الجمعة، 5 فبراير 2010

كل مثل خلفه معتقد


كل مثل نردده في مواقفنا المختلفة له نظام من المعتقدات , ويقف خلفه معتقد نثق به ونصدقه ,أحيانا نطرحه عندما نصف حياتنا , سلوك الآخرين ,عندما نتخذ موقف معين أو نرى أشياء تعجبنا أو لا تعجبنا فإننا ندعم ما نرى بتلك الأمثال وكأننا نثبت حقيقة نصف فيها مانرى بدقة .

تؤثر هذه الأمثال بنوع ما نشعر به تجاه أنفسنا والآخرين ,كيف نرى الحياة وكيف نتعامل بها ؟هل نمشي بها بحذر أو نستمتع بكل دقيقة منها ؟هل نتحلى بقوة الإرادة ؟هل نقبل الفشل ونقف عنده ؟ هل من الأجدر عند التحديات أن نهونها أم نضخمها ؟ إن الواقع الذي نعيشه ليس مغلق ولا نحن فيه مجبورين على أن نسلك طريق واحد ,إن كانت هناك أمثال تجعلك تشعر بأنك مثقل بأعباء كثيرة أنزلها الآن من على كتفيك وتحرر منها , إذا كان كل مثل قيل لمناسبة وموقف معين فليس شرط أن نفكر في المواقف المشابهة بنفس طريقة تفكير صاحبه ,قد تكون لنا نظرة أخرى مختلفة أو حتى جديدة .

ولنلقي نظرة على بعض امثالنا (بوطبيع ما يخلي طبعه) معناه أن أي سلوك سيئ لن يستطيع صاحبه أن يتخلص منه وسيصحبه هذا السلوك إلى آخر يوم من حياته ..هنا قد نظن أو نعتقد خطأ أننا لا نستطيع أن نتخلص من سلوكنا أو عاداتنا السيئة وهذا غير صحيح ,نستطيع أن نتخلص ونتخلى ونتخطى أي شيء لا نريده إن وعينا به وعزمنا على تركه ,(إذا حجت البقر على قرونها )...هذا المثل يقتل كل أمل ,(إذا بقيت صاحبك دوم حاسبه كل يوم) ...وهذا مثل يؤثر سلبا على العلاقات ,(إيش حادك يالمسمار قال المطرقة)..مثل يقضي على أي حافز ويدعو للتخاذل ,(امسك مجنونك لا يجيك أجن منه )..مثل يدعو لللإستسلام للوضع الراهن ,(غابت السباع ولعبت الضباع ) يدل على أننا نتعامل الآن مع أناس أقل قيمة وفائدة وصدق ,وهناك مثل سوري (قال شو بدي استذكر منك ياسفرجل كل عضة بغصة) تعني أنك مؤذي دائما ,ومثل آخر ليبي (حبيبك يمضغ لك الزلط وعدوك يتمنى لك الغلط ) نلاحظ أن خلف كل مثل يقف اعتقاد نؤمن به ونصدقه وإلا ما رددناه ,جيد أن نصنف المواقف حسب الأمثال التي التي تناسبها لكن لا يجب أن تحد هذه الأمثال من قدراتنا أو تقلل الحافز لدينا أو تجعلنا ننقاد معها ونستسلم لأي وضع بإمكاننا أن نغيره أو توحي لنا بعدم القدرة ,أو حتى نعتقد معها أننا لن نتخلص من سلوك سيئ نتبعه أو نفقد معها الأمل ,أو نتعامل مع المقربين لنا كالأغراب ,أو نقلل من شأن الآخرين ,أو لا ننسى الإساءة ..... الغرض من الأمثال رسم طريق وإنارة درب وإفادة الآخرين عبر التجارب التي خاضها أناس قبلنا وهذا شيء جيد ...علينا أن ننتقي الأمثال التي تناسبنا وتحفزنا ونصنع من تجاربنا أمثال جديدة .


ليست هناك تعليقات: