الاثنين، 29 مارس 2010

هذا كل شيئ


كل مطلب عزيز يتعلق تحقيقه بإرادتنا ودرجة رغبتنا به ,إصرارنا عليه وقوة أنفسنا ......أنريده حقا ؟هذا كل شيئ وكل ما يصاحب عدم تحقيقه من أعذار مهما تعددت ,وتنوعت إلا أنها في الحقيقة وهمية بلا أساس ,في قرارة أنفسنا نعلم ذلك وإن أظهرنا عدم إدراك هذه النقطة وإن بررنا للآخرين ولأنفسنا كل أنواع وأصناف الأسباب .


الحياة هبة غالية إما أن نثبت أنفسنا فيها أو نتخلى عنها .....هناك حل وسط لكن قبولنا بالحل الوسط يعني أن نعيش حياتنا كعدد حسابي لا أكثر .

درجة الإيمان شيئ جوهري ومهم جدا ,عندما نقول درجة فنحن نعني أن الإيمان درجات ومراتب وحياتنا في ظله درجات ومراتب في مستوى الرضا والسعادة التي نعيشها ,عندما نؤمن أن الله سبحانه وتعالى قد ميزنا بأشياء تحقق لنا حياة فريدة مختلفة اختلاف كلي عن أي حياة أخرى في هذا الكون وأن الله معنا في كل خطوة في كل لحظة يسمع ويرى ,يحفظنا ويوفقنا ,يرزقنا ,يستجيب دعائنا ويرى مدى حاجتنا التي في نفوسنا والتي لم يطلع عليها أحد سواه ويحققها لنا ,يسهل علينا كل صعب ويلين قلوب العباد لتتوافق مع قلوبنا ,يسامح المخطئ فينا الراغب بالرجوع إليه ,يحب أن ندعوة ونسأله بل أنه سبحانه وتعالى يحب العبد اللحوح فينا ,يرزق المطيع فينا والعاصي ... وإن أردنا أن نعدد النعم التي تغمرنا وتغطينا لن نستطيع أن نحصيها , تكفي نقطة واحدة يطلقون عليها الآن (السر ) ....سر النجاح (الإيمان بأن كل شيئ بيد الله وأن الله سيساعدنا حتما ويقينا بتحقيق مطلبنا (التوكل على الله) قوة الإعتقاد هذه تمدنا بكل الوسائل وتفتح لنا آفاق واسعة من المساعدات التي نحتاجها و التي تعيننا على الإنطلاق في طريقنا لنصل لأبعد مما نريد , الأمر المهم الثاني وهو أن تكون لدينا رغبة حقيقية بتحقيقه )إن استحضرنا ذلك الإعتقاد في كل يوم من أيام حياتنا وأثناء تعاملاتنا وآمننا به إيمان تام لا يقدحه تردد أو شك نلنا ما نريد .....إن الشك والتردد كفيلان بإفشال وعدم تحقيق أي من أهدافنا لأن أي شيئ نشك في أننا لن نحققه ............نحن فعلا لن نحققه ,وكأن الإعتقاد بقدرتنا على تحقيق ما نريد له قوة حقيقية لا يقف في طريقها أي هدف مهما كان عزيز أو صعب ,هذه القدرة نستمدها من صدق التوكل على الله وصق النفس في بذل الجهد ورغبتها الحقيقية في مطلبها .

فإن لم يقدر لنا .....علينا أن لا نقتل أنفسنا عليه فنحن نؤمن أيضا بأنه إن كان خيرا لنا سنناله وإن لم يكن خيرا لنا سيصرف عنا بلطف من الله ,علينا أن نحب ما يحبه الله لنا فما يحبه لنا هو المناسب لنا وهو خير لنا ,فأين نحن من علم الله سبحانه وتعالى ,أي شيئ نعتقد أنه فاتنا لم يفتنا ...إنه لم يقدر لنا ..لأنه لن يناسبنا فلم يكتبه الله لنا ,ما حصلنا عليه هو الأنسب لنا والأفضل .




علاقتنا مع الله علاقة خاصة ودرجة اهتمامنا بهذه العلاقة تحدد مستوى نجاحنا في كل جوانب حياتنا ودرجة سعادتنا وقدرتنا على الوقوف من جديد بعد العثرات والوقفات .....الغريب فينا أننا عندما نواجه صعوبة غير عادية في حياتنا ,عندما تنكسر أنفسنا معها وتتناثر إلي ألف قطعة فإننا نستطيع أن نلملم كل تلك القطع الصغيرة لنعيد بناء أنفسنا ولتتشكل من جديد ليظهر لنا شكل أفضل وأحلى من الشكل السابق وهذا يحدث في كل مرة فسبحان الله الذي يحمي ويحفظ ويوفق من يحبه ومن يتقرب منه .

هناك تعليقان (2):

ibnalsor يقول...

في بدايات الدعوة حرص الاسلام على تعريف الناس على اهمية الايمان في حياة الفرد .. وان هذا الايمان يحفظه من الشتات عندما يخفق قلبه بالاحاسيس النورانية .. التي هو مفطور عليها .. وتعرف الاعضاء من قلب وفكر ووجدان رب العالمين قبل ان ينطق اللسان به .. يقول الله سبحانه ( وجحدوا بها واستيقنتها انفسهم ) اي ان النفس تعرف الله سبحانه بالفطرة والميل لقدرته والخوف منه .. علاقتنا مع الله سبحانه يجب ان تكون علاقة عبد خاضع لرب قادر .. وان يعلم بان الله سبحانه مطلع على نفسه وعلى سره وعلانيته .. يقول الله سبحانه ( وان تخفوا مافي انفسكم او تبدوه يعلمه الله ) ولذا كان علينا ان ندرك سر الاية التي تحدثت عن ابليس عندما لم يسجد لم يعاقبه الله سبحانه على الفور مع علمه سبحانه بما سيقول بل سأله ( مامنك ان تسجد اذ امرتك ) والله سبحانه يعلم السر واخفى ويعلم ان تبدوا مافي انفسكم او تخفوه .. مع هذا ساله الله هذا السؤال مامنعك ان تسجد .. وهو يعلم انه لا مانع يمنعه عن السجود .. هذه الاية تعطينا فرحة عظيمة بان الله سبحانه جلت قدرته ارحم الراحمين وانه لا يعاقب حتى وان كان الدليل قائما الا بعد ان يرى العبد بنفسه مافعل وتشهد عليه ارجله ويديه بما فعل .. تلك النفحات الايمانية التي تدخل النفس عندما تنطلق مع الله سبحانه لا يمكن وصفها فهي احاسيس تخرج عن نطاق الوصف .. ولن يعرفها الا من عاشها

الحياة الطيبة يقول...

فعلا أصل التوحيد وروحه إخلاص المحبة لله ولا يكتمل حتى تكتمل محبة العبد لربه وتحكم تلك المحبة جميع المحاب الأخرى ,بهذه المحبة يسعد العبد سعادة حقيقية ,يكمل هذا الحب ويتبعه حب الأعمال والأشخاص الذين يحبهم الله وبغض الأعمال والأشخاص الذين يبغضهم الله .
من ثمرات التوحيد أنه يسهل على العبد فعل الخير وترك الأعمال التي لا تليق به ,يهون المصائب فيتلقاها بقلب منشرح ونفس تعرف الله وترضى بالأقدار المؤلمة ....من عرف الله حقا تحرر من رق التبعية للآخرين كالتعلق بهم ,رجائهم ,خوفهم وهذا هو العز , الحقيقي هنا يصبح العمل القليل كثير (توحيد وإخلاص ).أشكرك على المشاركة ,معلوماتك قيمة دعتني لفتح كتاب القول السديد فتح الله لك كل دروب النجاح .