الاثنين، 31 أغسطس 2009

طريقة تفاعل الآخرين معنا


عندما كونا صورة عن ذاتنا في سنواتنا الأولى اعتمدنا على اسلوب تفاعل الآخرين معنا كالوالدين المعلمين وزملاء الدراسة وغيرهم ,فإن تكرر رفض الآخرين لنا أو كانت معاملتهم مليئة بالتجاهل فسنعتبر هذه المعاملة تفسير لوضعنا ,شخصيتنا فهم يكرهوننا ,يتجاهلوننا لأننا أشخاص غير محبوبين ...ويكبر هذا الشعور معنا .
فهل علينا أن نستمر على هذا المنوال ؟هل علينا أن نحتمله أو حتى نتجاهله ؟ هل يستطيع الإنسان أن يحقق كل ما يطمح له حاملا داخله هذا الشعور السيء ,مطارد من أشباح (أحزان)الماضي ؟
علينا أولا أن نمحو كل آثار الماضي والتي تسببت في تدني تقدير الذات أيا كان المتسبب بهذا الدمار ,قد تكون طريقة معاملة أحدالوالدين (قسوة ) والتي يفسرها الطفل على أنها رفض أو( تجاهل ) قد يفسرها الطفل بأنه غير محبوب ,مرفوض أو أو قد يكون المتسبب زملاء المدرسة المتنمرين ,قد يكون سوء تصرف أو خطأ يؤثر على معاملة الإنسان لذاته ...فلا يسامح نفسه لأنه تصرف بضعف في مواقف لا تتطلب سوى الشجاعة ,قد لا يسامح نفسه لأنه أهمل وفشل ,قد يكون تصرف بحماقة وخذل والديه فيظل يحبس نفسه في دائرة الشعور بالذنب لا يخرج منها مع أن ما مضى قد مضى لكنه ظل ممسك به ولا يستطيع أن يطلقه .
الماضي بحاجة للفهم ,للوعي بكل جوانبه ,لفهم أننا تعاملنا معه حينذاك بكل ما نملك من معرفة متاحة لنا ,لو عرض لنا التعامل مع الماضي الآن لتصرفنا بطريقة مختلفة لأننا نمتلك الآن معلومات أكبر تتيح لنا معالجة أفضل ونجاح منقطع النظير ,الماضي معلم مخلص يعلمك الدرس بإتقان وبطريقة تجعل من المستحيل نسيان فوائده ,فلم لا نأخذ هذه الدروس على أنها فوائد وخبرات نتعلم منه الصواب في التعامل مع الآخرين وما عانينا منه نتجنب تعريض الآخرين له فنكون أكثر حكمة ,رحمة ,نتعامل بشجاعة مثلا مستفيدين من المواقف التي تعاملنا فيها بضعف ولم تجلب الحياة التي أردناها ,نتعامل مع الوقت بجدية أكثر ولا نضيعه بتوافه الأمور كما فعلنا سابقا ......تجارب الماضي دروس أكثر منها عوائق ,سامح نفسك على الطريقة التي تعاملت بها مع التحديات ,لم تكن تعرف طريقة أفضل منها ,لم تتعمد الخطأ ,فلا تبالغ في الندم ولا تيأس أبدا من رحمة الله وعفوه ,سامح من عاملك بقسوة لأنه تصرف بهذه الطريقة عن جهل أو ضعف أو ضيق أو حزن أو أي شعور آخر سلبي لم يقصد أن يؤذيك ...قد خانه التعبير .
لا شيء في الحياة يستطيع أن يؤثر عليك سلبا إلا إذا سمحت له بذلك وانشغلت به ,الأفضل أن تنشغل عنه بتنمية كل ما يزيد من ثقتك وحبك لذاتك ,إدراكك لحقيقة مهمة وهي أنك فريد ومميز وصاحب قدرات وموارد متجددة يجعلك تحمل كل الثقة التي تحتاجها لتحقق أقصى طموحاتك ,الأمر يتطلب فقط خطوة بها كل الجرأة وسترى العجب .
اجمع كل ما تملك موارد واطرح الماضي واستحضر شيء أساسي ومهم في رحلة النجاح ......استحضر أن الله معك .

ليست هناك تعليقات: