الاثنين، 7 سبتمبر 2009

واهتز جدار الأمان


ثورة أحد الوالدين على الآخر أمام الأبناء وهزيمة الآخر أمام كيل كبير من الكلمات النابية الجارحة يهز جدار الأمان الذي يستند عليه الطفل ,قد يترك الغرفة لشدة وقع الحدث عليه فهل ينتبه الأبوين لذلك التأثير السيء لسلوكهما على الطفل ؟عندما تكتمل حياة الآباء بوجود الأبناء عليهما أن يتخليا عن صفة الأنانية ويدركا أن التضحية تصير واجبة ....عليهما أن يسيطرا على نفسيهما ولا يطلقا مارد الغضب أمام الأبناء ويتركا استعراض قوة عمل أحبالهما الصوتية ...الطفل جزء من مهم من هذه النواة الصغيرة ويجب أن يعامل على هذا الأساس .
الطفل الذي يعيش في بيئة كهذه يعاني الخوف ,الفزع ,وفيما بعد كثيرا ما يتراجع عن مواقفه ....قد مر بأوقات كثيرة لم يحرر بها غضبه ولم يكن يستطيع لسطوة أحد الوالدين أو حتى كلاهما ..كل ذلك يخلق التوتر ,القلق وفبما بعد الشعور بالذنب ,الضيق الشديد لكونه عاجز عن فعل شيء لتحسين وضعه الذي تراكم ومع الوقت لم يدرك الأسباب التي ساهمت في تكوين ذلك الكم الكبير من الشعور بعدم الإرتياح والكثير من التوتر وعندما يكبر الإنسان ويكنشف أن عدم احترام احد والديه للآخر وتعرضة للخوف مرات كثيرة مما قد يحدث له إن هم افترقا او حتى خوفه من انفجار أحدهما بوجهه....إن أدرك الطفل أن كل ذلك ساهم في جعلة متوتر ,مهزوز ,متردد أو أي صفة سلبية تسيطر عليه فإنه سيكون رؤية جديدة للمجادلات ويدرك أن خوفه وترددة ناتج عن حاجة أولية احتاجها عندما كان صغيرا وقد أخفق والديه في أن يقدماها له كاملة ,قد نسيا وجودة عندما اختلفا ,لم يدركا كم هو مهم أن لا يرى الطفل هذا الخلاف الحاد ,لم يدركا أن كل منهما مهم في حياة الطفل ومهم لتعزيز شعوره بالأمان ....وهذا كل شيء ...إن أدرك ذلك سيشعر أن هناك شيء قد وضع أخيرا في مكانه المناسب والصحيح .
المجادلات ليست خطيرة إن كانت في المكان المناسب وبالاسلوب المناسب وبسريه بين الوالدين .
إن لاحظت أن طفلك متردد ,خائف,متوتر فابحث عن السبب ,لاحظ الاسلوب الذي تتعامل به مع الطرف الآخر سواء أكنت زوج أم زوجة .
لا تستهين في أمور تعدها أنت صغيرة لكنها في تأثيرها على ابنك كبيرة ....قد يكون حدث مر بالإنسان في فترة سابقة من حياته يكون له بالغ الأثر على حتى في قدرته على الحياة بصورة طبيعية.
قد يخاف حتى من أي نقاش وينأى بنفسه عنه قد يتجنب الدخول في أي مسألة تسبب الإختلاف في الرأي محاوله منه لتجنب القلق أو التوتر لأنه عاش العجز والخوف عندما كان صغيرا .
هو اسلوب ناجح لكنه انهزامي ,عدم إعلان المعارضة رغم وجودها داخل النفس يجعل الإنسان يحمل الكثير من الغضب والإستياء القديم والحديث ,كبت كل ذلك يعمل على زيادة التوتر والقلق ,هي مشاعر لم يتم التنفيس عنها ,الأب الغاضب والذي تعود على إطلاق غضبه متى ما أراد وبكل أنانيه قد يساهم بصورة ما في أن يجعل الأبن جبان ...........أو يساهم في أحيان أخرى في صناعة نسخة جديدة منه تتعس من حوله وتعيد مأساته ومخرجاته .

ليست هناك تعليقات: