السبت، 5 سبتمبر 2009

الحياة تغيرت


كثيرا ما نقول أن مجتمعنا تغير ,وأن هناك عوامل كثيرة تغرس القيم السيئة بين الناس منها وسائل الإعلام بأنواعها ,نحن لا ننكر مساهمة وسائل الإعلام في نشر أنماط معينة من السلوكيات ..لكنها ليست مسئولة مسئولية كاملة ...نحن أيضا مسئولين عن الكثير منها ,أين دورنا هل دورنا فقط أن نمتثل وندرج كل ما نراه في وسائل الإعلام في حياتنا ونوظفه ,أم ننسحب ونكتفي بدور المشاهد ,يحب أن نعترف بأننا تعاملنا مع الوضع بسلبية قبلنا أشياء بدت كأنها صغيرة وغير مهمة لكن قبول الأمور الصغيرة واهمال التصدي لها أو رفضها يجعلها تتكاثر وتتجمع على غفلة منا ,اهمال ,تواكل ,عدم اهتمام لتملا مساحة كبيرة ولتفرض نفسها ولتصبح شيء يصعب التخلص منه وليكون مع الوقت عادي لا ينكر ......بعدها نصحو من الغفلة لنقول ماذا حدث لمجتمعنا الناس تغيروا ,القيم تغيرت ......إن تغير شيء أو لاحظنا شيء لا يعجبنا فقد حدث كل ذلك بموافقتنا ....لكن على فترات .......دعونا لا ننكر فقط أننا مسئولين عن كل ذلك أمام الله .
عندما يعرب المرء عن استيائه من سلوك ما بنفس وسائل الإعلام التي تروج للسلوكيات الخطأ ستكون هناك نوع من السيطرة على الأمور الفالته والمتروكة والمهملة ,لن تصل إلى الدرجة المزعجة ,عندها ستتحسن العلاقة مع وسائل الإعلام ,أولا ستكون منبر للإصلاح ولتعديل أي وضع خطأ بالطريقة الصحيحة بالرفق بالإقناع على يد خبراء في كل مجال ,وسائل الإعلام مهمة لذا يجب أن تخرج برامجها من أهل الخبرة والفكر .
ثانيا التعبير عن الرأي الآخر بوسائل الإعلام يجعلنا نتحمل جزء من مسئولية ما لا يعجبنا من سلوك التعبير عن الرأي استقلالية وقوة ,يمكننا أن نحسن نوعية حياتنا إن بذلنا مجهود لا أن نتجاهل ونلوم الآخرين على عيوبنا وتقصيرنا بالتالي لن نحمل الإعلام كل المسئولية .إننا كأسر مسئولين عن أبنائنا عن توجيههم بحب إن هم أخطئوا ,الأب الذي يشاهد ابنته تخرج من المنزل بملابس غير لائقة أو بوضعها لكميرة كبيرة من المساحيق دون أن يستوقفها ,يسألها ,يوضح لها بعض الأمور التي تجهلها ,لكنه بدل من ذلك يقابل الأمر دون اهتمام وكأنها ابنة الجيران ,الأب الذي لا يسأل ابنه عن أحواله لا يجلس معه في غرفته ويعامله كصديق لا يوجهه إن لاحظ عليه أي مظهر غريب مثل قصات الشعر الغريبة والتي لا تحتوي على أي شكل من أشكال الجمال ,الملابس التي تشبه ملابس البنات ,كأن الامر لا يعنيه ,قد يقول أنه صغير ...لم يعد صغير ...إنه صغير بنظرك وسيظل صغير حتى بأفعاله إن لم تهتم به ,بعض الأبناء سيكونون حجة عليك ...سيحاججونك أمام الله لأنك لم تصلحهم عندما أخطئوا لم تنصحهم ,الكثير منهم يقول أبي لم يسألني إن صليت أم لا ,لا يهتم إن كنت في المنزل أم خارجه ,هولاء يؤثرون بقصد أو دون قصد في الآخرين والذين يتبعونهم في سلوكيات خطأ اعتقاد منهم بأنهم يتمتعون بنوع من الحرية ...لكنها ليست كذلك ,إنها نوع من عدم تحمل الوالدين للمسئولية ......كنا نعد ذلك كارثة إلى أن حدث المزيد والمزيد......نحن نشاهد الآن في شاشة التلفاز كل يوم أناس يتحدون الله بعمليات التجميل بأنواعها وهم يقرؤن كتاب الله الذي يحرم ذلك ,في القرآن يتحدى ابليس الله بأنه سيجعل الناس يغيرون خلق الله ...مع ذلك يقدمون على هذا الفعل الشنيع ويظهرون في التلفاز ....كبار وصغار ,رجال ونساء وهناك أمر جلل ...أن يظهر لنا رجل بملابس النساء ويتجمل بإطالة الشعر والأظافر وكتابة اسمه مع باقي الأسماء بصفته إمرأة ...لم ينكر أحد كل هذه السلوكيات ....قد اكتفوا بالمشاهدة ...ويقولون إن الحياة تغيرت ,القيم تغيرت .....قد تغيرت عندما لم تنكروا ذلك إلا من أصوات قليلة إن ارتفعت أسكتموها بحجة الحرية ...كلا إنها ليست حرية أبدا أبدا إنها عبودية للشيطان ,وأنتم عازمين على نشرها في وسائل الإعلام ........فهل من مدكر .
إن التخلي عن المسئولية من أسهل الطرق لكنها بالتأكيد ليست أفضلها ,تحمل المسئولية أن نفصح عما نريد بطريقة راقية ,أن نسلك سلوك يقربنا من أهدافنا ,أن نقبل أننا نرتكب أخطاء وأن أخطائنا دوما قابلة للإصلاح .
هناك أشخاص يحققون النجاح في أحلك الظروف وهناك أشخاص لا يحققون شيء في أفضلها وأيسرها .....فأين تصنف نفسك .
اي اتجاه تجد نفسك به فأنت مسئول عنه .....لأنه طريقك .

ليست هناك تعليقات: