الاثنين، 29 مارس 2010

هذا كل شيئ


كل مطلب عزيز يتعلق تحقيقه بإرادتنا ودرجة رغبتنا به ,إصرارنا عليه وقوة أنفسنا ......أنريده حقا ؟هذا كل شيئ وكل ما يصاحب عدم تحقيقه من أعذار مهما تعددت ,وتنوعت إلا أنها في الحقيقة وهمية بلا أساس ,في قرارة أنفسنا نعلم ذلك وإن أظهرنا عدم إدراك هذه النقطة وإن بررنا للآخرين ولأنفسنا كل أنواع وأصناف الأسباب .


الحياة هبة غالية إما أن نثبت أنفسنا فيها أو نتخلى عنها .....هناك حل وسط لكن قبولنا بالحل الوسط يعني أن نعيش حياتنا كعدد حسابي لا أكثر .

درجة الإيمان شيئ جوهري ومهم جدا ,عندما نقول درجة فنحن نعني أن الإيمان درجات ومراتب وحياتنا في ظله درجات ومراتب في مستوى الرضا والسعادة التي نعيشها ,عندما نؤمن أن الله سبحانه وتعالى قد ميزنا بأشياء تحقق لنا حياة فريدة مختلفة اختلاف كلي عن أي حياة أخرى في هذا الكون وأن الله معنا في كل خطوة في كل لحظة يسمع ويرى ,يحفظنا ويوفقنا ,يرزقنا ,يستجيب دعائنا ويرى مدى حاجتنا التي في نفوسنا والتي لم يطلع عليها أحد سواه ويحققها لنا ,يسهل علينا كل صعب ويلين قلوب العباد لتتوافق مع قلوبنا ,يسامح المخطئ فينا الراغب بالرجوع إليه ,يحب أن ندعوة ونسأله بل أنه سبحانه وتعالى يحب العبد اللحوح فينا ,يرزق المطيع فينا والعاصي ... وإن أردنا أن نعدد النعم التي تغمرنا وتغطينا لن نستطيع أن نحصيها , تكفي نقطة واحدة يطلقون عليها الآن (السر ) ....سر النجاح (الإيمان بأن كل شيئ بيد الله وأن الله سيساعدنا حتما ويقينا بتحقيق مطلبنا (التوكل على الله) قوة الإعتقاد هذه تمدنا بكل الوسائل وتفتح لنا آفاق واسعة من المساعدات التي نحتاجها و التي تعيننا على الإنطلاق في طريقنا لنصل لأبعد مما نريد , الأمر المهم الثاني وهو أن تكون لدينا رغبة حقيقية بتحقيقه )إن استحضرنا ذلك الإعتقاد في كل يوم من أيام حياتنا وأثناء تعاملاتنا وآمننا به إيمان تام لا يقدحه تردد أو شك نلنا ما نريد .....إن الشك والتردد كفيلان بإفشال وعدم تحقيق أي من أهدافنا لأن أي شيئ نشك في أننا لن نحققه ............نحن فعلا لن نحققه ,وكأن الإعتقاد بقدرتنا على تحقيق ما نريد له قوة حقيقية لا يقف في طريقها أي هدف مهما كان عزيز أو صعب ,هذه القدرة نستمدها من صدق التوكل على الله وصق النفس في بذل الجهد ورغبتها الحقيقية في مطلبها .

فإن لم يقدر لنا .....علينا أن لا نقتل أنفسنا عليه فنحن نؤمن أيضا بأنه إن كان خيرا لنا سنناله وإن لم يكن خيرا لنا سيصرف عنا بلطف من الله ,علينا أن نحب ما يحبه الله لنا فما يحبه لنا هو المناسب لنا وهو خير لنا ,فأين نحن من علم الله سبحانه وتعالى ,أي شيئ نعتقد أنه فاتنا لم يفتنا ...إنه لم يقدر لنا ..لأنه لن يناسبنا فلم يكتبه الله لنا ,ما حصلنا عليه هو الأنسب لنا والأفضل .




علاقتنا مع الله علاقة خاصة ودرجة اهتمامنا بهذه العلاقة تحدد مستوى نجاحنا في كل جوانب حياتنا ودرجة سعادتنا وقدرتنا على الوقوف من جديد بعد العثرات والوقفات .....الغريب فينا أننا عندما نواجه صعوبة غير عادية في حياتنا ,عندما تنكسر أنفسنا معها وتتناثر إلي ألف قطعة فإننا نستطيع أن نلملم كل تلك القطع الصغيرة لنعيد بناء أنفسنا ولتتشكل من جديد ليظهر لنا شكل أفضل وأحلى من الشكل السابق وهذا يحدث في كل مرة فسبحان الله الذي يحمي ويحفظ ويوفق من يحبه ومن يتقرب منه .

الاثنين، 22 مارس 2010

لون حياتك


عندما تعاودنا الذكريات المؤلمة ,و يأخذنا الحزن إليه , عندما يبدو كل شيئ في دنيانا يلبس اللون الرمادي ....عندما نتذكر موقف محزن فقدنا فيه شخص عزيز له من المكان والمكانة الشيئ الكثير ,عندما نتذكر معاملة قاسية أصابتنا بالصدمة وأفقدتنا توازننا ,عندما نتذكر جرح عميق من شخص كنا نعده جزء منا , عندما تظل هذه الذكريات تطرق الباب بين فترة وأخرى كلما حزننا على شيئ جديد ........لون حياتك ,لا تندم على أي من ذكرياتك فأنت لست أنت بدونها ,كلما ابتعدنا عن الحدث أكثر كلما كنا أقرب إلى إدراك فوائدة وأبعد من المشاعر المؤلمة التي صاحبته .

لون حياتك عندما تجتاحك ذكرياتك كالموجة المندفعة ولا تدعها تغرقك , استخلص الدروس وغير ردة فعلك فالموقف القديم يتكرر معك الآن وذكرياتك تنبهك حتى لا تكرر خطأ الماضي .....لحظة الوعي في مواقفنا الحياتية لحظة لا تعوض .

وعندما تشعر بالحزن لشيئ قد مضى لا تدع الذكريات تشعرك بالندم فترة طويلةوتسرقك من حاضرك ,لون حياتك بأن تعيش بعيدا عنه فهو جزء بسيط منك ولست جزء منه ,أمامك حياة يجب أن تعيشها كما عاشها أسعد إنسان على وجه الأرض ,هذا الإنسان ربما عاش أحزان أكثر منك لكنها قاومها ودفعها عنه ولون حياته بالإيمان بأن كل ما يعيشه من أحداث قد كتبها الله عليه فرضي بها بل وأحبها فأحبه الله وهونها عليه .

عندما تستاء وتتألم وتشعر بالضغوط تذكر أن الله ينظر إليك ويرى استجابتك لهذه الإبتلاءات ,هذه الفكرة كفيلة بأن تلون حياتك وتغير نظرتك فبدلا من أن تعتبرها ضغوطات ستراها فرص لإثبات قوة إيمانك وكفاءتك وصدق عبوديتك .

الأحد، 21 مارس 2010

من لا يكن احترام لذاته


الذين لا يكنون احترام لذاتهم يضيعون الكثير من إمكاناتهم ,يخفونها حتى عن أنفسهم ما بين تأنيب الذات وانتقادهم للآخرين فيبحثون في كل موقف عن زلة ينشغلون بها إلى أن تظهر زله أخرى لذا نجدهم لا يثقون بالآخرين لأنهم لا يرون فيهم إلا الزلات ولايركزون إلا عليها ,حتى وإن ظهرت حسنة في غيرهم سرعان ما ينسونها ويعودون لنقطة تركيزهم التي اعتادوا عليها فالعادة لا تموت بسهولة .


لم نرضى أن نكون في الصفوف الخلفية من حياتنا؟ لن نعيشها مرتين ,علينا أن نصحح أخطائنا الآن فلا مجال للتأجيل ...قد لا يسعفنا الوقت , من يكن احترام لذاته يستغل كل إمكاناته ,من يكن احترام لذاته لا ينشغل بتأنيبها طوال الوقت لأن الثمن الذي سيدفعه مقابل هذا الشعور وهذا الإجراء غال جدا ,إن الإنشغال بانتقاد الآخرين والبحث عما يزعجنا فيهم ومن كل موقف هوعبث و نوع من التضليل من الشيطان ,يضلك ويصرف طاقتك ووقتك في المكان الخطأ ويجعلك تنوء بالأثقال التي يعجز عن تحملها عدد كبير من الناس فكيف بك وحدك ؟


عندما تذهب لزيارة ما,ويزل لسانك بكلمة ربما لم تقصد أن تؤذي بها غيرك ,وأحيانا قصدت أن تنبهه بها لكنها أصابته بالصميم وآلمته ,أزعجته ,أوددت فعلا أن تؤذيه؟كلا ......أتحب أن يصفح عنك ؟ وينسى تلك الإساءة وتبدأ معه من جديد بصفحة بيضاء نقية ؟....نعم أكاد أجزم بذلك ,اصفح واصفح واصفح ,لا تمل أو تسأم من الصفح ...اصفح الصفح الجميل من الأعماق ,الناس أيضا يخطئون بحقنا وربما لم يقصدوا ذلك ...ربما قصدوا شيئا آخر غير الذي نفكر به .....دعنا لا نبحث عن أي قصد منهم يتسبب في شعورنا بالسوء حيال أنفسنا أو حيالهم ,دعنا نترك الخلق للخالق وعندما نخرج من موقف مؤلم نطهر أنفسنا من التفكير السلبي بذكر الله (ألا بذكر الله تطمئن القلوب )وهذا اسلوب تأكيد من الله أن ذكره يطمئن الفلب الذي تزعزع بفعل الأفكار السالبةوالمقلقة .


قدر غيرك من البشر ,اثن عليهم ,ساعدهم ,أبرز أحسن صفاتهم واذكرها لهم تسعد وترتقي بنفسك ,اقترب من الله أكثر لتحظى بقوة داخلية تساعدك قي بناء احترامك لذاتك ,الإتصال بالله يخفف عنك كل همومك لأنه يهبك منظور جديد للحياة يجعلك لا تقبل بأن تتحمل أي يوم آخر من الأيام السابقة التي ملئتها بالتفاهات .


عالمنا الذي نعيشه سواء أكان جيد ويناسبنا أم كان مؤلم ولا يعجبنا هو في الحقيقة من إبتكارنا الشخصي ,ما نحصل عليه هو نتاج تفكيرنا ما نقوله ,ما نفكر به ونتجاوب من خلاله مع أحداث حياتنا ......إن راقبنا أفكارنا من الوقت الذي نستيقظ فيه صباحا إلى أن ننام وسجلنا كل فكرة, ستظهر لنا بصورة واضحة العلاقة بين تفكيرنا وواقعنا ,نحن لا نستطيع أن نغير أحداث حياتنا لكننا نستطيع أن نغير طريقتنا في تلقيها واستقبالها والتعامل معها ...كيف ننظر لها ,هل نراها سيئ سهل ونستطيع التعامل معه أم أمر يفوق طاقتنا وتحملنا (نتصرف معها بمرونة ,بتقبل ,برضا)أو (بجمود ,بسلبية ورفض ,بسخط) وكل من تلك الطريقتين لها نتائج ولكن شتان ما بين هذه النتائج .

*لسنا مجبرين على عمل شيئ لا نريده ,إن أردت فعل شيئ قل سأفعله وإن لم ترد قل لن أفعل ,التردد غير جيد لأنه يستنفذ نصف طاقتك .

*علينا أن نبتعد عن ألفاظ مثل (يجب أن ,المفروض أن )لأنها كلمات تفرض علينا ضغوط وهي نوع من تأنيب الذات مثل (يجب أن أذهب إلى موعدي الليلة ......ب سأذهب إلى موعدي الليلة )فلا تشعر معه بنوع من الجبر أو الإلزام .

*إن قدم لنا شخص ما نوع من المجاملة أو خدمة ما علينا أن نقبلها ونشكره عليها ,وهل تكون الدنيا غنية إلا بتقديم وقبول الخير بيننا ؟


*عندما يسألنا أحد عن حالنا فإننا عادة نقول( بخير) ونبرة صوتنا تقول( لست بخير) أو (الوضع لا يعجبني فصحتى غير جيدة ) وهذا غير جيد لأننا سنشعر مع هذه الكلمات بأننا لسنا بخير ولن نشعر بالصحة ونتمتع بها إلا إن فكرنا بأننا بخيرفعلا وشكرنا الله على ذلك بقلوبنا قبل كلماتنا ....وكانت كلماتنا ونبرة صوتنا قوية متفائلة صادقة شاكرة ممتنة لله ,الله سبحانه وتعالى يقول (وهل نجزي إلا الشكور )عندما لا نشكر الله على الصحة ولا نبينها ونتخاذل حتى عن إظهار تمتعنا بها وكأنها شيئ قليل فإننا نعطي رسالة لأنفسنا أولا وللغير بأن صحتنا ليست جيدة ...... وستكون كذلك .

*اسحب جملة(لا أستطيع )من قاموسك لأنك فعلا تستطيع .

*لا تصف نفسك أبدا حتى وإن كنت مازحا( بالغباء ,السطحية ,الإهمال ,الكسل,الخوف,الهبل ,السذاجة,السمنة)وصفك لنفسك بهذه الكلمات يجعلك تتصرف على أساسها لتكتشف بعد مدة أنك أسيرها .

*إن أردت فعل شيئ لا تتوقع الفشل أو تفكر به أو تقول لأحد حتى لنفسك أنك ستفشل ,فإن لم تنجح قل (قد تعلمت طريقة جديدة لم تحقق النجاح وسأتعلم طريقة أخرى) .

الخميس، 18 مارس 2010

نظام العلاقات


أحيانا تتعدد علاقاتنا لا لأننا نتمتع بروح إجتماعية وإنما لأننا نعاني من مشكلة ما, نحظى بعلاقات لا تميل إلى الدوام والإستمرار ,نكتسب الكثير من الصداقات ونفقد الكثير ,غالبا نختلف معهم ثم يمضون في طريقهم ونمضي في طريقنا .....يعرفون أين يذهبون ولا نعرف أننا السبب في رحيلهم ,ويحدث أننا عندما نكتسب صداقة نتوقع فقدها لكثرة ما مررنا بتجارب مماثلة ,الأمر يبدو وكأن نبوءة تتحقق ...قد نميل بعد ذلك لأن نكون سلبيين في علاقاتنا خوفا من انتهائها فنوافق على كل شيئ يناسبنا ولا يناسبنا فقط لنمدد فترة استمرارها ولكنها لا تستمر , فنجد أننا نفقدها كما فقدنا غيرها فنمر بأسوأ حالاتنا فقد قفزت علاقتنا من النافذة ,ما الذي حدث؟ عندما نمعن التفكير ,عندما ينير الله عقولنا ,عندما نتأنى ونبطئ سرعة إنشغالنا بأشياء نراها مهمة في حين أنها أقل أهمية ,عندما نكف عن إغماض أعيننا عن عيوبنا ,عندما نعترف بأننا على خطأ فإن هذا الإعتراف يحمل معه حل لتحدياتنا و نبني على أساسه علاقة تبقى ما بقينا .



قد يعاني البعض مثلا من الميل إلى النزاع وجرح الطرف الآخر .....الناس لا يرغبون بمن يحط من قدرهم أو يحرجهم أمام الآخرين ,لا أحد يرغب بأن يكون مادة للضحك والإستهزاءأو حتى تكذيب أحاديثهم والمعارضة فقط لمجرد المعارضة ,أو أن يتحول إلى درجة سلم يصعد عليه الآخرون ليستعرضوا كم المعلومات التي يحملونها ,هناك أناس ميزانهم غريب ...غالبا يكون غير عادل ,ما يقولونه هو الصواب وما يقوله الغير بحاجة لإثبات ,ما لديهم هو الأفضل وما لدى الغير هو بالطبع دون ذلك بلا مناقشة ,,مجالسهم ومكالماتهم لا تخلو من المناقشات العاصفة يرتفع فيها الصوت فقط لتغطية الصوت الآخر ,أحيانا تنشأ المناقشات ربما للهروب من موقف مؤلم أو للخروج من علاقة يشعر الإنسان داخليا أنها منتهية فينهيها قبل يبادر الطرف الآخر بهذا الإجراء ,أحيانا تكون الحقيقة كبيرة لدرجة أننا لا نقبلها ,إن مسئولية ما يحدث لنا تقع علينا وعلينا الإعتراف بذلك , في البداية يتوجب علينا أخذ خطوات متواضعة لتحسين ذاتنا وبدلا من أن نحرج الآخرين علينا أن نكون أكثر تعقلا ,علينا أن نكون على طبيعتنا ولا نتصنع لنعجب الآخرين ,إن أردنا أن يقبلنا الآخرون علينا أولا أن نقبل أنفسنا ,نحسن التصرف ,نكون أكثر هدوء ..نبتعد عن الجدل والمناقشات التي لا تقدم ولا تؤخر وظيفتها فقط إضعاف العلاقات ,السماحة والإهتمام بالآخرين مصدر يجدد الطاقة ويضفي على العلاقات بريق مميز يشعرنا براحة كبيرة مع النفس ,علاقاتنا مهمة لكن أهم علاقة في الوجود بعد علاقتنا مع الله سبحانه وتعالى هي علاقتنا مع أنفسنا ,كيف نراها وكيف نتعامل معها ؟كيف نجدد تلك العلاقة ؟كيف نعالج أخطائنا ونراقب ذاتنا ؟كيف نجعلها ذات مميزة بعيدة عن صغائر الأمور وتوافهها ...إن نظرنا إلى كل خلاف على أنه من صغائر الأموروأن من السهل حله وتجاوزه وبدئنا فعلا بحله عمليا ولم نعطه من الوقت فوق ما يستحقه فقد وفرنا الكثير من الجهد والطاقة لأشياء أكثر أهمية في حياتنا .

إن أردنا أن نعيش الحياة التي نطمح لها ونحظى بعلاقات جيدة علينا أن نغير من أنفسنا وطريقة إتصالنا نكون في قمة العدل عندما نحكم على مواقفنا التي لم تعجبنا نتائجها ,وحتما سيلاحظ الطرف الآخر تغيرنا للأحسن ليصبح كل منا أكثر ملائمة ,إن إحداث التغيير والحصول على نتائج مختلفة لا يتطلب جهد جبار إنه يحتاج لدعاء في جوف الليل أن يبصرنا الله بأخطائنا ويعيننا على إصلاحها يحتاج لصدق مع النفس يحتاج لمطلب واضح والعزم على الحصول عليه نحن نحتاج لخطوة متواضعةبعد ذلك لينفتح معها عالم جديد .

نطلب العدل لأنفسنا ولا نقدمه للآخرين؟ ...نطالب بأن يعاملونا بطريقة أكثر لطفا ونحن نتصرف معهم بفظاظة ؟ ربما لم نلاحظها أو لاحظناها لكننا نعتقد خطأ أنها شيئ طبيعي ومن حقنا ,ثم نتساءل ...لم تغير الآخرون ؟(هذا أول مفتاح )أن نكون عادلين مع الغير وكما قال رسولنا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والسلام :(أحب لغيرك ما تحبه لنفسك),و(المفتاح الثاني) علينا أن نتحرر من الماضي والذي يشكل ضغط علينا ويجعلنا نتصرف مع الآخرين من ذلك المفهوم الذي حملناه إما عنهم أو عن أناس يحملون نفس صفاتهم أو تصرفاتهم ,علينا أن نتعرف عليه ونصفح عنه ونطلقه ,ألا نرغب بأن يصفح الله عنا؟ ...فإن لم نصفح فسيعيش ذلك الماضي معنا ويتحكم في ردود أفعالنا ويجعلنا نرى الحقيقة بصورة مشوهة ويدمر علاقاتنا .....جرب الصفح , جرب الإعتراف بالخطأ وستجد من الأمر العجب ,لن تصدق النتيجة التي ستحصل عليها.

هل يجب أن يتغير الآخرون حتى نقبلهم ؟....لا يجب أن يتغير الآخرون حتى نقبلهم ,لم هذا الشرط التعسفي ؟نحن وفي حالتنا هذه لن يقبلنا الآخرون ,لكن وعندما نتقدم خطوة سيحدث لنا تغيير وسيظهر علينا,وسيلاحظونه وسيناسبهم (طريقة نظراتنا لهم ,طريقة كلامنا معهم ,لغة جسدنا )عندها سيتغيرون وسنلاحظ نحن ذلك وسيتولد شعور جديد تأتي به رياح التغيير للطرفين شعور مختلف يحول قضية الرفض المبدئي إلى قبول تام ....هذه فائدة أن نغير من أنفسنا ولا فائدة ترجي من انتظار أن يتغيروا هم أولا ,هذا هو نظام العلاقات وكيف تسير ...كيف تنجح وتزدهر وتستمر ولتبقى معنا إلى ما شاء الله سبحانه وتعالى .

السبت، 13 مارس 2010

(أنا هكذا)


كل منا لديه وجهة نظر مختلفة عن العالم والأشياء من حوله وماذا تمثل له ,وهناك أشياء كثيرة تؤثر في علاقتنا مع الناس مثل سلوكنا وطريقة حياتنا ,أفكارنا ...وحتما الماضي أثر فينا ,مع ذلك نستطيع بالتفكير والوعي أن نعدل سلوكنا الخاطئ .....لا توجد أخطاء ممكن أن تستمر معنا العمر كله إلا إن أردنا لها ذلك (جملة :أنا هكذا) هي حكم منك عليك بأن تستمر في أخطائك السابقة ,وأنك لا ترغب بالتغيير ....وعلى الجميع أن يكيف سلوكه ليتناسب مع وضعك , أحيانا نشعر بأن ليست لدينا رغبة في إعادة النظر في مواقفننا السابقة أو طريقة تعاملنا مع الأشياء والأشخاص ,قد نكون تعودنا على نمط معين وليست لدينا لا رغبة ولا طاقة في إحداث تغييرات تقلب موازين حياتنا,مع أن حتى فكرة قلب الموازين فكرة جريئة ورائعة , قد نرغب مثلا ونبذل جهد في تغييروتجديد التصميم الداخلي أو الخارجي للمنزل الذي نعيش فيه ولا نرغب بمجرد إعادة النظر في فكرة تبنيناها واستمرينا بها مدة ليست بالقليلة وعملت على إفساد علاقاتنا ,هناك نقاط ضعف فينا بحاجة لإلقاء الضوء عليها ,لسنا كاملين ...فإن كانت حياتنا تسير بطريقة غير مرضية لنا في جزئية معينة علينا أن نلتفت لها ونقومها ,نحن عادة نهتم لرأي الآخرين فينا بدرجة ما ومن يدعي غير ذلك فهو يغالط نفسه ....فلنقف عن نقطة مهمة (ماذا عن رأينا في أنفسنا ؟)في لحظات صدق مع النفس ومكاشفة حقيقية ورغبة مخلصة في الإصلاح ووصولنا لدرجة الإحسان مع النفس نكتشف إن لنا أخطاء رهيبة ,هذه اللحظة تقلب كل الموازين المغلوطة والتي استمرينا عليها ربما سنين طويلة ...هذه اللحظة نستطيع أن نحولها إلى نقلة كبيرة في حياتنا ,نقوم بها أنفسنا ونصحح بها أخطائنا ,صدق وآمن أن لحظة التغييرهذه ستصبغ حياتك بلون ما عرفته في ماضيك أبدا ......تذكر عندها شيئ في غاية الأهمية وهو أنك لم تكن لتصل لتلك الدرجة من الوعي إلا بفضل من الله سبحانه وتعالى ,فاشكره لأنه أضاء لك قلبك وعقلك لتصل لشيئ ربما ما وصل له الآخرون ...لأنهم استمروا في التعامل مع تحدياتهم بطريقة واحدة ,اغلقوا معها عقولهم عن أي شيئ آخر لذا لم يحصلوا على شيئ جديد ,بقوا في تلك الزاوية ولم يغادروها .

كل منا مستقل ومسئول عن نفسه ويستطيع أن يدير تركيزه للمكان الغير مريح في حياته ويبحث عن النمط الخطأ في تفكيره أو سلوكه ليغير ويعدل ويصل لأرقى مكان وصل له إنسان .....الكل يستطيع ذلك إن رغب حقا به .

الأربعاء، 10 مارس 2010

عش الثقة وتنفسها


الحزم منهج في التواصل أفضل ما فيه أنه يحترم اختياراتنا واختيارات الطرف الآخر نرفض فيه اسلوب التجاهل في تعاملاتنا كلها نعبر فيه عن أفكارنا بوضوح وندافع عنها ,نشعر بعد كل ذلك أن من العادي جدا أن يطلب أحد ما رأينا في تحد ما ويأخذ بذلك الرأي ويعمل به ,عندما تطلب ما تريد بثقة ولا ترضى بأن يتجاهلك الآخرون وتكون حازم وحاسم في ما تريد وما لا تريد سيشعر بتلك الثقة التي تملكها وتفعلها الآخرون ...وسيثقون بك فأنت أول من بدأ بهذه الثقة( وثقت في نفسك) بالتالي وثق بك الآخرون ..........هل يمكن مثلا ألا تكون واثق من نفسك ويثق بك الآخرون ؟أترك الإجابة لهذا السؤال لك........هناك علاقة بين الحسم والثقة بالنفس .



إن من أفضل الأشياء التي يمكن أن نقدمها لأنفسنا لنزيد من نسبة الثقة في النفس أن نقول شيئ جيد لأنفسنا كأن نقول مثلا (لقد تعلمت من مواقفي السابقة الشيئ الكثير أنا الآن أزداد ثقة بنفسي ) ,(أنا الآن مستعد للثقة بنفسي بصورة أكبر) ما نقوله لأنفسنا شيئ مهم جدا ...هو اسلوب سهل وقوي بنفس الوقت نعيد به السيطرة والتحكم في حياتنا ولا ندعها تسير في طريق منحدر وبسرعة متزايدة لتتحطم في النهاية ونفقد معها كل شيئ ,الثقة مهمة ,لم؟بالثقة يبنى كل شيئ على أساس متين وصحيح, نتولى مسئوليتنا عن حياتنا واختياراتنا من منطلق مهم وهو أن كل ما قد نحتاج له من قرار أو إجابة عن تساؤلاتنا نحن نملكه وقادرون على التصرف حياله ,أساس الثقة هو الإيمان بأن الله وهبنا كل ما قد نحتاجه لنسير حياتنا وفق ما نريد ...مصدر أي قوة نشعر بها هو الله سبحانه وتعالى ومصدر أي ضعف في النفس أو الثقة بها مصدره الشيطان ,نشك في أننا نستطيع ,نسيئ الظن بالله فنظن أن غيرنا يستطيع ونحن لا وهذا خطأ كبير فالله عادل ,ما يملكه الآخرون نحن نملكه ,ما يتميز به الآخرون مقابله تميزنا في شيئ آخر ,العلم متاح لكل البشر وهناك مجال كبير للكل بأن يتفوق وينجز وأفضل إنجاز ما نقدمه لأنفسنا ,أن نثق بها ونساعدها في النمو والتعلم لترتقي ,أن نكون حاسمين في اختيار ما يناسبنا ,فإن كانت الفرص متساوية للكل ...هل نضيع فرصتنا لأننا لا نؤمن حتى بوجودها ؟,هل نرضى بأن نكون أقل لأننا فقط نظن أننا أقل ؟



أغمض عينيك وتذكر موقف مر بك في حياتك أحسست فيه بالثقة ,بالتفوق ,بالتميز ,بأنك قوي ...اشعر بذلك الشعور القديم ...ضاعفه ,الآن أشعر به بقوة وانشره الآن إلى كل حياتك (نواحي أخرى فيها).......إنه شعور طيب تفوقت فيه حتى على نفسك ....تذكر هذه اللحظة جيدا وكلما شعرت بالضعف أعد تذكر لحظة الثقة تلك ,تذكر ذلك الإحساس العميق بالقوة ,عندها ستشحن طاقتك وتستعيد ثقتك بنفسك شيئا فشيئا .



الخيال مهم جدا ,تخيل أنك واثق من نفسك تتكلم بثقة ,تمشي بثقة ...تبنى نمط الثقة وطبقه ,تخيل كيف يكون شعور الثقة بالنفس عشه وتنفسه ,كل شيئ في هذه الحياة ممكن أن نكتسبه بالتدريب والمواصلة ,بالتكرار والإصرار . وكل شيئ تقريبا في أوله صعب ....إن كنت تعتقد وتؤمن في أن هذه الطريقة لها نتائج ناجحة حتى وإن كانت خمسون بالمئة ....هل تجربها؟ الإختيار لك .



الثلاثاء، 9 مارس 2010

عندما نفهم أنفسنا من جديد


هناك مواقف لها في ذاكرتنا مكان , تظل بارزة وجاهزة للإستدعاء ,تذكرنا بلحظات لا تنسى وكأنها حدثت اليوم ,كل واحدة من هذه الذكريات وأنا أعتقد هنا أنها ساهمت بدرجة ليست قليلة في تكوين جزء مهم من شخصيتنا وتركت أثر ليس بالقليل على طريقة إدراكنا للأمور وتفاعلنا مع الأحداث التي تطرح نفسها أمامنا ....في لحظة ما وعندما نفكر بعمق ,قد يكون موقف مشابه للحدث الأصلي ندرك سبب تصرفنا بطريقة معينة تجاه بعض المواقف وسبب تكرر نمط معين في ردود أفعالنا ,نفهم الأمر من تلك الزاوية بالذات وكأننا أخيرا تكون لنا فهم جديد ,فهم لأنفسنا ....الأمر فعلا غير شخصي وأقصد به أن أي طريقة لم تعجبنا في سلوك الآخرين قد يكون لها سبب آخروأيا كان هذا السبب إلا أنه لا يتعلق بما يدور في رأسنا ما فهمناه له علاقة بالموقف القديم أكثر من علاقته بهم , وأننا تعاملنا معه بتلك الطريقة لأننا لم نتجاوز ما حدث في الماضي .. للكبار تأثيرفي عدة صفحات من حياة الصغار لا تنفك تفتح في مناسبات كثيرة وفي كل مرة يسيئون فيها التصرف عندما يكبرون ربما يكون السبب لأنهم واقعين تحت تأثير ماض لم يعالج ولم يحل ....(معلق)ولم يفهموا ذلك ,ظلت نفوسهم كسيرة ومجروحة ,تأخذ دور دفاعي ,تنفعل ,تضطرب وليس من داع لكل ذلك ,عندما ندرك السبب وراء إنفعالنا المتطرف سنتعامل مع تحدياتنا القادمة بنوع من الحكمة والتأني والهدوء سنتخلص من ضغوط الماضي ,سندرك فعلا أن تصرف الطرف الآخر مهما كان خارج عن الذوق لن يمسنا بشيء ولن يشكل أي نوع من الضغط علينا فهو لا يتعلق بنا بل بنوع من الضيق يشعر به ذلك الشخص وأنه في تلك اللحظة بحاجة للفهم والتفهم وليس الغضب والإنفعال ....ستختفي فكرة أنه شخصي ومقصود .... لا أحد قد يرغب بالأمور المعلقة والتي لم تحل , ويظل في كل مرة يطل عليه شعوره بالجرح عندما يقابل شخص يذكره بالشخص القديم أو موقفه المشابه...... في لحظة صفاء مع النفس وعندما نفكر بعمق ,عندما ينور الله بصيرتنا سندرك أن ردة فعلنا المبالغ فيها بعض الشيئ تلفت نظرنا للأمور المعلقة والتي تحتاج لفهم , فقط فهم ....عندها سيدير الماضي لنا ظهره ويمضي في طريقة تاركا درسه مفهوم ومستوعب .

الجمعة، 5 مارس 2010

ماذا أضافت لك تجربتك السلبية ؟


كل إنسان فينا يستطيع أن يتعامل مع الصعوبات بغض النظر عن نوعها ,تستطيع الصعوبات والمحن أن تجعلنا أفضل إن سمحنا لها بذلك وتركناها تقوم بوظيفتها والتي تتلخص في تعليمنا شيئ نحن بأمس الحاجة له ولم نتلهى عن دروسها بالشعور بالمرارة والإنهزام أو نخذل أنفسنا بالإستسلام لها ,الصعوبات تتحول لتجارب سابقة لنصبح بعدها أكثر نضجا وخبرة وحكمة ...من أين لنا أن نتعلم إن لم نخوض التجارب والتي عادة ما تتحدى ما نملكه من قدرات وعندما نتغلب عليها نكتشف أنها أخرجت قوتنا الحقيقية فنثق بأنفسنا أكثر.

كثير من الناس توصلوا للحكمة من خلال الفشل وكل التجارب التي أخفقوا فيها لم تأخذ منهم قدر ما زودتهم من نضج ومرونة وصفات أخرى كثيرة وإيجابية جاءت من خلال الصعوبات .

الصعوبات والوقفات التي تواجهنا وحتى التي تعرقلنا فترة هي في الحقيقة كالإختبارات التي نقدمها ونصعد بها درجة في سلم الحياة كالمراحل الدراسية تماما ,لا أحد قد يرغب في أن يخفق فيها ويقف بينما ينجح كل أقرانه ,إن كانت الحياة على وتيرة واحدة وكل شيئ فيها سهل ميسر فستكون مملة ,الأمر يشبه أن تكون طالب نجيب وكل الأسئلة التي تجيب عليها تبدو لك سهلة وحتى تافهة تبعث في نفسك الملل والسأم ,دائما يكون السؤال الصعب الذي تتعرف على إجابته بعد تفكير بينما يعجز غيرك عن العثور على إجابة له يشعرك بنوع من التفوق والتميز والسعادة الغامرة ,هكذا الحياة إن نظرنا لصعوباتنا من هذه الزاوية ......فما المستوى الذي تتمتع به؟

قد تحمل لنا تجاربنا الشخصية رسالة مضمونها إعادة التفكير في أوضاعنا الراهنة ,لا شيئ يمكن أن يحفز الإنسان مثل المحن ,إن الهزائم تجعلنا نركز على أهدافنا أكثروتحول نظرتنا إلى الأشياء من النظرة السطحية إلى نظرة أكثر عمق ,حتى التجارب السلبية لها فوائد .....إن مرت هذه التجارب على غيرك واكتشف فوائدها واستوعب دروسها كأن تكون حفزته فأنت حتما تستطيع أن تكتشف الفوائد التي جاءت مع تجاربك السلبية ...الأمر غير شخصي ,لا شيئ ضدك ,كل ما قد تأتي به الحياة هو لصالحك ولإفادتك ,عندما تتغلب على تحدياتك ستكتشف مدى ما تملكه من عزيمة وتصميم على الوصول لما تريد ,ستكتشف ما أضافته لك تلك التجربة من أشياء لم تكن تعلم حتى بوجودها .


الخميس، 4 مارس 2010

عندما يقال ...أنت تحلم


قد نواجه صعاب وسط النجاح ,قد نمر بانتكاسات ....لكن كل المعوقات التي تطرح نفسها أمامنا تحتاج منا إلى تغييرفي طريقة نظرتنا لها وتوجيه لتلك النظرة لزاوية أخرى قد لا تكون بعيدة لكن نتيجتها مختلفة لتتحول تلك المعوقات إلى أقوى حافز يدفعنا لتحديها واجتيازها ,الفشل والفشل والفشل هو الطريق الذي نتقدم به نحو النجاح فلا تقلق إن فشلت في أول طريقك أو بعدما حققت نجاحا أو مررت بعدة تجارب فاشلة , عدد مرات الفشل تدل على مدى إصرارك على النجاح ,المهم أن لا ينال ذلك الفشل من رغبتك الحقيقية في الوصول لما تريد ,علينا أن نعي أن الإنتكاسات مجرد تجربة علينا خوضها ثم الخروج منها ,علينا أن ندرك أن الخروج منها أمر حتمي لذا لا يجب أن يتسرب اليأس إلى قلوبنا أو نقطع حبال الأمل التي تبقينا متفائلين ,كم جربت الفشل مرات ومرات لكن فترات بزوغ الفجر بعدها تمحيها كليا وكأنها لم تكن وكأنها ما حدثت وهل يكون الحلم حلم إن لم يبدو وكأنه خيال أو محال أو شيء من الصعب تحقيقة ألا يقال إن أردت شيئا عزيزا وبعيدا من أن تحققه (أنت تحلم ) ؟ وهل تكون الحياة جديرة بأن تعاش إن لم تكون بها تلك الأحلام ؟هل نتوقع الوصول للقمة دون أدنى مصاعب أو حتى كبوات ؟..لكن الناجح لا يفكر أصلا بالوقوف عندها ولا يعتبرها حواجز ,كيف نعرف أننا نقدمنا؟ كيف نعرف أننا بتلك القوة ؟ إن لم نتعرض لها ونجتازها .

الثلاثاء، 2 مارس 2010

عندما نتعامل مع من لا يرى فينا إلا الصفات السيئة


تجاربنا الجديدة قد تسبب لنا نوع من التوتر لكنها أيضا تتيح لنا فرص أكبر للنمو والتعلم ,قد تكون التجارب سلبية ومؤلمة لكنها لا تتطلب سوى التعامل معها بصورة إيجابية ,عندما ننجح في مهمتنا فإننا نبني مع كل تجربة صرح ثقتنا بأنفسنا ونعدل من صورتنا عن ذاتنا ,لتصبح مع الوقت مثالية .

ما يقوله الآخرون عنا (كيف يروننا ) يوثر على كيفية رؤيتنا لأنفسنا ,قد نصدق ما يقولونه ونعتقد فعلا فيما يعتقدونه وكأننا نستجيب لتوقعاتهم ,إن كنا نتعامل مع من لا يرى فينا إلا الصفات السيئة كالفشل ,الغباء ,عدم الإهتمام ,الكسل ,عدم وجود طموح ....إلخ فإننا سنتحول بعد فترة إلى ذلك الإنسان الذي يحمل كل تلك الصفات ,كن على ثقة من أن ذلك سيحدث.

نوعية الحياة التي نعيشها تحددها أشياء مثل نوعية الأشخاص الذين نخالطهم وفيما إن كانوا يؤازرونا ويساندونا أم يجذبونا للأسفل .

ما وصلنا له اليوم ناتج عن مجموعة اختياراتنا السابقة وما نختاره اليوم سيحدد مستقبلنا وما يمكن أن نصل له ......ما نفكر به وليس ظروفنا هو الذي يحدد سعادتنا أو شقائنا ,إن فكرنا بما هو جيد وملائم ومناسب ومرضي فإن تصرفاتنا ستتطابق مع ما فكرنا به .

الاثنين، 1 مارس 2010

ما يجول داخلنا يظهر للخارج


ما يشعر به الإنسان داخليا وطبيعته الحقيقية غالبا ما تظهر على الطريقة التي يتصرف بها ,لا أحد كامل فهناك أناس لا يحبون أن يعترفوا بأخطائهم ,هناك أناس لا يستطيعون أن يسامحوا ,هناك أناس لديهم غيرة غير طبيعية ,هناك أناس متكبرون يشعرون بأن لهم أهمية لا تعادلها أهمية أي إنسان آخر ,هناك أناس يسري النقد داخل دمائهم ,ينتقدون الناس والظروف وكل سلوك,لا شيئ صحيح و لا يعتقدون بالهفوات فكل شيئ مقصود ,,هناك أناس لديهم رغبة غير طبيعية في نيل الثتاء والإستحسان على كل أعمالهم,يحبون أن تسلط عليهم الأضواء ,يرغبون أن يقدر عملهم والآن , وسواء أكان الإنسان لا يحب أن يعترف بخطأه أو لا يقوى على الصفح أو غيور أو متكبر أو كثير النقد أو يرغب بنيل الثناء فكل هذه النزعات هي نتيجة للأنانية وتسبب النزاع والإستياء وتدمر العلاقات ...كل ما يجول ويدور داخلنا يظهر للخارج ,يجعلنا نتعامل مع الآخرين بعقل مغلق إن كان سلبي و لن نتقدم معه خطوة .

طريقة تفكيرنا تؤثر على نوعية واقعنا ,ما نعده فرصة أو عقبة يحدد ما إذا كنا سننجح أو سنفشل ,هناك من ينظر لكل فرصة على أنها عقبة وهناك من ينظر لكل عقبة على أنها فرصة , قد ترتقي بنا أفكارنا للأعلى وقد تهوي بنا للأسفل إن سمحنا لها بذلك أو انجرفنا معها .ماذا نتوقع من حياتنا ؟ما الذي ممكن أن تقدمه لنا؟ما الأفكار التي نحملها عما يمكن أن نحققه ؟كل ما فشلنا به قد فكرنا مسبقا بالفشل به ...هذه حقيقة ,كل معاناة نعيشها في حياتنا سببها عدم إدراكنا أننا مسئولين عن سلوكنا وبدلا من أن ننتظر أن تتغير الظروف والأوضاع أو يتغير الناس من حولنا لنحقق ما نريد , كان علينا أن نغير السلوك الذي ما زلنا نسلكه .....الطريقة الإيجابية في التفكير هي التي تمنحنا نتائج طيبة وإلا فإن ساءت أمورنا عدنا للتفكير بطريقة غير مسئولة وغير إيجابية ,غالبا ونحن نحاول أن نحقق أهدافنا يكون الهدف ماثل أمامنا ..أقصد نبدأ والنهاية التي نريدها تكون واضحة بتفاصيلها ,إن نظرنا لأهدافنا وكأن من المستحيل أن ننجح فلن نحقق منها شيء لأن طريقتنا في التفكير كتبت نهاية أهدافنا قبل أن نبدأ .

الحياة بكل صعوباتها وأحوالها ستصقلك لتستخرج أثمن وأقوى ما فيك ....فكيف ستتعامل مع كل ذلك هل أنت جاهز لترتفع فوقها ؟أم تسقط تحت عجلاتها ؟هناك أناس تغلبوا على أسوأ الظروف بطريقة تفكيرهم الإيجابية التي ترى في كل صعوبة مصدر للخير قد لا تدركه في وقته لكنها تؤمن بوجوده .