الخميس، 31 ديسمبر 2009

نور في الوجه ونور تدرك به طريقك


عندما نصاب بشيء من تحديات الدنيا فإننا نحزن ونتألم وقد يأخذ ذلك منا الوقت ليس بالقليل وننسى أن كلمة الحمد لله عظيمة عند الله لدرجة أنها تملأ الميزان ...ليس ميزاننا هذا ,إنه ميزان الله ,عندما نرى شيء جميل أو أو شيء غريب ننسى أن نقول سبحان الله والحمد لله مع أنهما يملآن عند الله ما بين السماوات والأرض , تخيل مدى قوة هذه الكلمات ,البعض قد يتأخر عن صلاته ويتهاون في أدائها لوقتها وهناك من يضيعها ولا يحرص عليها مع أنها نور قد يكون هذا النور في الوجه أو نور تدرك به طريقك الصحيح فتعرف وتميز الحق من الباطل ,الصح من الخطأ , ليصبح إدراكك هذا سجية ,والصدقة التي تقدمها لشخص بحاجة لها مهما كان هذا الشخص ,أقل شيء أن تقدمها لمن يحمل لك أشياء اشتريتها من السوق أو الجمعية ,البعض يقول لست مجبر على تقديم أي أجر لهم فالجمعية تدفع أجورهم ........له ذلك ,لكن إن فكر بأن هذا الإنسان هو أخ له وهو فقير والقليل الذي تدفعه لا يشكل فرق عندك أو يؤثر عليك لأنه بسيط , بنفس الوقت يسعده ويعينه حتى بدرجة بسيطة ,فهل يتوانى ولو لحظة بمساعدته ,تخيل أن عندك أبناء وأعطيت كل واحد منهم مبلغ ليتصرف به كما يشاء ,منهم من يدخره كله وهذا من حقه ,منهم من يبعثره بلحظة وهذا أيضا من حقه ,منهم من يشتري ما يريد ويتصدق بجزء بسيط منه ,أيهم تشعر أنك قد أثرت به ؟أيهم تشعر أنه سيحفظ عهده مع الله ؟...الصدقة برهان على مدى إيماننا ,عندما تتصدق فأنت تقدم برهان على مدى إخلاصك مع الله ,والصدقة تدل على أن لك نفس كريمة .....قد جبلت النفس على الشح لذا نحن نقول في دعائنا اللهم إني أعوذ بك من الشح والبخل وهما من الصفات السيئة بحق ...لاحظ البخيل والشحيح يحملان نفوس قاسية وجافة وغير محبوبة ,إن العطاء كالماء الذي ينزل على النفس فيطريها ويجعلها أكثر رقة ورأفة ورحمة , القرآن .....حجة إما لنا عندما نتعهده بالقراءة كونه كلام الله بيننا وبمتناول يدنا فيه الإجابة على كل أسئلتنا ,فيه دواء لأجسادنا وأرواحنا ,فيه الطريق الواضح ...طريقنا في نيل رضا الله ....فيه كل ما يلزمنا لنعيش الحياة التي أرادها الله لنا ........أو حجة علينا إن نحن أهملناه أو تركناه وراء ظهورنا وبحثنا عن شيء آخر لنعيش به الحياة التي نرغبها فإن فعلنا ذلك لن نجدها ....سنكون كمن أضاع نفسه وبصيرته التي يمشي بها في حياته الدنيا .

كل منا على إختلاف أفكارنا ,اتجاهاتنا ,إهتماماتنا إلا أننا وباختيارنا إما أن نختار الطاعة والإنابة وحب جميع الخلق دون شرط نسعدهم حسب استطاعتنا أو أن نختار الصد عن الله بكل الطرق ونحب أنفسنا فقط وننغمس في إرضائها ونتجاهل حاجات الغير ,حياتنا هي مجموعة من الإختيارات ...وكل اختيار بحاجة لتفكير حتى لا يكون مجرد عادة وسلوك معتاد عندها لن يكون اختيار واعي .

جزء من تجاربنا


من منا لم يواجه مأساة ؟ هل لدينا مناعة تحمينا من وقوعها ...هل هي شيء غير عادي؟ أم هي متوقعة؟
المأساة شيء مقدر على البشر منا من يتعرض لها في بداية حياته بفقد أحد الأبوين ,الإخوة ,مرض ,إصابة ما ,وبعضنا يتعرض لها في وقت متأخر من حياته .....إنها الجزء الآخر من الحياة أو الوجه الآخر لها وتبقى جزء من تجاربنا .....عندما تنزل ينزل الله علينا صبر بما يعادلها إلا أن البعض منا يغرق فيها ويسمح لها بأن تملكه وتصبغ حياته بالحزن .
المأساة ممكن أن تهدي لنا فائدة كأن نكون أكثر حكمة وأكثر قرب من الله ,هذه المأساة ظاهرها سلبي وباطنها إيجابي ....من باطن هذه المأساة تستخرج أحسن ما فيك ...إيمانك ,قوتك ,وعيك ,وأشياء أخرى ما كنت لتدركها لولا هذه المأساة .....شدة الحزن قد تعبر عن قلة الرضا بأقدار الله .....الكل راحل هذه حقيقة والحقيقة الأهم أنهم راحلين إلى الله واللقاء هناك ...عندما حضر بلال الموت قال {غدا نلقى الأحبة محمد وصحبه } هذه حقيقة الموت ,لا بأس بالدموع فهي تنزل رحمة وهي تعبر عن قيمة من نفقدهم في حياتنا الدنيا ويبقى حب الله فوق كل حب ويبقى رضاه أحب إلينا مما نشعر به في نفوسنا من أحزان ,عندما تكون قريب من الله فإنه يثبتك وينزل عليك السكينة والرضا والتسليم بقدره وترتقي نفسك فوق المأساة وكأنها ما نزلت عليك وكأنها نزلت على غيرك فتتخطاها .

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

كي أعطيك فكرة


كي أعطيك فكرة عن المدخلات السلبية التي تنهال علينا من كل مكان وكل يوم فإني ألفت نظرك إلى التلفاز وما تحوية معظم المحطات الفضائية وبعض محطات الإذاعة والكثير من الكتب الهابطة والفارغة والمجلات التافهة ,أضف إلى ذلك التواجد مع أشخاص يحبطوننا بإهتماماتهم السطحية ومحادثاتهم السلبية والتي تحمل الكثير من الشكوى والتذمر والسخرية والغيبة أو أي من أنواع السلوك السلبي المدمر للذات والغير ...........هذه أشياء تملا العقل بالسموم وتشغلنا بتوافه الأمور, ويبقى علينا الإهتمام والإنتباه لهذه المدخلات ونحجب الكثير منها ولا نسمح لهذا الكم الهائل من السلب من أن يلوث بيئتنا ,نستطيع أن نتحكم في القنوات التي نشاهدها ومحطات الإذاعة التي نستمع لها ,ونوعية الكتب التي ننتقيها ,والمجلات التي ممكن أن نستفيد منها ,والأشخاص الذين نخالطهم .

إن لم نهتم بمدخلاتنا فستكون المخرجات مماثلة لها .....وكما يقال قديما ل{الإناء ينضح بما فيه }.

لنحقق نتيجة أفضل علينا أن نتعامل مع عقولنا بطريقة مختلفة ....مثلا في الصباح بدلا من أن نقرأ الصحف والتي تكون غالبا مليئة بالأخبار المزعجة كالخلافات والجرائم والمنازعات ....إلخ لنفتتح يومنا بقراءة القرآن ثم قراءة كتاب مفيد ,الروح بحاجة للتغذية كما الجسد ....وعندما نهمل تغذيتها تتبع ذلك الجسد وتنقاد له .....هي وجهة نظر لك أن تفكر بها ,تقبلها أو ترفضها ,جرب هذه الطريقة وتمتع بالنتائج المذهلة .


الاثنين، 28 ديسمبر 2009

الفكرة كالزهرة


نستطيع أن نحول المواقف التي نمر بها إلى أشياء ممتعة وورشة تعلم مهما كانت هذه المواقف في نظرنا تافهة أو عادية أو حتى مزعجة ,كل تجربة نمر بها وكل معلومة أو فكرة نعيها , تحمل في حقيقتها وبين طياتها مجموعة من الأفكار مثل الزهرة تماما ,تحتوي على مجموعة من الأوراق الملونة ,الأمر بحاجة إلى المزيد من الوعي والمزيد من التأني ,إن كان هدفك في الحياة النمو الفكري فعليك أن تتعلم كل شيء جديد في مجالك ,أو حتى في مجال آخر قد يكون مختلف كليا .

حتى في المواقف الصعبة و في قمة الفوضى والإضطراب علينا أن نتحلى برباطة الجأش ونقود أنفسنا لنحقق أعلى معاييرنا ... أن نمنح أنفسنا الثقة والأمل .

كل منا يتمتع بقيمة خاصة وميزة تجعله مختلف ...وملاحظتنا للأشخاص من حولنا شيء مهم فهو يلفت إنتباهنا لصفات أو سلوكيات لا نعيها في أنفسنا ..إن لاحظنا مثلا أنهم ليسوا الأشخاص الذين نرغب بقضاء وقتنا معهم فعلينا أن نلاحظ أنفسنا ....... ما الشيء الموجود فينا ويجعلنا نجذبهم ؟ الأكيد أنه شيء مشابه ...إنهم كالمرآة يعكسون حالتنا ووضعنا ما لا يعجبنا فيهم موجود فينا ............حسن , إن وصولنا لهذه النقطة شيء جيد ,علينا أن نحسن من أنفسنا ونطور من طريقة تعاملنا ونحسن من طريقة تفكيرنا ووعينا لنستدرك عيوبنا ,إن كنت مهمل لنفسك كطريقة كلامك وسلوكك ,طريقة أكلك وعدم إهتمامك بملابسك فقد لا تستلطف صديقك المهمل لهندامه .....الأمر لا يقتصر على ذلك ستلاحظ أن الآخرين يعاملونك بإهمال وتجاهل, لم تهتم بنفسك فوصلت لهم الرسالة بأنك غير مهم , وعاملوك على هذا الأساس ,نحن ندرب الآخرين كيف يتعاملون معنا .

إن أخبرك أحد ما بأن شخص مهم سيزورك ألا تستعد لهذه الزيارة؟ تلبس أجمل ما لديك وتهيء مكان الزيارة بأشياء إضافية ,تقدم أفضل المأكولات ......الآن ,من الأهم ذلك الشخص أم نفسك؟ ...انظر لنفسك وأنت جالس في المنزل ,ماذا تلبس ؟وماذا أعددت لنفسك للغداء ؟ مانوع الإهتمام الذي توليه لجسدك وعقلك ؟

أي شيء جيد تفعله من أجل الآخرين افعله الآن من أجل نفسك ,عندما تهتم بنفسك بشكل جيد سيلاحظ الآخرون ذلك وسيولونك الإهتمام ,هذه ليست دعوة للأنانية لكنها دعوة لتقدير الذات .

كلمتك قانون


ذهب الوقت الذي تعتبر فيه كلمة الإنسان قانون وإثبات حق ,وجاء الوقت الذي تكون فيه كلمة الإنسان ووعده وتعهده كنقش على الماء سرعان ما يمسح, لا إلتزام .....لا صدق لا وفاء لذا تجدهم في السابق يأخذون وقتهم في التفكير عند التعهد بتنفيذ شيء ,هل يستطيعون الوفاء به ؟أما الآن فلا يأخذون من الوقت حتى برهة لأنهم ربما لا ينوون الوفاء به .....النية مهمة في حياتنا ,نيتنا تجلب لنا ما يماثلها إن خير أو شر ....الأمر فعلا بهذه الدرجة من الأهمية ,ليس أبدا شيء سهل .

إن كانت الكلمة في السابق يقال عنها :(مسمار بلوح ) فماذا عسانا أن نقول عن الكلمة اليوم؟ (ريشة في مهب الريح ),فما أسهل أن نعطي وعد وما أسهل أن ننقضه ,البعض منا وهو يعد ينوي ألا يلتزم بوعده .
عندما لا نفي بالوعد فإننا نتحمل خسائر أولها أننا نفقد الثقة ,الإحترام والمصداقية عند الآخرين ,نحدث فوضى في حياتنا وحياتهم , فنحن لا نفي بوعودنا ولا يمكن لأحد أن يعتمد على كلمتنا ,نفسد علاقاتنا .

الأهم من ذلك اننا نبدأ بعدم الثقة بأنفسنا ونفقد احترامنا لها لضعف شعورنا بالإستقامة والنزاهة .

عندما ندرك مدى أهمية التزامنا بكلمتنا فإننا سندرك أننا قادرين على الإلتزام بها ......الإلتزام بالكلمة يجلب لنا السيطرة الشخصية وتقدير الذات ,الثقة بالنفس ,الإحترام وثقة الآخرين .......خذ وعودك مستقبلا بشيء من الجدية ,أو على الأقل لا تعطي وعد إلا إن كنت قادر على الوفاء به .

أناس قدموا لنا ما كنا بحاجته


كل منا بحاجة للتقدير والإهتمام والثناء على الأعمال التي يؤديها .......نحن نقوم بها على أية حال لكن إن حصلنا على ذلك المزيج الثلاثي فإننا نقوم بها على أكمل وجه وبطريقة مميزة ,مثلما نتأثر بالهدايا فمهما كانت بسيطة إلا أنها تفرحنا ...ربما لأنها توصل رسالة ونحن بحاجة لتلك الرسالة فنحن في كل الأحوال بشر ونحب أن تعمل الأشياء من أجلنا ....كل شيء في هذه الدنيا أساسه الحب , إن التقدير فن فإن رغبت في النجاح في العلاقات كن فنان في توصيل تقديرك للآخرين .

ليس من السهل علينا أن ننسى أناس ساندونا ووقفوا بجانبنا ووثقوا بقدراتنا ,قدموا لنا ما كنا بحاجته حينها ,دائما نحن نذكر كل شخص قدم لنا كلمة طيبة ,هدية ,اهتمام ,شعور طيب ,خدمة ...هي أشياء تبقى معنا إلى أن نغمض أعيننا في نهاية رحلتنا الحياتية ......في حين أن الإساءة ممكن أن ننساها ونتركها خلفنا فهو مكانها المناسب ,أكبر إساءة في الدنيا لا تستحق أكثر مما أخذت منا في وقتها فقط عندما حدثت ,أما بعد ذلك فهو ليس من حقها ...نصرف تركيزنا إلى نقطة أخرى فالعالم واسع فسيح به من الأشياء الجيدة ما نعجز فعلا عن عدها .
قدر الآخرين حتى يصبح لديك التقدير عادة ,قدر ذاتك وصفاتك الإيجابية وقدراتك وإنجازاتك ,أتدري كيف تقوم بذلك؟......بتقدير صفات الآخرين الجيدة ,ليس بتملق ومبالغة وإدعاء ,لكن بصدق واعتدال وبالوقت المناسب .

أشياء لا تستحق أن تتوقف عندها


الطموح الحقيقي أن لا يكون لطموحك حد ,أن لا تعترف بحاجز مهما كبر .....أن تراه فرصة تقيس بها ما يمكن أن تصل له ,أن لا تضيع وقتك في أشياء لا تستحق أن تتوقف عندها ,أشياء تبدوللآخرين صغيرة لكنها تأخذ مساحة كبيرة من الوقت والجهد كأن تتسائل عند موقف ما ,ماذا يقصد الآخرون ؟....فتبني افتراضات غير صحيحة وضد نفسك ,تتخذ على أساسها قرار في الغالب أنه خطأ .....ربما خوفا من الرفض .
إن تساءلت يوما عن شيءيقلقك أويجعلك في وضع غير مريح من تصرف ما فما عليك إلا أن توجه سؤال للطرف الآخر وتستفسر عنه ....فمن حقك أن تعرف , ومن حقه أن لا يساء فهمه .
عندما نفترض شيءما فنحن نبني افتراضنا على ماهو مجهول بالنسبة لنا ومعظم ما كان مجهول قد ننفر منه أو حتى نخاف منه لذا معظم افتراضاتنا سلبية ,مشكلة الإفتراص أنه لا يقوم على حقيقة ولا يكون له أساس من الصحة لذا فالقرارات التي تنتج عن افتراضاتنا غالبا تكون سيئة ,وشتان بينها وبين قرارات أخرى بنيت على حقائق .

كم مرة افترضنا افتراضات سيئة ولم نتحقق منها وأفسدت علينا أوقات مهمة في حياتنا .....فمثلا عندما تلقي التحية على شخص ولا يرد ,تفترض أنه تعمد ذلك لأنه غاضب منك والحقيقة قد يكون ذهنه مشغول ولم يراك ,قد لا يهاتفك صديق وتظن انه تجاهلك لكنه قد يكون مريض ,نحن نبني افتراضاتنا بناء على تفكيرنا وأفكارنا التي تتمحور حول أنفسنا وما تأثرنا به من تجارب وأشخاص والحقيقة أن العالم بأسره, كل واحد من البشر مشغول بأموره الخاصة وغير منشغل أو متفرغ لنا طول الوقت ليؤثر علينا سلبا .....إن الأمر ليس شخصي أبدا .
هناك أشياء ممكن أن تحسن من جودة حياتنا من ضمنها عدم افتراض أي فكرة تميل للسلب ,واستبدالها بمزيد من التواصل والمزيد من التفاصيل ,المزيد من الحب وحسن الظن .

الأحد، 27 ديسمبر 2009

كلماتك رسالة تجلب ما يماثلها


عندما تتحدث بوعي و تخرج الكلمة من قلبك صادقة لتعزز من قيمة الآخرين فإنك تعمل على صنع عالم متكامل تقدر فيه ميزة كل شخص تتعامل معه ,تصنع عالمك وتعزز من قيمتك ,كلماتنا تحدد مدى جودة علاقاتنا , كلماتك السلبية عن الآخرين تشق طريقها لتصل لهم فتترك أثر سيء على العلاقات إن لم تحدث شرخ كبير بها .

عندما نعرف الأفكار التي نريد أن نوصلها فإننا نعرف بالضبط ماذا نقول , وما التأثير الذي نحب أن نتركه عند الآخرين, أي كلمة ذات فائدة , نفيسة وثمينة لتجعلها ثابتة وراسخة عليك أن ترتب البيئة المناسبة لقولها. ...ما أكثر ما نقول من كلمات تأخذها الرياح إلى البعيد لتفاهتها ,قلما نجد لها تأثير وكأننا ما سمعنا قول الله سبحانه وتعالي: بسم الله الرحمن الرحيم (ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد )ما أكثر ما نتكلم بالتفاهات والكلام الغير مثمر فقط لنسد الفراغ , بغيبة ,بكذب ,بسخرية ,بمجاملة تافهة ,بتذمر ...فهل نسده بتفاهات ؟ وهل نرضي الآخرين أو حتى نرضي أنفسنا بالظهور بمظهر شخص خفيف الظل ونطلق أشياء سخيفة ونتجاهل فكرة أننا مسئولين عن كل حرف يخرج منا ؟هذا سلوك يظهر أننا لا نملك وعي بأهمية وتأثير أفكارنا وكلماتنا ,إن كان كلامنا لا ينفع ولا يضيف شيء للمتلقي فما الفائدة منه ؟هذا سؤال بحاجة فعلا لجواب .
كلماتنا عندما نوجهها للآخرين هي في الحقيقة تملكنا وتعبر عنا ,الوعي بأفكارنا وكلماتنا على الأقل يحمينا ويجنبنا الإعتذار بعد وقوع الخطأ نتيجة جرح الآخرين أو الإساءة لهم سواء بقصد أو نتيجة للتسرع في قذف الكلمات نتيجة للغضب أو استعراض خفة الظل والفكاهة .

كلماتنا رسل تبني وتحافظ على علاقاتنا ,تحمل القبول للآخرين ,تحمل التسامح ......إن عبرت عن اهتمامي وقبولي للآخرين فسيعود لي شيء مماثل حتى إن لم يكن واضح في البداية حتى إن تأخر ظهوره ........سيظهر وسأشعر به,دائما العمل الإيجابي إن كانت معه نية طيبة يكون له مردود طيب ومضاعف ,هذا قانون عليك أن تثق بصحته .

كلماتنا رسالة تجذب ما يماثلها ولا يمكن أن تتوقع إجابة جيدة لرسالتك الغير مقبولة من الطرف الآخر .

كلماتنا لها تأثير سواء أكان هذا التأثير قليل أو كثير , جيد أم سيء ,حقيقة مهمة أنك مؤثر ,عندما تصبح أكثر وعي بكلامك ستتغير نوعية حياتك ........السؤال المهم :ما نوع التأثير الذي تحب أن تتركه عند الآخرين ؟

تسرق الوقت وتبدده


كل منا له عادات معينة سواء أكانت حسنه أو غير ذلك لكن الأكيد إن عاداتنا أثمرت نتائج , وكما الوصول لهدف ما يتطلب جهد كبير وكم كبير من الطاقة كذلك العادات عندما نرسخ الجيد منها ونطوره فإننا سنصل في المستقبل للنهاية التي حددناها وربما أبعد من ذلك ,أي عادة سيئة ستولد نتيجة سيئة بالمقابل كل عادة حسنة تولد نتيجة حسنة , كثيرا ما نكتسب عادات سيئة دون أن نشعر إلا في مرحلة متقدمة مثل عادة التسويف ......أغلب الأشياء نؤجلها إلى اللحظة الأخيرة ,عندها نكون مزحومين بعدة مهام وكلها بحاجة لأن تنفذ والوقت لا يكون في صالحنا فنلغي بعض منها أو نربك أنفسنا ...والأمر سيان فكله غير جيد , أيضا من العادات السيئة الوصول للمواعيد في وقت متأخر حتى عرف عنا ذلك السلوك وتوقع الكثير من الناس أننا آخر الحضور ,مقاطعة حديث الآخرين فنتحدث عن رأينا في الموضوع أو ما حدث لنا إن كان موقف مشابه قبل أن يكمل الطرف الآخر حديثة وكأنها مباراة في الكلام, كأن الإنصات الجيد لا دخل له بالموضوع ولا نعرف عنه شيئا ,الرد على الهاتف بينما هناك ضيف يجلس معنا والذي نرى مدى ما سببناه له من إحراج فكلما نظرنا إليه نجده يبتسم,السهر إلى وقت متأخر ,وعادات أخرى غير جيدة قد يطول شرحها .

نستطيع أن نحسن من اسلوب حياتنا بأن نلتزم بالتخلص من كل هذه العادات السلبية فالعادات لها قوة ...ونحن من أعطاها هذه القوة بتكرارها ونحن من يستطيع أن يسحب منها هذه القوة أيضا بتكرار تجاهلها وعمل شيء آخر ليسهل علينا استبدالها به .

يخبرنا العلماء أن 90%من سلوكياتنا تنشأ بحكم العادة ,هذا شيء جيد فبإمكاننا أن نرسخ عادات جيدة وبنفس الوقت نتخذ قرار بترك عادة غير جيدة ونلتزم به ...لا نصارعه كل يوم أو نتراجع عنه أو نلين معه .... لأن حزمنا وصدقنا في تنفيذه يجعل الحياة سهلة بالتالي فبدلا من أن نضيع طاقتنا في التفكير نكمل أو لا نكمل ,نتساهل هذه المرة أو لا .......هذه طاقة مهدورة في صراع داخلي ,الأفضل أن نوظف هذه الطاقة في البحث عن طرق تحول جهدنا إلى إنجاز حقيقي .
أي قرار تتراجع عن الإلتزام به مرة قد يشجعك ذلك السلوك على تكرار تنازلك وتصبح المسألة أكثر سهولة
فهل نحن مستعدين لنضيع سنوات من النجاح لأننا فقط أصبحنا أسرى لعادات سيئة تسلب الكثير من الوقت الثمين وتبدده .
كن مستعد لتعلم أي شيء جديد ,انصت بحرص وصبر ,احرص على التواصل مع من تستفيد من خبرتهم فغالبيتنا بحاجة إلى مؤثرات خارجية لتساعدنا على التحرر من أنماط في التفكير تعيق تقدمنا مثل الحواجز النفسية وبرمجة الطفولة التي تعيقنا وتحد من قدراتنا ,نحن بحاجة لإبتكار طرق جديدة للتفكير والسلوك ,بحاجة للإنفتاح لأي معلومة فقد تكون ذات قيمة مهما بدت صغيرة .




السبت، 26 ديسمبر 2009

بينما يداعبك النعاس


بينما يداعبك النعاس ليلا , يدخل مخك في حالة من الوعي ,تصبح فيها سهل التأثر بالإيحاء ولهذا السبب نحن نقرأ للأطفال قصص جميلة هادفة قبل النوم وهذا شيء مهم جدا لهم ,لا نهدف من وراء تلك القصص أن نجعلهم ينامون فقط ,لكن لنحمل لهم رسائل ودروس وقيم أخلاقية تساهم في بناء شخصياتهم , يكون لها تأثير عليهم وتصبح جزء من وعيهم ....مع تكرار هذا السلوك يركز الطفل على الجوانب الإيجابية في الحياة بغض النظر عما قد يتعرض له ,يركز على النجاح وعلى أهدافه الواضحة والخطوات التي عليه أن يتابعها ويحققها .

مرحلة ما قيل النوم لها تأثير كبير على نومنا وعلى اليوم التالي.........وتخيل تأثير أفعالنا في آخر يومنا على اليوم التالي ,عندما نشاهد فيلم رعب أو نتابع الأخبار عبر شاشة التلفاز ولست بحاجة لأن أذكرك بأن 99% من الأخبار سلبية ومزعجة ومؤلمة أصدق ممكن أن يصفها أنها تنقص العمر ......هل يعقل أن لا تحتوي أخبار هذا الكون الفسيح إلا على الأخبار السلبية ألم يحدث في هذه الدنيا وهذا اليوم إلا الأشياء المزعجة ؟..... بلى قد حدثت أشياء كثيرة جيدة لكن التوجه العام لإنتقاء الأخبار هو إختيار الخبر السلبي ...... بعد ذلك يتعجبون من ذلك الكم الكبير من التفكير السلبي وهم من أسسه في البشر .

تخيل أن تقضي آخر يومك وأنت تتذكر إساءة س من الناس ,تتقلب في فراشك متألم ,تخيل ماذا يحدث لمزاجك في الغد وأنت مثلا تعمد للتشاجر مع شريكتك كختام ليومك ,بعد كل ذلك الكم من السلوكيات السلبية ستجد أنك استيقظت بمزاج سيء واستقبلت يومك بشعور سلبي وتوقعت كل الأشياء الغير مريحة ,نظرت إلى وجهك بالمرآه دون حتى أن تبتسم وتشكر الله أنه أحياك من جديد ووهبك نعمة الحياة وفرصة جديدة لتصلح الأشياء المبعثرة في حياتك .........على الأقل لتلقي وتنسى أخطاء الأمس وتعاود المحاولة لعمل شيء بطريقة مختلفة وتحقق النمو لنفسك ..كل ذلك يحدث إن أنت ختمت يوم الأمس بطريقة صحيحة وخططت للغد بطريقة مدروسة وأظهرت استعداد لبداية مميزة .

أجمل ما في أيامنا أن كل يوم منفصل عن غيره من الأيام لذا علينا أن نعتبر كل يوم فرصة جديدة ...حتى إن فوتنا كل أيامنا السابقة دائما يكون اليوم التالي دعوة للبداية ودعوة لمسح الماضي كل الماضي بما فيه .

سيكون الوضع أفضل إن قرأت القرآن بتمعن حتى وإن كان جزء بسيط منه ,أو قرأت سيرة ذاتية لأشخاص ناجحين .كتاب في التنمية البشرية ,تفكر بالنعم التي تتمتع بها وأناس يزينون حياتك ..تخيل ذلك الكم من التأثير الإيجابي عليك ,اقض مثلا مدة بسيطة في التخطيط ليوم غد واعتبره يوم مثالي سيسير كما خططت له بالضبط .

الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

وتحول اليوم إلى كارثة


إن مجرد اتصال هاتفي من شخص متذمر يستطيع أن يحول يومك إلى كارثة وإعصار يحمل معه كم كبير من التوتر والضغط والإضطراب ,لا يتحدث إلا عن أموره السيئة ,يشتكي ويلوم ليس فقط الأشخاص وإنما الظروف ,يحكم على الأشخاص ويلفق أحداث غير حقيقية ...تتعجب من طريقة سردة لأكاذيب تلو الأكاذيب وأنت فقط تنصت ...لا تدري هل يحاول أن يقنعك بها أم أنه يحاول أن يقنع نفسه بصحتها ,أي رأي يخالف رأيه قد رتب ضده وعن قصد ,لذا يبقى دورك منحصر على الإستماع والتأييد فقط ....لا تفكر بغير ذلك ,لديه موهبة عجيبة لكنه وضعها في المكان الخطأ وأصبحت كالموارد المهدورة ...إنسان مثله لديه قدرة على حبك الأحداث عليه أن يؤلف روايات لا أن يطلقها في الهواء , قدرته نادرة على استنزاف الطاقة ..عندما تغلق الهاتف تنكر حتى نفسك .....يا الله ...قد أفسد علي يومي ,تأثيره سلبي محض ,النقطة الغير مريحة في الموضوع أنك لا تستطيع أن تحد من سلبيته أو تقنعه بأن يري جانب آخر من أي موضوع يقلقه ...تجده مركز على زاوية مظلمة ويرفض أن يغادرها ..تحاول أن تسحبه من ذلك المكان المظلم وهو متشبث به ......لا يريد الخروج ويرغب في جرك له .
تشعر أحيانا بعد أن تكلمه أنك بحاجة للإغتسال للتخلص من ذلك الكم من الطاقة السلبية التي اكتسبتها .
لم أجد حل سوى تقليل وتقليص عدد المكالمات ...... كان إجراء ضروري ومهم ....قد يقال عنه إجراء سلبي لكن الإبتعاد عن السلبية نوع من الإيجابية .....هو في حقيقته إختيار .

غالبا يذهب تركيزنا إلى هناك


غالبا نحن نتذكر إخفاقاتنا وأخطائنا وخاصة عندما نكون بحالة مزاجية سيئة ,يذهب تركيزنا هناك ,لا نلتفت إلى مدى ما حققناه من نجاحات وإنجازات , ربما ذلك يرجع إلى اسلوب التربيه التي حصلنا عليه ,عندما كنا نحسن التصرف فإننا نتلقى تشجيع فاتر ,وعندما نخطئ ونتسبب بالإزعاج نتلقى درس قد يطول شرحه في التصرف الصحيح ,قد نعنف أو نضرب ... عندما نحصل على درجات عالية فالأمر على خير ما يرام وقد لا نشجع التشجيع الذي نطمح له لكن عندما تكون درجاتنا متدنية فالأمر يكون مختلف ويستحق التركيز علية بالاسلوب اللائق وهكذا الحال في المدرسة ,عندما نكون مهذبين فإن المدرس قد لا يثني على تهذيبنا لكن إن كنا مشاغبين أو قليلي الإنتباه فإننا نتلقى ملاحظة تلو الملاحظة وبالطريقة التي يختارها المعلم وغالبا تكون سلبية ,عندما نخطي في إجاباتنا يضع المدرس علامة خطأ فنجد في هذه العلامة تشويه لكراستنا وكأننا وقعنا في خطأ لا يمكن إصلاحة فيما بعد , وبعض المدرسين يفقدون صبرهم فيعبرون عن غضبهم بطريقة متطرفة بكتابة ملاحظات نتأثر بها سلبا .

ارتبط لدينا شيء مهم وهو أن الأخطاء والإخفاقات دائما تصحبها إنفعالات قوية أما النجاحاتنا ونقاط قوتنا وإيجابياتنا فغالبا لا تصاحبها هذه الدرجة من قوة الإنفعال .....هنا تتكون في عقولنا وتترتب الأحداث الكبيرة والمصحوبة بإنفعالات قوية تم تتبعها الأحداث الأقل فالأقل ,والعقل يتذكر بسهولة أكبرالأحداث والمصحوبة بالعاطفة القوية ,لذا نحن نتذكر الأخطاء ,الإخفاقات ,الأحزان ,الآلآم ....فقد صاحبتها إنفعالات قوية .......لذا فالطريقة التي تجعلنا نوازن ونعدل من عمل ذاكرتنا أن نعمد إلى الإحتفاء بنجاحاتنا ,بإنجازاتنا ,بمناسباتنا الخاصة ,بنجاح أبنائنا ,بلقاء أصدقائنا ...الإحتفاء بمعنى أن تصاحب تلك الأحاث مشاعر وإنفعالات صادقة ,أن نشعر بالسعادة الحقيقية ونعي بأن هذه أحداث طيبة ومفرحة ونحن ممتنين لله بها ...أحداث حياتنا شيء خاص ومميز فلا يجب أن نقلل من قيمة الأشياء الطيبة فيها ,قد تظن أحداث يومك تمر بصورة رتيبة لكنها ليست كذلك ,كل يوم من أيام حياتك يحمل معه لك نجاح وإنجاز ...كن واعي به ,أشياء صغيرة لكنها مهمة ,مهما كانت لدينا أخطاء يبقى أن الأشياء التي نعملها بصورة صحيحة أكبر ,لا تضع مقاييس عالية للنجاح ,لا تضع في عقلك أن النجاح هو أن تكون ثري أو تملك شيء لا يملكه معظم الناس ,وما دون ذلك لا تعده نجاح أو إنجاز ,هناك أناس ناجحون ومنجزون ولا يملكون تلك الثروة ,نحن تقريبا نمر بتجارب نجاح معظم أوقاتنا ,أشياء بسيطة لكنها تكسبنا ذلك الشعور الغني بالسعادة فلماذا نغلق أعيننا عنها ونركز على ما لا يعجبنا ,في كل مرة نتذكر فيها الإخفاقات فإننا نسحب وننقص من قيمة ذاتنا لنصل في النهاية إلى عدم الثقة بالنفس .

بالمقابل فإن تذكر النجاح وتقديره يبعث الثقة بالنفس و يمنحنا قوة دفع لإنجاز شيء جديد فنقدم لأننا نشعر أننا نستطيع ونعلم أيضا أننا حتى إن فشلنا فإن الفشل لن يدمرنا فثقتنا بأنفسنا عالية أعلى من أن ينال منها أي فشل .

الثلاثاء، 22 ديسمبر 2009

إن قال لك إنسان ما ..أنك حصان


كلنا نحب أن نكون على حق وأحيانا نرغب في أن نتجاهل رأي الآخرين فينا إن لم يعجبنا ,لكنها ليست الطريقة الصحيحة .....أحيانا نتلقى تقييمات من المحيطين بنا تحتاج منا إلى الإنتباه, ربما إن لاحظنا هي متكررة ,تتطلب إعادة النظر في سلوكنا وتغيير ما يلزم تغييرة ,إنها بتلك البساطة .

كل شيء قابل للتغيير والتعديل, وانبذعنك مقولة أن أي شيء داومت على فعله مدة طويله لن تستطيع أن تتخلص منه ...هذه المقولة تصلح لتبرير شيء تريد فعله ولن تتخلى عنه بغض النظر عن أسبابك ولم تكن لديك رغبة حقيقية في تركه أو قناعة بأنه خطأ ,كل سلوك أنت مقتنع بأنه خطأ فالإنسان الوحيد الذي سيساعدك في التخلص منه هو نفسك .....المهم أن تبذل قصاري جهدك وتصل لنقطة مهمة وهي أنك اكتفيت من ذلك السلوك أو حتى نمط التفكير ,وتعزم على اصلاح الفوضي التي تركها سلوكك القديم و تركز على رغبتك الحالية في وضع الأشياء في مكانها الصحيح ,الأمر يحتاج إلى تجديد نية الإلتزام بما عزمت أن تغيره كل يوم ,هذه الخطوة كفيلة بأن تصل بك لأشياء تفوق هدفك بكثير .....أثناء محاولاتك للوصول لما تريد قد تقع عدة أخطاء ...لا بأس بذلك ,المهم أن تكون منتبه لها ,إنتباهك يجعلك أكثر وعي بمسارك وهدفك ويجعلك تتفادى هذا الخطأ في المرة القادمة .
 من قال أننا لا نستطيع أن نتخلص من سلوك تعودنا عليه سنين؟
نحن نستطيع أن نفعل كل ما نريد إن كانت رغبتنا فيه أكيدة ,فإن كنت ممن يكثر من عمل الأشياء التي يظن أنها صحيحة وهي خاطئة وتكررها وقال لك إنسان ما, أنك حصان فقد يكون مجنون ,فإن قال عدة أشخاص أنك حصان فربما كانوا متآمرين عليك .......لكن إن اتفق الكثير من الناس على أنك حصان فالأفضل أن تركب لك سرج أو أن تعدل سلوكك ................إن الأمر بهذه البساطة ,والإختيار لك .
هذه مقولة ذكرها الكاتب جاك كانفيلد في كتابه مبادئ النجاح ....قد تكون قاسية لكننا أحيانا نحتاج لهكذا نوع من الكلمات حتى نعي بالدرجة التي وصلنا لها من الأخطاء المتشابهة والمتكررة .

الاثنين، 21 ديسمبر 2009

كل منا له أحلامه


كل منا لديه أحلام يطمح أن يحققها وعندما نكون مستعدين للقيام بما يتطلبه الأمر حتى نحصل عليه ,عندما نعرف أن لا شيء مضمون ومع ذلك نقدم عليه ,عندما نواصل في حين يحتاج غيرنا إلى المزيد من التفكير ,الدراسة والتأني ليتقدم خطوة , عندما نقدم دون تفكير في أي شيء آخر , فإن فكرة الإقدام هذه تأتي معها فرص وأشخاص وحتى إمكانات عند تنفيذها لأنها تتكون من مزيج مهم لنجاح أي عمل : طاقة قوية لعمله وتوكل على الله.

أحيانا تبدو أحلامناو كأنها صعبة التحقيق ... وطريقنا لتحقيقها غير واضح المعالم ...يثنينا الآخرون عنه بصنع عوائق كثيرة من ضمنها الإمكانات المادية ,الخبرة ,الجهد الخرافي ,لكنهم يفعلون ذلك خوفا علينا من الفشل وآثاره ....وتبقى الحقيقة غير ذلك, فكل شيء نرغب به ونؤمن بقدرتنا على تحقيقه ,امتلاكنا للشجاعة الكافية والثقة بالله بأننا نستطيع .... كل هذه أشياء تجدد الطاقة وتصنع المعجزات .
طريق النجاح ليس خال من العقبات , ومن يدعي غير ذلك هو في الحقيقة يقطن السحاب ,إنه مليء بها ,منا من يجتازها بصعوبة ومنا من يقف عندها ,منا من يوظفها لمصلحته ,نحن نعرف جيدا كيف نتعامل معها فالله وهبنا الكثير والكثير من الإمكانات إلا إذا فضلنا أن نتخلى عن أحلامنا ونركن إلى الراحة ,عندها لن نواجه أية عقبة فنحن لم نتحرك و لم نخطئ و لم نتعلم ,نحن غالبا نتعلم من أخطائنا ..... من لم يحقق حلمه لم يترك آثار بارزة ربما لأن معظم أحلامنا لا تحمل صفة الأنانية وغالبا ترتبط الأحلام التي تناطح السحاب بإفادة الآخرين وتحقيق هدف سامي لذا هي فعلا تترك أثر بارزوتكون معلم من المعالم على الطريق .
قصة قرأتها في كتاب قيم يحمل عنوان مبادئ النجاح للمؤلف جاك كانفيلد عن عالم وباحث صنع العديد من الإنجازات الطبية المتطورة وفي مقابلة له مع صحفي سأله عن السبب الذي يعتقد أنه وراء قدرته علىإنجاز شيء أكبر بكثير مما يستطيع الشخص العادي إنجازه ...سأله عن سبب تميزه فأجاب :كل ذلك نبع من درس علمته له أمه عندما كان في الثانية من عمره .
كان يحاول إخراج زجاجة لبن من الثلاجة عندما أفلتت يده الزجاجة فانسكبت محتوياتها كلها على أرض المطبخ ...وبدلا من أن توبخه أمه أو تعنفه قالت له :يالها من فوضى رائعة تلك التي صنعتها ,إنني لم أرى مثل تلك البركة الضخمة من اللبن إلا في مرات نادرة بحق .....حسنا لقد وقع الضرربالفعل ,لا تقلق يشأن هذا ,هل تريد أن تلهو معي قليلا بينما ننظف هذا اللبن المسكوب؟
وبعد دقائق من اللهو قالت له :أتعلم إننا عندما نصنع فوضى كهذه يكون علينا تنظيفها في نهاية الأمر لذا ,كيف تحب أن نفعل ذلك ؟يمكننا استخدام فوطة أو إسفنجة أو ممسحة ,فأيها تفضل؟
وبعد أن انتهيا من تنظيف اللبن المسكوب ,قالت له :إن ما لدينا هنا هو تجربة فاشلة في حمل زجاجة كبيرة من اللبن بيدين صغيرتين ,دعنا نخرج إلى الفناء الخلفي ونملأالزجاجة بالماء ونرى إن كان بمقدورك اكتشاف طريقة تحمل بها الزجاجة دون أن تسقطها .......قال العالم :إنني في تلك اللحظة تعلمت أنه لا ينبغي علي الخوف من ارتكاب الأخطاء ....لقد تعلم أن الأخطاء ما هي إلا فرص لتعلم شيء جديد .
إن ثمرة صبر هذه الأم وسعة صدرها وحكمتها هي إبن عالم ,تعلم الإقدام والإستفادة من الأخطاء ونبذ الخوف الذي يقف كحاجز للإبداع والإنجاز ......علينا أن نكف عن توبيخ الأبناء عندما يقع خطأ غير مقصود حتى لا نساهم في اكتسابهم الخوف ....عندما يسقط كوب من الطفل لا تبقى كلمة في القاموس لم نستخدمها في تعنيفه ...كلمات لم نقصدها حرفيا لكنه سيصدقها وربما تجعله يتخلى عن حلمه مستقبلا ...قد لا يصدق أنه يستطيع تحقيق شيء ........قد لا يحمل صفة الإقدام لأننا علمناه الخوف .
إن كان لك حلم ولم يكن طريقك واضح فهل تقدم أم تحجم؟

الخميس، 17 ديسمبر 2009

لا تعتمد على استحسان الآخرين


الإستقلال الحقيقي يكمن في أن لا نسمح للآخرين أن يملوا علينا الكيفية التي نشعر بها ,إذ لا سلطة لهم علينا ,أن لا ندعهم يتركوا أي نوع من التأثير السلبي علينا ,لا ردة فعل غاضبة ولا وجه عبوس ولا نظرة عدائية ولا نبرة مهددة تستطيع أن تشعرنا بالقلق أو الخوف أو الإنزعاج أو الغضب .....وهذا يعني أننا لن نذعن للآخرين مهما كانت وسائلهم للسيطرة أو الهيمنة وبسط النفوذ ,إن حدث وسيطر علينا إنسان ما فهذا لا يعود لميزة يتميز بها أو يمتلك نوع من السلطة , لكن لأننا تنازلنا بجهل عن مسئوليتنا عن أنفسنا وأخضعناها له .

كل إنسان مستقل................ ولا شيئ يحول بينك وبين أن تعيش الحياة التي ترغبها بطريقتك .

اسمح لنفسك بأن تظهر نقاط ضعفك التي تعمل على إخضاعك للآخرين و تجعلك تشعر كأن حياتك بيدهم ,تفحصها بوعي ,إن القوة الحقيقية تكمن في اكتشاف هذه الجوانب .


عندما تعمل شيء لا تحبه لكنك تعمله على أي حال من أجل الآخرين فأنت تنشغل بمشاعر الآخرين نحوك عن مشاعرك ,ما مدى إهتمامك بمشاعرك ؟ومن الأولى ؟.....إذا أحبوك أكثر هل تحب نفسك أكثر ؟

الحقيقة كلما اعتمدت على استحسانهم كلما شككت بنفسك أكثر ,لا عيب في أن تحظى باستحسان الآخرين لكن العيب أن تلهث وراءه ,يقظتك لهذه النقطة تضعك في مأمن من استغلال الآخرين لك ......نقطة الضعف هذه قد تكون غير واضحة لك لكنك معها تشعر بالإرهاق ,هي مثل أن تقول نعم وأنت ترغب بأن تقول لا ومثل أن ترتبك أثناء حديثك أمام الآخرين ,تقدم خدمات للآخرين في حين أن ذلك يشكل عبء عليك لإنشغالك بأمور مهمة ,تذهب لأماكن لا ترغب حقا بالذهاب لها وقس على ذلك الكثير .

السبب الحقيقي وراء علاقاتنا التي تحمل الكثير من الخلل يكمن في إعتقادنا بأننا ضعفاء في حين أن

الواقع يثبت العكس ,ما معنى أنك فريد ومتميز عن غيرك؟.....إن عرفت الإجابة لن تشك لحظة في نفسك ولن تترك قيادة حياتك لغيرك .

تردد في الرحيل


كل شيء في هذه الحياة يمر بمراحل الميلاد ,الحياة ,الموت ...حتى تجاربنا المؤلمة ,فإن كانت هذه التجارب أو بعضا منها لا يزال معنا ويسبب لنا الألم فالسبب أن هناك شيئا ما فينا لا يدعه يموت بصورة طبيعية ,تردده في الرحيل ناتج عن رفضنا التحرر منه .
البدء من جديد له جمال وقيمة واللحظة الحالية تطرح الماضي لتملأ الحاضر ,أي شيء مضى لا نتركه يرحل يجعلنا نتسبب في حدوث الركود لحياتنا ونمنع تجددها فتصبح بيئتنا التي نعيش فيها بيئة فاسدة راكدة ,هذا هو بالضبط تأثير احتفاظنا بتجاربنا المؤلمة على حياتنا ,كل شيء يتجدد مع تجدد أيامنا فكل صباح جديد يحمل لنا ما يكفي ليملأ يومنا كاملا ,فلم نجعله مزدحم بأحداث قديمة وجديدة ونربك أنفسنا ؟
خذ العبرة من الماضي وإبدأ من جديد .
كن جريء وتجاوز حدود نفسك وارتق فوق كل صعوبة , تخلص منها في وقتها ولا ترحلها معك , ولا تلتفت لها حتى تتحرر من أي حزن ناتج عنها .

تعرف على ذلك الشيء الذي يجعلك تتمسك بالماضي وتخلص منه ,أحيانا يكون لزاما علينا أن نكتشف كل شيء عن ذاتنا لندرك أسباب سلوكنا ,لتتغير نوعية حياتنا ......للأفضل.

أشياء لا تحدث إلا بالعقل


سواء أفضلت في هذه الحياة أن تسبح ضد التيار أو تركته يحملك إلى الشاطئ فلن يكون الأمر أكثر من عملية اختيار ...الأهم أن ترغب بقدرك وترضى به ولا تعترض عليه هذا هو مصدر قوتك ونجاحك ,من لا يرضى بالقدر سواء خير أو شر لا يؤمن بأن كل أحداث حياته خيرله وإن كان ظاهر بعض الأشياء شر ويسمح للشعور بالإستياء أن يجتاحه ,لا شيء يجلب لنا السلب من الشعور مثل قلة الفهم لحقيقة الأشياء وجوهرها ,وما الذي يمنعنا من أن نكون سعداء غير أفكارنا عن الحياة ,إن تخلينا عن هذه الأفكار واستبدلناها بأفكار عميقة تصف حقيقة الأشياء فسنستأصل اليأس من حياتنا وكل شعور سلبي ضاغط ,الأفكار السطحية التي نحملها عن الحياة ليست سوى مصدر للصراع تفقد الأشياء قيمتها وتجعلنا متعلقين بالماديات أكثر من اللازم ونظنها جوهر للسعادة ...الأمر ليس كذلك أبدا ,إن نحن تخلينا عن هذه الأفكار الضحلة سنفقد فقط التعاسة وليس جمال الحياة .....إن جمال الحياة موجود داخلنا فنحن مصدر كل جمال وسعادة ,إن إقتنعنا أن داخلنا ممكن أن يكون ينبوع لا ينضب من الرضا بكل ما قد تأتي به الأيام ,هذا الرضا يعمل كواقي يحمينا من أن نؤذي أرواحنا بالأفكار المحبطة والسالبة ......كن على ثقة في أنك لن تخسر شيء أو يفوتك شيء أو أن تتحمل يوما شيء لا تطيقه ....هذه أشياء لا تحدث إلا بعقلك لن تحصل على شيء إلا إن أراد الله لك أن تأخذه وكان خيرا لك ولن يفوتك شيء قد كتبه الله لك ,وحقيقة الخسارة ليست أن يضيع منك شيء ....إن ضاع تأكد أنه في الأصل ليس من نصيبك ...الخسارة الحقيقية أن تخسر قوة إيمانك لأن في قوة الإيمان قوة للروح تعينها على التغلب على تحديات الحياة وتحقق لها السلام الداخلي ,قوة الإيمان تجعلك بمأمن من الإحباط بسبب ما يحدث ,تتمتع بالهدوء والثقة ,بعيد عن الغضب والقلق ,تكون بمعزل عن فكرة ضياع الفرص أو الخسارة ,ممتن لله في كل أحوالك ...لأنها الأفضل لك لذا اختارها الله لك .
إن رغبت بشيء وبشدة ولم تحصل عليه وتملكك القلق والحزن والألم عليه, تذكر قول الله سبحانه وتعالى (وعسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيء وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )فلربما ما رغبت به لا يصلح لك وإلا كتبه الله لك فالله وحده يعرف ما يناسبك .
هناك رغبات تمنينا بالمستقبل السعيد لكنها مجرد رغبات لا تتقدم بنا خطوة ولا ينتج عنها إلا الألم والإرهاق والتعب ,علينا أن لا نقبل بأي نوع من المعاناة النابعة من الرغبات بغض النظر عن أهميتها ,علينا أن نعيش حاضرنا لأنه الشيء الوحيد الذي نملكه .......تمسكك برغباتك يجعلك تشعر بضغوط كبيرة إنها ليست دعوة للتخلى عن رغباتك ,إنها دعوة للتخلى عن رغبتك في أن تخضع الحياة لك لأن هذا لن يحدث .....إن حافظت على روحك راضية سعيدة إيجابية فستنقاد لك الحياة ,أما إن قابلت النعم وكأنها أمر مسلم به وحرصت على الدنيا فستهرب منك الأشياء المبهجة فيها .......قد تحصل على أشياء لكنها تبقى بلا روح .
هذه هي العلاقة الثرية مع الحياة .....يوم أن تحقق ذاتك وترضى بما يريده الله لك وتكون ممتن لله في كل أحوالك الصحة والمرض الغنى والفقر وكل المتناقضات .

الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

حالات سلبية داخلية


إن الطاقة التي تحتاجها لحل أي تحدي ,تستطيع أن تستخدمها للبحث عن الحل أو تستخدمها للبحث عن مكان تختبئ به , عندما تقابلنا تحديات قد نبحث عن طريقة للتكيف معها وهذا في الغالب ما نفعله والقليل منا يبحث عن حل ليقتلعها من جذورها .
نحن لا نقبل بأن يتعامل معنا أي إنسان بدكتاتورية لكننا نتعامل مع أنفسنا بهذه الطريقة ,نقبل بالمعاملة الخطأ مرة ومرتين وأكثر ,تكون استجابتنا واحدة ومتكررة ,نقهر ذاتنا وكأننا لا نعرف الحل وهو أمامنا .
إن أردنا أن نغير من طريقة تعاملنا مع أي موقف صعب علينا أن نغير من طريقة تفكيرنا علينا أن نفحص أفكارنا ومشاعرنا قبل أن نتكلم ,أن نعرف الحقيقة كاملة قبل أن نسلك أي سلوك نندم عليه ,لا نقبل أي فكرة أو مشاعر حتى نتأكد من صحتها ,في كل مرة آذينا فيها أنفسنا أو الآخرين كنا نمر بحالات سلبية داخلية نتيجة ضحالة التفكير في حين في الأصل ليس هناك مبرر حقيقي للشعور بمشاعر سيئة ,إن التفكير العميق يحقق فهم جديد يهزم كل الأفكار السلبية التي تهزمك ,وتسبب لك الضغط والتوتر والذي بدورة يؤثر على حكمك على الأشياء .
المشكلة الحقيقية أننا أغرقنا أنفسنا بهذا النوع من التفكير لدرجة أنه أصبح رد الفعل الطبيعي لنا في التعامل مع جميع تحدياتنا ,والحل الوحيد يتمثل بالوعي فهو يجعلنا نرى طريقنا بوضوح ويجعلنا نتأنى ونتحرر من كل الأفكار والمشاعر المحبطة .
إن كانت لك طريقة تتعامل بها مع تحدياتك وأنت تدرك أنها خطأ ,فمعها تتعقد أمورك فهي موجودة لأنك تصر عليها ,فإن رغبت بنتيجة مختلفة فما عليك إلا أن تتخلى عن طريقتك القديمة وتجرب غيرها .

كل حقيقة بحاجة إلى إجراء


غالبا تكون انفعالاتنا السلبية مؤقته وزائلةلأن الفكرة التي أنشأتها وأثارتها تفتقر إلى الصواب لذا فهي مع الوقت تتلاشى كما الأحداث فالأحداث غالبا لا تدوم .
إن الشعور السلبي إن احتفظنا به بتذكر كل ما هو سلبي أو على الأقل لا يعجبنا فإننا لن نكف عن البحث عن الأشياء التي تسبب لنا ذلك الشعور بل إننا سنصنع ما نحتاج له من شعور ونهيء له كل الظروف التي تساعد على حدوثه فنبحث عن نقاط إختلافنا مع الآخرين وما لا يعجبنا فيهم ,نفتعل الجدال والشجار فتكون نفسنا مهيأة لاستقبال المواقف السلبية فنظل في حالة صراع مستمر وعدم راحة وهم ,نهول الأمور الصغيرة ...كل كلمة ,نظرة, تعبير ما على الوجه ,عموما إن ظللت تبحث وتركز على شيء سيأتي لك لا تلاحظ سواه وستجد منه الكثير الكثير حتى يملا حياتك .....هنا أنت صنعت الحياة التي تعيشها وأنت اخترت هذه النوعية من الحياة وهذا هو الإختيار ,لكنها حياة تبعث بك إلى الملل والسأم والتعب واستهلاك المزيد من الطاقة في المكان ليس فقط الخطأ وإنما إهدار طاقة بطريقة لا تجعلها تتجدد ...نحن إن استنزفنا طاقتنا في شيء نحبه أو على الأقل مفيد فإنها ستتجدد من تلقاء نفسها أما إن استهلكناها بالشعور والسلوك السلبي ,حتى إن أخذنا قسط من النوم لن نشعر بالتحسن ....سنستيقط مع كم كبير من الشعور السلبي المنهك للقوة .
علينا أن لا ننساق بإرادتنا في الطريق المظلم والذي يقودنا إلى أحداث متشابهة متكررة وغالبا تنتهي نهايات محزنة ....هل نعيش حياتنا من أجل المتاعب والمشكلات ؟
كل يوم في حياتنا إن لم نستغله لرفع مستوى فهمنا فقد أضعناه وخسرناه .....كل حقيقة تدركها بحاجة إلى إجراء .

الثلاثاء، 15 ديسمبر 2009

ارتباط الأفكار بالشعور


عادة يتحول تفكيرنا إلى شعور وابسط مثال على ذلك ..إن أردت أن تشعر بالحزن فعليك أن تفكر بشيء أحزنك كفقد عزيز أو إضاعة فرصة أو خسارة مالية فادحة أو أي من الأشياء التي شعرت معها بالحزن ....وبدون تلك الأفكار واستدعائها لن تصل لذلك الشعور ,هناك ارتباط كبير بين الأفكار والشعور .


ماذا يمكن أن يحدث إن نحن أهملنا تلك أفكارنا السلبية التي تغزو تفكيرنا في المواقف الضاغطة؟ وبدلا من هذه الأفكار نكثر من ذكر الله كبديل لها وليحتل مكانها ....... عندها لن يكون هناك وقود يؤجج من حدة الموقف باعتبار أن الأفكار السلبية كالوقود الذي يولد المشاعر المشابهة (سلبية) .

لتفكيرنا قوة تأثير كبيرة على شعورنا ,لذا علينا الإنتباه إلى أفكارنا حتى لا نسمح لها بإختراق حالتنا الشعورية , علينا أن نخفف من ردة فعلنا تجاه المواقف المزعجة ..... نحن بحاجة إلى تصفية أذهاننا من تلك الأفكار ..... بحاجة لأن نعتبرها مجرد أفكار, علينا أن نهملها لأنها غالبا تكون متطرفة وغير صحيحة ....تأتي للذهن وتختفي ,تعرض نفسها علينا وتذهب ,هذا هو دورها وعلينا ان لا تعطيها تلك السلطة بتصديقها .

إن نظرنا لأفكارنا من هذا المنظور فمن السهل علينا بعد ذلك أن نجعلها أقل تأثير ,نحن من يحدد أهميتها فنقبل الجيد منها ونطرح ما لا يناسبنا ,الأفكار السلبية تسبب لنا الكثير من الألم , شعور بالكراهية ,الأسى ,الحزن لذا أصبح لزاما علينا وكإجراء مهم أن نقلل من حجم أي فكرة تساهم في الحط من معنوياتنا حتى نستطيع أن نتعامل مع أي مشكلة بكفاءة .....أفكارنا ..كل أفكارنا لن تؤذينا إلا بإذن منا واختيارنا ,إن أدركنا هذه الحقيقة أصبحنا قادرين على تحجيمها وتقليل أهميتها بالتالي تأثيرها .

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

عندما ينفذ الفهم


كل منا تتملكه أحيانا أفكار ومشاعر سلبية, تبدو حينها وكأنها قوية لكنها في الحقيقة ليست كذلك ,كل المشاعر على إختلافها لا تملك صفة الهيمنة على حياتنا ,هي مؤقتة ونستطيع أن نتخلص من المزعج منها من خلال إدراكنا أننا لسنا ملكا لها والأمر لا يتعدى الإحتلال المؤقت هذه النظرة تجعلنا نتحرر من تأثير أي موقف ضاغط , ولن يتملكنا شعور سلبي.
إن متاعبنا ومشاكلنا ليست كل شيء أوفي كل مكان وليست دائمة إلا إن تجاهلنا هذه الحقيقة ورغبنا في أن نجعلها كذلك .....إن فعلنا هذا فنحن نهزم أنفسنا ونرضى بخسارة الأشياء عن عمد ,إن الأفكار والمشاعر السلبية لا تخلف وراءها إلا الحطام وتغرقه تحت أمواجها .
علينا أن نتماسك عند اصطدامنا بالأحداث السيئة فلدينا قوة أكبر من أي حدث والأيام والتجارب قد أثبتت ذلك .....إيماننا بأن الله قد وهبنا كل ما نحتاجه من قوة يجعلنا أكثر صلابة أمام العواصف الداخلية والخارجية على حد سواء .
كن يقظ لأفكارك ومشاعرك ,هذه اليقظة تحمل معها نور يمنع كل فكرة سلبية من أن تستقر داخلك ,وتؤثر سلبا على نوعية حياتك .
عندما تواجه موقف يشعرك بالعجز أو ظرف سيئ أو عقبة ما فليس هذا الظرف أو ذاك الموقف أو العقبة من تسبب في شعورك بالألم ....كل الظروف الخارجية لم تكن السبب ,إن السبب يكمن في مستوى وعيك وفهمك ,التعاسة لا تحدث لنا ....إنها تنبع منا .
أي صفة جيدة نفذت منا كالصبر ,الشجاعة ,الهدوء ...كان السبب في نفاذها هو نفاذ فهمنا عن حقيقتها .
كل ما وصل الإنسان إلى مستوى عالي من الفهم كلما قلت معاناته .....هذه الفكرة تذكرني بموقف شيخ الإسلام ابن تيمية عندما حبس كان راض بوضعه وسعيد من ضمن الكلام الذي قاله (ما يفعل أعدائي بي إن نفيي سياحة وحبسي خلوة ....أنا جنتي في قلبي وقلبي بيد ربي ) لا يجب أن تمر هذه الجملة دون أن تكون كالمصباح لك ينير ويطرح عنك كل فكرة تشعر معها أنك أسير حدث أو شخص ,إن كان ابن تيمية وجد سعادته في قلبه فأنت تستطيع بإذن الله .....ولتحصل على ما حصل عليه اقرأ سيرته وتعرف على جهوده التي حصد من واءها ذلك الفهم العميق .....لدينا كنوز نحن في غفلة عنها ,إن تنمية الذات تعد من أكبر المكاسب .

الأحد، 13 ديسمبر 2009

جزء من الذات غير قابل للهزيمة


كثيرا ما نتشبث بشيء كان من الأفضل أن نتحرر منه ,كل ما كان يفعله هو أن يداوم على جرنا للوراء من خلال علاقات غير منصفة جعلتنا أسرى أفكار ومشاعر مؤلمة أغرقت أرواحنا بهموم أصدق ما نقول عنها أنها زائفة مرهقة ,نتشبث بوضع خطأ راغبين في حلول لا فائدة ترجى من ورائها .
لم نتعلم حينها كيف نحرر ذاتنا ولم نملك الفهم الكافي الذي يحقق لنا القوة والإستقلالية ,لكن الشيء الأكيد أن هناك جانب من ذاتنا له خصوصية تلك الخصوصية أهم مافيها أنها غير قابلة للهزيمة وبنفس الوقت قابلة لتعلم أي شيء جديد .
تمني تحرير الذات من ظرف ,علاقة لا يحررها إنه مجرد أمنية وحلم وتعلق بآمال هزيلة .
تحرير الذات يتضمن اقتناع تام بأنك على حق عندما قررت أن تبتعد عن شيء ما لأنه يتسبب في شعورك بالألم ,لست بحاجة لأن يؤيدك أحد في قرارك ولست بحاجة لإقناع أحد أو حتى نفسك بأنك على حق .
عندما تتشبث بشيء لم يعد يفيدك تكون كمن يتشبث بحطام ........افتح يديك والق كل ما فيها .....كل ما كان يسبب لك التعاسة والألم والشقاء .
عندما تتخلى عن كل ما كان يقيدك ستملك مفتاح باب الفهم الجديد ,دائما نحن نتعلم من الخطأ الطريقة الصحيحة للتعامل مع الأشياء وغالبا نكتشف من أخطائنا نقاط ضعفنا بالتالي نتخلص منها .

احمل معك إحساس الحرية


احمل إحساس الحرية معك أينما ذهبت فمن السهل أن تنقله معك لخفته ,ينمو هذا الإحساس ويتكون لديك عندما تمارس أشياء تحبها وتميل لها مثل الكتابة ,المشي ,النظر إلى البحر ,رسم لوحة , النظر إلى منظر جميل , الإسترخاء في مكان هادئ فإن فقدت هذا الإحساس يوما فعد إلى عمل ما تحب لتعيد شحن نفسك بذلك الشعور المجدد للطاقة .
لا تنتقد نفسك على أشياء فشلت في عملها واقبل في أن لديك نقاط ضعف فلست كاملا بالمقابل فلديك نقاط قوة تستطيع أن تنجح بها لتحقق التوازن لحياتك ,أهم صفة عليك أن تعززها في نفسك هي كونك إنسان على خلق وكل شيء بعد هذه النقطة سيكون على ما يرام وسيتحسن للأفضل .
أفضل وأحسن وأصعب نقطة أن تكون مسئول عن مشاعرك في كل لحظة من لحظات حياتك لأن المشاعر لها تأثير كبير على أحكامنا التي نطلقها على أي حدث أو ظرف أو إنسان ما , بالتالي تؤثر على طريقة تصرفنا وردة فعلنا وتساهم بدرجة كبيرة في حدوث أخطاء قد تكون حتى شائعة لدينا .
عند استقبالك لأي حدث أو ظرف أو تصرف ما لا يعجبك , عليك وكخطوة أولى أن تتنفس بشكل عميق عدة مرات وتشعر بهذا التنفس وكأنه يصفي ذهنك من كل الأحكام المسبقة التي تود أن تطلقها عليه .....تحرر منها فهي تتسبب بنوع من الضغوط والتي بدورها تؤثر على صحة حكمك عليه وتجعلك تتصف بصفة التسرع وهذا غير جيد , انتظر حتى تدرك الحقيقة كاملة ولا تفترض من أول كلمة أنك تفهم كل شيء لأن هذا غير صحيح بالمرة ,متع نفسك بالاستماع الجيد ومرن نفسك عليه ....هو فعلا راحة للبال وهدوء للنفس .


توقف عن التسرع ومحاولة الوصول لمكان ما من هذا الموقف أو الوصول لنتيجة ما واستمتع بعملية جمع المعلومات ,تعلم أن تستمتع بكل لحظة .......هذا التوجه يصل بك للمكان الذي طالما رغبت به .
بعد مواجهة أي موقف تظن أنه صعب لا تنظر للأسفل لأنك عندما تنظر إلى ذلك الإتجاه فأنت تنغمس إلى أذنيك في الحديث الذاتي وغالبا ما يكون هذا الحديث سلبي ,تنظر إلى الداخل .......داخل نفسك تستعرض معظم الأشياء السلبية التي حدثت لك وكل الأفكار المظلمة والتي لا تزيد الموقف إلا سوء.
أفضل طريقة عند مواجهتك لأي موقف ضاغط هي أن تنظر للأعلى ,ببساطة ابتسم ......فكرة قد تعدها غريبة لكنها دعوة للتجربة ,جرب هذا الحل لمرة واحدة وستدرك الفائدة ,إن النظر للأعلى يضيء فكرك ويجعلك تدرك أن الكون فسيح والحياة ليست محصورة أبدا في ذلك الموقف ,فلم تحصر نفسك في زاوية وأمامك ذلك المجال الكبير من الحرية ؟....حرية الفكر إن فهمت ما أقصد .
نحن أحرار بفكرنا ,بعقولنا ولسنا محصورين بفكرة معينة ......إلا إن رغبنا بذلك .
إن كان هناك شخص يعارضك فأفضل ردة فعل ممكن أن تقدمها أن تقابل معارضته برفق, بهدوء .
نحن نميل إلى مقابلة المعاملة بالمثل لكن الأفضل أن نتحرر من قيود الموقف وقيود الفكرة وهذه هي القوة الحقيقية أن لا نقابل العنف بالعنف .....كل ما نقدمه يعود لنا أفضل منه هذه قاعدة علينا أن لا نحيد عنها ولا نقلق بشأن صحتها .....إن الغضب يضيع الجهد والوقت فإن بدا أن الموقف بلا حل تراجع واشكر الله أنك لست مثل الطرف الآخر لا ترى إلا نفسك وتغلق فكرك عن أي فكر آخر يعارضك ....إن المرونة نعمة لك قبل أن تكون لغيرك ,في أي موقف لا تبحث في الإتجاه الخطأ وأقصد البحث عن القبول عند الآخرين أو البحث عن أن تكون دوما على حق .....ابحث عن الفائدة منه .

في البداية معظم أفعالنا أخطاء


دروس الحياة كثيرة والعقبات التي نواجهها متعددة لكننا نستطيع أن نتغلب عليها .
والحقيقة أن خيالنا يضخم هذه الصعوبة أو العقبة لدرجة أننا نعتقد معه أننا لن نستطيع أن نتخطاها ,صنع الخيال متطرف فإن لم نعرف طريقة عمله ونبطلها فإن الخوف من التعرض لمواقف مشابهة لتلك العقبات سيبني عقبات جديدة وكثيرة لدرجة أنه سيبدو وكأن من المستحيل أن ننجح في إزاحتها .
نحن نزرع الخوف داخلنا ونسقيه بأفكار كلها سلبية , ربما لأننا نعتقد أنه سيحمينا من الألم والضررأو حتى الموت .

فإن فشلت في شيء ما فهل حقا تعتقد أن عليك أن تتجنب كل المواقف المشابهة لتحمي نفسك من الفشل ؟إن فشلت بالطبخ مثلا هل تتجنبه نهائيا أم أنك ستحاول مرة بعد مرة ؟...في كل مرة تخطئ بها فأنت تتعلم شيء يجعلك في النهاية طباخ متميز.

عند بداية تعلمنا لشيء جديد نكون معرضين لأن تكون معظم أفعالنا أخطاء......وماذا في ذلك ؟كل هذه الأخطاء تنقح اسلوبنا لنصل لأبعد مما نريد .
لا تهتم لرأي الآخرين وعش عملية التعلم بكل أخطاءها بفخر وحماس ,فالكل يخطئ والكل لديه عيوب .

شخصيتك تشكلت من طريقة خوضك لتجاربك فإن لم تستطيع أن تغير ما حدث لك فأنت تستطيع أن تغير علاقتك بتلك الأحداث وعلاقتك بنفسك وإن تطلب الأمر البدء من جديد ........... فهل أنت مستعد للتغيير ؟

أي شيء غير مفيد وغير فعال ما حاجتك للتمسك به ؟وهل أنت فقط وللأبد مجموعة الخبرات التي عايشتها في حياتك فقط؟هل لم تعد لديك إمكانات لتعلم شيء جديد أو حتى بطريقة مختلفة ؟
لنصل لنتائج جديدة يجب أن نتعامل بطريقة مختلفة عما تعودنا ,سلوكك يظل مرتبط باعتقادك ,فماذا تعتقد عن نفسك؟كل كلمة سلبية تقولها عن نفسك تمثل وتد يربطك بالأرض ويحد من قدراتك ,فكر في أن كل ما يعوقك هو خيط واهن وأن الأوتاد التي تحدثنا عنها ما هي إلا أوهام وخيال وأن الحقيقة أكثر صحة من الخيال فإن شعرنا يوما بأن الخيال بسط قوته علينا فلأننا اهتممنا بتلك الفكرة السلبية أكثر من اللازم وأن اهتمامنا أكسبها تلك القوة وعلينا الآن أن نصرف تفكيرنا عنها وأن نهملها إلى أن تضعف وتتلاشى .....فهل تعتقد أنك تستطيع ذلك؟

إنه يصادق شخص لا يعجبك


عندما يكبر الأبناء قد يكونون صداقات لن ترضى عنها ,هو شيء طبيعي أحيانا ينجذب الأبناء إلى أبناء آخرين نشعر أنهم لا يناسبون أبنائنا لكنهم يحبونهم لأنهم مختلفين عنهم وهم يحبون اكتشاف الأشياء المختلفة في الآخرين ......ليس شرط أن يعجبوك عليك أن لا تفرض رأيك عليهم دعهم يكتشفون عالمهم واكتف بالمراقبة عن بعد دون التدخل والفت نظرهم إلى أنك موجود في حال حاجتهم للمساعدة .

نحن عادة نحاول أن نحمي الأبناء من التجارب التي قد تسبب لهم الألم ,نرغب في أن نحميهم من التأثر بطريقة سلبية من هولاء الأصدقاء لكن إلحاحنا عليهم بترك ذلك الشخص وعدم مصاحبته قد يشعرهم بالرغبة في توطيد علاقتهم به ,عادة نقول (ألا تزال تخرج معه )(إنه لا يصلح لك )(إنه فتى مدلل)(سيفسد أخلاقك ) عندما يصادق ابنك شخص لا يعجبك فهذا شيء جيد ..إنه لا يحكم على الآخرين بأحكام مسبقة ,ثبت قدم ابنك بالثقة به وبصحة قراراته وشجعه, فإن أخطأ لا تلومه اظهر له حبك واهتمامك ,اذكر له أن الكل قد يخطئ لكن عليه أن يستفيد من ذلك الخطأ ولا يكرره ,بين له أنك ما خلقت إلا لتكون بجانبه تسانده وتشجعه ,كن جزء من الحل لمشاكله ولاتكن جزء من مشاكله .
حتى عندما يفشل كن بجانبه حتى يتخطى فشله ويقف من جديد على قدميه ,اسأل نفسك هل حياة ابني أكثر ثراء بوجودي؟ هل قدمت شيء له؟ هل ساهمت في تعزيز ثقته بذاته ؟

السبت، 12 ديسمبر 2009

أنت تخنقه







نحن كبشر نملك سمات مشتركة أكثر من نقاط الإختلاف ,أشياء كثيرة تجمعنا لدرجة أننا نقبل بكل الفروق والتي تجعل كل منا مختلف بطريقة متميزة فكل منا يحمل مواهبه ,مهاراته ,مصادره ويستخدمها كلها في علاقاته ,كل منا قائد لنفسه وصاحب قرار في أن ينظر للصفات المشتركة على أنها تعمق الروابط وينظر للإختلافات على أنها مجال واسع ورحب للتعلم واكتشاف أشياء جديدة عنه وعن الآخرين ترفع من كفاءته .
لكل علاقة طابع الخصوصية فعلى الرغم من تعدد علاقاتنا بمن حولنا لا توجد علاقتان متشابهتان ,فإن أردنا أن نتمتع بعلاقة متميزه علينا أن لا نسعى للسيطرة على الطرف الآخر أو نقيده كأن نقدم النصيحة له بمناسبة وبدون مناسبة أو نتدخل في ذوقه في ارتداء ملابسه أو تعديل طريقة كلامه أو حتى طريقة معالجته لتحدياته ,فإن كنت ممن يداوم على التدخل في خصوصيات الآخرين بدافع الحب فالأفضل أن تتراجع خطوة للوراء فأنت تخنقه .
هيمنتك في علاقاتك تجعل الآخرين يفقدون بريقهم فلن ترى ما جذبك لهم عندما التقيتهم .....سترى عيوبهم ونواحي نقصهم .معظم العلاقات الناجحة تملك عنصر مهم لكلا الطرفين وهو الإستقلالية .
كن مستقل ولا تسلب الآخرين استقلاليتهم فهم ما جاءوا إلا ليثروا حياتك بالمقابل عليك أن تتعامل معهم على أنهم أهم شيء في حياتك لتثري حياتهم .

الخميس، 10 ديسمبر 2009

كيف نصل لمنجم الحلول ؟


هل سألت نفسك يوما عن سبب المشاكل التي نواجهها ؟ربما لأن كل ما حولنا متغير ونحن في طريقنا لمواكبة هذا التغيير قد نتعامل معه بنوع من القصور كوننا غير كاملين أو مختلفين في النظرة حتى للشيء الواحد , نحن نواجه في طريقنا لتحقيق النجاح الذي نريده والحياة التي نطمح لها بعض النكبات والصعوبات وبنفس الوقت الفرص وأشياء أخرى .

المشاكل والصعوبات جزء مهم من الحياة ....أساسي وربما ضروري ,قل أننا نستطيع أن نقيس به مستوى قدراتنا وما يمكن أن نصل له من مهارات في حل المشاكل و هو مفتاحنا للنجاح وتحقيق ذاتنا كبشر .

إذا قلنا أن لحل المشاكل مهارة فبعضنا تكون مهارته ضعيفة ,بعضنا يكون غير قادر على حل مشاكله الشخصية أو هكذا يعتقد هذا النوع من الناس عندما تواجهه مشكلة أو تحد ما فإنه يسأل أسئلة عديمة الجدوى أو لنقل موجهة للإتجاه الخطأ ,تدور في دائرة مفرغة تجعله يثبت في مكان واحد لا يستطيع أن يتجاوزه مثل: (لماذاأنا ؟)(لماذا حدث ذلك ؟) يستخدم أداة الإستفهام الخطأ,لا يبحث فيها عن معلومة وإنما هي طريقة للشكوى والتعبير عن الغضب فيقضي حياته أسير الحزن على فقد أشخاص ما أو أشياء ,لا نتيجة ,لا حل وإنما المزيد من الألم والإحباط .
هناك ترابط بين قدرتك على حل المشاكل و(مستوى طاقتك ,كم المشاعر السلبية التي تحملها ),إذ كلما زادت مشاعرك السلبية أو انخفضت طاقتك كلما قلت قدرتك العقلية علىالوصول للحلول المباشرة .
كيف نصل لمنجم الحلول ؟...........عندما نملك الحلول لمشاكلنا ونصل لها بسهولة فإننا نكتسب طاقة حقيقية ....لا مال ولا منصب أو حتى درجة علمية إنما قدرة إبداعية على حل أي إشكال نواجهه فنحسن من ذاتنا ونرفع مستوى ثقتنا بأنفسنا لأننا نمتلك مهارة (مهارة حل المشاكل ) .
المعتقدات شيء مهم وكل شيء نقابله في حياتنا تتم تصفيته عن طريق معتقداتنا ,معتقداتنا تعطي معنى للظواهر لذا فعندما يصل الأمر للتغيير فإن مشاكلنا وعقباتنا وما نعتقده وما نفكر فيه إما أن يكون خبرة نستمد منها القوة والطاقة أو عقبة تسبب لنا الإكتئاب .
المعتقد الذي تحمله عن نفسك أو عن ما حولك يمكن أن يساندك ويعطيك كم كبير من الحلول ,ما المعتقد الذي يساعد على حل المشاكل ؟
أولا علينا أن ندرك أن المشاكل شيء من واقعنا وجزء منه وحقيقة من حقائق الحياة ,ربما لأن كل ما حولنا متغير ومتقلب ,غير ثابت ,عندما يكون هناك شيء ثابت فلفترة وجيزة فقط ,بل إن كل حل قابل للتعديل فربما يكون حل اليوم لا يكون كاف غدا ,ما يعجبنا اليوم قد لا يعجبنا غدا ,لذا كلما نحل مشكلة تظهر لنا أخرى .
التغيير واقع والتغيير يولد المشاكل ويجعلنا لا نرضى بما رضينا به بالأمس فهو اليوم لا يناسبنا والتغيير شيء جيد وإيجابي لأنه في معظم الأحوال يحسن نوعية حياتنا ويسهلها ,هذا الإتجاه الإيجابي في التفكير يجعل من عملية حل المشاكل شيء مسلي .....عندما تحب التغيير فإنك تتقبل المشاكل كشيء يتحدى الذكاء تكتسب معه خبرة تساهم في تقوية ذاتك ,قد تقوي به التواصل وتنميه ,قد تحقق علاقة ودية ....عندما نتبنى معتقدات إيجابية قد ننزع روح اليأس من أنفسنا ونرفع معنوياتنا ونستغل الفرص المتاحة بطريقة مناسبة ,ما نعتقده عن أنفسنا يمكن أن يتسبب في رفع أو خفض معنوياتنا وطاقاتنا .
عندما نؤجل أحكامنا السلبية في حال مواجهتنا للمشاكل فإن هذه الخطوة تحرر طاقاتنا الإبداعية فنصل لحلول وليس حل واحد لأنها تزيد الإحتمالات فيحين موعد ميلاد حلول أكثر مما كنا نعتقد ,حلول كاملة وأفكار مميزة .
لنجعل عقولنا مفتوحة ومتقبلة ...اذهب بعيد أثناء بحثك عن الحلول ,استجيب لمشاكلك من الآن بطريقة مختلفة ,استجيب لها وكأنها شيء جديد يحمل معه كل الغموض .......تمتع بروح إيجابية ولاحظ الفرق .
إن العقل المتفتح يعرف كيف يؤجل الأحكام الإنتقادية ,ليستكشف المشكلة بكل أبعادها ,ليس هناك طريق واحد لحل أي تحدي ,هناك طرق متعددة ومتنوعة وعليك أن تختار أفضلها .
أغلب الناس يحلون مشاكلهم بأول فكرة تخطر على بالهم في حين أن هناك طرق أخرى ....تلك التي لم يفكروا فيها .

لكي تحل مشاكلك بطريقة مبدعة عليك أن تدرك أن باستطاعتكأن تمتلك عدة حلول تختار منها الأفضل والأنسب .

الثلاثاء، 8 ديسمبر 2009

تجارب متخيلة وتبدو حقيقية


الخوف ذلك الشعور المقيد يقول عنه علماء النفس (تجارب متخيلة تبدو حقيقية ) هو شعور نصنعه نحن بأيدينا فنتخيل مثلا أشياء سلبية أو مزعجة , تحدث لنا إن نحن أقدمنا على فعل شيء ما مثل رفض طلبنا ,غضب الآخرين منا ,حدوث شيء سيء لنا أو لأطفالنا .
أشياء صنعناها بخيالنا وكوننا ردة فعل تجاهها فجلبت لنا المزيد من الخوف ,الكل لديه مخاوفه الخاصة فالخوف شعور طبيعي عند إقدامنا على عمل شيء جديد أو إن خرجنا عن المألوف ,فهل نسمح له بأن يمنعنا من متابعة خطواتنا وتحقيق أحلامنا أو يعيقنا ؟...........الخوف شعور علينا الاعتراف به وتقبله وعمل شيء حياله .
لا نستطيع أيضا أن نتجنبه لأننا إن فعلنا فلن نحقق شيء في حياتنا ,الأشياء الجيدة تتطلب منا نوع من المخاطرة ,هناك خوف يصيب بالعجز وخوف يجعلنا متيقظين وحذرين .
أحيانا عندما نريد أن نفعل شيء لا يؤيدنا الآخرون ويحاولون أن يثنونا عنه ونوشك أن نوافقهم لكن شيء داخلنا يدعونا أن لا نتخلى عما نريد فنقدم وننجح وهذا شيء جيد لأننا تغلبنا على نوع من الخوف ....قد كنا على حق وآمنا بحلمنا فتجسد على أرض الواقع .
من يكون مستعد للشعور بالفزع والخوف من أجل تحقيق أمر ما فإنه قد يحققه ومن لا يكون مستعد لهكذا شعور فإنه قد يتخلى عنه .
معظم مخاوفنا التي توقعنا حدوثها لم تحدث ..................كانت مجرد أفكار من خيالنا واختيارنا .
لذا لا داعي أن نتمسك بأشياء غالبا لا تقع وندعها تتحكم بنا وتعيقنا وتشل حركتنا .
عندما يتملكنا الخوف من شيء ما فالأرجح أننا نرى صور لأشياء سيئة تحدث لنا ,أفضل طريقة للتعامل مع هذا الموقف أن نتخيل أشياء جيدة نحبها وننغمس بكل حواسنا لنتذكرها فتنسينا هذه الذكرى خوفنا من الموقف الحالي ونتجاوزه .
عندما نشعر بالخوف نحتاج أن نركز على الشجاعة والثقة والهدوء إلى أن يصبح شعورنا حيادي , وفي كل مرة نواجه فيها الخوف نبني الثقة في قدراتنا وكفاءاتنا إلى أن نتغلب عليه .
ليس أمامنا حل إلا أن نقدم على الشيء الذي نخاف منه حتى نتجاوزه, علينا أن نكون مستعدين للإقدام على المخاطرة باستجماع كل الثقة التي نمتلكها على الرغم من وجود الخوف .

الاثنين، 7 ديسمبر 2009

نحن من نصنع واقعنا


أحيانا تكون أفعالنا أو عدم قيامنا بأفعال ما تكون السبب في صنع واقعنا ,عندما تقود السيارة بعصبية ثم تزاحم غيرك وعند نقطة معينة تخرج من سيارتك مندفع لتتشاجر مع شخص تكتشف فجأة عندما يخرج من سيارته بأنه ضخم البنية ويوسعك ضربا ....تكون أنت من صنع ذلك الواقع .
عندما تتعامل مع زوجتك بجفاء وانشغال عن حياتك الأسرية بأي شيء آخر مثل وظيفة ,هواية ,سهر يومي ,أصدقاء غير متزنين (لا يراعون أسرهم )....وتستمر على هذه الحال سنين طويلة ولا تلتفت للملاحظات التي تلقيها زوجتك عن إنشغالك عنهم أو أن المسئولية التي ألقيتها عليها قد أثقلتها , وعندما تصل الزوجة لمرحلة تترك كل شيء خلفها وتغادر مع أطفالها ,تكون أنت من صنع هذا الواقع .
الزوجة التي رضيت بمعاملة لا تليق بها وتعرضت للضرب ولم تترك المنزل في أول مرة وأصبحت بين فترة وأخرى تتعرض للضرب المبرح ,قد صنعت واقعها سواء وعت تلك الحقيقة أم لا .
نحن نسمح لبعض الأمور أن تحدث لنا لقيامنا بسلوك ما أو عدم قيامنا بما هو ضروري للمحافظة على ما نريده .
في كل الأحوال أنت لست ضحية لأحد ,ولم تكن يوما ضحية ,قد اخترت وبكامل إرادتك تمثيل هذا الدور وهذا أمر غير جيد ,لقد توقفت بشكل سلبي عن مساعدة نفسك وتركت كل هذه الأمور تحدث لك ,لم تقل (لا )لم تفكر جيدا ,لم تجرب شيء جديد عندما تعاملت بطريقة خاطئة في المرة الأولى .........على الأقل لم تترك الموقف المزعج وتنصرف .
لا شيء في حياتنا يحدث فجأة فهناك إشارة صفراء تحذيرية ثم تتبعها الإشارة الحمراء ,أحيانا يحذرنا الآخرون وأحيانا يقول لنا حدسنا شيئا ما ونملك الوقت الكافي لتعديل مسارنا ومنع النتائج الغير مرغوبة لكننا لا نفعل شيء لتحسين وضعنا أو القيام بخطوة ضرورية ,التحذيرات تتواصل طول الوقت ونحن نغلق آذاننا ونغطي أعيننا مثل :عندما يصرخ بوجهك الشريك أو المدير ,عندما يحذرك أخ أو صديق ,عندما تراودك فكرة عن عدم صدق شخص ما ,عندما يتولد لديك خوف أو قلق ,عندما يوقظك حلم تفسيره واضح إن انتبهت له .
كثير من الناس يتجاهلون كل هذه التحذيرات ....لماذا ؟
ربما لأن الإنصات لها والإنتباه لها يجعلهم يغيرون وضع ما ....وهذا شيء ربما لا يرغبون به ,أو ربما يخافون من المواجهة أو حتى تزعجهم تلك المواجهة قد لا يرغبون بالمخاطرة فاختاروا الحل الأسهل والذي لا يتطلب جهد يذكر .
فإن كنت من الناجحين فلن تتبع ذلك الاسلوب السهل لأنك ببساطة متميز ,تواجه الحقائق مباشرة ,تفعل ما يتوجب عليك فعله حتى إن تسببت لك بضيق أو إزعاج فالأمر يستحق المخاطرة والنتائج ستمحو الضيق الذي شعرت به ,وهذا بنظرك أفضل من أن يقع شيء لا تحبه ثم تلوم الآخرين عليه .
إن التصرف بحسم وفي الوقت المناسب يصنع لنا واقع أكثر جودة ,على الأقل سنسيطر على حياتنا وسنجعل الأشياء التي نريدها تحدث وسنحقق نتائج إيجابية لشعورنا بأننا على صواب وأن ما نفعله فعال ومفيد لأنفسنا وللآخرين ,على خلاف الإنسان السلبي الذي لا يفعل شيء ليحسن وضعه فيشعر دوما بأنه ضحية ومستغل وأن لا شيء ينفع معه .
فعلا نحن نصنع حياتنا بالطريقة التي نتعامل بها مع الآخرين ,وضعنا الحالي هو نتيجة أفكارنا وأفعالنا وإلا فمن المسئول عن أفكارنا ومشاعرنا وأقوالنا وأفعالنا ؟نحن مسئولين مسئولية كاملة عن كل ذلك وأيضا عما يدخل لعقلنا من أفكار عن طريق المجلات ,الصحف ,التلفاز ,الأشخاص الذين نخالطهم .
علينا أن ننتبه لما نفعله والنتائج التي تولدها أفعالنا ونعمل لتغييرها ونطلب من المقربين لنا أن يساعدونا وينبهونا إن تصرفنا بطريقتنا القديمة والتي لم تساعدنا في تحسين وضعنا ......إن أردت أن تحدث التغيير فهذه طريقة جيدة ,الحقيقة تبقى حقيقة حتى إن كانت لا تعجبك ومعرفتك لها أفضل من أن تجهلها .
ركز على أفعالك ثم قيمها بعد كل موقف ترى أنك أخطأت التصرف فيه ,وفي المواقف التي تليها ستلاحظ أن تصرفك أصبح أفضل وأن كل شيء قد تحسن .
إن كانت لديك مشكلة في الغضب فإن كل الأسباب التي ستسطرها لن تبرر تصرفك أو تغير وضعك والشيء الوحيد الذي سيغير وضعك أن تغير سلوكك وتتعامل مع غضبك كمشكلة تبحث عن حل ...ابدع في حلولك ,كل شيء في الدنيا قابل للتعديل والتغيير شرط أن تقوم به أنت فلا يستطيع أحد أن يفعل ذلك نيابة عنك .

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

الوعي يحرر


من المسئول عن جودة الحياة التي تعيشها ؟إنه أنت لا الآباء أو الرؤساء أو الأصدقاء ,الزملاء ,شريك الحياة ,الحالة المادية ,أنت المسئول عن إكمال الأشياء الناقصة في حياتك وبدلا من أن تلوم غيرك أو حتى تنقد نفسك عليك أن تدربها وتنمي بها عادات جيدة تغير بها حياتك للأفضل وتصنع بيديك الحياة التي تريدها ,العادات تترسخ بالتكرار وهو أساس التعلم الحقيقي ,عليك أن تذكر نفسك بالأشياء التي تفعلها ومع الوقت ستؤديها بطريقة تلقائية .
لا تتعذر بالماضي وكيف أنه أضعفك ,تأكد أن كل شيء في الماضي كان مثالي وأدى إلى نتيجة ساهمت في نموك ,وكل إنسان في حياتك بذل جهده لعمل شيء اعتقد أنه سليم .....وأنت كذلك ..........الوعي يحرر .
كف عن البحث خارج ذاتك عن الأسباب التي جعلتك لا تصل إلى الحياة التي تريدها ,كل نتيجة وصلت لها كانت من صنعك ,قد يكون هذا الكلام قاسي عليك بعض الشيء لكنها الحقيقة .
حتى إن عاكستك الظروف أو تصادمت مع الآخرين فليسوا مسئولين عما وصلت له ....ما وصلت له ناتج عن طريقتك في التعامل مع كل ماسبق ,طريقة تعاملك صنعت وضعك الحالي ,فإن أدركت ذلك فأنت تستطيع الآن أن تعيد صناعة الحياة التي ترغبها .
هناك أناس مستعدون أن يقصوا لك قصص لا نهاية لها لعبوا فيها دور الضحية ,ربما ليبرروا عدم تحقيقهم لما يريدون فلوم الآخرين والظروف طريق سهل لكنه يجعلك تتخلى عن أحلامك وللأبد .
الكثير من الناس تغلبوا على ظروف صعبة وصنعوا وضع مثالي لذا لا يمكن أن نلقي اللوم على الظروف وندعي أنها أوقفتنا ....إن توقفنا فنحن أوقفنا أنفسنا ,اعتقدنا بأننا لا نستطيع وسلكنا سلوك يناسب هذا الإعتقاد ,توقفنا عن تعليم أنفسنا مهارات جديدة ,نسينا أو تناسينا أن الإنسان عليه أن يخضع للتعليم المستمر لآخر يوم من حياته ,فتوقفنا عند حد معين وانتهت علاقتنا بالتعليم منذ فترة طويلة ,انخرطنا وانشغلنا بأشياء تافهة ,الآن من المسئول عن كل ذلك؟
نستطيع بدلا من ذلك أن نغير طريقة تفكيرنا واسلوبنا في التواصل ,نغير الصورة التي نعتقدها عن ذاتنا والعالم من حولنا ,نغير سلوكنا ولا ندع عاداتنا التي استمرينا عليها مدة طويلة من الزمن تسيطر علينا وتوجهنا .
علينا أن نغير حتى طريقة استجابتنا مع أسرتنا ,زملائنا وغيرهم ,فإن اعتدنا على استجابة معينة علينا أن نغيرها ونتحلى بالصبر إلى أن نستطيع أن نتغلب على الإستجابة القديمة التي لم تحقق لنا النتيجة التي نرغبها ,وحتى نصل لما نريد فنحن بحاجة إلى استراتيجية تتمثل في :أن يكون كل ما نفكر فيه ونقوله ونفعله يجب أن يكون عن قصد وتخطيط وعمد وقصد ومتفق مع أهدافنا وقيمنا .

دور خلف الستار


عندما كنا صغار كثيرا ما نفشل في محاولة ما, ثم نكرر المحاولة إلى أن نصل لما نريد وبذلك فإننا نحصل على تغذية مرتدة فنفهم ونعرف ما يجدي وما لا يجدي وبناء عليه فإننا نكرر النافع, لكن عندما نكبر لا نتقبل الأخطاء والفشل ,ربما لأن ذلك يجعلنا ننظر لأنفسنا على أننا فاشلين مع أن الحقيقة هي أن تجربة ما فشلت والأمر لا يتعلق بكوننا فاشلين أو ناجحين ,الواقع يثبت أن أصحاب الإنجازات الكبيرة ومن وصلوا لنجاح منقطع النظير كانوا أصحاب عدد كبير من المحاولات الفاشلة وعدد كبير منهم لم يكمل دراسته ,مع ذلك حققوا ما حققوه أولا بفضل من الله ثم لأن تجاربهم الفاشلة لم تضعف همتهم ولم يدعوها تؤثر على ثقتهم بانفسهم وإيمانهم بأنهم قادرين على الوصول لأقصى طموحاتهم .
كل عائق يمر بك تستطيع أن تستعمله كأداة للتعلم لا حاجز أو سد يحدد لك مقدار استطاعتك ,هذه حقيقة إن قبلتها ستجعلك تقدم على عمل الأشياء التي كنت تتجنبها خوفا من الفشل فالفشل وتكراره يمكن أن يستخدم كاستراتيجية تعلم .
المعتقد الذي نحمله عن أنفسنا وقدراتنا وما هو صحيح أو خاطئ له دور خلف الستار (خارج مستوى الإدراك الواعي )وهذا ما يجعل داخل كل منا وجهة نظر قوية تجاه كل ما يقوله أو يعمله .
تحدث حالة الإنسجام مع النفس والألفة معها بتوافق العقل الواعي والباطن حيال أفعالنا فنحن نؤمن بصحة ما نفعله فيزداد شعورنا بالسلامة الداخلية .......لكن إن رغب الواعي بشيء والباطن لا يريده أو يريد شيء مختلف تماما يحدث تمزق .
نحن غالبا نتصور أننا نعرف حجم قدراتنا ثم نفاجأ عند المواقف التي تتطلب قدرات أكبر أننا نمتلك تلك القدرات ,فكل إنسان يستطيع أن أن يصل للنتائج التي يطمح لها إن استغل كل مصادره الداخلية لأنها بحر يتجدد .
في أي موقف قد توضع به أو تواجهه افتح مجال أوسع للإختيار بزيادة عدد الخيارات المتاحة ,ولا تجبر نفسك على تصرف معين أو خيار واحد ....لأن اختيار واحد يعني عدم وجود أي اختيار بالمرة .
كلما زادت عدد الخيارات كلما شعرت بنوع من الحرية ونوع من السيطرة على حياتك .
أينما سارت ظروفك أو مشاعرك تستطيع دوما أن تعيد توجيهها ,ثم يحدث التغيير المطلوب ,الأمر لا يتطلب جهد خرافي وإنما تغيير مجرى حياتك بدرجة متناهية في الصغر كخطوة أولى لكنها فعلا تحدث نوع من التغيير في النتائج ,وعندما تصبح جاهز لإختيار ما تحتاج له وتحدد وتجدد اهتماماتك كالأشياء التي تعبروتتكلم عنك وعن استقلاليتك ستصل لأبسط الحلول المتاحة بأقل جهد.
ما تراه صحيح قد لا يراه الآخر صحيح ,دع من تحبهم يختارون حتى لو لم يعجبك اختيارهم .

الخميس، 3 ديسمبر 2009

غير توجهك الذهني


إن الناس يرون نفس الأشياء ولكن بأشكال مختلفة ,هذا الإدراك يعتمد بدرجة كبيرة على توجههم الذهني (طريقة تفكيرهم ).

قد ترى بعض أمور حياتك مهمة لكنها في الحقيقة ليست بذات الأهمية التي تخيلتها ,قد تكون هذه الأشياء التي تنشغل بها مجرد ملهيات وظيفتها هي أن تحيد بك عن التركيز على أشياء أكثر أهمية فتشتت تفكيرك وتعيق تنفيذك لأشياء تمثل لك قيمة فعلية ,مع الوقت تغيب عن عينك وقلبك ولن تعد تفكر بها أو تنفذها .
عندما تقوم بالأشياء ,هل تقوم بها لأنك مقتنع بصحتها وأهميتها أو مثلا لأنها تضيف لك فائدة ما ؟أم أنك تفعلها منافسة لغيرك ؟أو حتى تقليدا لهم ؟
إن أي عمل لا ينتمي لقيمك أو يضيف لك شيء هو مضيعة للوقت , ويبقى عليك أن تتخلص منه فلا فائدة من وراءه ........قد لا يكون التمسك بالقيم والمبادئ سهلا ...لكنه الأفضل أمام التحديات ,خاصة عندما تمر بأحلك لحظاتك .
أي شيء له قيمة لديك يستحق كل الطاقة والوقت الذي تخصصه له ,لا يوجد إنسان يتمتع بالتفكير السليم يساوم على قيمه التي يؤمن بصحتها أو يتنازل عنها أمام أي كان أو أي شيء له أهمية مؤقتة .
التوجه العقلي (تفكيرنا وما نركز عليه)يتطلب تغييره كحد أدنى مدة 21 يوم ,توجهنا العقلي يحدد نوعية الحياة التي نرغبها ونريدها ويحدد أيضا نوعية ما يمكن أن ننجزه .....والآن هل تدع عقبة ما تسد عليك طريقك في تغيير توجهك الذهني والذي قد يحقق لك فوائد إن أنت فقط غيرت نقطة تركيزك ؟
الناجحون يربطون بين المتعة وبين التغيير بينما المترددون تفزعهم فكرة التغيير لذا تجدهم لا يملكون الجرأة على الإقدام عليه ,كل شيء كما هو ويعمل بطريقة واحدة .
دعني أخبرك معلومة شيقة ,شركة نوكيا للهواتف المحمولة لم تكن تعمل في مجال الإتصالات ,فهي حين نشأت كانت تبيع الأحذية المطاطية لكنها حين أدركت أن صناعة ذلك النوع من الأحذية بدأ يتراجع أعادت اكتشاف نفسها وغيرت استراتيجيتها القديمة بأخرى جديدة ,لقد غير شخص جريء التوجه الذهني لشيء آخر وإلا استمرت على توجهها القديم إلى أن تعلن إفلاسها أو تكون مثل أي شركة متواضعة في المستوى والطموح .
تغيير التوجه الذهني أحيانا يكون ضرورة خاصة إذا كان توجهنا القديم لم يعد يفيد أو لا يرتقي إلى ما نريد من أهداف
إليك قصة قد تلهمك لتغير طريقة تفكيرك أو تعدل من وجهة تركيزك :يقال أنه ذات مرة وقع ضفدعان في وعاء كبير من الكريمة ,الضفدع الأول وجد أن الموقف صعب وأكبر من أن يتغلب عليه وأن أي محاولة للخروج من هذا الموقف عبث ,فهو قد نظر للموقف من زاوية معينة مفادها أن الإناء كبير والكريمة سائلة وأيضا لا مجال للقفز ,فآثر أن يستسلم للموقف ويموت .
الضفدع الآخر نظر للموقف من زاوية أخرى ....ففكرة الإستسلام لم تعجبه ,نظر للموقف على أنه تحدي فلم يستسلم له وقرر أن يتعامل معه مستخدم كل ما لديه من قوة ويبذل كل جهده في المقاومة ولآخر لحظة فكانت كل حركة منه بمثابة طريقة جديدة للبحث عن حل ومخرج ....ومع استمراره في التحرك والمقاومة والسباحة ,حول الكريمة من مادة سائلة إلى مادة شبه صلبة ,فقد غلظ قوام الكريمة واستطاع بعدها أن يقفز خارج الإناء .
فكرة الإستسلام فكرة غير جيدة بالمرة ,والإستمرار على روتين واحد مضيعة للوقت ومضيعة للمصادر والقدرات ونوع من الإستسلام ,إن كانت هناك طريقة خاطئة لم نستطيع معها أن نحقق ما نريد فلم لا نغيرها ونغير توجهنا الذهني ,لنفكر مثلا في شيء آخر في التعامل مع ما نريد ,ولنعتبر كل خطأ بمثابة تدريب لنا ,التغيير غير مفزع ,وكما قيل غير الطريقة تتغير النتيجة ,كيف نحصل على أشياء جديدة ونحن نفكر بنفس الطريقة القديمة ونتعامل مع كل أمورنا على أساسها ؟
مع أن كل منا متميز ...وهذه حقيقة إلا أن القليل منا يشعر بتميزه ....لماذا؟سؤال إجابته لديك .
لتحقق نتيجة مختلفة وسهلة عليك أن تنظر للموضوع ...أي موضوع نظرة مختلفة ,مبدعة ,مبتكرة وأفضل طريق للإبتكار أن تحدد ما تريد (حدد النتيجة التي تريدها )عندها ستبتكر طريقة توصلك لها , وكونها أفضل لأنها تجبرك على الإجتهاد في التفكير لتعمل الأشياء بطريقة مختلفة ..وهذا أساس التطور .
إن التفكير الطموح يحقق نتائج ضخمة .
وأي إنسان يستطيع أن يحسن من نوعية حياته فقط بعدم الهدر المزيد من الوقت في الأشياء الغير ضرورية والتي أوجدها ليملي وقته بها وكأنه يعمد للتخلص من وقت يعده زائد وفائض ....وهذا غير صحيح .
هناك أناس لا يسعون لتحقيق أحلامهم لا لعدم قدرتهم على ذلك وإنما لأنهم يخافون من الأذى في طريقهم لتحقيقه ,لكن اجتيازهم لهذا الشعور يمدهم بالقوة الكافية التي تدعمهم حتى يحققوها ,فمن يهتم للأذى إن كانت النهاية سعيدة ومرضية ,إن الأمر فعلا يستحق ذلك ,تستطيع أن تتخلى عن حلمك وهذا قرار يخصك أنت وحدك ومن حقك ,لكن عندما تتخلى عنه تخلى عنه بإرادتك حتى إن كان السبب أنك لا تريد أن تبذل جهد ...أنت حر ,لكن لا تتخلى عنه من أجل الآخرين أولا : لأنهم لن يتخلوا عن أحلامهم من أجلك ...ثانيا : حتى لا تلومهم بعد ذلك .
الإختيار أيضا لك أن تتخلى عنه لإعتقادك بأنك لا تستطيع أو أن تبذل جهدك لإعتقادك بأنك تستطيع ....فالإعتقاد كما تعرف قوة .

أبله كريمه


كنت غارقة في الكتابة ولم أنتبة إلى عقارب الساعة وهي تتسلل بخفة لتقارب الثانية عشر ليلا ,وفجأة ضبطتها وهي تسجل ذلك الرقم الذي أعتبره فوق الحد في السهر وقياسي , فأنا يومها لم آخذ قيلولة أولا لقصر الوقت لأننا في فصل الشتاء حيث يكون النهار قصير ,ثم لكثرة المشاغل ,المهم تركت كل ما لدي لأنام فسرعان ما تحين صلاة الفجر خاصة عندما أكون متعبة ولا أحب أن أصليها وأنا أشعر بالنعاس .
استغرقت في نوم عميق ومريح ,تنقلت فيه بين أماكن عدة ورأيت فيه أشخاص مقربون أحياء وأموات وشاهدت مشاهد عديدة تحمل معها معاني كثيرة ,مشاهد أجمل من أي فيلم شاهدته ,..........نبهتني أحلامي إلى بعض أخطائي في اليوم السابق ,ثم عدت للنوم مرة أخرى فلم يحين وقت الصلاة بعد, فجأة فتحت عيني وتذكرت يوم أن كنت طفلة في المرحلة الإبتدائية ,لم هذه الذكرى فجأة وبدون مقدمات .......تذكرت أبله كريمه ,أنا عادة لا أذكر أسماء مدرسات تلك المرحلة بالذات .
ماذا عن أبله كريمه ؟كنا في رحلة ميمونة إلى مكان ما ....حتى إني لا أذكر من هذا المكان شيء سوى بعض الحيوانات المحنطة .......ويبدو أن مزاج أبلة كريمة كان سيء للغاية مع أن ذلك المزاج لم يظهر على وجهها أبدا فقد كانت تتصنع ابتسامة دائمة .......كل شيء كان جيد وجميل ونحن في قمة السعادة فقد فارقنا ذلك المبنى المسمى مدرسة والفصل الذي لا نستطيع أن نبدي فيه رأي أو نتكلم فيه بأي نوع من الأحاديث الجانبية .......أي أحاديث جانبية ؟فنحن بالكاد نتنفس .
أسهب مضيفنا في شرحه عن الحيوانات والطيور ولفت نظرنا إلى معلومة ربما أزعجت أبله كريمة ,فقد قال (إن الله قد خلق الذكر أجمل من الأنثى انظروا إلى الديك والدجاجة إنه الأجمل لاحظوا الذيل والعرف ,لاحظوا الطاووس ,الأسد أيضا أجمل من أنثاه فرأسه مزين وكأنه يحمل تاج ملك الغابة واللبوءة شكلها غير جميل ....تكلم عن هذه النقطة بطريقة فتحت أعيننا على شيء فعلا لم نلحظة فكنا في قمة السعادة والتشويق ,أضف لذلك خروجنا من صرح المدرسة فكنا في عالم آخر .......لقد تبادلنا فيه فقط الإبتسامة وبعض الهمسات ......لكن كل ذلك كان في قوانين أبله كريمة ممنوع ,ربما ما ساعد على تصعيد الموقف بنظرها كون مضيفنا قد استفزها وإلا ما تصرفت بوحشية تليق فعلا بها ,فقد كانت طويلة وعريضة بحيث كان يبدو مضيفنا معها كالعصفور ,هذا العصفور قد أثار غضبها فكيف تخرج تلك الطاقة الجبارة داخلها ؟.......كانت واقفة بجانت مضيفنا وفجأة تسللت كالحيوان الذي يريد أن يقتنص شيء (عفوا على كلمة حيوان )لكن فعلا تذكرت القطة كيف تتسلل عندما تريد أن تصطاد أو تهجم .
كان الوضع مريح وجميل ونحن في سعادة لا توصف وفجأة هوت أبلة كريمه بكفها الضخم على وجهي ....تخيل أن يأتيك كف من مكان مجهول فلم تلاحظ إنسان يقترب منك ........قلبت موازين كل شيء بتصرفها الغير مهذب ,فجأة لم تعد الرحلة جميلة ولا اليوم ممتع ولم أفكر بأي شيء ,قد أذهلتني الصدمة وأحرجني سلوكها ,عدنا من رحلتنا الميمونة وتبقت حصة من يومنا الدراسي .....وتخيل أي حصة ممكن أن تكون .....إنها حصة علوم ....حصة أبله كريمة لم يعد أمر العلوم ممتع ولم أرغب في مناقشة ما شاهدناه في رحلتنا .......فقد كان ما تعلمته منها أكبر من أي درس يدخل ضمن إمكانياتها أو قدراتها .
قد عبرت أبله كريمة عن نفسها ,أدركت الآن أنها لم تحرجني فقد أحرجت نفسها كمدرسة ومربية , وربما ردت على تعليق مضيفنا بطريقتها .
ما الغرض من العقاب ؟هل هو القمع ؟إن كانت هناك أخطاء ولدينا مجموعة من الإختيارات كحلول لها فلم قد نختار العنف ؟هل لأنه أسهل ؟
المعلم إنسان يعبر عن نفسه وطريقة التربية التي تلقاها عندما كان صغير ,المعلم الأمين منذ الأزل يعلم ويربي بإخلاص لأنه يدرك تماما أنها أمانة ,ويبقى التعليم من أشرف المهن وأكثرها ثمرة ,........بغض النظر عن مجموعة لا تستحق أن تتقلد هذه الأمانة .

الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

يظل هناك من يذكرك بفشلك


وسط أزمتك تحاول أن تتلمس طريقك للخروج ,لكن يظل هناك من يذكرك بفشلك ويحبطك ويكاد يجزم لك أن نجاحك ما كان إلا نجاح مزيف .....أنت الآن عاجز عن التعامل مع أبسط الأمور .
إن كنت قد أخطأت فالكل يخطئ والحياة إن كانت تحمل أخطاؤك فهي أيضا تحمل نجاحاتك .
لا تصاحب من يركز على أوقاتك المظلمة وينسى تلك الأوقات المضيئة يوم أن كان كل شيء في دنياك ملهم وجميل ويسبر مثلما تحب وأكثر .
الدنيا بها أماكن مضيئة وزوايا مظلمة ,لا شيء يجبرك على المكوث في تلك الزوايا ,عندما تصاب بأذى سواء من ظرف أو شخص تعلم الدرس الذي يقدمه لك, ثم واصل كمن لا شيء يستطيع أن يوقفه أو يكسره .
كيف تستعيد روحك التي كانت قبل مواجهتك للعقبات ؟ وكيف تستخرج الأخطاء التي ساهمت في وجود ها .
علينا أن نقاوم ذلك الشعور السلبي الذي يسحبنا للأسفل مهما احتاجت مقاومتنا من وقت أو جهد ,علينا أن نعترف ونتقبل فكرة :أننا وفي مواقف عدة أدى سلوكنا إلى حدوث العقبة أو التحدي ,أحيانا نكون نحن من يضع الأساس الذي نتجت عنه المشاكل .
علينا أن نبحث عن النقطة التي أخطأنا عندها ونحددالطريقة التي نعالج بها خطأنا ,علينا أن نتسامح مع أنفسنا بشأن هذا الخطأ ثم نتعلم منه الأسلوب الصحيح ,علينا أن نقبل خسارتنا ونتعامل مع الألم بصبر.
الصراحة مع الذات شيء ضروري والرأفة معها شيء مهم وأكثر ضرورة ,عندما نقر بأن ما فعلناه قد قادنا للنتيجة التي وصلنا لها ثم نسامح النفس ثم نواصل يكون هذا أفضل جزء في الموقف .....لم الوقوف ؟ومن يخدم ؟ فلنتجاوز الأمر برمته ,إن لم نتقدم ونجتاز هذه الأزمات فإننا سنضطر إلى تلقي مواقف أخرى مشابهه .
أحيانا نكون بحاجة إلى تنمية شعورنا باحترام الذات والإلتزام بالإيجابية أمام الآخرين لنتلقى معاملة بالمثل .
كلما تحدثت عن مشاكلك وفشلك أمام الآخرين كلما كنت مادة خصبة للحديث والغيبة وكلما تعاملوا معك مستقبلا كفاشل .
عندما تصف نفسك أمامهم بالغباء ,الحمق سيتعاملون معك كإنسان غبي أو أحمق ....إن وصفك لنفسك يحدد الطريقة التي يعاملونك بها .

عندما تتكلم عن نفسك مستقبلا تكلم بإيجابية ,تحدث عن الأشياء الجيدة فيك ...فكلما تحدثت عنها كلما وضحت أمامك بحيث تراها وتتصرف على أساسها .

مهارات حياتيه


نحن نضيف معنى لحياتنا من خلال علاقاتنا الشخصية المميزة ....كل منا تتحقق له السعادة عندما يحب ويشعر بأنه محبوب ,يعبر عن نفسه ويوطد علاقته بالآخرين ,عندما لا نحصل على علاقات شخصية متينة فقد نختار كم كبير من العلاقات الهشة والضعيفة ,ومع كثرتها إلا أنها لا تعني لنا إلا القليل ......هي من أكثر العلاقات خداع وزيف وكما قلنا هشاشة , لذا فلن تصمد أمام مواقف الحياة المختلفة .
أما العلاقات المرتبطة بالإنترنت فهي تساهم إلى درجة كبيرة في الشعور بالإكتئاب والإنطواء لأنها علاقات سطحية والوقت الذي تشغله هو وقت مستقطع من علاقات أهم ونعني بها العلاقات الأسرية وعلاقاتنا بأصدقائنا والتي تحقق لنا الأمان .
حتى ننعم بعلاقات متينة علينا أن نبحث عن شخص متفائل وأن نكون نحن أيضا متفائلين ,الشخص المتفائل يحافظ على نظرته النقية للأمور حتى عندما تسوء أموره ,يرى كل صعوبة على أنها شيء مؤقت لا يحمل أبدا صفة الديمومة ,لا تتعقد معه الحياة ولا يظل يبحث على ما يقلل من كفاءته ,كل شيء في هذه الحياة ممكن أن تكتسبه حتى التفاؤل ,فإن لم تكن متفائل فلم يفت أوان اكتسابك لهذه الصفة .
هناك إشارات خطر تتهدد أي علاقة و يبقى علينا أن ننتبه لها عندما تظهر بوادرها لنصلح ما يمكن إصلاحه وننقذ علاقاتنا المهمة ,من هذه الإشارات المشادات والمشاحنات لأتفه الأسباب ,توجيه النقد للطرف الآخر وإبداء الملاحظات على كل شاردة وواردة وكأننا نتعامل مع قاصر ,إبداء عدم الإحترام وهذه خصلة قمة في السوء ,علينا أن نتعامل مع الطرف الآخر وكأنه أهم شخص في الوجود لا نقلل من قيمته ,نحن لا نرغب أبدا في أن يقلل هو من قيمتنا فلم لا نحترم حقه في أن يكون مقدر ومحترم ,إن كنا نتعامل مع من نحبهم بقلة احترام فنحن نعاني من مشكلة علينا حلها ,أيضا معاملة الآخرين ببرود أو هجر أوتجاهل لن تجلب لنا إلا تدهور في العلاقة ,عدم القدرة على تقبل النقد ناتج ربما عن شعورك بأنك كامل ,وهذا شيء غير حقيقي فكل منا لديه عيوب والمحظوظ من ينتبه لعيوبه حتى وإن كانت الطريقة هي توجيه من الآخرين ,أو ربما عدم تقبلك للنقد لأنك تعتقد أن الطرف الآخر يريد أن يجرحك وهذا أيضا غير صحيح فهو يحبك ويريد أن يفيدك ,فإن اعتقدت أن الأمر شخصي فهو أيضا غير ذلك فنحن ما وجدنا إلا لنفيد بعضنا البعض ,حقيقة مهمة من يحبك يلفت نظرك لإخطاؤك ومن لايحبك أو يهتم بك فلن يلفت نظرك لها بل يضحك لك ويضحك ورائك .
الكثير من الأطفال الذين عاشوا طفولة كثرت بها المشاحنات بين الوالدين وقلة الإحترام هم الآن وعندما كبروا نراهم يكررون نموذج والديهم التعس ,ولا نستطيع أن نلومهم فهم ما شاهدوا غيره ,قد ينتبهوا لأنفسهم ويعدلوا مسارهم مع الأبناء وقد لا يفعلوا ذلك ,نوعية الحياة التي تعيشها ونوعية الدور الذي تلعبه بها وكونك تنتبه أو لا تنتبه لأخطاؤك ...........أشياء أنت من يحددها .
الوقت المتاح لك لتنعم بالسعادة الأسرية لا يزيد عن الوقت المتاح لأسعد أسرة في هذا الوجود ولكن أتدري ما الفرق ؟
الفرق هو قدرة كل منكما على مواجهة المشكلات بصورة أفضل ...فما هي قدراتك وما هي مهاراتك التي تعتقد أنك تتميز بها ؟
عندما يكون لديك طفل كثير المشاكل ..في المرة القادمة عندما يتعرض لمشكلة ما سواء في المدرسة أو مع إخوته عليك أن تقترح عليه عدة حلول ثم تترك له حرية الإختيار ليتصرف كما يريد ,هذه الخطوة تقلل الصراعات داخل الأسرة وتحقق لها نوع من الراحة والرضا ,تتوقف فيها على الأقل عن إرشاد طفلك طوال الوقت وربما كان هذا هو السبب في كونه منزعج ويثير المشاكل ,ربما هو بحاجة للإستقلال وللشعور بأهميته وقدرته على التعامل مع تحدياته بجدارة .أحيانا عندما ننتقد أطفالنا عن كل سلوك ,أو حتى نساعدهم وننجز أعمالهم فإننا نعيق نموهم ونقمع حرياتهم فلا عجب إن تصرفوا بنوع من العصيان أو التمرد أو افتعلوا المشاكل أو حتى أظهروا مواطن قصورهم .
أن من أكثر الأوقات تأثير على الطفل هي فترة ما قبل النوم ,علينا أن لا نهمل تلك الفترة بها نظهر له مدى حبنا له ونتحدث بها عن الأشياء التي تساهم في تعليمه صفات جيدة ,نحكي له قصص مملوءة بالقيم الأصيله ,نحكي له قصص الأنبياء والصالحين ليكبر على حبهم ويتأسى بهم ,نحكي قصص تعلم الأمانة ,الصدق ,المسامحة ,حب الخير ,بر الوالدين ,الحكمة الشجاعة .....إلخ فيتمكن من النوم بهدوء وأمان وبنفس الوقت اكتسب قيمة ,اجعلها عادة يومية أهم ميزاتها أنها توطد العلاقة بينك وبينه ,البعض منا يحكي لطفله قصص الأشباح والوحوش والشياطين والصعوبات والأموات ثم يتساءل لم لا ينام طفلي ؟لم يخاف ؟لم يفضل أن ينام بجانبي ؟........منك أنت هو لا ينام ماذا تتوقع من طفل صغير ملأت تفكيره بقصص الرعب ؟ثم أنت تستغرب من تصرفاته ,الأغرب من ذلك عندما يأتيك بالليل ليحتمي من وحوشك تزجره ليذهب لفراشه ........قد تعلم خرافات غير صحيحة وبنفس الوقت اكتسب صفة الجبن والتي ربما ستصاحبه مدة طويلة .