الاثنين، 14 ديسمبر 2009

عندما ينفذ الفهم


كل منا تتملكه أحيانا أفكار ومشاعر سلبية, تبدو حينها وكأنها قوية لكنها في الحقيقة ليست كذلك ,كل المشاعر على إختلافها لا تملك صفة الهيمنة على حياتنا ,هي مؤقتة ونستطيع أن نتخلص من المزعج منها من خلال إدراكنا أننا لسنا ملكا لها والأمر لا يتعدى الإحتلال المؤقت هذه النظرة تجعلنا نتحرر من تأثير أي موقف ضاغط , ولن يتملكنا شعور سلبي.
إن متاعبنا ومشاكلنا ليست كل شيء أوفي كل مكان وليست دائمة إلا إن تجاهلنا هذه الحقيقة ورغبنا في أن نجعلها كذلك .....إن فعلنا هذا فنحن نهزم أنفسنا ونرضى بخسارة الأشياء عن عمد ,إن الأفكار والمشاعر السلبية لا تخلف وراءها إلا الحطام وتغرقه تحت أمواجها .
علينا أن نتماسك عند اصطدامنا بالأحداث السيئة فلدينا قوة أكبر من أي حدث والأيام والتجارب قد أثبتت ذلك .....إيماننا بأن الله قد وهبنا كل ما نحتاجه من قوة يجعلنا أكثر صلابة أمام العواصف الداخلية والخارجية على حد سواء .
كن يقظ لأفكارك ومشاعرك ,هذه اليقظة تحمل معها نور يمنع كل فكرة سلبية من أن تستقر داخلك ,وتؤثر سلبا على نوعية حياتك .
عندما تواجه موقف يشعرك بالعجز أو ظرف سيئ أو عقبة ما فليس هذا الظرف أو ذاك الموقف أو العقبة من تسبب في شعورك بالألم ....كل الظروف الخارجية لم تكن السبب ,إن السبب يكمن في مستوى وعيك وفهمك ,التعاسة لا تحدث لنا ....إنها تنبع منا .
أي صفة جيدة نفذت منا كالصبر ,الشجاعة ,الهدوء ...كان السبب في نفاذها هو نفاذ فهمنا عن حقيقتها .
كل ما وصل الإنسان إلى مستوى عالي من الفهم كلما قلت معاناته .....هذه الفكرة تذكرني بموقف شيخ الإسلام ابن تيمية عندما حبس كان راض بوضعه وسعيد من ضمن الكلام الذي قاله (ما يفعل أعدائي بي إن نفيي سياحة وحبسي خلوة ....أنا جنتي في قلبي وقلبي بيد ربي ) لا يجب أن تمر هذه الجملة دون أن تكون كالمصباح لك ينير ويطرح عنك كل فكرة تشعر معها أنك أسير حدث أو شخص ,إن كان ابن تيمية وجد سعادته في قلبه فأنت تستطيع بإذن الله .....ولتحصل على ما حصل عليه اقرأ سيرته وتعرف على جهوده التي حصد من واءها ذلك الفهم العميق .....لدينا كنوز نحن في غفلة عنها ,إن تنمية الذات تعد من أكبر المكاسب .

ليست هناك تعليقات: