الجمعة، 25 سبتمبر 2009

بمن أثق ؟


عندما تحاول أن تحل مشكلة مع شريكتك عليك أن تتبع استراتيجية مهمة ,أن يكون تواصلك معها مبني وقائم على الثقة المتبادلة والرغبة في أن تكون حياتكما معا أفضل ,أن لا يكون هناك طرف فائز وطرف خاسر ,أن لا تكون هناك خلافات معلقة ,أن يكون تواصلكما قائم على الصدق التام والإخلاص ,أن لا يكون خلافكما كأنه مبارات كلامية ,خالى من الإحترام ,يتفوق فيه أحدكما ويترك الآخر حائر خاسرومشوش
في هذه الحالة تأكد أن كلاكما خاسر .
نحن نربي الأبناء على جسور من الثقة بيننا كأزواج ونبني الثقة بيننا عندما نؤمن بأنه يمكننا أن نعتمد على قوة الطرف الآخر ليكون سند لنا ...لدينا كل الثقة بأنه لن يخذلنا يوما أو يتخلى عنا .
أي شيء تثق به يصبح حقيقة ,وما هو حقبقي يكون موضع ثقة منك .
إن الثقة لا تبنى بيوم ...إنها تتطلب وقت لتنمو ,هي بالضبط مثل تربيتنا لطفل ...هذا الطفل مع الأيام يثبت لنا وبمواقف عديدة أنه أهل للثقة فنستطيع أن نطمئن له ونثق به .
أن تعطي إنسان ما ثقتك فيه نوع من المجازفة وهذا ما يجعل الثقة ثمينه .
الثقة حالة وسطية أي أنك تمنح إنسان ما ثقة في شيء ولا تمنحه الثقة في شيء آخر ...بعض الناس تأمنهم على مالك ولا تأمنهم على سرك أو إنجاز عمل ما .
الثقة يجب أن تفصل عن العاطفة ,قد يكون لك صديق خفيف الظل تأنس له ,تحبه ,تستمتع بصحبته لكنك لا تستطيع أن تعتمد عليه في إنهاء مهمة لأنك لا تثق به أبدا .
إن ثقتي بك لا تنمو من خلال ما تقوله لي إنما هي تنمو من خلال أفعالك ....قد لا تقصد فعلا ما تقول ,قد تكون اعتدت أن تقول كلاما لا تقصده ....لكن الأكيد أن أفعالك تدل على حقيقتك وجوهرك ومدى صدقك .....إنها قناعة لك أن تقبلها أو ترفضها .
عندما يكتسب شخص ما ثقتك فهذا يعني أنك اقتنعت أنه وفي ,مخلص ,يمكن الإعتماد على الله ثم عليه .
ستدرك حينها في قرارة نفسك أن هذا الشخص سيظل نفس الشخص ....لن تغيره الأيام أو الأحداث ,عامل الطرف الآخر بثقة فكل منكما سند للآخر وليس خصما له ,هناك أطفال يتعلمون من سلوكك أكثر من كلامك .
إذا شعرت بالخوف من الطرف الآخر كأن تشعر بالغموض مما قد يفعله ,تناقض في تصرفاته ,احترت كيف تتعامل معه ,كيف ترضيه أو
حتى تثير اهتمامه فإن كل ذلك يجعل من الصعب جدا أن تمنحه ثقتك ,لا تشك في نفسك أو حدسك ....لك أن تختاره أو تختار نفسك .
الثقة كالزجاج بمجرد أن ينكسر لا يمكن أن يرجع كما كان .
من أن المهم جدا أن تدرك حقيقة :لا تسمح لأي شخص أيا كان أن يشعرك بالذنب لأنك لم تثق به .......فأن حرص على أن يشعرك بالذنب فهذا مؤشر خطر ,فحساسيته إزاء الثقة تؤكد على أن لديه ما يخفيه .
عندما تثق بشخص ويخذلك ستنهار العلاقة ,لن تفقده فقط وتفقد العلاقة .....فهذا أفضل جزء .....إن ما حدث يهدد احترامك لذاتك....
كيف ؟ إننا نعتمد على الآخرين لنؤسس احترامنا لذاتنا ,وكلما زادت محبة الناس لنا زاد شعورنا بالراحة والسعادة ,لكن يبقى هناك عدد من الناس يستند احترامهم لذاتهم على أنفسهم ,هؤلاء الناس يكونون محصنين ضد ما يعتقده الآخرون عنهم بالتالي لا يتأثر احترامهم لذاتهم بتصرفات الغير .
إن احترام الذات هو ايجاد توازن بين معرفة أنفسنا وحبها وبين الإلتفات والإنتباه إلى ما يعتقده الآخرون عنا .
صحيح أن اعتقاد الآخرين شيء يخصهم ولا يتعلق بنا أبدا لكن عموما نحن نعتبرهم كالمرآة بالتالي نحن نقف أمام هذه المرآة للحصول على منظور آخر لشخصيتنا .
في كل الأحوال يجب أن ننتبه إلى البعض لأنهم يكونون كالمرآة المشوهة التي لا تعكس صورتنا الحقيقية وقيمتنا الفعلية ......إنها فقط تشوه وتضخم .
عندما تثق بشخص ويخدعك ,هل يعني ذلك أنك قليل الأهمية ؟أبدا إن ذلك يعني حقيقة واحدة وهي أنه لم يقدرك لسبب خاص به ,أيا كانت أسبابه فهو يتصرف بطريقة تدل عليه وتكشف حقيقته ...الأمر لا يتعلق بك نهائيا .
حقبقة مهمة أود أن أبينها :إنهاء أي علاقة لا تضيف لك شيء أو تسلبك شيءولا تعني بالطبع نهاية العالم ,ولا تعني أن هويتك مرفوضة ....أنها ببساطة شديدة تعني أن الطرف الآخر لا يمكنه التوافق معك على مستوى المعتقدات أو القيم ,القدرات ,السلوك ,القناعات ,البيئة ,وفي هذه الحالة فإن كل ما يحدث لصالحك ,قد يكون الطرف الآخر غير جدير بالثقة لأسبابه الخاصة والخاصة جدا ....في هذه الحالة هل تأسف عليه ؟...إنها نقطة وعي إن أردت لها ذلك ........احذر من الإعتقاد بصحة الأشياء لمجرد رغبتك في أن تكون صحيحة ....كلنا نملك حدس حول الشخص الذي يجب أن نثق به ......في الغالب لا يمكننا أن نكذب حدسنا .
في علاقاتنا مع الآخرين تظهر لنا إشارة أو أكثر تدل على عدم ملائمة الآخرين أوزيفهم أو كذبهم ...لكننا اخترنا أن نتجاهلها .
أي شيء تتجاهله بوعي أوبدون وعي ستصطدم به يوما ما .

ليست هناك تعليقات: