الثلاثاء، 29 سبتمبر 2009

صنفان من الناس


هناك سلوكيات تدل على أنك لم تتخلص تماما من ارتباطك بطفولتك ,من هذه السلوكيات أن تتصرف مع أبنائك أو شريك حياتك بطريقه لا تحبها في أحد والديك كأن تكون تكون قاسي في نقدك أو طريقة توجيهك ,أو تجد صعوبة في إظهار حبك لهم أو أن تتذكر بعض أحداث طفولتك وتشعر بالألم ,الغضب من أحد أبويك .
وبينما أنت متعلق بأستار الماضي فإنك تقريبا غائب عن شريك حياتك ,أطفالك ......بل أنت غائب عن ذاتك .
هل تنتظر أن يخبرك أحد والديك أنك مهم في حياته ؟تأكد أن انتظارك يجعلك أقرب للماضي وأشد التصاقا به .
إن حقيقة كونك مهم في حياة والديك شيء مفروغ منه وليس بحاجة لأن تتأكد من وجوده فمدى أهمية أطفالك بالنسبة لك توضح مدى أهميتك
لواليك .
الآن إن كان والديك على قيد الحياة فاذهب وقل لهما أنهما أهم شيء في حياتك ,وإن كانا متوفين فاخلص الدعاء لهما ....تأكد أن ما أحبك
إنسان أكثر من حبهما لك ,قد أحبوك أكثر من نفسيهما ....أحبوك لنفسك حب نقي غير مشروط .
ونفس الجملة السابقة والتي سبق وقلتها لوالديك ....هناك من ينتظر أن يسمعها منك (شريك حياتك ,أطفالك ).
صدق العواطف وتوجيهها للشخص المناسب يجعلك تفك ارتباطك بالماضي وأي مشاعر سلبية صاحبته ,إنها طريقة لرعاية النفس قبل أن تكون رعاية للغير .
هناك صنفان من الناس ,صنف يرمي الخسائر وراء ظهرة ويكمل طريقه ,قد تستوقفه الخسائر مدة لكنها لا تطول يمضي بعدها لأنه يعتبرها عواصف صغيرة ,لا يسمح لها أن تهز تقديره لذاته .صنف آخر يقف عند الخسائر ويذرف الدموع على ضياعها ويحكم على نفسة بالفشل ويعمم هذا الحكم ليشمل كل جوانب حياته ,يشك في قدرته على اجتيازها ,يتحطم تحت وطأة الظروف ويعطيها صفة الإستمرارية والدوام فيظن أن خسائره هذه ستدوم آثارها طوال حياته ..........صدق أن ظنه سيتحقق مالم يغير إتجاهه ,أفكاره ,ظنونه .
ماأجمل أن تكون أقدامك ثابته على أرض صلبه ,واثق تفكر بصورة صحيحة ,تواجه أسوأ ظروفك وتعيد بناء نفسك بعد كل عثرة وكأنك واثق من أنك لن تفشل ,بأنك ستحقق أقصى طموحاتك وأحلامك ,بثقة من يدرك أن لديه كل ما يلزمه ليقف من جديد ,بثقة من يستغل كل ما لديه .
أحيانا تمر علينا أوقات نحتاج فيها أن ننتشل أنفسنا بصعوبة ونعيد بناءها من جديد ..........إن تطلب الأمر ذلك فإننا سنفعل.

ليست هناك تعليقات: