الجمعة، 4 ديسمبر 2009

دور خلف الستار


عندما كنا صغار كثيرا ما نفشل في محاولة ما, ثم نكرر المحاولة إلى أن نصل لما نريد وبذلك فإننا نحصل على تغذية مرتدة فنفهم ونعرف ما يجدي وما لا يجدي وبناء عليه فإننا نكرر النافع, لكن عندما نكبر لا نتقبل الأخطاء والفشل ,ربما لأن ذلك يجعلنا ننظر لأنفسنا على أننا فاشلين مع أن الحقيقة هي أن تجربة ما فشلت والأمر لا يتعلق بكوننا فاشلين أو ناجحين ,الواقع يثبت أن أصحاب الإنجازات الكبيرة ومن وصلوا لنجاح منقطع النظير كانوا أصحاب عدد كبير من المحاولات الفاشلة وعدد كبير منهم لم يكمل دراسته ,مع ذلك حققوا ما حققوه أولا بفضل من الله ثم لأن تجاربهم الفاشلة لم تضعف همتهم ولم يدعوها تؤثر على ثقتهم بانفسهم وإيمانهم بأنهم قادرين على الوصول لأقصى طموحاتهم .
كل عائق يمر بك تستطيع أن تستعمله كأداة للتعلم لا حاجز أو سد يحدد لك مقدار استطاعتك ,هذه حقيقة إن قبلتها ستجعلك تقدم على عمل الأشياء التي كنت تتجنبها خوفا من الفشل فالفشل وتكراره يمكن أن يستخدم كاستراتيجية تعلم .
المعتقد الذي نحمله عن أنفسنا وقدراتنا وما هو صحيح أو خاطئ له دور خلف الستار (خارج مستوى الإدراك الواعي )وهذا ما يجعل داخل كل منا وجهة نظر قوية تجاه كل ما يقوله أو يعمله .
تحدث حالة الإنسجام مع النفس والألفة معها بتوافق العقل الواعي والباطن حيال أفعالنا فنحن نؤمن بصحة ما نفعله فيزداد شعورنا بالسلامة الداخلية .......لكن إن رغب الواعي بشيء والباطن لا يريده أو يريد شيء مختلف تماما يحدث تمزق .
نحن غالبا نتصور أننا نعرف حجم قدراتنا ثم نفاجأ عند المواقف التي تتطلب قدرات أكبر أننا نمتلك تلك القدرات ,فكل إنسان يستطيع أن أن يصل للنتائج التي يطمح لها إن استغل كل مصادره الداخلية لأنها بحر يتجدد .
في أي موقف قد توضع به أو تواجهه افتح مجال أوسع للإختيار بزيادة عدد الخيارات المتاحة ,ولا تجبر نفسك على تصرف معين أو خيار واحد ....لأن اختيار واحد يعني عدم وجود أي اختيار بالمرة .
كلما زادت عدد الخيارات كلما شعرت بنوع من الحرية ونوع من السيطرة على حياتك .
أينما سارت ظروفك أو مشاعرك تستطيع دوما أن تعيد توجيهها ,ثم يحدث التغيير المطلوب ,الأمر لا يتطلب جهد خرافي وإنما تغيير مجرى حياتك بدرجة متناهية في الصغر كخطوة أولى لكنها فعلا تحدث نوع من التغيير في النتائج ,وعندما تصبح جاهز لإختيار ما تحتاج له وتحدد وتجدد اهتماماتك كالأشياء التي تعبروتتكلم عنك وعن استقلاليتك ستصل لأبسط الحلول المتاحة بأقل جهد.
ما تراه صحيح قد لا يراه الآخر صحيح ,دع من تحبهم يختارون حتى لو لم يعجبك اختيارهم .

هناك تعليقان (2):

Engineer A يقول...

"كل عائق يمر بك تستطيع أن تستعمله كأداة للتعلم لا حاجز أو سد يحدد لك مقدار استطاعتك "

محقة تماماً فيما قلته، شكراً

تقبلي مروري :)

الحياة الطيبة يقول...

أشكرك على تعليقك ,وأسعدني مرورك .