الأربعاء، 14 أكتوبر 2009

أنفع الأدوية


عندما يصاب الإنسان بالمرض فهذه مصيبة ,حظه منها إما خير أو شر ,كيف ؟إن رضي بها واحتسب الأجر فقد اختار الخير وأما إن جزع أو سخط فقد اختار لنفسه الشر .

إن من أنفع الأدوية لمقاومة أي مرض هو الرضا والقبول والتسليم وحب ما أراده الله ,ألا ترى أن للمحبة خاصية وسر هو موافقة المحبوب لكل ما يحب ويكره؟

إن أحببت الله فدليل محبتك أن تحب كل ما يحبه ,ثق أن ما يحبه هو خير لك ,وقد قال أبو الدرداء رضي الله عنه (إن الله إذا قضى قضاء أحب أن يرضى به).

المرض إبتلاء وقضاء ,من ابتلاك به هو أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ,يحبك ويرحمك أكثر من والديك وهما أصدق حب في حياتك ,الله سبحانه وتعالى عندما أرسل لك البلاء لم يرسله ليهلكك أو يعذبك به إنما أرسله ليمتحن صبرك وإيمانك ,ليرفع درجتك ,ليسمع صوتك بالدعاء بالمناجاة ,بالتضرع ,ليراك طريح عند بابه ,لو لم تكن عزيز ما ابتلاك .

إن معرفتك وإدراكك أن هذا الابتلاء من محب هو خير علاج وخير دواء ,أحيانا تكون المصائب علاج للإنسان من أمراض الكبر والعجب والفرعنة وقسوة القلب ,هذه الأمراض التي تكون سبب لهلاكه ,فالمصائب تحفظنا من هذه الأعراض وتحفظ لنا صحة عبوديتنا فسبحان الله الذي يرحمنا بالبلاء ويبتلينا بالنعم .

إن مرارة الدنيا هي حلاوة الآخرة لكن الدنيا والآخرة لا تتساويان في القيمة فمرارة الدنيا زائلة وحلاوة الآخرة باقية دائمة خالدة.

ليست هناك تعليقات: