السبت، 23 يناير 2010

هل أنت مرن؟


يستطيع الإنسان أن يتكيف مع كل الظروف وكل المواقف ويعيش الحياة التي يريدها ,لكن يبقى هناك أناس لم يستغلوا خاصية التكيف هذه و التي وهبها الله لهم فتجدهم في حياتهم الشخصية يقاومون الظروف مما لايسمح لهم بالتوافق مع الحياة ,يتعاملون مع أي موقف حياتي بإسلوب فظ وقاس ,عندما يكون لديهم مثلا سلوك غير مرن ويدركون أنه لا يجلب لهم نتيجة طيبة , يظلون يستخدمونه ويعانون منه ...ولا يرغبون في تغييره ,حتى عندما تتغير الظروف يظلون في نفس المكان ويتبعون نفس الطريقة القديمة في التعامل مع كل المواقف ليست لديهم أية رغبة في ولو جزء بسيط من المرونة ......عندما يتعامل الإنسان بطريقة ما ويفشل عليه أن يعدل ويغير من طريقته إلى أن يصل إلى أفضل النتائج ,إن سبب فشلنا هو عدم رغبتنا تجربة طرق جديدة واتباع أساليب تساهم في اكسابنا مهارات التكيف مع الحياة والإستجابة لها بطريقة أكثر فعالية ,إن رفض فكرة التكيف لن تجلب سوى الفشل .
عندما تواجهنا مشكلة بدل الهروب منها علينا أن نتأملها فربما يكون الحل موجود قريبا منها أو قد يوصلنا تأمل مشكلتنا إلى إتباع اسلوب جديد نغير به طريقة معالجتنا لتحدياتنا ككل ,وكما العلم يتقدم وتتطور معه أدوات تجعل من حياتنا أكثر سهولة أيضا علينا نحن أن نتغير ونتقدم فنستخدم أساليب جديدة في التعامل مع تحدياتنا ولا نقف عند اسلوب ما ونتبعه إلى آخر حياتنا ....إن قلت هذا أنا أو قلت هذا اسلوبي فأنت ترفض فكرة التغير للأحسن ,ما الذي يمنع أن تستخدم اسلوب آخر إن كان اسلوبك القديم لم يحقق لك الكثير أو حتى أعاقك ؟إن وقفنا في مكاننا ولم نغادره فقد وقفنا أيضا حجر عثرة أمام الآخرين .....لكن الأهم من ذلك قد وقفنا جحر عثرة في طريق أنفسنا وراحتنا وساهمنا في صناعة معاناتنا .
كثير من الناس الذين يعانون من الأمراض واضطراب وظائف أجسامهم ليست لديهم مرونة ......أحيانا يكون المرض هو وسيلة الجسم في التعبير عن فشله في التغيير والتكيف مع الظروف .
نحن مقيدين بما نعلمه ,لذا يتوجب علينا أن نبحث ونتعلم كل الوسائل التي تساعدنا على أن نتحلى بالمرونة حتى وإن كنا بحاجة لتلك الصفة ولا نملكها علينا الآن أن نحاول أن نكتسبها لنعيش بصورة مرضية أكثر ولنساهم في جعل حياتنا أكثر سهولة ,إن كانت أفعالنا لا تحقق لنا النتيجة التي نريدها فلم قد نرغب بتكرارها والتقيد بها ؟

كلما زاد وعي الإنسان كلما استطاع أن يصل إلى أعلى مراتب الحياة البشرية ,لا تقلل من وعي ذاتك فلديك كل الحلول لكل تحدياتك ,لا يعني الفشل أبدا أنك لن تنجح ,بإمكانك أن تستخدم وعيك بفشلك لتعديل وضعك والبحث عن حلول مبدعة ,هنا يكون الوعي شيء جيد ويغير النتيجة التي حصلت عليها..... ولم تعجبك ,إ ن التفكير الذاتي والتواصل مع النفس والتأمل أساليب تجعلك تصل إلى حقائق لم تكن لتصل لها وأنت تشاهد التلفاز أو تنصت للمذياع أو تتكلم بالهاتف ,أحيانا حدث بسيط تراه أمامك يولد لديك وعي جديد وفكرة جديدة واسلوب جديد نافع ,نحن عادة لا نهتم بالتفكير وتأمل الأشياء أو حتى الأحداث ....ليس لدينا وقت لذلك ,ولدينا الكثير من الوقت لنهدرة أمام كل الآلات الموجودة لخدمتنا ولراحتنا وإثراء حياتنا لكننا نستخدمها استخدام سيئ كالحاسوب مثلا ,عندما نستغل الكماليات في حياتنا استغلال سيء نكون كالنائمين وكالغافلين عن وقتنا ,عن جزء مهم من أنفسنا ,وقد حان الوقت لكي نستيقظ ونرتبط بأرواحنا ارتباط يمنحنا القدرة على اختيار ما يناسبنا من أساليب تتسم بالمرونة والحكمة والرأفة بالنفس والآخرين وحتى كل الظروف الصعبة ,نتعامل مع الكل بتقبل وحكمة وتأني ,نختار أن تكون كل تصرفاتنا باتجاه الهدف الذي خلقنا من أجله لا في الإتجاه المضاد والمعاكس والرافض أو اللامبالي .

ليست هناك تعليقات: