الاثنين، 13 فبراير 2012

صبراً أهل سوريا


كلما بدأت الكتابة تفرض أحداث سوريا نفسها فيبدو ماكتبته وكأنه لامكان له في الوقت الحاضر .
كلما فتحت التلفاز لأشاهد برامجه تبدو أقل من تافهة ولا تستحق المشاهدة نطراً لمايحدث الآن في سوريا .
فإذا تابعت مايحدث هناك لإخواننا أشعر بالألم وأعيش مايعيشونه وكأنه يحدث لي .
عجباً لبعض الحكام العرب ... إنهم عار علينا وكأنهم آلات تدمير للبشر ... وأي بشر ، شعوبهم ، إنما ولاكم الله على شعوبكم لتقوموا بإدارة شئونهم وتحفظوا أمنهم لا أن تسومونهم سوء العذاب وتسلبوهم أبسط حقوقهم .
أمرهم الله بالسمع والطاعة وأمركم بالعدل والإحسان ... لا عدل ولا إحسان .
لا أنتم عادلون ولا أنتم راحلون .... سترحلون بإذن الله وأنفكم راغم .
الدول تحارب من يتجرأ على حدودها وسيادتها وأنتم تقاتلون أبنائكم داخل حدودكم .... وكأنكم خلقتموهم ... استعبدتموهم ... مهلاً انهم ليسوا عبيدكم .
سفكتم الدماء ونكلتم بشعوبكم للمحافظة على كرسي أنتم تدركون أنكم مفارقوه وإن جلستم عليه عمراً بأكمله .
إلى كل زعيم ظالم أنت لم تتزعم إلا زمرتك التي تبطش بشعبك ... أنت فقط تكثر من خصمائك يوم القيامة ، عندها ستعض على أصابع الندم .
إلى كل من يناصر الظلم في سوريا : هل ظننتم أن أمة الإسلام تحتضر ... أنتم واهمون ، صحيح أنها تنزف في أماكن عدة إلا أن روحها فتية وستقوم من جديد وستسود ، وقودها رجال آثروا الآخرة على الدنيا .
إلى أبناء سوريا : إن الله معكم وأنتم تسجلون بدمائكم تاريخ مشرق لسوريا وتكتبون بأيديكم تفاصيل النهاية ... نهاية زاوية مظلمة لتتنفسوا هواء نقي ... هواء الحرية .
أما الشهداء فقد اختار الله منكم من منحه وسام الشهادة ومزاياها التي لا تُعد ... يكفي أنهم الآن أحياء .... عند ربهم .... يرزقون ، تفكروا في هذه الآية وهنئوا بعضكم بها ولا تحزنوا .
بسم الله الرحمن الرحيم (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياءٌ عند ربهم يرزقون (١٦٩) فرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون (١٧٠) يستبشرون بنعمة من الله وفضل وأن الله لايضيع أجر المؤمنين (١٧١) )
الشهداء وإن قتلوا في هذه الدار إلا أن أرواحهم حية ... مرزوقة في دار القرار في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح في الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل .॥ عندما يسألهم الله سبحانه هل تريدون شيء ، فيقولون لا وعندما يعاد لهم السؤال أكثر من مرة يقولون يارب نريد أن تُرد أرواحنا في أجسادنا حتى نُقتل في سبيلك مرة أُخرى ( تفسير ابن كثير )
وروي عن الإمام أحمد عن مسلم ( مامن نفس تموت لها عند الله خير يسرها أن ترجع إلى الدنيا إلا الشهيد فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيُقتل مرة أُخرى لمايرى من فضل الشهادة ) ।
الموت شيء مقدر على كل حي فإن صاحبته الشهادة وعظيم أجر الشهيد فمرحباً به .... اللهم ارزقنا الشهادة وثبت إخواننا في سوريا وأيدهم بجند من عندك واربط على قلوبهم ووالديهم حتى يستعذبوا الشهادة في سبيلك .

هناك تعليقان (2):

well يقول...

ربنا يصبر اهل سوريا ..
امة الاسلام تستفيق ..وبشار ومن مثله يحتضر .
بوست كلامه يشبه ملامح الكلام الذى بداخلنا
تحياتى

الحياة الطيبة يقول...

مرحباً Well
ربنا يقويهم ويصبرهم ويثبتهم
الحمد لله أن كل مصيبة تُجمع وتوحد الهدف وتؤلف بين القلوب وهذا من فضل الله حتى يخففها علينا .
لانقول أننا نتألم مثلهم لأن الله وحده يعلم مدى ألمهم ولكننا نتألم من ألمهم لأنهم إخواننا وجزء مهم من منا .
تتشابه الملامح عندما تتشابه الأرواح .. كل روح ترفض الظلم أينما كانت تشابه روحك .
أسعدني مرورك وتفاعلك وإضافتك ، دمت بخير وحفظ الله مصر من كل مكروه .