الجمعة، 11 نوفمبر 2011

في قلب كل موقف




أيا كان مدى سوء الموقف الذي نجد أنفسنا نخوض غماره علينا أن نفكر ونتصرف نحوه بطريقة روحية ونحوله إلى موقف مفيد وفي صالحنا ، حتماً هناك ومن داخل ذلك الموقف فوائد جمة لن تستخلص نفسها بنفسها .... ستنتظر أن نكتشفها بطاقتنا الإيجابية ، بحسن نيتنا ، بثقتنا من أنها موجودة وتنتظر ذلك الوعي لدينا وإلا فلن ينالنا من مواقفنا التي لا تعجبنا سوي الهم والتعب .
عندما يخلو الشارع من المارة ، عندما يخيل إليك أنك في الدنيا وحيد ، عندما يتوالى الفشل تلو الفشل وتنغلق دونك كل الأبواب ، تذكر أن حسن النية وأفكارك الإيجابية عن الفوائد الموجودة في قلب كل موقف مهما كان ستهون عليك وقعه وتمدك بالقوة لمواجهته .
عليك أن تبعد عنك شبح اليأس وتنزع من قلبك سوء الظن وتتجه نحو الله بكل حواسك وتكثر من الإستغفار وتذكر نفسك بالباقيات الصالحات وتصفي نفسك من أثقال الدنيا وهمومها وأهواءها وكل نوازع نفسك وهمومها ، كلها .....عندها سترى كم هوسهل وليس كما ظننت ... ألا يقول الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم (اللهم لاسهلاً إلا ماجعلته سهلاً وإنك تجعل الهم والحزن إذا ماشئت سهلاً ؟
كل موقف ظننت أنك لا تستطيع اجتيازه واجتزته فذلك من مساعدة الله لك فقد سهله عليك وظنك ذاك لم يفعل شيء لصالحك سوى آن سحب جزء كبير من طاقتك وأضعفك فقد كان ( سوء الظن ).
عندما يقول الإنسان لنفسه أنني سيء الحظ ، أينما أتجه هناك فشل ينتظرني ، مامن فائدة فصاحب الحظ السيء لن يتوفق أبداً ، مصيري معروف ، فإن تفكيره هذا فيه كثير من الطاقة السلبية وكثير من الشر وعدم الرضا ولن يجد في حياته إلا المزيد من المواقف التي تثبت أن مايفكر فيه صحيح وواقع ، أي إنسان يفكر أن حظه عاثر فهو الذي يمد رجله ليُسقط نفسه بنفسه .... الكل يتعثر هذا الكلام صحيح لكن من يحمل ذلك الإعتقاد عن الحظ العاثر فإنه لن يطيل المشي ليسقط من جديد لأنه سيجلب الصعوبات لنفسه بتفكيره فهو لا يفكر إلا بها وكأنه يريدها أن تعطي حياته ذلك الطابع الخاص .
عندما نرى إنسان ناجح ومشهور نقول إنه محظوظ لأنه حقق ذلك النجاح والتميز وننسى أنه وصل لذلك المكان والمكانة العالية بجهد وتعب وتضحيات كبيرة ، ربما مفارقة الأهل ، السهر في الدراسة أو العمل ، الحرمان من التمتع باللهو مع الأصحاب
وعدد كبير من مرات الفشل في الطريق للنجاح ، الأمر ليس حظ إنه عمل وجهد وتفكير إيجابي وتفاؤل ونية حسنة وقبل كل ذلك توفيق من الله ......الله أعلم بنا تذكر قول الله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) حسبك في عملك أن تتوكل على الله هذا التوكل يصل بك لأبعد مما تريد لكن تذكر أن من شروط التوكل أن تفعل كل ما تستطيعه ، تبذل جهدك بحب بإيجابية وبنية حسنة وحسن ظن بالله .


هناك 6 تعليقات:

Unknown يقول...

اختي الطيبة
راااااااااااااااااائع بل اكثر من رائع هذا المقال الداعي الى الايجابية و التفائل
لا اجد من الكلمات ما اناقشه في هذا المقال لانك قد جمعت كل ما يمكن قوله و اوضحتية بشكل رااائع جدا جدا

جزاك الله خيرا اختي الطيبة و دمت بصحة و خير و سلام :):)

الحياة الطيبة يقول...

شكراَ أحمد Zema
على الكلمات الجميلة التي زينت المدونة وقد سعدت بمرورك وثناؤك, دمت بخير
تجياني .

BookMark يقول...

جميل جدا يا الحياة الطيبة
كلامك في الصميم .. ودعوة جميلة لحسن الظن بالله وللتفكير الإيجابي

الحياة الطيبة يقول...

أشكرك BookMark
على المرور وكلمات الثناء
ونورت المدونة غاليتي
دمت بخير ،تحياتي .

ibnalsor يقول...

تقول الحياة الطيبة في موضوعها المنشور اعلاه هذه الفقرة ( عندما يقول الإنسان لنفسه أنني سيء الحظ ، أينما أتجه هناك فشل ينتظرني ، مامن فائدة فصاحب الحظ السيء لن يتوفق أبداً ، مصيري معروف ، فإن تفكيره هذا فيه كثير من الطاقة السلبية وكثير من الشر وعدم الرضا ولن يجد في حياته إلا المزيد من المواقف التي تثبت أن مايفكر فيه صحيح وواقع ، أي إنسان يفكر أن حظه عاثر فهو الذي يمد رجله ليُسقط نفسه بنفسه )
وهذا الكلام صحيح .. فالله سبحانه يقول في كتابه العزيز (( وما يلقاها الا ذو حظ عظيم )) فالقران الكريم ذكر هنا الحظ .. لكن الحظ من صنع الانسان وليس قدر مكتوب عليه .. فالله سبحانه لا يرتضي الظلم للعباد وهو ليس بظالم لهم .. فمن جد وجد ومن زرع حصد .. فان كان الانسان في شاغل ولم يهتم في تحسين وضعه في حظه في متاع الدنيا قليل .. وهذا الحظ هو الذي صنعه لنفسه .. بينما المكتوب على الانسان من رب العالمين سبحانه وتعالي فامره مختلف .. فقد يكتب الله سبحانه على احد خلقه بالفقر ويموت فقيرا .. لكنه لن يكون كذلك في الاخرة بل سوف يكافأ على صبره وعلى تعبه في الدنيا .. فنلاحظ هنا ان الحظ والنصيب او المكتوب امران مختلفان .. والكاتبة الحياة الطيبة فرّقت بين الحظ وبين المقسوم للانسان .. فطالبت الذي يركن لحظه السيء انه من صنع يده .. وعليه ان يحسن وضعه ويجتهد ويعمل ليبدل وضعا بوضع

الحياة الطيبة يقول...

ابن السور فعلاَ هذا ماقصدته فعدل الله يقتضي فرص متساوية لكل منا وإن اختلفت أنواعها وأماكنها .
من أراد منا أن يكون صاحب الحظ العظيم الذي ذكره الله سبحانه في كتابه عليه أن يملأ نفسه إيمان وأن يتحرى رضا الله عنه في كل أعماله عندها سيهبه الله سكينه ورضا وصبر وسعادة نفس ينتصر بها على كل تحدياته ويحقق بها أحلامه .
الحظ العاثر ماهو إلا عذر نغطي به على تقصيرنا .
ابن السور شكراَ على المرور والإضافة
,دمت بخير , تحياتي .