الخميس، 26 أغسطس 2010

ألقاب حددت أدوارنا في الحياة


عندما كنا أطفال تلقينا رسائل وقبلنا بها كحقائق ,الطريقة التي وُصفنا بها أثناء طفولتنا المبكرة تركت أثرها علينا بطريقة ما وحددت أدوارنا في الحياة فهناك من أُطلق عليه لقب الهادئ ,اللبق ,العنيف,الثرثار,يُعتمد عليه , دفشه ,لزقه ,بكاءه ,....هناك أوصاف تحفز وأوصاف تعيق وتُشعرك بأنك مُلزم بأن تكون داخل إطارها فالهادئ عليه ألا يغضب أو يرفع صوته أو يظهر عدم رضاه ....عليه أن يكون هادئ ومبتسم وسعيد وراضي وإلا........, الثرثار يظل يحمل تلك الفكرة عن نفسه لدرجة أنه يصعب عليه غلق فمه فإن عدل تلك الفكرة فسيجد أن الأمر سهل وأن الحكم انتهى بلحظة إدراك ........لطيفه هي سيدة حقاً لطيفه وكما يقولون اسم على مسمى ,منذ كانت لطيفه صغيرة اعتاد الكبار منحها لقب البكاءة ,عاشت به حياتها كلها واقتنعت به وصدقته لدرجة أن كل شيئ يبكيها الخبر المفرح والمحزن ,المريح والمزعج وكثيرًا ما كانت تقول عندما تجدونني حزينة فدعوني وشأني ,لا تسألوني( ماذا بك ؟) لأن هذا السؤال يطلق سراح دموعي ويصعب علي حينها إيقافها ,عندما يقال لك أنك مهمل أو سيئ المزاج ,عنيد ,أخرق وتقبل ذلك اللقب فتأثير ذلك اللقب عليك سيكون أوضح من الشمس ......والآن , ليس من المهم عدد الألقاب التي حصلت عليها ,المهم هل صدقتها ؟ ما يعطيها مفعول وتأثير هو قبولك لها كجزء من نفسك .





أحكام الكبار إن كانت إيجابية فجيد وإن كانت سلبية فسنعاني من تأثيرها ......الأمر المؤسف أن يصدق الطفل تلك الألقاب فيعتقد فعلاً أنه مهمل ,أخرق وعنيد ويتحول مع الأيام إلى أكبر مهمل على وجه الأرض ويفشل في وظيفته أو زواجه لأنه صدق لقب أُطلق عليه في لحظة غضب وفعل كل ما يستطيع ليثبت أنه مهمل فإن قال عنه أحد ما بأنه منظم فلن يصدق ذلك وسيعتبرها مجاملة سخيفة .....إلا إذا فكر بعمق عن أصل تلك الفكرة التي يحملها عن نفسه واكتشف زيفها ولاحظ بوضوح أثرها السلبي عليه وقرر أن يتخلص منها لأنه عرف أن ردود أفعاله السابقة تكونت لأنه صدقها وقبلها لسبب واحد لأنه كان صغير وقليل خبرة ولأن نتائجها لم تعجبه قرر أن يرفض اللقب الغير حقيقي ويستبدله بآخر محفز ,مشجع ,مفرح ملهم ......لقد خلقنا الله سبحانه وتعالى متكاملين و جيدين , ومبدعين ومؤهلين لعمارة الأرض فإن حملنا صفات سلبية مدة من الزمن علينا أن نتحمل مسئولية أنفسنا ونعترف أن كل ذلك كان باختيارنا ولأن واقعنا القديم كان اختيار فبإمكاننا أن نختار شيئ آخر ولأننا الآن على درجة من النضج فاختيارنا الجديد سيكون موفق بإذن الله ..

هناك 9 تعليقات:

may يقول...

الألقاب قيود ، حتى وإن كانت إيجابية..

أما ألقاب العمل فهي قيود من نوع آخر.. وكلما كان اللقب أعلى كلما كان القيد أقوى !!

تبقى ردود أفعالنا تجاه هذه الألقاب ومدى التقيد بها ..

may يقول...

حياج ()
http://maybooks.blogspot.com/2010/08/blog-post_28.html
:*

الحياة الطيبة يقول...

فعلاً مي الألقاب قيود ...لماذا؟ لأنها تحتوي على دعوة من الآخرين لعدم التغير والإحتفاظ بتلك الصفة ,على العموم الأمر الذي لا نعرفه أن تلك الصفه التي أُطلقت على الطفل لا تتعلق به وإنما تدل على من أطلقها وتصف جزء منه .
أما ألقاب العمل فكما قلتي كلما كانت أعلى كلما كانت المسئولية أكبر والأمانة أكبر .
شكرًا مي على المشاركة

غير معرف يقول...

باذن الله سيكون كذلك ,,

اعجبني ما قرأت و سأتابع المدونه ان سمحت لي ,,
فانا لن اكتفي من كلام العقل هذا ,,

دمتي بخير ^^

اقصوصه يقول...

رمضان كريم

وكل عام وانتم بخير :)

الحياة الطيبة يقول...

حياك الله أسيرة اللوحة في مدونتك (الحياة الطيبة) وسأسعد بمتابعتك .

الحياة الطيبة يقول...

مبارك عليك باقي الشهر اقصوصه وكل عام وأنتي بألف خير وحياك الله .

طهر فؤادك يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة

بارك الله فيكى

ومبارك عليكى الشهر وان شاء الله بعد ايام قليلة "عيدك مبارك " ... وربنا يتقبل منا والمسلمين الصيام والقيام والزكاة وسائر الاعمال اللهم امين ...

- وموضوعك اكثر من رائع ولازم الابوين ينتبهوا لية فى تربية اطفالهم ... وربنا يجزيكى خير اللهم امين .

الحياة الطيبة يقول...

طهر فؤادك ,وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومبارك عليك باقي الشهر وتقبله الله منك وبارك لك في أعمالك الصالحة ,وكل عام وأنت بخير , وشيئ جيد أن ينتبه الوالدين لهذه النقطة خاصة من لهم أطفال صغار حتى يزرعوا في أطفالهم خصال جيدة ويثبتوا صفاتهم اللإيجابية ويشجعوهم على تنميتها ,إن الوعي بأخطائنا يجعل من إصلاحها أمر هين سهل , طهر فؤادك لقد أسعدني مرورك وثناؤك أسعدك الله .