الثلاثاء، 19 يوليو 2011

ذكرى لألم


شعورنا بالغضب ربما يكون ذكري لألم ماعبرنا عنه عندما أحسسنا أنه يجتاحنا ......نسينا أن لا مشكلة في التعبير عنه ، المشكلة تكمن في الاسلوب إذ يجب أن يكون مناسب .
أحياناً يكون احجامنا عن التعبير عنه عدم رغبتنا في جرح الآخرين .... لأننا عندما نغضب قد نقول كلام لا يخضع للفلترة ولايتقيد بحدود الذوق .... تعبيرنا حينها يكون مشوه ، غير دقيق ، ربما غير صحيح البته .
في غمرة الغضب قد لا نكون مهذبين .
إخفاء الغضب والألم ، كبت المشاعر المتولدة من موقف ما .....سيظهر لا محالة من خلال سلوك ، واضح أنه ينطق بشيء ما في الأعماق لم يعبر عن نفسه ..... وقتها يبدو كل شيء في واقعنا مؤلم مع ذلك الشعور وسنكون سريعي الإنفعال .
شيء مهم أن نتحدث مع الآخرين عما يغضبنا لأننا إن لم نفعل فإننا سنتعامل معهم بطريقة تجعلهم يبتعدون عنا .... سندفعهم بعيداً عن عالمنا وسنشعر بالاغتراب تدريجياً ، عندها ستفقد الأشياء ، كل الأشياد قيمتها .
عندما يلاحظ الآخرون ذلك لأنه سيكون واضح .... عندما يتساءلون ، ويسألونك : مابك؟
ستشعر أن ماستقوله ..... لن يحقق شيء ، قد فات وقته ، لن ترغب حتى في الإفصاح عما بك .... ستبدو القصة قديمة .
عندما يجرحك شخص ما ولا يقبل منك التعبير عن جرحك ، لن يفيدك في شيء أن تستمر معه .
قبولك لطريقته ستدمرك لأنها نوع من السيطرة .... هل حقاً ترغب في أن تكون تابع وضحية ؟ هل تشعر أنك أقل منه ؟
حسناً هذا شعور زائف لأنك لست أقل من أحد ، ولم تُخلق ضحية لأحد أو تابع له إلا إن اخترت .... عن اقتناع ، ودع عنك الأعذار .
لا تدع حبك يمنعك من أن تحرر غضبك بالطريقة المناسبة ، عبر عنه في حينه ليتحرر بعده حبك .... الحب الحقيقي لن يموت عندما تعبر عن غضبك ، سيصبح أكثر وضوحاً وشفافية ، أما الحب المزيف فلست بحاجة له .
ما حاجتنا لمن نكون غير مسموعين بالنسبه له في الوقت الذي نكون فيه بحاجة ليسمعنا ؟
شتان بينه وبين من يتعرف على ذاتك الحقيقية لأنه يفهمك .... ويهتم .

هناك تعليقان (2):

كريمة سندي يقول...

من المؤلم أن يصبح الغضب محور حياتنا فهو يعمي قلوبنا عن كل شيء جميل .. موضوع راقي الطرح والمضمون أرق التحايا

الحياة الطيبة يقول...

الغضب كريمه سندي يسبب أكبر ضرر عندما يكون مفصول عن المشاعر الأخرى .... للغضب علاقة بالخوف والحب والألم وعندما يكون الغضب متصل بالحب يصبح اجراء شجاع .
سعدت جداً بمرورك وإضافتك ، دمت بخير غاليتي .