الجمعة، 16 يوليو 2010

في وقت مبكر


إن جودة التواصل تجنبنا العلاقات الفاشلة وتجعلنا ندرك ماهية الإنسان الذي نتعامل معه من أول لقاء أو على الأقل في وقت مبكر وتمنحنا فرصة ليكون اختيارنا صحيح فيمن نضع ثقتنا بهم ,بمن يتحلون على الأقل بالصدق .....نحن ندرك أن لأنفسنا حق علينا ومن حقها أن نختار لها من يناسبها ,أن ننتقي صفوة الناس لرفقتها ,ليس المهم عدد الأصحاب ,المهم نوعيتهم ...رب صاحب بألف صاحب ,عندما نحب أنفسنا نختار الجيد ونتواصل معه بكل رقي لأننا ولأنه نستحق هذا النوع من التواصل الذي يزداد به الحب كل يوم ولا تكون فائدته بالدنيا فقط بل تمتد للآخرة عندما نلتقي بمن اخترناهم على منابر من نور .

عندما يكون الإهتمام بيننا حقيقي بالشكل الذي يقدم الرضا لكلا الطرفين فإن الآخرين يقبلون أننا لا نقل أهمية عنهم وتكون كل خبرة بيننا تعزز تلك العلاقة, ليست الاشياء التي تحدث بين الناس تؤثر في جودة العلاقة ولكن نظرتنا ورؤيتنا لمن اخترناهم تجعلنا نرى كل ما قد يحدث من سوء فهم أو أخطاء من صغائر الأمور ,عندما تهتم بالآخرين فإنك ستعدل الكثير من سلوكياتك وسيتميز أداؤك وستحب أن تعيش بينهم وتعمل من أجلهم وتتعامل معهم وتُظهر مع تلك المعاملة أفضل صفاتك .....إن سبب ضعف التواصل مع الآخرين هو عدم الميل لهم أو عدم الرغبة فيهم كأصدقاء وحتى نتعلم كيف نحب الآخرين علينا أن نغير من موقفنا الشخصي منهم وكخطوة أولى علينا أن نقدم شيئ لهم ....عندما نقدمه فسيكون له تأثير عليهم لكن تأثيره علينا سيكون أكبر وسنشعر نحوهم بشعور مختلف عما سبقه ,أما الحديث الزائف وكثرة الكلام فإنه سيزيد من تعثر وتعذر التواصل ,عندما تقول لشخص ما أنه مهم بنظرك شيئ وأن تثبت ما تقوله عمليا شيئ آخر نحن نصدق الأقوال عندما تساندها الأفعال ,عندما نفعل عكس ما نقول فإن ما نفعله حتما سيلفت نظر الآخرين وسيؤثر فينا سلبا سواء اعترفنا بذلك أم أنكرناه ....مع ذلك قد تحدث أوقات فتور في العلاقات من آن لآخر نفهم بها نقاط قوتنا وضعفنا , لكل منا مستواه في التواصل وبإمكاننا أن نعدل من مستوانا إن رغبنا بذلك بإمكاننا مثلا أن نغرس صورة إيجابية للآخرين في أذهاننا تعدل وتحسن درجة تواصلنا معهم .
إن فشلت يوما في ترميم علاقة تهمك أو تعطل تواصلك فتذكر أن الوقت ما زال في صالحك وأنك لن تعدم السبل التي توصلك لهدفك .

ليست هناك تعليقات: