الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

هل يساعد القلق في تحقيق نتيجة أفضل ؟


كثيرا ما نقلق بشأن أمور مستقبلية خارج إرادتنا فنهدر الوقت والطاقة ,نتوقع مثلا أن لا يكون عملنا متقن ,نتوقع حدوث مكروه إن تأخر أحد أفراد الأسرة عن موعد العودة ,نتوقع نتائج غير جيدة للتحاليل التي أجريناها ,نتائج الإختبارات المدرسية ,إن مرض أحد أفراد الأسرة ...إاخ.
النقطة المهمة في القلق أنه شك في قدرتنا على التعامل مع ما قد يحدث ...فهل يساعد القلق في تحقيق نتيجة أفضل ؟...إنه لا يفعل ...شيء واحد يفعله القلق وبإتقان ,إنه يستنزف قوانا ويرهق أعصابنا ...يستنزفنا إنفعاليا .
الإنسان يستطيع أن يتكيف مع أي وضع مهما كان حتى وإن كان مفاجئ ,الدليل على ذلك يظهر عندما تعود بذاكرتك إلى الوراء فتذكر أحداث قاسية مرت عليك مثل موت عزيز ,مرض أحد المقربين ,فشل ذريع ,.....تدرج بذكرياتك واختر حدث ما , فلكل منا ظروفه وتجاربه الخاصة المختلفة عن الآخرين ,لاحظ كيف تعاملت معها ...هل شعرت بأنها أقوى من احتمالك ؟لا ...لم تشعر بهذا الشعور .....في اعتقادك ما السبب الذي جعلك تتحملها ؟ما الدرس وما النتيجة التي أثبتتها لك تجربتك ؟....قد أثبتت لك أنك تستطيع التعامل مع المواقف الصعبة ,إن تأملت تجربتك ستكتسب الثقة بنفسك وستستخدم هذه التجربة لتدعم قدرتك على التعامل مع ما سيحدث في المستقبل دون قلق ...اترك القلق ...عش حياتك كما لو كنت تملك الحلول لكل ما يستجد ...وأنت كذلك بالفعل ...فقط اعتقد بهذا وسيكون .
قد أعطاك الله عقلا به موارد لا تنضب .. وقلب من أرقى الأمراء إن أخلصته لله ,هاتان النعمتان سيجعلانك لا تقلق ليس لما سيحدث في المستقبل ..بل إنك لن تقلق حتى لما سيحدث في اللحظة التالية ,لأنك تؤمن إيمان تام أن كل أمورك هي خير لك ..وإن بدا لك غير ذلك .
تؤمن أن الله وضع فيك كل الإمكانات والأدوات التي تحتاجها لتتعامل مع أي شخص وأي ظرف تؤمن أن الله لم يخلقك في هذه الدنيا دون أن يضع بيدك ما يكفل لك الحياة الكريمة ...لم يخلقك ليعذبك بالقلق ......قد اخترت أن تكون قلق.... ربما وقد أكون مخطئة لأنك لم تعتقد أنك قادر على تحمل ما سيحدث في المستقبل ,وها أنت تدرك مرة بعد مرة أنك فريد في تحملك ....ما يلزمك هو أن تؤمن بأنك ستصل لكل ما تريد حتى إن لم يصدق الآخرون وبدلا من أن تهدر طاقتك بالقلق وتوقع الضرر اصرفها ووجهها في تحقبق الأشياء التي تريدها وركز عليها بحيث أنك لا ترى غيرها ,تركيزك على ما تحب يجعلك تنشغل عن القلق والشك في النفس .

ليست هناك تعليقات: