السبت، 21 نوفمبر 2009

سحب مهول من رصيدنا


قد تكون فشلت في شيء ما,قد تكون تعثرت أثناء سيرك بصخرة أو حاجز , ربما لم تنتبه أثناء عبورك مرحلة ما ,لكن كل هذا لا يعد كارثة أو شيء لا يحتمل إلا إن رغبت أن تعتبره كذلك ,وبما أننا نواصل السير وأحيانا نتابع خطانا بسرعة أكبر فهناك احتمال كبير أن نتعثر, ويبقى التعثر أفضل من الوقوف في مكان واحد والتجمد في قالب من الرتابة .......فلم يسبق أن تعثر أحد وهو جالس في مكانه .
أكبر ما يجلب الإعاقة لقدراتنا هو الشك في ذاتنا ,عندما نشك فيما إن كنا نستطيع أن نفعل شيء ما فإننا بالتأكيد لن نفعله .....واعتقد أن السبب يكمن في أفكارنا التي تسببت في سحب مهول من رصيد ثقتنا في أنفسنا وجزء أكبر من قوتنا .
قد نسقط ...حسنا ماذا في السقوط وما الذي يعيبه ...ممكن أن يكون هذا السقوط أفضل شيء حدث لنا ...أجل أفضل شيء, فقد يفتح أعيننا على أشياء قد طال سباتنا دون أن نعرفها أو نتعرف عليها ,قد يكشف حقائق نحن بحاجة لمعرفتها ,قد يلفت نظرنا إلى أشياء كنا نسلم بوجودها بينما هي هراء ,قد يظهر حقيقة أناس كنا نعدهم رموز ,قد يلفت نظرنا إلى أشخاص قيمتهم أغلى من أي جوهر نفيس .......كل السقطات تقدم لنا ما نحن بحاجة له .....الغريب أنها تأتي بوقتها وفي أوانها ,فسبحان الله الذي يعلم بما ينفعنا .
لا عجز في هذه الدنيا لا قيود ,ولا حتى حدود إلا ما نصنعه نحن بتفكيرنا .
إن كانت أهدافك متواضعة كمعظم الناس فستعيش حياة متواضعة ,أما إن كانت لك أهداف تناطح السحاب فلن تضيع لحظة من حياتك في التفاهات التي ينشغل فيها الآخرون ......ستكون متميز كما أراد الله سبحانه وتعالى لك .
معظم الأشياء المهمة في حياتنا قد اكتسبت أهميتها من تفكيرنا وتركيزنا عليها ,قد صنعنا عالم متكامل متميز عن غيرنا بأفكارنا والتي ساهم في تكوينها تجاربنا وأشخاص عاصرناهم في حياتنا ,ومهما اتفقنا يظل هناك نوع من الإختلاف وإن كان بسيط فيما نراه ,إنه أمر يشبه اختلاف بصماتنا فسبحان الخالق المبدع .
فما الذي يحدد قيمتنا ؟ وبنفس الوقت يمدنا بالقوة التي نحتاجها ؟ماالطاقة المتجددة التي لا تنضب ؟ماالذي يسندنا عندما تقسو علينا الظروف ويلفنا الظلام ...إنه الإيمان وعندما يتمكن ويقر في قلوبنا يجعلنا نكتسب طبيعة مختلفة فنرضى ونسكن عند الشدائد ,ونزداد قوة وإرادة عند الفشل ,نواصل الخطى عندما يعجز الآخرون عن الوقوف ,إنه يمدنا بكل ما قد نحتاج له ..ربما لأنه قوة داخلية تحمل معها صدق التوكل على الله لكن الشيء المؤكد أن أي عقبة مهما كبرت إن واجهناها بالإيمان فلن تصمد أمامه ولن تحتفظ بقوتها أبدا.

ليست هناك تعليقات: