الخميس، 18 فبراير 2010

إحتياجات كامنة وراء الأحكام


البعض فقد إدراكه بتميزه ,منعته أفكاره عن ذاته من أن يرى مدى الجمال الذي يحمله داخله ,يرى نفسه على أنه مليئ بالنقائص ولا يرى غيرها ,يقيم الأحداث والظروف بطريقة لا تجعله يتعلم منها فلا يثري حياته ولا يشعر بشعور جيد حيال نفسه ,ولا يعيش حياته بطريقة مرضية .........ينقد نفسه ,ينقد الآخرين .

ربما تعلمنا منذ الصغر أن نحكم على أنفسنا بطريقه توحي بأننا نستحق المعاناة والألم إذا ما أخطأنا ....الشيء الغير جيد في الأمر أننا قد نكره ذاتنا بسبب هذا الخطأ أو ذاك بدلا من إكتشاف عيوبنا عند الوقوع به والعمل على إصلاحها ,علينا أن لا نحكم على أنفسنا بكل قسوة ,علينا أن نستوعب أن الخطأ نوع من الدروس, خاصة إن وقفنا عنده وقيمنا سلوكنا , الفائدة والتغيير دائما يأتيان مع تلك الدروس ,الخطأ قد ينبهنا إلى شيئ في حياتنا لا يتم بالطريقة الصحيحة,إلى شيئ يصبغ حياتنا بنوع من السلبية والتي تؤثر على مدى جودتها .

عندما نطلق على أنفسنا أحكام ليست جيدة عند ارتكاب خطأ ما فإن ذلك يعتبر نوع غير جيد من التواصل مع النفس ,كأن نقول (سيئ ,مخطئ,غبي,تافه ,كثير النقد,قاسي ,فضولي ,إلخ) عندما نقيم أفعالنا علينا أن لانطلق حكم على ذاتنا وإنما تصرفاتنا والتي أحيانا تكون خاطئة ,وعينا بذلك الخطأ في حينه واعترافنا بأنه موضع قصور بحاجة للإصلاح يعيننا كثيرا على التخلص منه .

عندما نحكم على أنفسنا بحكم ما كأن نقول مثلا (أنا شخص كثير النقد لتصرفات الآخرين) علينا أن نسأل أنفسنا سؤال مهم وهو (ما الذي أحتاجه عندما أنقدهم؟)....غالبا تكون هناك إحتياجات كامنة وراء تلك الأحكام ...ما هي تلك الحاجة التي لم تتم تلبيتها لدي وأعبر عنها من خلال هذا الحكم ؟

عندما نتعرف عليها سنلاحظ أننا نمر بالكثير من المشاعرعلى سبيل المثال (حزن إحباط ,خيبة أمل ,خوف) أو أي شيء آخر فهي في الأول والآخر مشاعر وهبها الله لنا بالفطرة لخدمة غرض معين كأن تدفعنا لعمل شيئ نلبي به حاجة ما ,فنبحث عن الحلول دون أن نستخدم اسلوب النقد .

قد قسونا على أنفسنا في مواقف لا تحتاج منا أكثر من أن ندرك حاجاتنا...... ,فإن رغبنا بالتقدم في طريق الحياة بثقة علينا أن نعرف بالضبط ما هي حاجاتنا التي نرغب بها بشدة والتي تدفعنا للتصرف على هذا النحو وهل من طريقة نحقق بها ما نريد دون أن نتصرف بطريقة خاطئة كنقد أنفسنا أو الآخرين؟ قد نكون بحاجة للإنتباه ,الإهتمام ,الحب ,لفت الأنظار ,التعاطف.

عندما نفهم وندرك نوع حاجاتنا ونعمل على إشباعها فإننا سنتصرف بطريقة عطوفة محبة مسالمة مع النفس ومع الآخرين .

ليست هناك تعليقات: