الجمعة، 21 أغسطس 2009

أول من يسامح


من العلاقات المميزة والداعمة ,علاقاتنا مع الأصدقاء فنحن نكن لهم القدر الأكبر من الحب الخالص لله ,نفضل أن نقضي معهم أوقات أكبر مما هو متاح ومتيسر ....تشعر بذلك القدر الكبير من الحب الذي يحملونه في قلوبهم ليصل لك حتى دون أن يصرحوا به ,تكن معهم على طبيعتك فلا تحتاج للمجاملة ,مع ذلك فمن واجبك أن تلتزم بهم ,تحسن التصرف معهم ,تشجعهم ,نسعدهم قدر الإستطاعة ,الأهم من كل ذلك أن تكون أول من يسامح .
علينا أن نلتفت إلى جزيئة بسيطة لكنها بالغة الأثر ......هم ليسوا نسخة طبق الأصل منا ,هم يتصرفون بطريقة مختلفة عنا ,لا تتوقع أن يقدموا للصداقة ما تقدمه أنت بنفس القدر ,قد يبدر منهم بعض التقصير .....فهل ستحتفظ بصداقتك لهم ؟...هل ستظل الطرف المتسامح المتفهم والمساند والمتواجد لأجلهم ؟....إنه الجانب الأكثر أهمية في العلاقة .
أن تكون متواجد حتى عندما يغيب الصديق .....عندما يقصر معك رغما عنه ...قد ينشغل بأمور الدنيا فلا يتصل أو يتواصل معك لكنك تحمل في قلبك تلك الخلفية الأخلاقية التي تحتوي كل هذه الهفوات الغير مقصودة ...لأنها فعلا غير مقصودة .
وعند التواصل تكمل معه حوارك القديم وكأنه ما غاب ,وكأنه قد رحل من لحظات قليلة ....هذه هي الصداقة ....إن الصديق الحق هو أول من يسامح ربما لأن أساس صداقته كانت لله ...أي شيء أساسه لله فهو بإذن الله مكتمل ومثمر .
قدأغفلنا أصحاب لنا هم الأقرب إلى قلوبنا ..نسينا وأضعنا طرق التواصل معهم فمرت الأيام والشهور وأحيانا ..وأنا أخجل من ذلك لدي بعض الصداقات تمر السنون في تقصيري معهم ,وعندما يأخذني الحنين لهم أتواصل معهم ,يفرح كل منا بالآخر ,لا عتاب لاألم ,أوكلمة منغصة .
الشيء الأكيد أنني لا أنساهم بتخصيص جزء من دعائي لهم ...ربما هذا الدعاء يبقي ذلك الحب حيا وتلك العلاقة لا تضعف أو تتأثر رغم الوقت الذي يمر عليها .
من يحبك يستحق أن يحصل على جزء من وقتك وانتباهك ,دعواتك ...وجزء ثمين من نفسك ..عن طيب نفس منك لا على سبيل الواجب الصعب والمفروض عليك ,فإن احسست أنه صعب عليك فلا تفعله ...فأنت لم تحبه لله ,ماكان لله هو سهل ميسر تعمله النفس بكل سهولة ,بتوفبق من الله .

ليست هناك تعليقات: