الخميس، 8 أكتوبر 2009

هدف متحرك


هل أنت هدف متحرك للسيطرة والاستغلال ؟
إن محاولات الاستغلال والسيطرة لا تحترم حدود لأي علاقة خاصة في فترات النقلات الرئيسية في حياتنا(من المراهقة إلى النضوج ,زواج,ترقي ,فقد وظيفة ,طلاق,خسارة مالية ,عدم استقرار) و سواء أكانت هذه النقلات ايجابية أو سلبية .ولماذا خاصة في هذه النقلات الرئيسية ؟ لأن هذه الفترات تحمل معها ضغوطها فنكون أكثر ضعفا .
إن محاولات السيطرة قد تكون في العلاقات التي يمكنك أن تحقق بها أكبر مكسب أو تخرج منها بأكبر خسارة .
علاقات تربطك بأكثر الناس أهمية في حياتك مثل العائلة ,زوج,زميل,صديق...إن كنت ممن يعمل جاهدا على إرضاء الآخرين فأنت هدف سهل لكل هؤلاء لأنهم سيعملون على سلبك حريتك وقدرتك على توجيه نفسك أثناء محاولتك إرضاءهم فتصبح تحت سيطرتهم وتأثيرهم وتعجز عن التخلص من سيطرة زوجة مستغلة ,رئيس عمل محب للهيمنة ,مرؤوس لديه طموح كبير ,زميل منافس منافق ,ابنة تشعرك بالذنب ,صديق فاقد للأمان .....إاخ
استغلالك من قبلهم لفترة طويلة كفيل بأن يجعلك تشعر بالذنب والقلق والإكتئاب ..أتدري لماذا ؟....لأنك الخاسر دوما في هذه العلاقة .
نحن نطمح للسلامة العاطفية أما هذا النوع من العلاقات فإنها تستنزف سلامتنا العاطفية و علمك بأنك خاضع لهم يجعلك تشعر بأنك توافق بشكل غير متعمد على استغلالك بهذه الطريقة الخطأ,هذا التصرف يحط من قدرك وقيمتك ويضعف احترامك لذاتك ويجعل الشعور بالعجز يتسلل لك .
هذا الفهم يحرص الطرف الآخر على تثبيته لديك ليحقق له النجاح ,هو يدرك أنك غير موافق على شيء ما ويحرص في كل الأحوال أن تفعله من أجله ,شعورك بأنك تجبر نفسك على شيء لا تريده ,وشعورك بأنك مستغل يولد لديك قلة الإحترام لنفسك فأنت قد أعطيت الآخرين قيمة أعلى من قيمتك وأهمية أكثر من أهمية نفسك وهذا لا علاقة له بالإيثار أبدا ,لأن الإيثار أن تؤثر الآخرين على نفسك عند حاجتهم لك أما من يستغلك فهو ليست لديه تلك الحاجة وبصورة ملحة هو فقط محب للسيطرة ,ويدرك تماما انك لن ترفض .
كيف تعطل هذه الأساليب ؟وأين مفتاح خروجك من سيطرتهم ؟
إن تغيير ردة فعلك (سلوكك )كفيلة بتعطيل فعالية أساليبهم فتتغير ويعاملونك بطريقة أكثر احترام أو يقوموا بالبحث عن هدف آخر , غير طبيعة عذه العلاقة ولا تكافئ أساليبه المتبعة ,لا تستجيب له بالخضوع والاستسلام ,إن عدم الخضوع يضع حد للدمار العاطفي الناتج من هذه العلاقة ,وكل استجابة بمثابة مكافأة لهم ليمارسوا نفس التأثير السلبي .
ما هي الصفات التي تجعلك هدف لسيطرة الآخرين واستغلالهم ؟ما هي نقاط ضعفك وأماكن اختراقك ؟
هناك سبع مناطق في شخصيتك يمكن اختراقها ...قد تكون قد كشفت عن بعضها أو كلها أمام الآخرين ,ممكن لنقاط ضعفك أن تعلن عن نفسها بكل وضوح ,لكن اعلانك وباختيارك عن هذه النقاط يعطي الآخرين مفاتيح شخصيتك .
النقطة الأولى هي رغبتك في إرضاء الآخرين وهذا ليس جيد لم قد تحتاج لإرضاءهم إن ذلك يترتب عليه ضغوط ومتطلبات قد تعجز عن تحملها لأنها لن تنتهي يوما وستربط كل ما تقوم به بتقديرك لذاتك لأنه سيكون مرهون بمقدار ما تفعله لهم ومن أجلهم ,لماذا هل تسعى للحصول على حبهم وتقديرهم هل تحمي نفسك من فكرة تخليهم عنك أو رفضهم .
الحقيقة أنك تهتم بحاجاتهم على حساب حاجاتك .....قد تقول هي دماثة خلق مع الآخرين ,هذا صحيح لكن عندما يتم استغلالك اسأل نفسك أين دماثة الخلق مع نفسي ألا تستحق أن أحميها من الاستغلال والإجهاد ؟
إنه تدمير للذات بطريقة متعمدة أو غير متعمدة فالأمر سواء ,هل أنت مسئول عن راحة وسعادة الآخرين طول الوقت ؟
الأسوأمن ذلك أنك تستخدم الشعور بالذنب ومحاولة تجنبه لتخدع نفسك وتسيطر عليها وتخضعها لاستغلالهم ,كل من يشكون من استغلال الآخرين يبررون تصرفاتهم بأنهم لا يتحملون مشاعر الذنب لذا هم يستسلمون لأي مطلب .
أفكارك عندما تفصح عنها ......والتي تهدف لإرضاء الآخرين هي إعلان منك أو قل دعوة واضحة للسيطرة عليك .
النقطة الثانية أن تشعر أنك أسير لرغبة نيل قبول الآخرين وتجنب رفضهم أونقدهم ,ليس من الخطأ أن تشعر بأنك مقبول خاصة من المقربين
هذا شيء طبيعي لكنه غير أساسي فرفضهم ليس شيء مفجع فإن شعرت بذلك ستكون هدف سهل لسيطرتهم واستغلالهم ,الأمر يشبه الإدمان فكل ما على الطرف الثاني أن يقوم بشيئين الأول أن يمنحك ما تتمناه وهو تواصله والثاني أن يهددك بحرمانك من هذا التواصل ....
والآن هل ترغب في قبولهم لك لهذه الدرجة ؟ قد لا يكون التهديد لفظي صريح برفضك قد يكون ضمني وتلاحظه من خلال تصرفاتهم ,حتى أن الهواء الذي تتنفسه يكون مشبع بهذا التهديد .
إن كان هذا ما تفكر به فأنت مستعد لعمل أي شيء تتجنب به رفضهم لك ........هل تعلم ما هو الأسوأ من هذا كله ؟...إنهم فعلا سيغادرون ويتخلون عنك .
النقطة الثالثة أنت تخاف من المشاعر السلبية ,تخاف من الغضب ,الخصومة ,العدوانية (المواجهه والصراع ) واللذان يثيران هذه المشاعر
لذا فأنت تبذل جهدك لتتجنب الغضب ,الصراع ,المواجهه وإذا أدرك الطرف الآخر ذلك فإنه سيسيطر عليك بإتباع أساليب التهديد والتخويف
بأن يرفع صوته أو يلمح بأنه غاضب .
كلما تهربت من التعامل مع المشاعر السلبية كلما أصبحت السيطرة عليها أصعب وكلما استغلك الطرف الآخر بهذه الطريقة كلما أصبحت أكثر غضب .
إن الغضب شعور سلبي والإنسان ليس خالي من المشاعر السلبية لكن كبته بصورة مستمرة كإخفاءه,تجاهله,تجنبه,انكارهفإنه سيوجه للذات ويظهر على شكل قلق ,أرق .
أن الحل يكمن في التواصل والقدرة على مواجهة المشكلات بشكل مباشر متعقل أن يتفهم كل منا مشروعية الإحساس بالغضب وإزالة مسبباته بالطريقة السليمة .
النقطة الرابعة عدم قدرتك على الحسم ,ربما لأن كلمة لا غير موجودة في قاموسك فتجد صعوبة في رفض أي طلب حتى إن كنت لا تستطيع ,كلمة لا تشعرك بالذنب لأنك قد تخيب آمالهم وهم لم يتعودوا منك الرفض ولن يقبلوه منك وذلك يجعلك عجينة لينة في أيديهم ,استمرار ذلك يجعلك تشعر بعدم الإرتياح تاركا وقتك وجهدك تحت تصرف الآخرين .
النقطة الخامسة لديك إحساس غير واضح بهويتك ,لا تعرف حاجاتك ,قيمتك الفعلية بعيدا عن ما تفعله من أجل الآخرين ,قد يكون لديك إحساس متدني بالذات (هوية مهزوزة )ربما يرجع ذلك لرأي سلبي عنك تلقيته في طفولتك أو رأي سلبي متكرر لشخص مهم في حياتك فتشعر أن رأيك غير مهم ,الهوية المهزوزة تعزلك عن نفسك وعن الآخرين .
قدم نفسك للآخرين بوضوح ,حدد إمكاناتك وقدراتك بوضع الحدود والضوابط ,عبر عن رفضك حينم يكون الرفض ضرورة ,عندما تنظر للعالم من حولك بهوية مهزوزة فأنت تسمح للآخرين بتشكيلك طبقا لرغباتهم ,علاقتك بهم تعمل على إضعاف هويتك أكثر فأكثر .
النقطة السادسة ضعف اعتمادك على ذاتك يدل علىأنك لا تثق بنفسك بالتالي تقل قدرتك على توجيه ذاتك خاصة عند انخاذ القرارات فتعتمد على أحكام وتوجيه الآخرين .
عند إتخاذ أي قرار ارجع لنفسك ,إجابة أي سؤال ,التوصل لأي حل موجود لديك ,فقط اعتمد على ما تملك من قيم ,اتخاذ أي قرار يدعم تقديرك لذاتك لا تنظر لنفسك بدونية ,لست أقل من الآخرين .
هل تعتمد على الغير وتسألهم عن رأيهم وتطلب نصيحتهم حول أي شيء في حياتك ؟مثل أي مشكلة ,شراء سيارة ,طريقة تصفيفك لشعرك
ماذا ترتدي ,ماذا تقدم لضيوفك ؟عند إتخاذ قرار هل تسأل عدة أطراف ؟هذا لن يساعدك إنه فقط يربكك .
صناعة أي قرار تتطلب ثقة بالنفس لا أكثر ,الثقة بالنفس تبدد مشاعر الندم التي تعقب اتخاذه ,إخير من يستحق ثقتك هي نفسك ,اعتمد على ذاتك وقدراتك .
النقطة السابعة والأخيرة الفعالية الشخصية ,الأشخاص الذين لديهم درجة منخفضة من الفعالية الشخصية يتدنى لديهم الإحساس بالسيادة والسيطرة من الداخل ويعتقدون أن الآخرين لديهم تأثير وسيطرة أكبرعلى النتائج والأحداث التي تقع لهم ,يشعرون أنهم تحت سيطرة قوى خارجية مثل الظروف ,الأحداث ,الأشخاص .......ذلك يستنزف الطاقة والتفاؤل ويؤدي للإستسلام للغير.

ليست هناك تعليقات: