الخميس، 19 نوفمبر 2009

إذاعة محلية


العلاقات الإنسانية تتكامل بالتواصل بها ندرك احتياجات الطرف الآخر والطريقة التي يشعر بها ,وكل ما علينا ليكون تواصلنا فعال أن نصغي باهتمام فالأغلبية تحب التحدث عن نفسها ,لكن المشكله أننا نغلق جهاز استقبالنا وبنفس الوقت نفتح إذاعتنا المحلية .
أحيانا لا ندع الطرف الآخر يكمل سرد فكرته أيا كانت بل إننا نقاطعه وكأنه ذكرنا بفكرة أو حدث ولا بد أن نسرده الآن قبل أن يتم الشخص الآخر ما بدأه ,هو سلوك مزعج .....نقول حينها جملة اعتراضية وهي (لا أريد أن أقطع كلامك ).....قد قطعت كلامه وهذا تصرف غير جيد ,الأفضل أن ندعه يسترسل وعندما ينتهي نصمت برهة ثم نعقب على الفكرة التي طرحها .
علينا أن نشجع الطرف الآخر على الحديث ومواصلة الكلام لنوصل له فكرة أنه مهم ,كثير من المفكرين لديهم شيء مشترك وهو فن الإنصات ,إنهم ينجحون في إبقاء أفواههم مغلقة ........الإنصات يجعل منك شخص واع متفهم فلن تفهم أي إنسان آخر ما لم تكن راغب في الإنصات بتركيز وتعاطف وصبر كاف ,من أجمل المجاملات التي يمكن لك أن تقدمها للآخرين هي أن تنصت لهم كل منا يحب أن يشعر أن ما يقوله جدير بالاستماع وأنه جيد .
أن من أكثر الأشياء التي قد تقلل من ذات الطرف الآخر هي المقاطعة والإستئثار بالحديث ....حديثه مهم تماما كحديثك ,كيف لنا أن نتعلم ونستفيد ونستزيد من ممن حولنا إن ركزنا فقط على ذاتنا ولم نهتم إلا بأنفسنا وتمركزنا حولها ؟.....إن أخطأت يوما فليس بسبب شيء لم تقوله لكن ربما لأنك لم تنصت بطريقة جيدة .
إن انشغالك عن حديث الطرف الآخر بتحضير شيء لتقوله عندما ينتهي من حديثه وخوفك من أن ما قد تقوله ربما لا يحظى باهتمامه أو كأن يكون شيء تافه , فإن ما فكرت به سوف يحدث وسيجلب حديثك الملل , وربما يدرك هو وبطريقة ما أنك لم تركز معه ولم تهتم لما قاله وتكون كمن أغلقت عقلك في وجه أفكاره ....هل هذه الفكرة حقا ما تريد أن توصلها له ؟ لم ترد ذلك ...لكنك قد أوصلتها له .
بالمقابل إن كنت تريد لأفكارك أن تسمع فعليك أن تتعلم أولا أن تنصت للطرف الآخر باهتمام .
كل ما تقدمه للآخرين يعود لك مثله وربما أضعافه ,فإن قدمت الاهتمام والرغبة الصادقة بالإستماع الجيد فستحظى بالكثير منه .

ليست هناك تعليقات: