الثلاثاء، 17 نوفمبر 2009

كل منا له نظامه


إن مسايرة الناس لا تضمن لنا تحقيق النجاح أو السعادة ,فمن يخشى الإصطدام بخياله ويساير الناس ليتجنب المشاكل قد تعلم طريقة سهلة في التعامل معهم لكنها طريقة فيها هدر للكرامة ....حيث يسمح لهم بأن يمشوا فوقه ,وبالمقابل هناك صنف آخر يتسم بالطغيان والدكتاتورية أتقن طريقة أخرى في التعامل مع الناس ,هو يراها مسايرة وتتلخص في ضرب معارضيه ...كل معارضيه وتحويلهم إلى ممسحة أحذية يدوس عليهم ويسير فوقهم ....إن سمحوا له بذلك .
كل منا له نظامه ,ذلك النظام الذي نجح معه في التعامل مع الغير ,فإن سألت أو تسائلت عن الطريقة الصحيحة فهي الطريقة التي نساير بها الناس وتجلب لنا الرضا الشخصي وبنفس الوقت لا تصطدم بذاتهم أو تمسهم ,نحقق بها النجاح الحقيقي والسعادة الحقيقية .
إن من أكثر الناس نجاحا ليس أكثرهم ذكاء أومهارة أو غنى أو تفكير أو حتى جمال .......إنهم من ملكوا طريقة تمكنهم من التعامل والتواصل مع الغير بنجاح .
وبغض النظر عن طرقنا كلها إلا أن من الضروري أن نفهم أن من أكبر الخسائر التي تؤثر على صحتنا العاطفية هي فقداننا للمودة التي تربطنا بالآخرين ...إنها شيء لا نستطيع حقا أن نتجاهله .
كل منا بحاجة إلى إتقان طريقة التعامل والتواصل مع الناس ,هي مهارة ونحن بحاجة لأن نكتسبها بها نستطيع أن نفهم الكثير عن الطبيعة الإنسانية ونتعرف على الأسباب التي تقف خلف تصرف الناس على النحو الذي ينتهجونه .
من يكون على علاقة طيبة مع نفسه فإنه يكون على علاقة طيبة مع الآخرين ,عندما يحب الإنسان نفسه فإنه يصبح قادر على يحب الآخرين فيتسامح معهم أكثر ويقل انتقاده لهم .
الذات بحاجة للإحترام والقبول وعندما يتحقق لها ذلك فإن الإنسان يتحول إلى شخص كريم ,مرح,منصت,حلو الطبع
قد أشبعت احتياجاته وأصبح قادر على التفكير بالآخرين والإهتمام بهم ,يقبل نفسه عندما يخطئ ويعترف بخطأه ...لا يكابر ,يقبل النقد بصدر رحب ...يجد في النقد فرصة لإصلاح خلل وفرصة للتكامل .
نحن لا نكون قليلي القيمة إلا إذا قللنا من قيمة أنفسنا وسمحنا لذلك الشعور أن يغزونا ...........عندما لا تعتز بذاتك أو تقدرها فستلاحظ أن المتاعب تتحاذف عليك وأي شيء مهما كان سخيف يكون مصدر تهديد حقيقي لك .
إن كنت تقدر ذاتك بالقدر الكافي فلن تعتبر تجاهل زوجتك لك عندما تحادثها تلك الإهانة التي لا تحتملها ,فتصرفها لا يسيء لك أو يتعلق بك ,إنه شيء يخصها ويسيء لها .
من لا يقدر ذاته قد يعتبر حتى النظرة الناقدة أو الكلمة الجافة ....كارثة ,فهل هي كذلك ؟ لا أبدا .
من يعاني من تدني الذات قد يتصف بالشراسة ,المشاكسة ,النكد ,ومحاولة تفسير سلوكيات الناس تفسير سلبي فقط ليؤذي نفسه ويحبطها أكثر ولن يرضيه شيء أو أحد لذا تجدة من أكثر الناس انتقادا ....وكل مشكلته ليست سوى عدم قبوله ذاته وعدم تقبلها فمن الطبيعي وهذه حاله ألا يقبل الآخرين .
ابحث عن النواحي الطيبة فيمن تتعامل معهم واثني عليها ,قدم كلمة مشجعة للغير كل يوم وستجد أن الأسد تحول إلى حمل وديع ,ساعد الآخرين لكي يحبوا أنفسهم بلفت نظرهم إلى أجمل صفاتهم وجوانبهم .

ليست هناك تعليقات: