الاثنين، 30 نوفمبر 2009

كل سؤال يحمل معه قرار


إن من السهل أن تتجول في هذه الحياة دون أن يكون لك أمل عظيم أوحتى اتجاه نحو هدف كبير ,هي طريقة سهلة للعيش لكنها ليست صحيحة .
إن العيش بطريقة صحيحة ليست عملية معقدة أو شديدة الصعوبة ,ما يساعدنا على أن نكون ناجحين وبطريقة أيضا سهلة أن نتمسك بالصدق مع النفس فنتخلى عن الصفات السيئة و التي نصفها على الأقل بأنها ليست جيدة في أنفسنا ....كل منا يدرك أن لديه صفات غير جيدة ,فلنصدق مع أنفسنا ولنتخلى عن ذلك الجزء السيء ,ولنقلع عن الإهتمام بكل ما يدعم ذلك الجزء ,إن اهتمامنا بأشياء غيرمهمة وغير مفيدة سرعان ما يجلب لنا الملل ,أيضا علينا أن نهمل فكرة (ماذا يظن الناس بنا ) لإنها فعلا فكرة غير مهمة أبدا وهي تجعلنا نتصرف دون حرية وتجعلنا ننشغل بما يفكر به الآخرون .....الكل منشغل بنفسه أما من ينشغل بالآخرين فقد ضيع جهده ووقته في المكان الخطأ بدلا من كل ذلك اسأل نفسك (ماالذي يجعل حياتي أكثر سهولة وبنفس الوقت أكثر جمال ؟).
قد يكون عالمنا الآن مليء بالأعباء والمشاغل نحاول فيه أن نواكب الأحداث المتسارعة والمتغيرة , و أحيانا نتجاهل بعض الأمور, لكن مع ذلك تنتظرنا أعداد هائلة من القرارات الصغيرة فتجدنا نؤجل معظمها ونكتفي فقط باتخاذ القرارات الكبيرة .
يجب أن لا نشتت أنفسنا بالإهتمام بالعديد من الأشياء والأشخاص في وقت واحد والذين ربما لا نكون بحاجة للإهتمام بهم بهذه الطريقة المتعبة .
الحياة تكون أسهل عندما نهتم بما ينفعنا من أشياء وأشخاص وهذا ليس نوع من الأنانية إنه نوع من التفكير السليم .
هناك أسئلة مهمة مثل :من هم الأشخاص المهمين في حياتك ؟
ما الأشياء المهمة في حياتك ؟
ماهو أهم ما يميزك عن غيرك ؟
ما هي الأعمال والأشياء التي تحب القيام بها ؟
ما الذي ترغب أن تخرج به من الدنيا ؟
ما هو الشيء الذي يستهلك طاقتك ولا يحقق لك السعادة؟
كل سؤال من هذه الأسئلة يحمل معه قرار ,وكل قرار من هذه القرارات مهم وغاية في الأهمية ...........لماذا ؟
لأنه يبسط حياتك ويحدد اختياراتك وبنفس الوقت يقضي على اختياراتك السابقة التي أرهقتك واستهلكت طاقتك في المكان الخطأ وبأشياء ليست بذات الدرجة من الأهمية .
هي أسئلة مهمة لأنها تجعلك تركز عاى مواطن قوتك وتميزك .

السبت، 28 نوفمبر 2009

تفاصيل الحياة الجميلة


كثيرا ما نسمع عبارة (الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ),لكننا لا ندرك قيمة الوقت إلا عندما تحين نهايته ونأسف كوننا لم نستغله بالمفيد والضروري .

والحقيقة أن الحياة برمتها نوع من التحدي ,لا أقصد بالتحدي مشكلة وإنما اختبار يقيس مستوى قدراتك في كل مناحي الحياة ويتطلب أحيانا كل مهاراتك وكل ما لديك حتى تجتازه .
ما يساهم في نجاحنا و يمدنا بالقوة التي نحتاجها هو أن يكون مقياس صحة أو خطأ كل أعمالنا هو موافقتها لرضا الله ,أن ندرك أن الوقت أمانة كبيرة ,أن نحرص على أعمال صغيرة لكنها تجعلنا على إتصال دائم بفكرة أن الله يرانا ,فإن أحسنا استبشرنا وإن أسئنا استغفرنا ,أن لا ننسى أن الله معنا وهو خير معين ,أن ندرك أن ذكر الله يحفظ لنا وقتنا من الهدر ويحفظ لنا صحتنا وقوة اعتقادنا ويسدد خطانا .

عندما تأخذك الحياة بزخارفها ونفاصيلها الجميلة تنسى شيء مهم وهو أنك في سباق مع الزمن ,لك أهداف وأمامك حقائق وعليك تكاليف وأمانات كبيرة تتطلب منك الإهتمام بها .........أنت تدرك كل ذلك ,تدركه جيدا لكنك ودون قصد منك ولأنك لم تكن جاد في التركيز على أهدافك التي ما خلقت إلا لتنجزها فإنك تهدر معظم وقتك في أشياء غير مهمة , وأحيانا تكون أشياء إن لم تكن ضارة فهي ملهية ,تتعامل مع الوقت وكأنه أرخص شيء في الوجود ,أهواء تأخذك للبعيد وهكذا حالك كل يوم .
أي شيء ساهم في إلهائك وسرق وقتك وجهدك دون فائدة فإنه سيفارقك ,وكثيرا ما ننسى ما عزمنا على تنفيذه أو تفاجئنا أعمال يومية نحن مجبرون على إنهائها, ما يحفظ لنا الكثير من الوقت هو كتابة الهدف ووضعه في مكان بارز نراه معظم يومنا .
عندما تكتب عبارة ما الذي يجعلني عبدا مخلصا لله ؟يجعلك تبدع في استخراج إجابات وأعمال لا تعد ولا تحصى ,ستثري حياتك وستلاحظ أن الوقت أصبح يتسع لكل ما تريد لأن الله قد بارك فيه ,لن تقول أن الوقت يمر ببطء أو انتهى الوقت دون أن أشعر ......سيكون الأمر كما تريد .
ما تملكه من حياتك هو الوقت الحالي فبماذا ستمليه ؟ ...كل ما تحتاجه للوصول للحظة الإدراك هو لمحة من الزمن أو ربما ثانية لكنها ستكون أغلى ثانية في حياتك ..........فقط عد وتأمل هذه الفكرة .
الوقت بإمكانه أن يكون صديقك الحميم أو عدوك اللدود .......مثل أشياء كثيرة في هذه الدنيا لها استعمالين أو وجهين .
تستطيع بوعيك أن تجعل الوقت سجل لأعمال خالدة أو تجعله كالماء ينساب من بيع أصابع يديك .

الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

قد كان اختيار


هناك من تعرض لتجارب مؤلمة ,لم يستطيع حينها أن يفعل شيء لمساعدة نفسه , وبغض النظر عن سبب سلوكه لكنه كف منذ زمن طويل عن حتى المحاولة ,تقبل بسلبية كبيرة ............سلبية غيره,مع الأيام تحول إلى عاجز بسبب مشاكل بلا حل ......أو هكذا اعتقد ,لا توجد أي مشكلة بلا حل لكن ظلم الإنسان حول غيره إلى إنسان عاجز يعتقد حقا أنه غير قادر على العثور على الحلول حتى وإن كانت أمام عينيه ,عندما تسيء معاملة غيرك وتجعله يقتنع بعجزه فقد قتلته ,قد خلقنا الله لنؤازر ونساند ونقوي بعضنا البعض ولنجعل الحياة أسهل لا أن نحولها إلى مكان صعب تكون فيه كالغريب .
إنها أمانة ......والكثير منا قد ضيع الأمانة .
البعض الآخر تعرض ربما لنفس التجارب لكنه أدرك أنه قوي ,فلم يستسلم أو يكف عن محاولة مساعدة نفسه,أدرك أن سلبية غيره شيء لا يتعلق به وأنها خاصة بالغير ,فلم يتأثر ذلك التأثير الكبير من محاولة غيره تدميره ,لا عجب أنه عثر على حل لكل مشاكله,لأنه وثق بنفسه وقدراته ,لم يعظم خطر الغير بالتالي لم يقع تحت استبداده وغطرسته ,فإن تخلى هو عنه لم يتخلى عن نفسه ,فاعتمدعلى الله ثم مصادره لذا لم يشعربتلك الغربة التي شعر بها من لم يثق بنفسه ,فإن ضيع غيره الأمانة فهذا شيء لا يمسه ولا يتعلق به ,حافظ على شعوره بالقوة والكفاءة والقدرة على مواجهة كل الظروف الصعبة ,لأنه متوكل على الله لا على الغير وهو تحت رحمة الله لا تحت رحمة الغير ......لقد خلقنا الله أحرار فإن عشنا كالرقيق فلم يجبرنا أحد على ذلك ,كان الأمر من اختيارنا .

هناك أناس يملكون قدرات عازلة غير قابلة لكلمة عجز وهناك أناس يتساقطون عند بداية أول مشكلة ,هناك من يصنع نجاحه بيده وهناك من يصنع هزائمه بيده ,وتبقى المسألة اختيار .

الأحد، 22 نوفمبر 2009

استوقفتني أسئلة


عندما تعتبر أن الشك بالغير عادة سيئة وخلق غير جيد , فلماذا لا تعتقد أن الشك بالنفس شيء مشابه وأثره أكبر وأعظم ؟
عندما لا تثق بنفسك ولا تتقدم خطوة ,لماذا تحزن عندما لا يثق بك الآخرون ؟
عندما لا تحترم ذاتك أو تقدرها ,لماذا تلوم الآخرين عندما يظهرون عدم احترامهم لك ؟
عندما لا تدير أمور حياتك بنفسك وتسمح للآخرين في التدخل في أدق أمورك ,لماذا تغضب عندما يتجرئون ويتولون قيادتها بالنيابة عنك ؟
عندما لا تولي نفسك الإهتمام الكافي لماذا لا يعجبك عندما لا تتلقى الإهتمام من الآخرين ؟

عندما لا تلاحظ إلا الأخطاء فأعلم أنك لا تبحث إلا عنها ,ألم تلاحظ ذلك ؟
هناك ثلاث حقائق مهمة :
عندما لا ترى إلا الأشياء الجيدة في كل ما حولك فاعلم أن الخير بداخلك أكبر من كل ما تراه .
عندما تركز على هدفك فلن تعيقك كل الحواجز .
عندما تقتنع بفكرة أن لا شيء يدوم لن تطيل الوقوف عند التحديات والمواقف الصعبة .

قلائل تميزوا عن البقية


كيف تستطيع أن تعرف حدود إمكانياتك إن لم تحاول ؟ ......... إن باءت محاولتك بالفشل مرة أو مرتين أو حتى أكثر فقد تعرفت علىطرق غير ناجحة في الوصول لهدفك , والآن يتوجب عليك أن تكتشف طرق أخرى جديدة. الأرجح أن واحدة منها ستكون هي الطريقة الصحيحة وهي الطريقة التي ستؤيد فكرة أن إمكاناتك ليس لها حد معروف أو محدود ,ستصل بأهدافك إلى مناطق نائية لم تدرك أو تصدق حتى أنك ستصل لها ,من توصل إلى النجاح الذي يطمح له لم يفقد إيمانه بقدرته على تحقيقه ولم يفلت من يده الحبل المتصل بهدفه ولم يشك يوما في أنه يملك كل ما قد يحتاجه للوصول لما يريد ,كان حافزه يتجدد من تلقاء نفسه مع كل محاولة غير ناجحة ومع كل تعليق محبط من الغير لأن إيمانه بأنه يستطيع تحدى كل الصعوبات شيء متأصل فيه فلا عجب بعد ذلك أن كان من القلائل الذين تميزوا عن البقية .
كيف تستطيع أن تعرف ما يمكن أن تصل له ما لم تحاول ؟ النجاح لا يتعلق بالمكان أو الزمان أو حتى الظروف المناسبة له .....إنه أمر يتعلق بك ,بما تريد وبما تملك من عزيمة وحافز وتركيز واصرار للوصول له ,المهم أن تثق بنفسك عندما يبدو أن الطريق مسدود ....هو غير مسدود وكل ما تراه أمامك يدل على أن النجاح قريب ,لاحظ أننا عندما نمر بوقت صعب ونصل لمرحلة نشعر معها أننا لن نتحمل المزيد ,بعدها تنفرج الأمور بسرعة قياسية وتصبح كل معاناتنا وكل ما اعتقدنا أنه ثقيل كالجبل أصبح ماضي وكأنه لم يكن .......لا تدع هذه النقطة تمر عليك دون أن تقف عندها وتفكر ,إنها دعوة لك لتتأمل وتدرك شيء ينفعك في المرات القادمة والمواقف الصعبة الآتية ,فالحياة لا تخلو منها , أولا الموقف الصعب لا يدوم ثانيا النقطة التي تصل لها وتعتقد أنك لن تحتمل أكثر ,ما هي إلا إعتقاد فأنت تستطيع أن تحتمل أكثر لكن لطف الله فيك يظهر عندما تصدق إعتقادك ,فمن حبه لك يفرجها عليك عند هذه النقطة حتى لا تضعف نفسك أو تقدح إيمانك بإظهار عدم الرضى .
أي شيء حققته فناتج من تركيزك عليه ورغبتك الأكيدة فيه ووثقت بنفسك ثقة كافية,بالمقابل فإن أي شيء فشلت في تحقيقه ربما لم تكن لديك تلك الرغبة فيه وشككت بنفسك وتهاونت بقدراتك .
اسأل نفسك صباح كل يوم كنوع من التحفيز الذاتي :ماذا أستطيع أن أفعل اليوم ؟..ستجد أنك تلقائيا قد أوجدت هدف ,ومهما كان هذا الهدف صغير فهو أفضل من أن تضيع يومك في أحداث يومية متكررة تكون فيها متلقي فقط وتسمح للملل أن يتسلل لك ,فكرة إيجاد هدف أفضل ما فيها أنها تجعلك تركز على كل الأدوات التي تساعدك على عمل شيء جديد بطريقة مختلفة وتختصر لك الوقت وتنظمه وتجلب الشعور بالراحة ....راحة ما بعد الإنجاز .
أهدافنا التي نكتبها تحدد نوع الحياة التي نعيشها ,جرب كتابة هدف ما ,وعد بعد أيام لقراءة الورقة التي سجلت بها هدفك ...ستجد أنك سلكت الطريق الذي يوصلك له ......أحيانا نكتب أهداف وبعد مدة نجد أننا بحاجة لكتابة أهداف غيرها لأننا قد حققناها ووصلنا لما نريد وأفضل ......أعتقد أن الأهداف المكتوبة تجعلنا نوجة عقلنا للوجهة التي نرغبها ثم يتولى هو التركيز على العوامل كالأشياء ,الأشخاص ,الفرص التي تسهل لنا الوصول لها ,يكون كمن يجمع قطع متناثرة ليكون صورة متكامله ....هي وجهة نظر وتبقى التجربة هي الفاصل والدليل .

السبت، 21 نوفمبر 2009

سحب مهول من رصيدنا


قد تكون فشلت في شيء ما,قد تكون تعثرت أثناء سيرك بصخرة أو حاجز , ربما لم تنتبه أثناء عبورك مرحلة ما ,لكن كل هذا لا يعد كارثة أو شيء لا يحتمل إلا إن رغبت أن تعتبره كذلك ,وبما أننا نواصل السير وأحيانا نتابع خطانا بسرعة أكبر فهناك احتمال كبير أن نتعثر, ويبقى التعثر أفضل من الوقوف في مكان واحد والتجمد في قالب من الرتابة .......فلم يسبق أن تعثر أحد وهو جالس في مكانه .
أكبر ما يجلب الإعاقة لقدراتنا هو الشك في ذاتنا ,عندما نشك فيما إن كنا نستطيع أن نفعل شيء ما فإننا بالتأكيد لن نفعله .....واعتقد أن السبب يكمن في أفكارنا التي تسببت في سحب مهول من رصيد ثقتنا في أنفسنا وجزء أكبر من قوتنا .
قد نسقط ...حسنا ماذا في السقوط وما الذي يعيبه ...ممكن أن يكون هذا السقوط أفضل شيء حدث لنا ...أجل أفضل شيء, فقد يفتح أعيننا على أشياء قد طال سباتنا دون أن نعرفها أو نتعرف عليها ,قد يكشف حقائق نحن بحاجة لمعرفتها ,قد يلفت نظرنا إلى أشياء كنا نسلم بوجودها بينما هي هراء ,قد يظهر حقيقة أناس كنا نعدهم رموز ,قد يلفت نظرنا إلى أشخاص قيمتهم أغلى من أي جوهر نفيس .......كل السقطات تقدم لنا ما نحن بحاجة له .....الغريب أنها تأتي بوقتها وفي أوانها ,فسبحان الله الذي يعلم بما ينفعنا .
لا عجز في هذه الدنيا لا قيود ,ولا حتى حدود إلا ما نصنعه نحن بتفكيرنا .
إن كانت أهدافك متواضعة كمعظم الناس فستعيش حياة متواضعة ,أما إن كانت لك أهداف تناطح السحاب فلن تضيع لحظة من حياتك في التفاهات التي ينشغل فيها الآخرون ......ستكون متميز كما أراد الله سبحانه وتعالى لك .
معظم الأشياء المهمة في حياتنا قد اكتسبت أهميتها من تفكيرنا وتركيزنا عليها ,قد صنعنا عالم متكامل متميز عن غيرنا بأفكارنا والتي ساهم في تكوينها تجاربنا وأشخاص عاصرناهم في حياتنا ,ومهما اتفقنا يظل هناك نوع من الإختلاف وإن كان بسيط فيما نراه ,إنه أمر يشبه اختلاف بصماتنا فسبحان الخالق المبدع .
فما الذي يحدد قيمتنا ؟ وبنفس الوقت يمدنا بالقوة التي نحتاجها ؟ماالطاقة المتجددة التي لا تنضب ؟ماالذي يسندنا عندما تقسو علينا الظروف ويلفنا الظلام ...إنه الإيمان وعندما يتمكن ويقر في قلوبنا يجعلنا نكتسب طبيعة مختلفة فنرضى ونسكن عند الشدائد ,ونزداد قوة وإرادة عند الفشل ,نواصل الخطى عندما يعجز الآخرون عن الوقوف ,إنه يمدنا بكل ما قد نحتاج له ..ربما لأنه قوة داخلية تحمل معها صدق التوكل على الله لكن الشيء المؤكد أن أي عقبة مهما كبرت إن واجهناها بالإيمان فلن تصمد أمامه ولن تحتفظ بقوتها أبدا.

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

أشياء تدل عليك


علاقاتنا الإنسانية الناجحة ناتجة عن منح الآخرين ما يحتاجونه وكل منا لديه ما يقدمه ...............ماالذي يريده الآخرون ؟وما الذي يحتاجونه ويتطلعون له ؟إنهم يحتاجون التقبل والقبول ,فن في التعامل ,مودة صادقة ,أهمية في عيوننا ,يحتاجون السعادة ......ماذا لديك أنت لتقدمه ؟.كل منا يؤثر ويتأثر في الآخر والتأثير الجيد فن ومهارة .
إن حب الذات يجعلنا نتصرف بطريقة نبيلة , فنحن ندرك أن كل إنسان فينا مهم وفريد ,هي حقيقة محفزة تجعلنا نحب ذاتنا ونقدرها ونترفع عن أي سلوك يعارض أو يمس تلك الحقيقة سواء مع النفس أو مع الآخرين .
الحقائق تظل حقائق و هي توضح نفسها :..........لا أحد يستطيع أن يسلبك حقوقك إلا بإرادتك وموافقتك.
إن لم يحترمك شخص ما فلا يعود ذلك لقوته أو سطوته وإنما لإعتقادك بإنك ضعيف .

علاقاتنا الإنسانية الطيبة هي العلاقات التي تحقق الرضا للطرفين .
علاقات تنبع من حق كل منهما بالأهمية والإحترام فإن اختل هذا الإعتقاد عند أي طرف منهما أصبحت العلاقة غير متوازنه وغير مجدية لكل منهما .
إن مجرد شعورك الصادق بأهمية الآخرين سيتسرب ليصل لهم ,ثم يأتي سلوكك ليثبت هذا الشعور .
إن كنت ممن يزيف شعوره فلن تصل كلماتك إلى وجهتها ....وإن وصلت فلن يكون لها ذلك الأثر الذي أردته ,لأن شيء ما سيصاحبها ويخالطها .
الكذب والنفاق أشياء علينا أن نبتعد عنها وقد نهانا الله سبحانه وتعالى عنها فهي تدل على أن صاحبها لا أهمية ولا قيمة لديه لذاته ولا يقدر ذاته وإلا لما جرها للكذب والتزييف ,هما يعكران ذلك الصفاء في النفس ,كل ماهو قائم وناتج من الكذب , مؤقت لا يدوم ونتيجته تدني أكثر وأكثر في الإعتزاز بالذات .
عندما تعامل إنسان ما بطريقة سيئة فأنت تعتمد على ما تعتقدة أنت في نفسك , فإن عاملتهم باحترام فأنت إنسان تحترم نفسك وإن تفهمتهم فأنت إنسان متفهم ......كلماتك وسلوكك وحتى مشاعرك هي أشياء تدل عليك وتصف حقيقتك ....ألا يقولون إن أردت أن تعرف أكثر عن إنسان ما دعه يتحدث ؟.....حتى إن لم يرغب بالتصريح عن معلومة ما دعه يواصل حديثه وسيكشفها ؟
فإن كنت ممن يقلل من شأن الآخرين فأنت فعلا تعتقد أنك قليل الشأن ,انزل من برج المراقبة ولا تتبع أخطاء الآخرين وانشغل بإصلاح ذاتك.

الخميس، 19 نوفمبر 2009

قدم السعادة


كلمات الثناء والإمتنان لها سحر خاص وتعطي من يستقبلها نوع من القوة والطاقة والثقة والثبات وتحقق له الرضا ,أي شيء نثني عليه نلاحظ أنه يزدهر وينمو ,يلفه التألق والحب .
كلمة الثناء الصادقة والتعبير عن الشكر والإعجاب بعمل قمت به هي أشياء ترفع روحك المعنوية وتزودك بطاقة إضافية ,الثناء دواء عجيب للروح الإنسانية ,وكل منا بحاجة لجرعة من ذلك الدواء السحري , فإن رغبت بالمزيد من العمل المتقن من الآخرين فما عليك إلا أن تثني عليهم .
إن الثناء على الآخرين يجعلك تستخرج منهم أفضل وأقصى ما يمكن أن يقدموه كعمل وكطريقة معاملة ,لا تكن بخيل في تقديم الكلمات الرقيقة ,لا تظن أن الناس يدركون شعورك وليسوا بحاجة لسماع كلمات الثناء أو الإمتنان منك ,إنهم فعلا لا يدركونه ,كن كريم واشكرهم ,اخبرهم بما تشعر به من امتنان لجهودهم وأنك تقدر ما قاموا به من أجلك .
كلماتك وشعورك الطيب يولدان لديهم الرغبة في تقديم المزيد ,عندما تقدم كلمات الثناء فأنت تقدم معها السعادة والرضا , المقدار الذي تقدمه من ذلك الشعور الجميل لا يعود لك مثله فقط إنما أضعافه .....هذا هو قانون الحياة .
إن الحياة مليئة بالأشياء الجيدة والتي ربما لم تلاحظها ,......وعندما تركز على كل ما هو جيد وتثني عليه تكون كمن أزلت الغشاوة من عينيك واكتسبت نظرة إيجابية جديدة لحياتك أو نظرت من زاوية مختلفة تماما عن تلك الزاوية الحادة التي تركز فيها على ما لا يعجبك و لا يناسبك ...... فتكون مكافأتك هي شعورك بالإمتنان لله على كل ما هو طيب فيها لأنك ستلاحظه بكثرة في الآخرين وفي الأشياء من حولك ,هل لاحظت الآن أنك قدمت الإمتنان
فعاد لك نفسه ؟ ....عندما تشعر بالإمتنان لله فذلك شعور مختلف تماما إنه أكبر وأكثر مما قدمت ,والله يضاعف لمن يشاء .

إذاعة محلية


العلاقات الإنسانية تتكامل بالتواصل بها ندرك احتياجات الطرف الآخر والطريقة التي يشعر بها ,وكل ما علينا ليكون تواصلنا فعال أن نصغي باهتمام فالأغلبية تحب التحدث عن نفسها ,لكن المشكله أننا نغلق جهاز استقبالنا وبنفس الوقت نفتح إذاعتنا المحلية .
أحيانا لا ندع الطرف الآخر يكمل سرد فكرته أيا كانت بل إننا نقاطعه وكأنه ذكرنا بفكرة أو حدث ولا بد أن نسرده الآن قبل أن يتم الشخص الآخر ما بدأه ,هو سلوك مزعج .....نقول حينها جملة اعتراضية وهي (لا أريد أن أقطع كلامك ).....قد قطعت كلامه وهذا تصرف غير جيد ,الأفضل أن ندعه يسترسل وعندما ينتهي نصمت برهة ثم نعقب على الفكرة التي طرحها .
علينا أن نشجع الطرف الآخر على الحديث ومواصلة الكلام لنوصل له فكرة أنه مهم ,كثير من المفكرين لديهم شيء مشترك وهو فن الإنصات ,إنهم ينجحون في إبقاء أفواههم مغلقة ........الإنصات يجعل منك شخص واع متفهم فلن تفهم أي إنسان آخر ما لم تكن راغب في الإنصات بتركيز وتعاطف وصبر كاف ,من أجمل المجاملات التي يمكن لك أن تقدمها للآخرين هي أن تنصت لهم كل منا يحب أن يشعر أن ما يقوله جدير بالاستماع وأنه جيد .
أن من أكثر الأشياء التي قد تقلل من ذات الطرف الآخر هي المقاطعة والإستئثار بالحديث ....حديثه مهم تماما كحديثك ,كيف لنا أن نتعلم ونستفيد ونستزيد من ممن حولنا إن ركزنا فقط على ذاتنا ولم نهتم إلا بأنفسنا وتمركزنا حولها ؟.....إن أخطأت يوما فليس بسبب شيء لم تقوله لكن ربما لأنك لم تنصت بطريقة جيدة .
إن انشغالك عن حديث الطرف الآخر بتحضير شيء لتقوله عندما ينتهي من حديثه وخوفك من أن ما قد تقوله ربما لا يحظى باهتمامه أو كأن يكون شيء تافه , فإن ما فكرت به سوف يحدث وسيجلب حديثك الملل , وربما يدرك هو وبطريقة ما أنك لم تركز معه ولم تهتم لما قاله وتكون كمن أغلقت عقلك في وجه أفكاره ....هل هذه الفكرة حقا ما تريد أن توصلها له ؟ لم ترد ذلك ...لكنك قد أوصلتها له .
بالمقابل إن كنت تريد لأفكارك أن تسمع فعليك أن تتعلم أولا أن تنصت للطرف الآخر باهتمام .
كل ما تقدمه للآخرين يعود لك مثله وربما أضعافه ,فإن قدمت الاهتمام والرغبة الصادقة بالإستماع الجيد فستحظى بالكثير منه .

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

صعب المراس


هناك قانون في علم النفس مفاده أن ما نراه من الآخرين أثناء تعاملنا معهم ما هو إلا انعكاس لمواقفنا منهم انعكست إلينا من خلال سلوكهم .
عندما نعتقد أن س من الناس سيكون من الصعب علينا التعامل معه فإننا نكون قد حددنا له دوره مسبقا ,بل أننا قد مهدنا له الطريق ليسلكه بتصرفنا معه بطريقة تحمل نوع من العداء أو التجاهل ,سواء وعينا بذلك أم لا وهو بدوره سيقابل هذا السلوك بما يناسبه ,وكما يقولون (من طرق الباب ,سمع الجواب )وجوابه يجعلنا نقتنع أكثر بالفكرة التي حددناها مسبقا وحكمنا عليه بها وتوقعناها (صعب المراس) ما تظنه في الآخرين يتحقق على أرض الواقع ,وما تتوقعه يجعلك تسلك سلوك يناسبه ......أعد قراءة هذه الجملة بتمعن ,هي حقا مهمة وتذكر المواقف الصعبة التي سبق ومررت بها ,تذكر ما سبقها من توقعات ..........وسلوك.
الشعور الذي تقابل به الآخرين ينعكس على طريقة كلامك ولغة جسدك ,حتى وإن لم تنطق بكلمة .....إن كانت أمامك مرآة وحصلت على فرصة ملاحظة طريقتك في مقابلة الشخص الآخر الذي وصفته بأنه صعب المراس فستندهش من دورك في تمهيد ذلك الدور له .
أي إنسان كان ,لا يكون سيء بالكامل ,لكل منا جوانبه المختلفة , والجانب الذي يقدمه هذا الإنسان للآخرين غالبا يكون الجانب الذي استخرجوه منه من خلال معاملتهم له ,لذا علينا أن لا نحكم على الآخرين ونصفهم بالبخل مثلا أو سلاطة اللسان فقط لأن لهم مثلا موقف مع شخص ما أظهر هذه الصفة أو أبرزها ,قد يكون هذا الشخص تصرف بطريقة فظة ,وكما استخرج هذا الشخص تلك الصفة السيئة نستطيع نحن بطريقة تعاملنا واهتمامنا به نسمح بظهور الجانب الطيب فيه ونستخرج صفة أخرى أكثر جمالا.

الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

كل منا له نظامه


إن مسايرة الناس لا تضمن لنا تحقيق النجاح أو السعادة ,فمن يخشى الإصطدام بخياله ويساير الناس ليتجنب المشاكل قد تعلم طريقة سهلة في التعامل معهم لكنها طريقة فيها هدر للكرامة ....حيث يسمح لهم بأن يمشوا فوقه ,وبالمقابل هناك صنف آخر يتسم بالطغيان والدكتاتورية أتقن طريقة أخرى في التعامل مع الناس ,هو يراها مسايرة وتتلخص في ضرب معارضيه ...كل معارضيه وتحويلهم إلى ممسحة أحذية يدوس عليهم ويسير فوقهم ....إن سمحوا له بذلك .
كل منا له نظامه ,ذلك النظام الذي نجح معه في التعامل مع الغير ,فإن سألت أو تسائلت عن الطريقة الصحيحة فهي الطريقة التي نساير بها الناس وتجلب لنا الرضا الشخصي وبنفس الوقت لا تصطدم بذاتهم أو تمسهم ,نحقق بها النجاح الحقيقي والسعادة الحقيقية .
إن من أكثر الناس نجاحا ليس أكثرهم ذكاء أومهارة أو غنى أو تفكير أو حتى جمال .......إنهم من ملكوا طريقة تمكنهم من التعامل والتواصل مع الغير بنجاح .
وبغض النظر عن طرقنا كلها إلا أن من الضروري أن نفهم أن من أكبر الخسائر التي تؤثر على صحتنا العاطفية هي فقداننا للمودة التي تربطنا بالآخرين ...إنها شيء لا نستطيع حقا أن نتجاهله .
كل منا بحاجة إلى إتقان طريقة التعامل والتواصل مع الناس ,هي مهارة ونحن بحاجة لأن نكتسبها بها نستطيع أن نفهم الكثير عن الطبيعة الإنسانية ونتعرف على الأسباب التي تقف خلف تصرف الناس على النحو الذي ينتهجونه .
من يكون على علاقة طيبة مع نفسه فإنه يكون على علاقة طيبة مع الآخرين ,عندما يحب الإنسان نفسه فإنه يصبح قادر على يحب الآخرين فيتسامح معهم أكثر ويقل انتقاده لهم .
الذات بحاجة للإحترام والقبول وعندما يتحقق لها ذلك فإن الإنسان يتحول إلى شخص كريم ,مرح,منصت,حلو الطبع
قد أشبعت احتياجاته وأصبح قادر على التفكير بالآخرين والإهتمام بهم ,يقبل نفسه عندما يخطئ ويعترف بخطأه ...لا يكابر ,يقبل النقد بصدر رحب ...يجد في النقد فرصة لإصلاح خلل وفرصة للتكامل .
نحن لا نكون قليلي القيمة إلا إذا قللنا من قيمة أنفسنا وسمحنا لذلك الشعور أن يغزونا ...........عندما لا تعتز بذاتك أو تقدرها فستلاحظ أن المتاعب تتحاذف عليك وأي شيء مهما كان سخيف يكون مصدر تهديد حقيقي لك .
إن كنت تقدر ذاتك بالقدر الكافي فلن تعتبر تجاهل زوجتك لك عندما تحادثها تلك الإهانة التي لا تحتملها ,فتصرفها لا يسيء لك أو يتعلق بك ,إنه شيء يخصها ويسيء لها .
من لا يقدر ذاته قد يعتبر حتى النظرة الناقدة أو الكلمة الجافة ....كارثة ,فهل هي كذلك ؟ لا أبدا .
من يعاني من تدني الذات قد يتصف بالشراسة ,المشاكسة ,النكد ,ومحاولة تفسير سلوكيات الناس تفسير سلبي فقط ليؤذي نفسه ويحبطها أكثر ولن يرضيه شيء أو أحد لذا تجدة من أكثر الناس انتقادا ....وكل مشكلته ليست سوى عدم قبوله ذاته وعدم تقبلها فمن الطبيعي وهذه حاله ألا يقبل الآخرين .
ابحث عن النواحي الطيبة فيمن تتعامل معهم واثني عليها ,قدم كلمة مشجعة للغير كل يوم وستجد أن الأسد تحول إلى حمل وديع ,ساعد الآخرين لكي يحبوا أنفسهم بلفت نظرهم إلى أجمل صفاتهم وجوانبهم .

الأربعاء، 4 نوفمبر 2009

لا يتغير


الحب غير المشروط الذي نتعامل به مع الآخرين يجعلنا نتقبلهم دون أن نفرض عليهم المرور باختبارات تسبق قبولنا لهم وهو بدوره يحرر الآخرين من الرغبة المستمرة في إرضائنا فتكون علاقاتنا أكثر مصداقية بنفس الوقت فإن قبولك للآخرين لا يندرج تحته محاولة إرضائهم أو جعلهم يحبونك وليست دعوة لاستغلالك ,ومع حبك الغير مشروط
تحافظ على حدودك واحترامك لذاتك فلا تقبل الإساءة ,وعندما يقدموا الإعتذار تسامح لتحرر نفسك وتحررهم من التحكم والرفض ,تهتم بنفسك وغيرك فلا تسمح بالإستخفاف بك وفي نفس الوقت تحبهم وتهتم بهم ,تقبل غيرك مع علمك بنقصه وتعترف بنقصك ,الحب غير المشروط يثري النفس ويجنبها الحكم على الآخرين ,الحب غير المشروط أكثر من يحصل على منفعته وفائدته هو أنت ,إنه يغير الآخرين ويستخلص ويظهر أفضل مافيهم ,إنه اهتمام حقيقي بالآخرين والثقة التامة بهم وبجودة جوهرهم ,عندما نشعرهم بحبنا الذي لا يتغير مهما بدر منهم فإن سعادتهم ستنبع من داخلهم وتشبع حاجتهم للقبول ,مردود ذلك علينا يتمثل في إثراء داخلنا بالرضا من خلال تعبيرنا عن الحب لهم وتقبلنا لهم في كل أحوالهم .
يجب أن تدرك أن سعيك للتميز لا يتعارض مع كونك إنسان له نقائص .
أحيانا نقضي وقت طويل لإتمام عمل ما ,كالكتابة مثلا بعدها نجد أن هذا العمل دون المستوى المطلوب ولا يرتقي أبدا لما رغبت به ......تجد أنك أضعت وقتك وجهدك ,ربما لكونك بالغت في تقدير اهتمام الناس بالحكم على مستوى أدائك ,أحيانا نستطيع أن نوصل الفكرة بسهولة وأحيانا نلف وندور وكأننا نبحث عن إبرة في كومة قش
المهم أن نقبل أننا أحيانا لا نفعل ما يتوقعه الآخرون منا ,نقبل أننا نقع بالخطأ .......... هذا يحدث ,المسألة ليست معضلة , ولا هي نهاية للعالم ,أخطائنا مصدر لألهامنا نعرف بها التصرف الصحيح ,إنها أفضل معلم .

الثلاثاء، 3 نوفمبر 2009

أفضل لحظات حياتنا


إن أفضل لحظات حياتنا هي لحظات انسجامنا مع الآخرين وعندما نحقق شيء ما, كنجاح مثلا فإننا لا نحققه لنرضي ذاتنا فقط وإنما لنثري ونشرك به الآخرين ,نتأثر بكل من دخلوا حياتنا بطريقة أو أخرى سلبا أو إيجابا ,أموات أم أحياء فذكرياتهم تسكن داخلنا ,كل منهم ساهم فيما نحن عليه من خبرات وتفكير ,إبداع ,مهارات وعلم وقيم وطريقة تفاعل مع الأحداث والأشخاص .
نحن جميعا لدينا حاجة إنسانية أساسية لنعلم أننا مقبولين كأشخاص صالحين فمنذ الصغر غرست فينا أفكار كأن نكون ذلك الشخص الرائع المملوء بالعطاء غير المحدود للآخرين وربما البعض منا كانت رغبته في أن يكون غاية في اللطافة مبالغ فيها فعمل دون توقف ليرضيهم .
سيرنا في هذا الطريق وسعينا للكمال من خلال التزامنا بقمة اللطافة مع الغير كأن نقول نعم بينما الإجابة الصحيحة هي لا ,عندما لا نطلعهم على ما نريد ,عندما نتظاهر بالهدوء ونحن في الحقيقة نشعر بالغضب,عندما نكذب خشية جرح شعورهم ,عندما نستجيب لمطالبهم ولا نشعر بالرغبة في الإستجابة.
هذه أمور تجعلنا نضيع الوقت والجهد وتدفع بالتوتر الذي نشعر به ليتحول إلى محنة فهويسبب ضغط على النفس , وربما يجعلنا نستاء من الذين لا نألوا جهدا في إسعادهم ,قد يعيق صداقاتنا ,قد نشعر بالغباء والحمق لانقيادنا دون تفكير بأنفسنا وحاجاتنا وكأننا نسمح للآخرين بتولى قيادة حياتنا .
قيادة حياتنا ميزة نتمتع بها فلم نرغب في أن نوليها لغيرنا ,هي عبء أيضا ولا يصلح له أحد غيرنا و هي دلالة على تحملنا للمسئولية .
عندما تجعل الآخرين يتحكمون بك تحت تهديد عدم القبول والرفض فعلاقتك معهم غير صادقة ,وقد توقف نموها ,الأكثر من ذلك أنها أفقدتك جزء كبير من ذاتك فأنت تقوم بأشياء لا تحبها والطرف الآخر لا يبالي ,قد فرض معاييره عليك ,فإن واصل التحكم بك فأنت من سمح بذلك ,توقف عن الخضوع وخذ قرار بذلك .
هل تقف النزعة للكمال خلف تصرفك ........... ثق أنك لن تحققه فالكمال لله وحده سبحانه وتعالى ,أنت فقط ترهق نفسك بشيء يفوق طاقتك ,النزعة للكمال قد تؤدي لعكس المطلوب ,اسأل نفسك :هل أحيا لإرضاء الآخرين في كل وقت وتحت أي ظرف؟
أحيانا لا يعني الإختيار الوصول للهدف بصورة نهائية لكنه يكون خطوة مهمة في الإتجاه الصحيح .
غالبا تكون هناك طرق مختلفة لإدارة حياتنا ,طرق تحقق لنا نوعا من الحرية ليس ضمن منظومتها السعي للكمال وإنما به تهدئة نشاطنا فنعمل ما نحتاج له حتى إن لم يعجب الآخرين فنثري ذاتنا .
الحرية تزدهر بازدهار حقوقنا واستقلاليتنا .

رفض الإنصات لمشاعرنا


أحيانا نرفض الإنصات لمشاعرنا ربما لكوننا نشأنا في أسر يعد من غير اللائق التعبير فيها عن المشاعر ومع كوننا نملك القدرة على التصرف عندما نرى أو نسمع شيئا نحبه أو نبغضه إلا أننا نفشل في القيام بالتصرف المناسب حينها ,وقد نتصرف التصرف الذي نرغب به في وقت لاحق ربما بعد أيام أوحتى أسابيع .
عندما يحدث شيء سيء لماذا لا نتصرف حين وقوعه؟لماذا تتأخر ردة فعلنا ؟لماذا نرتكب نفس الخطأ ؟لماذا نواصل اختيار الأشخاص الخطأ لنتلقى صفعة لشعورنا ؟ .......وعندما نعجز عن التصرف نتلقى صفعه أخرى نظل بعدها ساكنين غير قادرين على الحركة من تأثير الصدمة ,قد تتأخر ردة فعلنا ونتمنى لو كانت سريعة ربما لم نتوقع ذلك التصرف بالتالي لم نجهز الرد ربما لم نصدق ما حدث لنا ,فنشعر معها بتبلد المشاعر ,وأحيانا عندما تكون الصدمة شديدة نتفوه بكلمات لا تزيد الأمر إلا سوءا ,فنجعل من أنفسنا اضحوكة .
وفي أحسن الأحوال وعندما نتسم بالروح الإيجابية فإننا نضحك من ردة فعلنا هذه ,ثم نلقي الموقف كله وراء ظهورنا ونواصل السير ,قد انتهي فلم نود في أن نحمله معنا ,قد استوفيناه وأخذنا فوائده (ما تعلمنا منه)فالحياة مليئة بالمواقف المريحة والسعيدة وليست هي حصرا للمواقف المؤلمة إلا إذا أردنا لها ذلك ,المواقف المؤلمة هي مجال كبير وثري بالمعرفة ,بإمكاننا أيضا أن نحولها إلى مواقف مرحة إذا نظرنا لها من زاوية أخرى , لكل منا خريطته التي يرى من خلالها العالم ولاختلاف الخرائط دور كبير في سوء الفهم و في اختلاف التصرف من ثم ردة الفعل لذاك التصرف ,قد يكون ما تقوله مقبول لديك لكنه غير مقبول عندي ,قد تفكر بأني أستحقه لكنني أرى أنني لا أستحقه ,قد تدرك أنه خطأ لكنه بنظرك صغير لكثرة ما كررته فهو شيء عادي بالنسبة لك ,لكنه بنظري كبير ,ما يقرب المسافات ويوضح بعض الطرق الرئيسية في خرائطنا هو التواصل والنية الحسنه والحب الصادق للغير ,المعرفة ليست نور فقط إنها قوة فبدلا من تضيع وقتك بالتوتر والذي قد ينتج من المواقف المقلقة ,عليك أن تعرف حقيقة قد تنفعك وتخلصك من الشعور بالتوتر وهي أن التوتر ناتج عن نقص في كمية الأكسجين بالمخ وينفع معه التنفس العميق( تنفس من أنفك لمدة ثلاث ثوان ثم ابق الشهيق لثلاث ثوان ثم ازفر ببطء في عشر ثوان ,قم بذلك عشر مرات على التوالي) ........ستجد استرخاء تتعجب منه و سيحصل المخ على المزيد من الأكسجين من ثم يزول التوتر,ليس هذا فقط بل إنك ستتخلص من أية أمور حدثت في الماضي ,الكثير من الناس ينقلون ماضيهم إلى حاضرهم فيتسبب ذلك لهم بفقد التركيز ويجعلهم قليلي التحمل أثناء تعاملاتهم مع الأمور اليومية ,المشاعر السلبية عندما نحملها معنا فإنها ستؤثر على أحكامنا بالتالي نتصرف بسلبية تجاه ما يستجد من تحدياتنا ,تخلص من مشاعرك السلبية لتتمتع بحياة أفضل .