الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

لست نسخة مكرره


لكل منا اسلوب حياة, إنه نهج وطريقة تدعمنا وتساعدنا في اتخاذ قراراتنا ...نعيش بها اختياراتنا الخاصة فنشعر بالتفرد والإستقلال والسعادة الحقيقية , تختلف أساليب الحياة باختلاف الفكر والمعتقد .
كيف يفقد الإنسان استقلالية الفكر والتصرف ؟........عندما يقلد الآخرين ,يتبع نهجهم وطريقتهم واسلوب حياتهم مثل طريقة اللبس ,الكلام ,السلوك إلخ ...قد يعجز في المستقبل عن إتخاذ قراراته بنفسه أو يعيش خياراته الخاصة فيفقد ويفتقد التميز ,يعيش مع تيار الحياة .....تابع منقاد ,مسير دون أي إحساس بالسعادة الداخلية حتى وإن أحب التقليد في البداية .
إن اتباعنا لأساليب الحياة المتعددة والمختلفة والجاهزة التي نراها يوميا عبرشاشة التلفاز وغيرها كالإعلانات في المجلات ,الصحف أو أي جهز عرض آخر والتي تخالف اسلوبنا تجعلنا نفقد الفكر الإبداعي الخاص بنا ....بمنهجنا ,بما نريده .
عندما نتخلى عن اسلوب حياتنا النابع من عقيدتنا ونتبع الأساليب الأخرى .....كأننا نقلل من قيمة وصحة أساليبنا الخاصة بنا ,نتخلى عن ما يميزنا وعندما يزول الإنبهار فإننا نشعر بالضيق أو الملل والضياع وعدم الشعور بالإرتياح ....ماالذي نفتقده لنكون سعداء ؟هل هو شيء مادي يحقق لنا نوع من الترفيه ويسد نوع من النقص ونشغل به وقت فراغنا ؟ وهل تتحقق لنا السعادة بإتباع كل ما هو جديد دون تفكير أوتتحقق بالتخلي عن هويتنا واسلوبناوطريقتنا التي نعيش بها حياتنا ....... ماالذي يجعلنا لا نرسم الإبتسامة على وجوهنا؟
عندما تخرج من المنزل لتقصد أي مكان تريده فإنك ستفاجأبذلك القدر من العبوس في وجوه الآخرين ...وكأن الإبتسامة عزيزة أو محظورة ,وكأن الحياة عناء وشقاء ,كأن الكل غير راضربما لأنها ما كانت ل عن وضعه لدرجة أنك تستغرب إن صادفت وجها يبتسم .....فتتسائل بينك وبين نفسك :لم يبتسم ؟ هل فقد عقله ؟..ماذا حدث له ,البعض يدل للمكان ة,أي مكان دون أن يلقي السلام وكأنه دخل لمكان خل من الناس ......فيجتمع العبوس والصمت .
إن الإبتسامة تدل على الرضا وتقف خلفه تماما ,الرضا مكانه القلب العامر بذكر الله ..الغير منشغل بأساليب الحياة المبسترة والتي لا تلائم فكرنا من الأساس ,قد وضعها من أحب الدنيا وأخلد لها .......و تبعها من لديه جاهزية للتقليد الأعمى والمطلق .
الشيء الغير مريح أن الأغلبية منجرفة وراءها كقطيع الأغنام دون أدنى تفكير فيما إن كانت تصلح أم لا ,عندما بعض المظاهر التي المنتشرة بشكل ملفت والغير مقبولة في ديننا .....المؤلم حقا أنهم يدركون ذلك ويقدمون عليه ,نتساءل هل أحببنا الدنيا وركنا لها وانجرفنا وراء واضعي هذه الأساليب ومسوقيها ؟
هل أسرنا حب الدنيا فحجب عنا معتقدنا والذي على أساسهتشكل اسلوب حياتنا ؟هل انفصلنا حقا عنه ؟
هل ألهتنا الحياة الزائفة والقصيرة عن الحياة الدائمة ؟هل حقا تخلينا عن الكثير من أجل القليل ؟هل ضحينا بالآخرة من أجل الدنيا ؟
نحن كمن يرى صورته في مرآة مشوهة ...هو لا كل شيء على حقيقته ,مرآته تضخم الدنيا وتزينها في حين تصغر الآخرة فلا يكاد يراها .....إنها متناهية في الصغر .......وإلا أي عاقل يبدل هذه بتلك ....إن تغيرت نظرتنا للأمور تغير على أثرها تصرفنا ,لحظة الإدراك هي لحظة النور ,لحظة إشراق النفس ,عندما تشرق نفسك ستجد السعادة الداخلية .......والتي لا يعادلها أو يوازيها إمتلاكك لأقصى ما تريد .
اتباعنا لأي اسلوب يعرض أمامنا يشبه لبسنا ملابس غيرنا (قياس أكبر أو أصغر)أو تقمص شخصية أخرى .
ما ترك ديننا الأسلامي شيء إال وضحه بخريطة واضحة المعالم مفصلة ..زبقي أن نتبعها .
السعادة..كل السعادة تكمن في ثباتنا على عقيدتنا والموجودة داخل ذواتنا وليست أبدا في الأشياء الخارجية والمزيفة فإن أدرنا ظهورنا عن هذه الحقبقة أصبحنا أسرى العناء والهم والبحث عن شيء يحقق لنا الرضا ...لكن مع الأسف لن نجده لسبب بسيط هو أننا نبحث في المكان الخطأ .
أتعبنا أنفسنا بالمظاهر ومسايرة الآخرين ,الكل يقلد ,الكل يلهث وراء الجديد ونحن نفعل كما يفعل الآخرون ...لم؟إرضاء لهم ؟....الله أحق أن نرضيه ......كن ذاتك واتبع فطرتك السليمة ودينك القويم ...افعل ما تريده بيقين المؤمن الواثق بأن أعماله نابعة من عقيدة ثابتة وفكر سليم ,طريقك واضح لست بحاجة لتقليد أحد ,لست عدد زائد أو نسخة مكررة وهذه حقيقة .
لنا أن نختار طريقنا الواضح أو نبتدع طريق آخر جانبي أساسه اهتمامنا بما يعتقده الآخرون عنا ......تختارطريق حدده الله لك أوطريق حدده عباد النيا ..الأمر لك .
ألا ترى أن الكل منشغل بالتوافه ,تغيرت الكثير من العادات وأحيانا للأسوأ بشكل مخيف ,أحيانا تتغلب عادة على سنة وعندما تقول لم يفعل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ذلا يكون الرد جاهز :(الجميع يفعل ذلك )وكأن الجميع أفضل من رسول الله ..معاذ الله ,هل هذا مبرر كاف ..لا أعتقد ذلك ...ترى في حياتك سنة تموت وبدعة بغيضة تتغلب عليها ..........ويبقى أناس كنجوم السماء يطبقون سنته عليه الصلاة والسلام دون إلتفات للأحرين ...إنهم الغرباء كما قال عنهم نبينا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم (يعود الدين غريب كما بدأغريب فطوبا للغرباء ) جعلنا الله وإياكم منهم ..يحافظون على اسلوب الحياة الذي إرتضاه الله لنا .
هذه ليست دعوة لترك الدنيا ...هي دعوة لانتقاءالأفضل ..دعوة لاختيار الجوهر وعدم الإغترار بالقشور .....لأنها مجرد قشور أفتترك الثمرة وتأكل القشور؟
في الآخر هي وجهة نظر وتذكرة ودعوة لتغيير حياتك للأفضل ...دعوة للعودة لمنهج وضعه الله لك ..تأكد أنه الأنسب لك ....زويظل دائما الإختيار لك .

ليست هناك تعليقات: