الاثنين، 12 أكتوبر 2009

ضع صورة أخرى


.
إن جودة أي علاقة تهمك مرتبطة ارتباط وثيق بأفكارك والصور الموجودة داخل عقلك فمثلا عندما تتكرر لديك مشاكل مع شريك حياتك فإنك ربما ترى بعقلك أنك متزوج من زوج /زوجة شديدة في التعامل ,متسلطة ونتيجة لهذه الصورة فإنك ستتعامل معها باسلوب إما يناسب طريقتها أو أن تخضع لها بطريقة مذلة لتتفادى الصدامات ....لكن إن وضعت صورة أخرى مثلا كأن ترى نفسك شخص ناجح يسوي خلافاته بطريقة مبدعة ورائدة فإنك ستحول العلاقة إلى علاقة انسجام بذكاء ...كل ما ستراه في واقعك يعكس الصورة التي كونتها عن نجاحك في التعامل مع أي تحدي لك مع شريكك .
نحن نحاول بالإمكانات التي أودعها الله فينا أن نسوي علاقاتنا المهمة لا أن نغذيها بالتنافر وسوء السلوك والسطحية في التفكير والعناد ,الإستعلاء وفرض الرأي .
صورتك وأنت إنسان ناجح تختلف عن صورتك وأنت تعيش مع إنسان لا يطاق ,لأن نتائجها مختلفة كليا .
ارسم صورة لنفسك ,صورة الإنسان الناجح, المبدع ,الذكي ,المرن ,اللبق وستلاجظ بعدها أن حياتك قد تحسنت نوعيتها ,تكون كمن لبست ثوبا جديدا ,التغيير شيء جميل والأجمل أن نملك الجرأة في إحداث تغيير في حياتنا ,تغيير بوعي وإدراك .
لا تقل إن ظروفي سيئة فالظروف لا تصنع إنسان بائس فاشل ,إن الظروف السيئة تكشف عن نواحي قصورك دعوة لك لتصلح من نفسك ولتكتشف مدى قوتك في مواجهتها والتعامل معها .
أحيانا نحب اشخاص يمثلون جانب غير منظور من أنفسنا فإن كان هناك جزء من حياتهم متناقض مع حياتك فاعتبرهذا الجانب هدية تتعلم منه .
أثناء تواصلنا نتبادل الكلمات التي تقربنا من بعضنا البعض ,لذا علينا أن نختار الكلمات التي تستمر في طرح ثمارها حتى عند الإفتراق .
اذهب إلى أبعد الحدود في نيتك فبدلا من أن تفكر بأن لكلمتك الطيبة ثمرة اعتبرها شجرة تستمر في طرح ثمارها إلى ما شاء الله .
حتى نحقق لأنفسنا الرضا علينا أن نفكر بما لدينا لا بما ينقصنا.
أي فكرة قبلتها من الآخرين أو أقنعت نفسك بصحتها فإنها تؤثر في سلوكك ,عبارة (أنت لست جيد كفاية )(أنت لا تستطيع عمل ذلك).
فإن أردت أن تقدم على عمل مهم فإنك ستكافح لكنك لن تتمه بصورة ممتازة ,تحاول بإرادتك ومجهودك لكن من ناحية أخرى الإيحاء أو الإعتقاد الذي تحمله سيحول دون إتمامك لعملك كما تريد ,هذا العتقاد قد شارك الخيال بصنعه لمدة طويلة وقد أخذ الكثير من وقتك ,وكما يقال عندما يتواجه الخيال مع الإرادة فدائما ينتصر الخيال .
خلف كل سلوك اعتقاد لذا يجب أن يكون لدينا وعي بما نحمله من اعتقادات ,إننا نتعامل مع اعتقاداتنا التي قبلناها بغض النظر عن صحتها أو خطأها على أنها حقيقة ,وهذا مبدأمهم له قيمة في العملية التعليمية فالتلميذ يستطيع أن يساهم بدور كبير في تعليم نفسه مع جهد المدرس المخلص فهو يساهم بقوة اعتقاده بأنه يستطيع أن يتعلم بصورة ممتازة ,عندما يؤمن الطالب بقدرته على التعلم بصورة صحيحة فإنه سيتصرف كما لو كان اعتقاده هذا صحيح بالفعل ,سيتصرف كما لو أن من المستحيل أن يفشل ,الإعتقاد له قوة لا تعرف المستحيل ,قوة الإعتقاد تجعل التلميذ يفعل كل ما يستطيع ويبذل قصاري جهده ويجمع كل الحقائق التي تدعم اعتقاده ,كل جملة مشجعة ,كل خطوة له في طريق نجاحه ,كل جهد بذله ,كل معلومة اكتسبها بسهولة وسينتهز كل فرصة ليثبت فيها صحة اعتقاده ,سيكون مستعد تماما للتغيير للأفضل
وبمساندة المدرس والأسرة سيحقق أفضل النتائج .
ليس كل ما يقال عنك وما اقتنعت به يكون صحيح أو حقيقي .......كل كلمة مقيدة ليست حقيقة أبدا ,اطرح الصورة الغير حقيقية واستبدلها بصورتك الحقيقية المتكاملة التي خلقك الله عليها قوي ,شجاع ,مبدع ,ذكي ,مرن ,ناجح في كل مكان وتحت أي ظرف وأنت حقا كذلك .

ليست هناك تعليقات: