الجمعة، 19 فبراير 2010

الآخرين غير مسئولين عن غضبنا


نحن عادة عندما نشعر بالغضب حيال بعض تصرفات الآخرين فإننا لا نبحث عن طريقة نعبر بها عن أنفسنا بوضوح وصدق , قد تأخذنا عواطفنا بعيدا عن الحقيقة فننجرف ونحكم عليهم بأحكام غير منصفة و يفوتنا شيء مهم وهو أننا وفي كل مرة غضبنا فيها لم يكن الآخرين مسئولين عن غضبنا , ما ولد غضبنا لم يكن سلوكهم وإنما تفكيرنا وكيف فسرنا ذلك السلوك ,فكانت النتيجة أننا عبرنا عنه بصورة سطحية.......قد يثيرون غضبنا ,نعم ولكنهم غير مسئولين عنه فقد كان موجودا ,الحقيقة مرة أخرى أن مشاعرنا لا تنشأ مما يفعله الآخرون ....إنها تنشأ من طريقة تفكيرنا .

عندما نواجه تصرف لا يعجبنا من إنسان ما فإننا نلومه على خطأه ونحكم عليه بأنه يستحق العقاب ,وبدلا من أن نبحث له عن عذر , نختار أن نتواصل مع ما هو موجود داخلنا من غضب أو استياء .

غالبا يكون غضبنا نابع مما نحتاجه في تلك اللحظة بالذات ,كأن نكون بحاجة للشعور بالإطمئنان ,الإستفادة من الوقت ,الإشراك في المحادثة ,الاحترام,المساواة ,الإحساس بالترابط ,الحاجة للشعور بالأمان فإن عرفنا ما نحن بحاجة له فإننا سنصبح على صلة وسلام مع أنفسنا ولن نكون بحاجة لأن نلوم أحد .

عندما نفكر بأن( س) من الناس قاسي ,متكبر,أو أنه يتصرف بأنانية فإننا حتما سنشعر بالغضب نحوه ,وستتغير تلك النتيجة إن ركزنا على حاجاتنا ,ماذا نريد؟ وبماذا نشعر؟ وكيف نتعامل معه لنحقق ما نريد ؟ يجب أن لا يفوتنا شيئ مهم وهو كيف نرى هذا الشخص ؟ إن كنا نراه كشخص قاسي ومتكبر فإننا سنتصرف معه حتى دون أن نصرح بما يناسب تفكيرنا هذا ...ربما من خلال نبرة الصوت أو نوع النظرات .....ستظهر دون شك طريقة تفكيرينا تلك وسيشعر بها , ولن نحقق معها نتيجة طيبة.

علينا أن نصغي لمشاعرالآخرين وإحتياجاتهم كما نصغي لمشاعرنا واحتياجاتنا ,حكمنا عليهم يجعلنا جزء من المشكلة ...مشكلة اسلوب التفكير الخطأ .

عند الغضب علينا أن نركز على نوع الحاجة والمشاعر التي تظهر نفسها لنا ,علينا أن نفهم رسالة الغضب ونتعامل معها بنوع من الحكمة .

كن متواجد من أجل نفسك ,كن متواجد من أجل الآخرين ,لاحظ المشاعر والإحتياجات ,وافعل شيء من أجلها .

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

طرح رائعة ومواضيع المدونه رائعه
ان شاء الله يجمعهم كتاب قريبا :)
كل شئ يحدث بسبب طريقة تفكير اﻻنسان ذاته
فهو يغضب او يحزن او تحدث مشاداة لخطأ فى تحليل الموقف ورؤيته له من وجهة نظره هو
نحتاج لوقفه مع النفس وتعلم مراعاة مشاعر الغير واحتياجاتهم كما نريدهم ان يراعوا مشاعرنا واحتياجاتنا !
ربمايحدث ذلك ﻻنه بطبيعة الحال اﻻنسان
يركز على نفسه دون الغير " اﻻنانيه"

غالبا ما ينبع غضبنا من احتياجتنا فى هذه اللحظه ! <<< حقيقة

الحياة الطيبة يقول...

أشكرك آيه على مشاركتك ,قريبابإذن الله سأطرح الإصدار الثاني لي ,فعلا نحن بحاجة لوقفة مع النفس وفهم حاجاتها لكن دون أن نتمركز حولهاونتصرف بأنانيه ,كل موقف يتطلب منا فهم دوافعنا ودوافع الآخرين ...الحياة علاقة تبادلية ,إن أردنا أن نحولها لحياة طيبة .