الخميس، 9 فبراير 2012

هذا نحن


تبدأ حياتنا بعجز تام وتنتهي إليه وبينهما فترة تحمل الطريقة التي نفكر فيها ، عندما نفكر بأننا نعجز عن فعل شيء فإننا سنُصاب بالشلل حياله .... التشاؤم والتفكير في الأسوأ يعد نوع من السيطرة على الذات ، إذ ممكن للخطأ أن يُعد خطأ وحسب وممكن له أن يصبغ حياتنا بلون قاتم ، داكن ....الطموح مهم لأنه يستطيع أن ينتشلنا من أصعب مواقفنا ، وحالاتنا ، أحداث حياتنا حيادية وعاداتنا في التفكير تأخذها لأحد الجانبين ، لاشيء ضدنا ......إلا طريقة تفكيرنا .
السؤال الآن هل نملك الحرية في الإختيار ؟
كأن نختار أن نفكر بتفاؤل أو تشاؤم ؟



تدفعنا دوافعنا الداخلية وتجذبنا الأحداث الخارجية وتؤثر علينا صراعاتنا التي لم تُحسم وأشياء ورثناها ....هذا نحن ، ويبقى أننا نتمتع بحرية الإختيار ، وتحدد طريقتنا في تفسير الأحداث (تشاؤمية أو تفاؤلية ) مدى ما نملك من مساحة للحرية ، الأولى تصد حالة العجز التي قد نشعر بها والثانية تساعد حالة العجز في السيطرة علينا .


الإنتكاسات والعوائق اليومية وحالات من الهزيمة المؤقتة تحدث للجميع وتفسيرنا لها يُظهر مابداخل أنفسنا الذي نتعامل به معها سواء تفاؤل أو تشاؤم فالأول أمن والآخر أسر.


ممكن لإنسان واجه عجز حقيقي يملك نفس تستعذب النضال أن يتغلب على عجزه بسهولة ويحقق نتائج مبهرة
البعض يتعلم كيف يصبح يائس إذ أعطى تفسير لتجربة مؤلمة حدثت له بأنها صدمة قاسية أو عندما يتمكن الحزن من نفسه ... يتعلم السلبية ويتعلم الإستسلام ، السلبية أحياناً نكتسبها عندما نظن خطاً أن لا فائدة من محاولاتنا في إصلاح أمر ما ،أو أن تلك المحاولة تأتي بنتيجة عكسية أو تسبب لنانوع من الألم .
نتعلم العجز عندما نشعر باليأس من أمر تافه أو صغير ربما لضعف ثقتنا في ذاتنا فإذا ماواجهنا أمركبير كالفشل أو فقد إنسان أو خسارة أموال أو الرفض فإننا سرعان مانلجأ لليأس التام كشيء نتائجه محسومه .... ونحن من حسم । تلك النتائج .




القدرة على الإختيار تعني إدارة حياتنا بالطريقة التي نرغبها متسلحين بما نحتاجه متيقنين من أننا نملكه واثقين بأن النتيجة ستكون كما نحب .
ليتنا نتأمل ونقتدي بحياة أُناس لاتقهرهم المواقف ولا التجارب أو الظروف مهما كانت حادة .
وكيف أنهم وفي كل مرة ينتشلون أنفسهم من أصعب مواقفهم بإصرار ورغبة في الإنتصار حتى على أنفسهم عندما تستسهل الإستسلام وتجنح له .
ونتساءل من أين لهم تلك القوة التي تدفعهم للبناء من جديد في كل مرة تُهدم بها صروحهم ؟
إنها إمكانات وهبها الله للجميع ... وهبنا قوة ، عزيمة ،شجاعة وأشياء كثيرة لا نستطيع أن نحصيها وإن اجتهدنا ، هناك أشياء تخفى علينا ... بها نستطيع أن نكون كيفما نريد ، منا من عرف كيف يصل لها بقلبه ومنا من ضل الطريق إليها وهذا هو الفرق .



لم نولد عاجزين عن مساعدة أنفسنا إلا بدنياً ولفترة محدودة ولا يصاحبنا العجز طوال حياتنا إلا إن اخترناه رفيقاً ، لن تنتهي حياتنا بعجز إلا لفترة قصيرة تحمل لنا آخر اختبار وامتحان فإن تجاوزناه بنجاح متسلحين بإيمان جمعناه خلال حياتنا بصدق عبوديتنا لربنا سبحانه فإن ماينتظرنا هو كما أخبرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم ( مالا عين رأت ولا أُذن سمعت ولا خطر على قلب بشر) ، عندها يتمنى الإنسان لو أنه قدم أفضل ، الأمر يشبه عندما تحصل على نتيجة مرضية عندما تستلم شهادتك وتتمنى لو أنك حصلت على درجة أرفع لأنك تدرك أنك تستطيع ويبقى أن أفضل مايجعلنا نتغلب على صعوباتنا أن نستحضر ماوعدنا الله به ولاندع حدة الموقف أن تشتت تركيزنا عن تلك الحقيقة .

هناك 4 تعليقات:

Romia Fahed يقول...

صدّقيني كلما أردت شحذ نفسي بكلمات طيّبة وحروف صادقة أسرعت إلى مدونتكِ وكلما اشتقتُ لكِ ولحرفكِ أيضا أسرعتُ إلى مدونتكِ وبجميع الحالات أحبّ القراءة هنا .

عزيزتي فاتن ..

قدّرتي معنى الحياة فقدّرتكِ لذا أنتِ رائعة.

دمتِ لمن تحبي

الحياة الطيبة يقول...

عزيزتي رومية تعليقك أثمن من أغلى الجواهر وأكثر نوراً من النور نفسه .
أحبك الله وأغلاك فوق ماتتمنين .
كلماتك جعلتني أشعر أنني حققت الهدف من إنشاء المدونة وما نحن سوى مانكتب ونقول ونترك الأثر وما أجمل أن يكون أثرنا يحمل الحب والصدق لأن مايحمله يوصله ومايصل يطرح ثمر .
غاليتي ، هنا تعجز الكلمات عن شكرك ، دمت بود .

ibnalsor يقول...

نعم ياروميه هذا صحيح
فأنا مثلك ايضا
عندما احس بشتات الحياة
اجد في كلمات هذه الكاتبة راحة لي وبلسم شاف ,, كلماتها معبرة وصادقة .. تهذب النفس وتوازن الروح .. وتعيد اشراقة الابتسامة والامل

الحياة الطيبة يقول...

شكراً ابن السور ، كلمات جميلة تعيد إشراقة الصباح من جديد مرة بعد مرة ، دمت بخير .