الأربعاء، 23 ديسمبر 2009

غالبا يذهب تركيزنا إلى هناك


غالبا نحن نتذكر إخفاقاتنا وأخطائنا وخاصة عندما نكون بحالة مزاجية سيئة ,يذهب تركيزنا هناك ,لا نلتفت إلى مدى ما حققناه من نجاحات وإنجازات , ربما ذلك يرجع إلى اسلوب التربيه التي حصلنا عليه ,عندما كنا نحسن التصرف فإننا نتلقى تشجيع فاتر ,وعندما نخطئ ونتسبب بالإزعاج نتلقى درس قد يطول شرحه في التصرف الصحيح ,قد نعنف أو نضرب ... عندما نحصل على درجات عالية فالأمر على خير ما يرام وقد لا نشجع التشجيع الذي نطمح له لكن عندما تكون درجاتنا متدنية فالأمر يكون مختلف ويستحق التركيز علية بالاسلوب اللائق وهكذا الحال في المدرسة ,عندما نكون مهذبين فإن المدرس قد لا يثني على تهذيبنا لكن إن كنا مشاغبين أو قليلي الإنتباه فإننا نتلقى ملاحظة تلو الملاحظة وبالطريقة التي يختارها المعلم وغالبا تكون سلبية ,عندما نخطي في إجاباتنا يضع المدرس علامة خطأ فنجد في هذه العلامة تشويه لكراستنا وكأننا وقعنا في خطأ لا يمكن إصلاحة فيما بعد , وبعض المدرسين يفقدون صبرهم فيعبرون عن غضبهم بطريقة متطرفة بكتابة ملاحظات نتأثر بها سلبا .

ارتبط لدينا شيء مهم وهو أن الأخطاء والإخفاقات دائما تصحبها إنفعالات قوية أما النجاحاتنا ونقاط قوتنا وإيجابياتنا فغالبا لا تصاحبها هذه الدرجة من قوة الإنفعال .....هنا تتكون في عقولنا وتترتب الأحداث الكبيرة والمصحوبة بإنفعالات قوية تم تتبعها الأحداث الأقل فالأقل ,والعقل يتذكر بسهولة أكبرالأحداث والمصحوبة بالعاطفة القوية ,لذا نحن نتذكر الأخطاء ,الإخفاقات ,الأحزان ,الآلآم ....فقد صاحبتها إنفعالات قوية .......لذا فالطريقة التي تجعلنا نوازن ونعدل من عمل ذاكرتنا أن نعمد إلى الإحتفاء بنجاحاتنا ,بإنجازاتنا ,بمناسباتنا الخاصة ,بنجاح أبنائنا ,بلقاء أصدقائنا ...الإحتفاء بمعنى أن تصاحب تلك الأحاث مشاعر وإنفعالات صادقة ,أن نشعر بالسعادة الحقيقية ونعي بأن هذه أحداث طيبة ومفرحة ونحن ممتنين لله بها ...أحداث حياتنا شيء خاص ومميز فلا يجب أن نقلل من قيمة الأشياء الطيبة فيها ,قد تظن أحداث يومك تمر بصورة رتيبة لكنها ليست كذلك ,كل يوم من أيام حياتك يحمل معه لك نجاح وإنجاز ...كن واعي به ,أشياء صغيرة لكنها مهمة ,مهما كانت لدينا أخطاء يبقى أن الأشياء التي نعملها بصورة صحيحة أكبر ,لا تضع مقاييس عالية للنجاح ,لا تضع في عقلك أن النجاح هو أن تكون ثري أو تملك شيء لا يملكه معظم الناس ,وما دون ذلك لا تعده نجاح أو إنجاز ,هناك أناس ناجحون ومنجزون ولا يملكون تلك الثروة ,نحن تقريبا نمر بتجارب نجاح معظم أوقاتنا ,أشياء بسيطة لكنها تكسبنا ذلك الشعور الغني بالسعادة فلماذا نغلق أعيننا عنها ونركز على ما لا يعجبنا ,في كل مرة نتذكر فيها الإخفاقات فإننا نسحب وننقص من قيمة ذاتنا لنصل في النهاية إلى عدم الثقة بالنفس .

بالمقابل فإن تذكر النجاح وتقديره يبعث الثقة بالنفس و يمنحنا قوة دفع لإنجاز شيء جديد فنقدم لأننا نشعر أننا نستطيع ونعلم أيضا أننا حتى إن فشلنا فإن الفشل لن يدمرنا فثقتنا بأنفسنا عالية أعلى من أن ينال منها أي فشل .

ليست هناك تعليقات: