الخميس، 3 ديسمبر 2009

غير توجهك الذهني


إن الناس يرون نفس الأشياء ولكن بأشكال مختلفة ,هذا الإدراك يعتمد بدرجة كبيرة على توجههم الذهني (طريقة تفكيرهم ).

قد ترى بعض أمور حياتك مهمة لكنها في الحقيقة ليست بذات الأهمية التي تخيلتها ,قد تكون هذه الأشياء التي تنشغل بها مجرد ملهيات وظيفتها هي أن تحيد بك عن التركيز على أشياء أكثر أهمية فتشتت تفكيرك وتعيق تنفيذك لأشياء تمثل لك قيمة فعلية ,مع الوقت تغيب عن عينك وقلبك ولن تعد تفكر بها أو تنفذها .
عندما تقوم بالأشياء ,هل تقوم بها لأنك مقتنع بصحتها وأهميتها أو مثلا لأنها تضيف لك فائدة ما ؟أم أنك تفعلها منافسة لغيرك ؟أو حتى تقليدا لهم ؟
إن أي عمل لا ينتمي لقيمك أو يضيف لك شيء هو مضيعة للوقت , ويبقى عليك أن تتخلص منه فلا فائدة من وراءه ........قد لا يكون التمسك بالقيم والمبادئ سهلا ...لكنه الأفضل أمام التحديات ,خاصة عندما تمر بأحلك لحظاتك .
أي شيء له قيمة لديك يستحق كل الطاقة والوقت الذي تخصصه له ,لا يوجد إنسان يتمتع بالتفكير السليم يساوم على قيمه التي يؤمن بصحتها أو يتنازل عنها أمام أي كان أو أي شيء له أهمية مؤقتة .
التوجه العقلي (تفكيرنا وما نركز عليه)يتطلب تغييره كحد أدنى مدة 21 يوم ,توجهنا العقلي يحدد نوعية الحياة التي نرغبها ونريدها ويحدد أيضا نوعية ما يمكن أن ننجزه .....والآن هل تدع عقبة ما تسد عليك طريقك في تغيير توجهك الذهني والذي قد يحقق لك فوائد إن أنت فقط غيرت نقطة تركيزك ؟
الناجحون يربطون بين المتعة وبين التغيير بينما المترددون تفزعهم فكرة التغيير لذا تجدهم لا يملكون الجرأة على الإقدام عليه ,كل شيء كما هو ويعمل بطريقة واحدة .
دعني أخبرك معلومة شيقة ,شركة نوكيا للهواتف المحمولة لم تكن تعمل في مجال الإتصالات ,فهي حين نشأت كانت تبيع الأحذية المطاطية لكنها حين أدركت أن صناعة ذلك النوع من الأحذية بدأ يتراجع أعادت اكتشاف نفسها وغيرت استراتيجيتها القديمة بأخرى جديدة ,لقد غير شخص جريء التوجه الذهني لشيء آخر وإلا استمرت على توجهها القديم إلى أن تعلن إفلاسها أو تكون مثل أي شركة متواضعة في المستوى والطموح .
تغيير التوجه الذهني أحيانا يكون ضرورة خاصة إذا كان توجهنا القديم لم يعد يفيد أو لا يرتقي إلى ما نريد من أهداف
إليك قصة قد تلهمك لتغير طريقة تفكيرك أو تعدل من وجهة تركيزك :يقال أنه ذات مرة وقع ضفدعان في وعاء كبير من الكريمة ,الضفدع الأول وجد أن الموقف صعب وأكبر من أن يتغلب عليه وأن أي محاولة للخروج من هذا الموقف عبث ,فهو قد نظر للموقف من زاوية معينة مفادها أن الإناء كبير والكريمة سائلة وأيضا لا مجال للقفز ,فآثر أن يستسلم للموقف ويموت .
الضفدع الآخر نظر للموقف من زاوية أخرى ....ففكرة الإستسلام لم تعجبه ,نظر للموقف على أنه تحدي فلم يستسلم له وقرر أن يتعامل معه مستخدم كل ما لديه من قوة ويبذل كل جهده في المقاومة ولآخر لحظة فكانت كل حركة منه بمثابة طريقة جديدة للبحث عن حل ومخرج ....ومع استمراره في التحرك والمقاومة والسباحة ,حول الكريمة من مادة سائلة إلى مادة شبه صلبة ,فقد غلظ قوام الكريمة واستطاع بعدها أن يقفز خارج الإناء .
فكرة الإستسلام فكرة غير جيدة بالمرة ,والإستمرار على روتين واحد مضيعة للوقت ومضيعة للمصادر والقدرات ونوع من الإستسلام ,إن كانت هناك طريقة خاطئة لم نستطيع معها أن نحقق ما نريد فلم لا نغيرها ونغير توجهنا الذهني ,لنفكر مثلا في شيء آخر في التعامل مع ما نريد ,ولنعتبر كل خطأ بمثابة تدريب لنا ,التغيير غير مفزع ,وكما قيل غير الطريقة تتغير النتيجة ,كيف نحصل على أشياء جديدة ونحن نفكر بنفس الطريقة القديمة ونتعامل مع كل أمورنا على أساسها ؟
مع أن كل منا متميز ...وهذه حقيقة إلا أن القليل منا يشعر بتميزه ....لماذا؟سؤال إجابته لديك .
لتحقق نتيجة مختلفة وسهلة عليك أن تنظر للموضوع ...أي موضوع نظرة مختلفة ,مبدعة ,مبتكرة وأفضل طريق للإبتكار أن تحدد ما تريد (حدد النتيجة التي تريدها )عندها ستبتكر طريقة توصلك لها , وكونها أفضل لأنها تجبرك على الإجتهاد في التفكير لتعمل الأشياء بطريقة مختلفة ..وهذا أساس التطور .
إن التفكير الطموح يحقق نتائج ضخمة .
وأي إنسان يستطيع أن يحسن من نوعية حياته فقط بعدم الهدر المزيد من الوقت في الأشياء الغير ضرورية والتي أوجدها ليملي وقته بها وكأنه يعمد للتخلص من وقت يعده زائد وفائض ....وهذا غير صحيح .
هناك أناس لا يسعون لتحقيق أحلامهم لا لعدم قدرتهم على ذلك وإنما لأنهم يخافون من الأذى في طريقهم لتحقيقه ,لكن اجتيازهم لهذا الشعور يمدهم بالقوة الكافية التي تدعمهم حتى يحققوها ,فمن يهتم للأذى إن كانت النهاية سعيدة ومرضية ,إن الأمر فعلا يستحق ذلك ,تستطيع أن تتخلى عن حلمك وهذا قرار يخصك أنت وحدك ومن حقك ,لكن عندما تتخلى عنه تخلى عنه بإرادتك حتى إن كان السبب أنك لا تريد أن تبذل جهد ...أنت حر ,لكن لا تتخلى عنه من أجل الآخرين أولا : لأنهم لن يتخلوا عن أحلامهم من أجلك ...ثانيا : حتى لا تلومهم بعد ذلك .
الإختيار أيضا لك أن تتخلى عنه لإعتقادك بأنك لا تستطيع أو أن تبذل جهدك لإعتقادك بأنك تستطيع ....فالإعتقاد كما تعرف قوة .

ليست هناك تعليقات: