الأحد، 11 أكتوبر 2009

هيمنة الآخرين


عندما يغضب منك شخص ما ويوجه لك كلمة تسيء لك رغبة منه في أن تغير رأيك ليطابق رأيه فلا تدافع عن نفسك أو موقفك , لأنها نوع من الهيمنة قل له فقط (أنت غاضب لأن رأيي مختلف عن رأيك أو أن طريقة تفكيري لا تعجبك ), طريقتك هذه في الرد تجعلك تدرك (وهذا مهم)أن غضبه أمر يتعلق به .
هذه طريقة تختلف كليا عن دفاعك عن نفسك وموقفك وطريقة تفكيرك بقولك :أنا.....,عندما تقول أنا فأنت تكون كمن يدافع عن نفسه أو كمن يكون مستعد أن يعدل موقفه ليحصل على قبول الطرف الآخر ....لا تربط تقييم نفسك بشعور شخص آخر ,لا تجاريه في الغضب أو الإنفعال....أو تغير رأيك ,تناقض آرائنا شيء طبيعي لاختلافنا فلم نجعله محور لخلافاتنا ...وهل تكون الدنيا جميلة بدون هذه الإختلافات ؟
مهما كانت أفكارك التي تحملها لن يفهمها أو يقبلها عدد كبير من الناس .......وهل أنت فعلابحاجة لأن يفهمك ويقبلك كل الناس؟
الإعتراض والرفض أمور واردة سواء لأفكار أو شعور ,فهل تتخلى عن ذاتك أو تضع مشاعرك في أيدي الآخرين لتكسب الجميع ؟فإن فعلت تأكد أنك لن تكسبهم ........أنت فقط تفقد نفسك ,تزدريها .
اطرح أفكارك ومواقفك واسمع واستمتع بأفكار الآخرين ,لا تصنف الناس تصنيف سيء أو تحط من قدرهم ,اقترب منهم وتحدث معهم ,حاول أن تفهمهم وتتقبلهم .
هناك هيمنه من نوع آخر ,عندما تمنع من التعبير عن غضبك تحت أي سبب ,كل منا مسئؤل عن التعبير عن غضبه بطريقة عقلانية منطقية هادئة ......قالت محدثتني :أعلم أنني مسئولة عن التعبير عن غضبي لكن حتى التعبير عنه يعد مشكلة بالنسبة لي ,وأحيانا أتساءل هل أعبر عنه أو بالأحرى هل أستطيع أن أعبر عنه دون أن أجرح الطرف الآخر؟كيف أظهر ألمي من تصرفه ؟وهو في كل مرة يجرحني بها يمنعني من التعبير عن ألمي مبررا بأن الوقت قد فات ومر فما حدث قد حدث وأنه تجاوز الأمر وأن الأمس لا علاقة له باليوم ...كنت دائما اكتفي بالصمت حرصا على شعوره وهو لم يحرص على شعوري ,يسيء وينتقل بسرعة البرق إلى موضوع آخر ,دون اعتذار ,دون رغبة في سماع رد على تصرفه ......قد بتر شعوري وخنق غضبي وجعله يتراكم داخلي ,لا يسمح له بالخروج .....صحيح أنه دمر جزء من نفسي لكنني قد سمحت له بذلك ....جيد أن تعترف بدورك في حدوث أي خطأ .
اكتشفت أن أمري لا يهمه في شيء ,الأنانية سلوك سيء لمن ينتهجها ولست مسئول عنها ولن تؤذيك إلا إن سمحت للطرف الآخر بالتجاوز
أي شيء كان يؤلمني كان يعتبره قصة قديمة ....قد كان على حق فالجديد فقط ما كان يهمة ويدور في فلكه ومصلحته .
استمرارك في تجاهل أخطاء الآخرين يفقدك جزء من نفسك .....وقد تغترب عنها ,لم لا وقد وضعت أهمية لهم أكثر منها .
أي إنسان يمنعك من إظهار غضبك إما بالتجاهل أو بالجبر على السكون بإظهار هيمنته وغضبه من إبداء رأيك يستطيع أن يسيطر عليك إن سمحت له .
التحرر من الغضب شيء ضروري , وكبته يجعلك توجهه للداخل ,عبر عن غضبك في الوقت والمكان المناسب .
من لم يحرص على شعورك لست بحاجة لصحبته ,لا تساير الآخرين في شيء لا يرضيك حتى لا تتنازل عن جزء من ذاتك .
هل تدرك أن الخوف من الفشل غالبا يرجع إلى الخوف من سخرية الآخرين ؟ لا تقيم سلوكك بناء على معاييرهم وقيمهم أو تقارن نفسك بهم
فقدراتك تختلف عن قدراتهم ,قد تتميز بشيء لا يملكونه ,حتى تكون منصف قيم نفسك بناء على معاييرك أنت وقيمك .
تحرر من هيمنة وسيطرة من يشكك في صحة آرائك ,مواقفك ,اختياراتك لأن كل ذلك يضعك في قلب من الجمود والعجز .
إن النجاح ليس أكبر أهمية من الفشل ,انظر إلى الأوقات التي فشلت بها .........هل انتقصت من قيمتك كإنسان أم أنك ظللت ذلك الإنسان الذي له قيمة ؟
قد نحقق بعد الفشل نجاح قد يفوق مستوى أهدافنا أو حتى أحلامنا ,عموما علينا أن نبتعد عن الجدل وإثبات كل منا أنه على صواب في كل حواراتنا واتصالاتنا ,إن الأمر بكل بساطة أننا ننظر للأشياء بمناظير مختلفة .....اقتنع بهذه الفكرة وحاول أن تفهم الطرف الآخر لترى الأشياء من منظاره ,ودعه ينظر من منظارك بالتواصل .
إذا كنت تخالط شخص كثير اللوم ,ففي المرة القادمة التي يلقي فيها عليك اللوم قل له :(هل تحب أن تعرف إذا ما كنت أريد أن أسمع توجيهاتك الآن؟ )أو قل:(هل تعتقد أنني بحاجة لناقد الآن؟)
أعتقد أن سؤالك سيعلم هذا الشخص ألا يلقي عليك اللوم ثانية ,وأعتقد أنك عندما تدرك أن شخص ما يلومك أو يتتبع أخطاءك فإن هناك احتمال كبير في أن هاتين الخصلتين موجودتين فيك ....لاحظ ذلك وعندما تتوصل لهذا الإكتشاف ....وتعترف به بشجاعة عليك أن تستأصله من نفسك , وقبل أن تلوم اسأل الطرف الآخر :(هل أنت بحاجة لسماع نقدي ؟)إن قال: نعم فاسأله :لماذا؟.....أعتقد أن ذلك سيجعلك تبتعد عن النقد والتوجيه واللوم .

ليست هناك تعليقات: