لإضفاء نوع من البهجة لحياتنا وفك قيود الملل والسأم فيها ,الإلتفات للجوانب التي قد تنهار في حياتنا لعطبها وبذل الجهد لإصلاحها لتعود أفضل مما كانت ,اختيار المشاعر بدقة واختيار الكلمات المشجعة للنفس لنحول الخسارة إلى مكسب ...كتابة جملة ووضعها في مكان لا تملك إلا أن تنظر له كل يوم لتذكرك بما تريده (ماذا أريد) درجة وضوح الهدف تحدد نوعية الحياة وفيما إن كانت مرضية أم لا .


لا بأس من أن نعطي ونأخذ مع الآخرين لكن لا يجب أن نقوم بشيئ لا نرغب به مجاملة أو خوف من النقد ....الحسم في حياتنا لا يعني العدوانية وإنما المحافظة على مبادئ آمنا بصحتها وكانت كذلك ......كثيرا ما اخترنا أن نقوم بأشياء اعتقدنا أننا مضطرين للقيام بها ولم نكن كذلك كان اعتقادنا خاطئ ومغلوط لم ندرك وقتها أن اختيارنا لم يكن حر لأنه مربوط بذلك الإعتقاد ,بعض الإختيارات تغير شكل ومضمون الحياة بالكامل ....عندما يكون اختيارنا متأثر بنظرة الآخرين ورأيهم فإن الأمر يشبه أن نتجاهل أنفسنا ونعيش حياة أرادوها لأنفسهم ,فهل يمكن أن نعيش حياتهم أو نتنازل عما نريده إرضاء لهم فإن فعلنا فلا نحن عشنا الحياة التي نريدها ولا عرفنا كيف نتعامل مع أشياء لا نريدها ولا نرغب بها ولا نشعر أنها تناسبنا ...عدم الرغبة في الشيئ قد تقف دون نجاحه ,فماذا نختار ؟ما نريده لأنفسنا أم ما يريده الآخرون لنا .......وهل سيتنازلون يوما عن اختيارهم لأجلنا ؟

الجمعة، 9 يوليو 2010

لطف الله


اقرأ سورة الكهف ولاحظ لطف الله سبحانه وتعالى في قصة سيدنا موسى والخضر فقد مررت بآيات تشرح ذلك اللقاء المليئ بتفسير بما نسميه نحن محن ,فقد , أو تصرف يبدو بلا فائدة وفي حقيقته الرحمة والحماية والخير الكثير ....لقاء سيدنا موسى عليه السلام بالعبد الصالح (الخضر عليه السلام) لقاء تعلم ,يتعلم منه ما ليس لديه من العلم.

ومكان لقاء سيدنا موسى بالعبد الصالح هو المكان الذي يفقد فيه الحوت ,سار سيدنا موسى بصحبة خادمه يوشع مسافة طويلة حتى وصلا إلى ملتقى البحرين فجلسا عند صخرة وكان معهما حوت (سمكة)..... إنه الحوت الذي أمر الله موسى بأخذه معه قوتا لهما ,فماذا حدث للحوت ؟ لقد أعاد الله سبحانه وتعالى له الحياة وانحدر في البحر واتخذ له طريق مفتوح فيه ورأى الخادم عودة الحياة للحوت ودخوله البحر لكنه نسي أن يخبر سيدنا موسى بما رأى , وبعد أخذهما لقسط من الراحة فارقا مكانهما وأكملا سيرهما وعندما شعر سيدنا موسى بالجوع طلب من خادمه يوشع أن يحضر الغداء فقد أتعبه وأرهقه السفر,هنا تذكر الخادم ماحدث للحوت وقال لسيدنا موسى :أتذكر حين وصلنا للصخرة واسترحنا عندها ؟

نسيت أن أخبرك عن شيئ حدث للحوت .....وما أنساني أن أخبرك بماحدث له إلا الشيطان ,لقد دبت الحياة فيه وقفز في البحر وهذا أمر عجيب .

فقال موسى عليه السلام : إن ما حدث للحوت هو الذي نريده فهذه علامة لي من الله سبحانه وتعالى أعرف فيها مكان العبد الصالح .

فرجع سيدنا موسى مع خادمه يوشع يتبعان آثار أقدامهما ليستدلا على المكان الذي كانا فيه حتى وصلا إلى مكان الصخرة وهناك شاهدا عبدا صالحا من عباد الله سبحانه اسمه الخضر وهو نبي من أنبياء الله ,هذا النبي عليه السلام أعطاه الله رحمة من عنده وعلمه من علمه ....سلم موسى على الخضر واستأذنه بأن يتبعه ليتعلم من العلم الذي علمه الله سبحانه ليسترشد به وينتفع فقال له الخضر :ياموسى لن تطيق الصبر على ملازمتى (صحبتي) وكيف تصبر يا موسى على ما سأفعله من أمور تخفى عليك مما علمني إياها الله ؟

فقال موسى ستجدني إنشاء الله صابر على ما أراه منك ولا أخالف لك أمر ,هنا وافق الخضر وقال لموسى :إن صاحبتني لا تسألني عن شيئ تستغربه أو تنكره حتى أبين لك ما خفي عليك من أمره دون سؤال منك .وافق موسى وانطلقا يمشيان على الساحل فمرت بهما سفينة فطلبا من أهل تلك السفينة أن يركبا معهم فلما ركبا قلع الخضر لوحا فيها فخرقها فقال له موسى :أخرقت السفينة حتى تغرق أهلها وقد حملونا بغير أجر ؟ لقد فعلت أمر منكر فنظر له الخضر وقال :لقد قلت لك يا موسى من أول الأمر إنك لن تستطيع الصبر على صحبتي .

قال موسى معتذرا:لا تؤاخذني بنسياني شرطك ,ولا تكلفني مشقة في تعلمي منك ...عاملني بيسر ورفق.

قبل الخضر عذر موسى ثم نزلا من السفيتة وبينما هما يمشيان على الساحل إذ شاهدا غلاما (صبي) يلعب مع الغلمان فقام الخضر فقتل الغلام فأنكر موسى على الخضر قتله للغلام .

وقال له :كيف قتلت نفس طاهرة لم تبلغ حد التكليف ولم يقتل نفس حتى يستحق أن يُقتل؟ لقد فعلت أمر منكر وعظيم.

نظر الخضر لموسى معاتبا ....ومذكرا :ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا ؟

قال له موسى :إن سألتك عن شيئ بعد هذه المرة فاتركني ولا تصاحبني ....قد بلغت العذر (أنت معذور بشأني )ولم تقصر معي فقد أخبرتني أنني لن أستطيع معك صبرا.

تابعا سيرهما حتى وصلا إلى قرية فطلبا من أهلها طعاما كنوع من الضيافة لكن أهل تلك القرية امتنعوا عن ضيافتهما وبينما هما يمشيان وجدا حائط في تلك القرية مائلا يوشك أن يسقط فعدل الخضر ميله وأصلحه.

قال له موسى :لو شئت لأخذت على عملك هذا أجر ومن هذا الأجر نشتري طعاما فهم لم يضيفونا .

نظر الخضر إلى سيدنا موسى وقال له :هذا وقت الفراق بيني وبينك وسأخبرك بما أنكرت علي من أفعالي التي لم تستطيع أن تصبر على ترك السؤال عنها وإنكارها علي ,أما السفينة يا موسى فقد كانت لأناس مساكين يعملون في البحر عليها باحثين عن الرزق فأردت أن أحدث فيها عيب (الخرق)لأن أمامهم ملك يأخذ ويستولي على كل سفينة صالحة غصبا عن أصحابها ,وأما الغلام الذي قتلته فكان كافرًا وكان أبوه وأمه مؤمنين فخشينا إن لو بقي الغلام حيا لحمل والديه على الكفر والطغيان لمحبتهما أو لحاجتهما له ,فأردنا أن يبدلهما الله سبحانه وتعالى بمن هو خير منه صلاحا ودينا وبرًا بهما ....وأما الحائط الذي أصلحته فإنه كان لغلامين يتيمين في القرية وكان تحته كنز من الذهب والفضة وكان أبوهما رجل صالح فأراد ربك أن يكبرا ويبلغا درجة من القوة ويستخرجا كنزهما رحمة من ربك بهما ....ولم أفعل كل ذلك عن أمري أو من تلقاء نفسي وإنما فعلته عن أمر الله وهذا هو تفسير الأمور التي لم تستطيع أن تصبر على عدم السؤال عنها أو إنكارها .

عندما تعطب السيارة أو أي جهاز آخر ,عندما تفقد أسرة طفل فإن الإنسان يقابل هذا الحدث باستياء لأنه لم يدرك لطف الله فيه وحبه ,عندما يساعدك أحد ما لا تعرفه في وقت أنت بحاجة فعلاً لتلك المساعدة كأن ينقذك من الموت أو كأن تتعطل سيارتك في منطقة نائية أو تنجو من حادث بإعجوبة فإنك قد لا تدرك أيضا أن ماحدث من لطف الله وحبه ...ربما لأننا وكقصة سيدنا موسى لا نعرف حقيقة الأشياءوتصاريف الأقدار فهي بعلم الله وهو سبحانه وتعالى أعلم بما يصلح لنا وما يناسبنا ...فمن فكر أن موت الطفل خير لوالديه ,من فكر أن موت الطفل يدل على حب الله للوالدين لصلاحهما والله لا يريد أن يكون الطفل سبب لشقاءهما أو سوء عاقبتهما ,من ظن حتى ظن أن موت الطفل رحمة ومكافئة على حسن الدين ؟

عندما تكون في أمس الحاجة للمساعدة ويأتيك شخص لا تعرفه يساعدك ويلازمك حتى تنهي حاجتك فقد بعثه الله لك مكافئة لك ....فقد قدمت عمل صالح وكانت هذه المساعدة من حب الله ولطفه ....كل أمورنا خير وجاءت هذه الآيات لتبين للناس الوجه الآخر لما يسمونه تحديات ففي ظاهرها سلب لكن باطنها فيه من الرحمة واللطف الشيئ الكثير وفيه حب الخالق للمخلوق فما أعظمه من حب .... وما عند الله في الآخرة لمن أحبهم خير وأبقى .

عندما تنفرج عنا شدة فجأة أو يساعدنا أحد ما نقول قد جاء في الوقت المناسب و ننسى أن الله بعثه لنا بالذات ........ لأنه يحبنا.

إن عشنا بهذه الحقيقة فقط لتعاملنا بحب ورضا ولخجلنا من أن نسرف في الحزن على شيئ فاتنا أو شبئ فقدناه ولما استمرينا على معصية أو قصرنا في طاعة ....إن عرف الإنسان مدى حب الله له لخجل من أن يعصيه ..... وتبقى الآيات أكبر وأعظم من أن نستخلص كل مافيها من فوائد .

الأربعاء، 7 يوليو 2010

جهاز تسجيل



العقل الباطن جهاز تسجيل يعيد المادة التي وضعناها فيه فإن وضعنا الكراهية والشعور بالإستياء والأفكارالسيئة في الآخرين فإننا سنجد الكثير منها في الآخرين وفينا وسنجد الكثير من الخسائر والعجز والقصور والكثيييير من التحديات تتساقط علينا من كل جانب وعلينا ألا نستغرب فمن يزرع ليمون لن يجني تفاح وأي سلوك سيئ نوجهه للآخرين فإننا في الحقيقة نوجهه لأنفسنا ,ذلك الكم الكبير من السلب من الشعور صحيح أنه سيؤذي الآخرين لكنه سيؤذينا نحن بالدرجة الأولى فمصدره نحن لا هم ....إذا أخرجت الدجاج الذي في حظيرتك ليتنزه فإنه عندما يكتفي ويقرر أن يعود فإنه سيعود لحظيرتك لا لحظيرة جارك .

عندما تفكر في( س ) من الناس على أنه إنسان غير جيد فهو غير مسئول عن طريقة تفكيرك هذه .....إنها مسئوليتك أن تختار الأفكار التي تعيش بها بقية يومك وتتعامل على أساسها مع الآخرين ....ومع نفسك ,لا تظن أبدا أن تفكيرك السلبي لن يؤذيك أو يفسد عليك وقتك ويلهيك عن هدفك ويشغلك وحتى يمرضك ....الفكر السلبي يتبعه شعور مدمر للذات والعلاقات ,ثم ما شأنك أنت فيما إن كان إنسان جيد أم سيئ ,تعلم ألا تقيم أو تنتقد الآخرين وقديما قالوا (دع الخلق للخالق ) إن أساء أحد ما التصرف فهذا لا يجعله إنسان سيئ أبدا فهل أنت معصوم مثلا من أن تخطئ يوا في حق إنسان ما بقصد أو حتى بدون قصد؟ فهل إن أخطأت ترغب فعلا في أن يطلق عليك لقب (إنسان سيئ ) لا أعتقد ذلك .....لماذا تظن فعلا أنك مركز العالم وأن على الجميع أن يتصرفوا بطريقة صحيحة طوووول الوقت وهل أنت كذلك؟

النضج معناه أن تسمح للآخرين بالإختلاف معك والتصرف على طبيعتهم معك ,دعهم يشعرون أنك تقبلهم كما هم وتعذرهم عند الخطأ ,إن مفتاح العلاقات الناجحة أن تعذر الآخرين كما تعذر نفسك وقانون الحب المطلق هو القاعدة الذهبية لكل البشر على حد سواء فالكل بحاجة للحب وأولهم أنت......... امنحه للآخرين لتحصل على أضعافه .

هناك أناس مروا بظروف صعبة جعلت منهم صعبي التعامل وأحيانا شددي الغضب .ثقلاء بغضاء لم تسمع منهم كلمة طيبة أو ترى في وجوههم ابتسامة حقيقية .....صدق أن مع كل ذلك الوصف هناك في مكان ما في قلبهم خير كثير لكنه انطمر مع كم المعاناة التي عاشوها ,فإن كان بقلبك أنت خير بالدرجة الكافية ووفقك الله سبحانه فستصل إلى ذلك المكان وتعينهم على أن يروه بأعينهم ويحسونه وهذا هو النجاح .

الخميس، 1 يوليو 2010

غادر البحارة السفينة


كنت جمال و زينة المدينة
ويوم غادرت مكان تألفينه
صارت مدينتنا بلا زينة

وحدث ما لم تتخيلينه
فقد غادر البحارة السفينة

أين أنت الآن من طفل تقربينه
تقرئين الفرح والحزن بعينه
قبل أن يشكو كنت تنصرينه
تعرفين قبل أن يعرف ما يريده
تنثرين مواقفك حوله لتريحينه
كم بكى الطفل بعدك وما سمعت أنينه
وما شهدت مغادرة البحارة السفينة

انزوى الطفل بعدك بأجنحة ضيئلة
فقد كنت تحتوينه وتحمينه وتدللينه
فما حاجته لأجنحة كالآخرين لتعينه
أنت جناحيه وروحة ونور عينه

لكنك تركت عنده وصية ثمينة
(قد زرعت فيك جواهر عزيزة )
(وكل واحدة منها غالية القيمة)
في غمرة الألم أضاع الوصية
غطى عيناه وقلبه جزء من حنينه

لا يجب أن يضعف الفراق من القيمة
أو يسلب منا الأمان والسكينة
وقد قارب وقت أنت تدركينه
لتجلسي مع طفلك وتحدثينه
أتذكرين ما زرعت؟ أتذكرينه ؟
وتشهدين عند ربي بما تذكرينه؟

لا يهم الآن ما قد يحدث للمدينة
فلم يعد للطفل أجنحة ضئيلة
قد أيقن قلبه باستحالة الهزيمة
حفظ درسه و ما كنت ترددينه
وحده الله يجزل لك ما تستحقينه .