الخميس، 17 ديسمبر 2009

أشياء لا تحدث إلا بالعقل


سواء أفضلت في هذه الحياة أن تسبح ضد التيار أو تركته يحملك إلى الشاطئ فلن يكون الأمر أكثر من عملية اختيار ...الأهم أن ترغب بقدرك وترضى به ولا تعترض عليه هذا هو مصدر قوتك ونجاحك ,من لا يرضى بالقدر سواء خير أو شر لا يؤمن بأن كل أحداث حياته خيرله وإن كان ظاهر بعض الأشياء شر ويسمح للشعور بالإستياء أن يجتاحه ,لا شيء يجلب لنا السلب من الشعور مثل قلة الفهم لحقيقة الأشياء وجوهرها ,وما الذي يمنعنا من أن نكون سعداء غير أفكارنا عن الحياة ,إن تخلينا عن هذه الأفكار واستبدلناها بأفكار عميقة تصف حقيقة الأشياء فسنستأصل اليأس من حياتنا وكل شعور سلبي ضاغط ,الأفكار السطحية التي نحملها عن الحياة ليست سوى مصدر للصراع تفقد الأشياء قيمتها وتجعلنا متعلقين بالماديات أكثر من اللازم ونظنها جوهر للسعادة ...الأمر ليس كذلك أبدا ,إن نحن تخلينا عن هذه الأفكار الضحلة سنفقد فقط التعاسة وليس جمال الحياة .....إن جمال الحياة موجود داخلنا فنحن مصدر كل جمال وسعادة ,إن إقتنعنا أن داخلنا ممكن أن يكون ينبوع لا ينضب من الرضا بكل ما قد تأتي به الأيام ,هذا الرضا يعمل كواقي يحمينا من أن نؤذي أرواحنا بالأفكار المحبطة والسالبة ......كن على ثقة في أنك لن تخسر شيء أو يفوتك شيء أو أن تتحمل يوما شيء لا تطيقه ....هذه أشياء لا تحدث إلا بعقلك لن تحصل على شيء إلا إن أراد الله لك أن تأخذه وكان خيرا لك ولن يفوتك شيء قد كتبه الله لك ,وحقيقة الخسارة ليست أن يضيع منك شيء ....إن ضاع تأكد أنه في الأصل ليس من نصيبك ...الخسارة الحقيقية أن تخسر قوة إيمانك لأن في قوة الإيمان قوة للروح تعينها على التغلب على تحديات الحياة وتحقق لها السلام الداخلي ,قوة الإيمان تجعلك بمأمن من الإحباط بسبب ما يحدث ,تتمتع بالهدوء والثقة ,بعيد عن الغضب والقلق ,تكون بمعزل عن فكرة ضياع الفرص أو الخسارة ,ممتن لله في كل أحوالك ...لأنها الأفضل لك لذا اختارها الله لك .
إن رغبت بشيء وبشدة ولم تحصل عليه وتملكك القلق والحزن والألم عليه, تذكر قول الله سبحانه وتعالى (وعسى أن تكرهوا شيء وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيء وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون )فلربما ما رغبت به لا يصلح لك وإلا كتبه الله لك فالله وحده يعرف ما يناسبك .
هناك رغبات تمنينا بالمستقبل السعيد لكنها مجرد رغبات لا تتقدم بنا خطوة ولا ينتج عنها إلا الألم والإرهاق والتعب ,علينا أن لا نقبل بأي نوع من المعاناة النابعة من الرغبات بغض النظر عن أهميتها ,علينا أن نعيش حاضرنا لأنه الشيء الوحيد الذي نملكه .......تمسكك برغباتك يجعلك تشعر بضغوط كبيرة إنها ليست دعوة للتخلى عن رغباتك ,إنها دعوة للتخلى عن رغبتك في أن تخضع الحياة لك لأن هذا لن يحدث .....إن حافظت على روحك راضية سعيدة إيجابية فستنقاد لك الحياة ,أما إن قابلت النعم وكأنها أمر مسلم به وحرصت على الدنيا فستهرب منك الأشياء المبهجة فيها .......قد تحصل على أشياء لكنها تبقى بلا روح .
هذه هي العلاقة الثرية مع الحياة .....يوم أن تحقق ذاتك وترضى بما يريده الله لك وتكون ممتن لله في كل أحوالك الصحة والمرض الغنى والفقر وكل المتناقضات .

ليست هناك تعليقات: