السبت، 29 أغسطس 2009

لم يحبوا ذاتهم


ليس بالضرورة أن يجتمع الغنى والنجاح مع حب الذات ,قد نجد أناس أغنياء ويتمتعون بالجمال.الشباب والنجاح ومع ذلك ينغمسون بأنواع كثيرة من الإدمان كإدمان الطعام ,المخدرات ,المسكرات أو أنواع أخرى من الإدمان ,قد ينتهون بالانتحار...ممثلين ,مطربين مشهورين نتفاجأ بخبر وفاتهم إثر عمل منتظم في تدمير الذات كإدمانهم على الحبوب المهدئة ,المخدرات ..لم اختاروا أن يغيبوا عقولهم ويبتعدوا عن الإستمتاع بالحياة ؟ ونتسائل ماذا يحدث ؟ماذا ينقصهم ؟لم يدمرون ذاتهم ؟ألا يكفي ما يملكون ليشعروا بالسعادة ؟تبدوا حياتهم لنا مثالية لكنها ليست كذلك .

لم لم يشعروا بالسعادة وهم يملكون بنظرنا كل مقوماتها ؟.....ربمالم يحبوا ذاتهم .........عندما لا يحب الإنسان ذاته لا يسمح حتى لإنجازاته أن ترفع من روحه المعنوية ,يقلل من قدر نجاحاته أيا كانت ,يعتقد أن نجاحه لم ينتج عن قدراته أوتميزه ,عن اجتهاده أو تعبه ........إنما جاء هكذا كضربة حظ ... ينسب النجاح لظرف ما لشخص ما لكنه لا ينسبه لنفسه .

ربما أراد أن ينسى نفسه داخل هذا السلوك المدمر ,ربما أراد أن ينسى كراهيته لذاته .

وعندما يحقق النجاح يندم لأن الفشل بعد النجاح يكون أكثر وضوح ,يقلق من أنه ربما لن يتمكن من تحقيق ذلك في المرة القادمة .

إذا لم يحب الإنسان ذاته فلن تكون هناك أهمية لأي نجاح يحققه لإنه يشعر في قرارة نفسه أنه لا يستحقه .

تدميرهم لذاتهم بهذا السلوك يدل على عدم حب الذات ,ومن لا يحب ذاته فالأولى أنه لا يحب الآخرين ,إن لم تتآلف مع نفسك فلن تتآلف مع الآخرين ,نحن بحاجة للتشجيع والمساندة ,المديح الذي يقدمه الآخرين لكن من لا يحب ذاته يحتاج له أكثر لأن المديح بالنسبة له يسمح بتوقف كراهية الذات وعلى الرغم من أنه لا يثق بهم إلا أنه يصدق آرائهم المادحة له والمشجعة لأنها الشيءالوحيد الذي يمنعه من كراهية ذاته .....مفتاح تقديره لذاته بيدهم ,وكأنه يرى نفسه بعيونهم ,إذا كان مصدر رفقنا مع ذاتنا وقبولنا لها أوحتى حبها بيد الآخرين ,فقد استندنا على شيء ضعيف وسريع النضوب ,شيء ضحل ,فقير المورد ,بالإضافة إلى أنه غير مضمون ........فكيف نحقق الرفق مع الذات ؟كيف نتآلف معها ونقبلها ونعتز بها ؟كيف نغذيها بما يحقق لها سعادة الدارين ؟

تغذية الروح شيء مهم ,حياة الروح الحياة الحقبقية لا تستقيم إلا بالقرب من الله ,إن أحببت الله فستحب نفسك لأنها من صنع الله ,ستحبها بكل ما فيها من صفات جيده وغير جيدة ,ستقبل نفسك بنواقصها لأنك تدرك أن الكمال لله وحده ستسامح نفسك ستعاملها برفق ,ستقوم سلوكك الخطأ مرة بعد مرة إلى أن تصل الدرجة التى ترتضيها من حسن الخلق رغبة في هدف سامي وهو رضا الله ورغبة فيما عنده فيغنيك ويكفيك ويحميك حبك لله له ثمرة مميزة وذات اسم مميز (حب الذات ) وحبك لذاتك سيملأ وجدانك ليفيض ويشمل جميع الخلق إنها مكونات أساسية وأساس كل نجاح , حقا إن منبع حب الذات ومصدره التعلق بالله والاخلاص له ................من لم يحب ذاته ما عرف الله حق المعرفة ,.....والأمر لك .

ليست هناك تعليقات: