السبت، 18 ديسمبر 2010

العقد الثمين





إن أفضل أنواع الدعم الذي ممكن أن تحصل عليه ويقودك نحو أهدافك هو الدعم الداخلي ,تلك الصورة التي تمثل حالة مستقبلية ...فتملك من القوة ما يجعلها تفرض سطوتها على حاضرك بتفاصيل مشجعة بوضوح مما يجعلك تركز على لحظة تحقيقك لهدفك فتتجمع جهودك لتصب عنده وتدفعك رغبة قوية في الإنجاز وتلفت انتباهك إلى الوسائل التي تجعلك تركز على الإنجاز دون غيره لتصل بك إلى الحياة التي تطمح لها وتحول تجاربك الحياتية إلى تجارب فعالة ومثيرة للإهتمام و وستلاحظ كيف أنها تدير الحوار الداخلي وتطرح أسئلة تدفعك للتفكير وتحفزك للتصرف والتعامل مع تحدياتك بطريقة مختلفة تفحص فيها ردود أفعالك السابقة وتدرك وتتعرف على طرق جديدة الأسئلة المناسبة تجعلك تتعرف على ما تريده ... بالضبط وكيف تهيئ نفسك شعوريا ولا شعوريا لتصل إليه ’وكيف تحافظ على مسارك حتى في الأوقات التي تبدو فيها أهدافك بعيدة المنال فتحافظ فيها على درجة تصميمك ....في وقتها يكون هذا هو كل ما تحتاجه فلا تلهيك مواقفك الضاغطة معها وحولها بعيداًعن أهداف حياتك بل ربما تحفزك لتتحدى حتى نفسك .










هناك حقيقة اكتُشفت حديثاًوهي أننا نساهم في تشكيل واقعنا من خلال طريقة تفكيرنا ,...قد تتشابه أحداث حياتنا في مكان ما ومرحلة من مراحل عمرنا لكن تختلف فيها رد ود أفعالنا ...تجربة واحدة وردود أفعال متباينة سبحان الله ,حتى أننا عندما نتذكرها فإننا نتذكرها بصور مختلفة وكأنها تجارب مختلفة فينظر كل منا لتجربته من خلال مايحمله في نفوسه وما تأثر به ودرجة عمق تفكيره وكأن كل منا يملك حقيقة خاصة هومتيقن من صحتها .







لكل منا نظام يعيد به داخلياً صياغة المعلومة التي يتلقاها من الخارج واختلافنا في انتقاء حاسة دون غيرها في ادخال المعلومة وتفسيرها واختلاف اتجاهاتنا يكون وراء أسباب الخلافات بيننا أو سوء الفهم ,الأمر يشبه أن نتكلم لاسلكياً على موجتين مختلفتين ويبدو الوضع عند حدوث الخلافات وكأن وجود أرضية مشتركة بيننا من سابع المستحيلات ...كل منا يظن أنه على حق وأن الخطأ يغطي الطرف الآخر من رأسه إلى قدميه .






تختلف انطباعاتنا عن الأشياء تبعاً لطريقة ملاحظتنا ...هل نلاحظ أوجه التشابه أم الإختلاف ؟هل نعتمد على مانرى أم ما نسمع ؟ هل ندرك ملكاتنا التي نتمتع بها ونستغلها استغلال كامل ؟ أم أننا لا نلتفت لها لأنها مقدرة طبيعية ولا نعتبرها حتى ميزة ,هل نوظف مهاراتنا بطريقة إيجابية أم أننا نجمع بها حولنا الأشياء السلبية , عندما نتعرف على أنفسنا أكثر ونتعرف على نواحي الإختلاف بيننا وبين الآخرين ونفهمها فهم تام فإننا نفهم الحدث الذي كان موضع خلاف فهم عميق وثري ونرى الأشياء بصورة مختلفة عما سبق ونتواصل بطريقة جديدة ونستمع للآخرين بشكل صحيح ونتذوق تجاربنا تذوق الطاهي المتمكن , والأهم من ذلك فإننا نستطيع أن نضع أهدافنا بطريقة تجعلنا نراها واضحة أشد الوضوح ....وسهلة المنال مستغلين في كتابتنا لها كافة حواسنا فنرى أنفسنا وقد حققنا النجاح التي نطمح له ونسمع كلمات الثناء ونشعر بالفرحة العارمة ونثري واقعنا .









عندما يختلف طرفان فليس هناك طرف طيب وآخر شرير ,لا يجب أن نطلق الأحكام ...هناك فقط خطأ يتكرر فقط وعلينا أن نتمتع بحب الإستطلاع والشغف لنتعرف على مكان الخلاف ونسأل أنفسنا أسئلة تكشف جوانب أخرى وتجمع معلومات تسحب من تلك الخلافات قوتها السلبية وتنير عقولنا بنور المعرفة .....واعتبار أن الفشل أو الإخفاق هو أحد أشكال التغذية الإسترجاعية لذا هو مهم وليس محبط ’هو مصدر للمعلومات نصل به إلى النجاح فإن عرفنا سبب فشلنا فإننا سنعرف ما الذي نحن بحاجة لتغييره سواء كان فكرة أو سلوك ,عندما نتعرف على الطريقة التي يفسر بها الآخرون المواقف فإننا نستطيع أن نسايرها فنفهمهم ونغير ونعدل من طريقة تواصلنا معهم .





علينا أن نتعامل بجدية أكثر مع أنفسنا وأهدافنا وتجاربنا ونمنح أنفسنا وقت مُنتقى نسأل فيه : (ما الذي أرغب في تحقيقه ؟ )ثم نقوم بصياغة أهدافنا بطريقة متقنة وكأننا نصوغ عقد ثمين .....لأنها أفضل منه ثم نتفقد ذلك العقد كل يوم حتى نتذكره بكل تفاصيله ويكون لدينا حس قوي بالمسئولية تجاهه فلا نضيعه ,وعندما نصطدم بعائق ما , يحول بيننا وبين حفظه علينا أن نطرح أسئلة حوله لنجمع كم كبير من المعلومات التي تبسط وتفسر وتوضح لنا كل ما يلزم لاجتيازه .




كن على دراية بأنك تبقى في حالة تعلم مدى الحياة فكن راغب في التلقي والإستزادة من العلم الذي تحصل عليه .



هناك 6 تعليقات:

well يقول...

الحوار الداخلى ...
لفهم اى شئ يجب ان نسأل والفكرة تاتى من سؤال والاسئلة هى مفتاح التفكير
..
طرق جديدة الأسئلة المناسبة...
السؤال المناسب يعطى الاجابة الصحيحة يعطى الفهم الكامل
..
كل منا يملك حقيقة خاصة هومتيقن من صحتها ....
كل منا يملك شئ يجعله واثق من نفسه
..
صياغة المعلومة...
..
تختلف انطباعاتنا عن الأشياء تبعاً لطريقة ملاحظتنا
من لا ينظر فى كل مكان لا يلاحظ شئ
الملاحظة تأتى من سؤال داخلنا ما هو الشئ المختلف ..المميز..ما هو الشئ المشترك ..ما الفرق
..
فهم الحدث
..

هنيئاً لكى العقد ابدعتى
تحياتى

الحياة الطيبة يقول...

شكراً Well
على كلمات الثناء الجميلة.
ودمت بخير.

Unknown يقول...

صراحة اختي موضع غني و كثيف المعاني
تطرقت الى نقطة غاية في الاهمية حتى ان لم تقفي عندها كثيرا
و هي ان لا مستحيل في الحياة و ان كل شيء حتى و ان كان بعيدا من الممكن تحقيقة شرط الايمان به و معرفة متطلباته منا حتى نصل اليه
و انا اؤيد بشده هذه النقطة فانا لا اضع سقفا لحلم لي او حتى لا اميز حلما عن اخر .. فانا احيا هذه الحياة متمنيا مغادرتها حتى و انا في اسعد حلاتي كي اذهب الى دار الخلود و في نفس الوقت احياها متمنيا ان اصل الى اعلى نقطة فيها لم يطئها انسان قبلي .. لذلك لا اعتقد ابدا ان هناك شيئا يصح ان يقال عنه مستحيل طالما ان هذا الشيء في الحياة و انني مازلت معه في نفس الحياة


ثانيا طاف موضوعك حول اختلاف الاراء و اختلاف طريقة التفكير و اصبت جدا في نقطة انه ليس بالضرورة في الاختلاف ان يكون هناك مخطئ و مصيب .. فقد يكون الاثنان مخطئان و قد يكونا مصيبان لكن اختلاف زاوية رؤية الموضوع هي الفارق
لهذا احب ان انصح اي شخص يقع في هذه السقطة ان يضع نفسة مكان الاخر و يحاول رؤية الموضوع من زاويتة .. و في هذا الامر استفادة و ليس نقصان قدر .. فعندما تضع نفسك مكان الاخر تستزيد من خبراتك الحياتيه

ثالثا و اخيرا و اعتذر دائما عن الاطالة :)
قد تحدثت عن الفشل و لي تعليق بسيط في هذه النقطة .. قد صرت حديثا ارى ان نقطة الفشل هي نفسها نقطة الانطلاق الى ما هو احسن .. و ان تعامل الانسان مع نقطة الفشل من هذا المنطلق فاعتقد انه سيصل لابعد مما كلن سيصل اليه قبل ان يفشل

و قد تحدثت كثيرا و اطلت و امل الا تكوني قد مللتي مني :)

جزاك الله خيرا اختي
تقبلي مروري و دمت بخير :)

Unknown يقول...

صراحة اختي موضع غني و كثيف المعاني
تطرقت الى نقطة غاية في الاهمية حتى ان لم تقفي عندها كثيرا
و هي ان لا مستحيل في الحياة و ان كل شيء حتى و ان كان بعيدا من الممكن تحقيقة شرط الايمان به و معرفة متطلباته منا حتى نصل اليه
و انا اؤيد بشده هذه النقطة فانا لا اضع سقفا لحلم لي او حتى لا اميز حلما عن اخر .. فانا احيا هذه الحياة متمنيا مغادرتها حتى و انا في اسعد حلاتي كي اذهب الى دار الخلود و في نفس الوقت احياها متمنيا ان اصل الى اعلى نقطة فيها لم يطئها انسان قبلي .. لذلك لا اعتقد ابدا ان هناك شيئا يصح ان يقال عنه مستحيل طالما ان هذا الشيء في الحياة و انني مازلت معه في نفس الحياة


ثانيا طاف موضوعك حول اختلاف الاراء و اختلاف طريقة التفكير و اصبت جدا في نقطة انه ليس بالضرورة في الاختلاف ان يكون هناك مخطئ و مصيب .. فقد يكون الاثنان مخطئان و قد يكونا مصيبان لكن اختلاف زاوية رؤية الموضوع هي الفارق
لهذا احب ان انصح اي شخص يقع في هذه السقطة ان يضع نفسة مكان الاخر و يحاول رؤية الموضوع من زاويتة .. و في هذا الامر استفادة و ليس نقصان قدر .. فعندما تضع نفسك مكان الاخر تستزيد من خبراتك الحياتيه

Unknown يقول...

ثالثا و اخيرا و اعتذر دائما عن الاطالة :)
قد تحدثت عن الفشل و لي تعليق بسيط في هذه النقطة .. قد صرت حديثا ارى ان نقطة الفشل هي نفسها نقطة الانطلاق الى ما هو احسن .. و ان تعامل الانسان مع نقطة الفشل من هذا المنطلق فاعتقد انه سيصل لابعد مما كلن سيصل اليه قبل ان يفشل

و قد تحدثت كثيرا و اطلت و امل الا تكوني قد مللتي مني :)

جزاك الله خيرا اختي
تقبلي مروري و دمت بخير :)

الحياة الطيبة يقول...

أسعدتني ردودك أحمد Zema وأطل ماشئت فإضافاتك تثري البوست .
ومثال على لامستحيل في الحياة قصة هيلين كيلر وكنت أقرأها في إحدى المدونات بالأمس ...كيف أن إصرار معلمة مخلصة ومصممة على تحقيق شيئ شبه مستحيل وتمسكها بهدفها لدرجة أنها عازمة على تحقيقة حول طفلة صماء بكماء إلى معجزة تمشي على الأرض ....وكل منا معجزة إن استغل كل ما يملك .
أحياناً أحمد يدرك المخطئ أنه على خطأ وتمنعه نفسه من أن يعترف بخطأه كما قلت خوفاًمن أن يقل قدره وأحياناً يكون العناد سبب وأحياناً أخرى يكون سوء فهم أو التركيز على نقطة وسد الأذن عن نقاط أخرى لماذا ؟ لأن تلك النقطة آلمت وجرحت فوقف عندها ....كل خلافاتنا ممكن أن تحل في حينها إن أردنا ما عند الله ولم نتمركز حول ذاتنا .
طبعاً أحمد الفشل هو نقطة نمو وعلم بشيئ جديد وممكن أن يكون محفز لعمل شيئ بطريقة جديدة .
نورت المدونة وأشرقت شمسها بوقت مبكر اليوم ....تحياتي .