الخميس، 1 ديسمبر 2011

تتحول إلى شيء يشبهه


ليس جزء سيء من الحياة أن ترتبط بشخص يعجبك شكله وتدرك أن مضمونه سيء وتعاني وأنت تحاول جاهداً تغييره أو يكون لك تأثير إيجابي عليه ، ثم تخرج من بين أكوام يأسك المتراكم لتحاول التأقلم مع ذلك المضمون الغير مريح ..... كلا الأمر ليس سيء بقدر أن تتحول مع الأيام إلى شيء يشبهه وتحمل نفس مضمونه وتتوافق معه ..... عن اقتناع ، هنا يكون الأمر سيء .... جداَ سيء .

بدت نار عظيمة أرادت أن تحرق كل شيء وتنذر بطريق لا عودة فيه .... أراد الجميع تجنب تلك النار وكرهوا اشتعالها ، تلك النار أذابت الجليد الذي تراكم عبر السنين بين الإخوة وكما قال الله تعالى (وعسي أن تكرهوا شيئاً وهوخيرٌ لكم وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شرٌ لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) .
دروس مُستخلصة :
*من أطيب ثمار المحن أنها تجمع وتقرب بين البشر .
*التخطيط لأمر سيء فيه تدمير لصاحبه .... هذه سنه الحياة .
*المهم والأهم في دنيانا ..... النوايا .

ما أجمل أن ترى الحقيقة وإن كانت مؤلمة وما أسوأ أن تعيش خدعة وتقنع نفسك بها وبجدواها .
العلاقات بين الناس كالمظلة تحملها وتحافظ عليها وتظلك والبعض مظلة بلا قماش تحملها وأنت تعلم أن لافائدة منها .





هناك 10 تعليقات:

ibnalsor يقول...

عندما نحب نغض الطرف عن بعض سلبيات من نحبه .. ونحاول ان نصلح مما يضايقنا فيه .. فان فشلنا لا أقل من تبقى رابطة المحبة التي يمكن مع الايام ان تصنع شيئا .. انها النفس المحبة التي تعذر قبل الاعتذار .. وتسامح قبل طلب الغفران .. وتقبل على من تحبه قبل ان يأتي اليها ..
نعم .. ليس سيئا ان نتفهم حالة من نحبه .. ونأخذ منه جوانب اخرى تزيدنا تعلقا فيه

الحياة الطيبة يقول...

ابن السور ، كلام جميل فغض الطرف عن بعض السلبيات ، ومحاولة إصلاح مايضايقنا منه أشياء ضرورية ومهمة .
ورابطة المحبة لن نتخلى عنها في كل الأحوال ودوماً تلك الرابطة إن حافظنا عليها فإنها تصنع شيئاً غاية في الجمال .
جميل هو التسامح وقبول الآخر كما هو لا كما نريد جميل أن نفهمه .... ونأخذ منه جوانب أخرى نستحسنها وتعجبنا وكما قلت تزيدنا تعلق به ... لكن هل تجد أن التخلي عن أفضل مافينا من صفات واكتساب صفات مااستطعنا أن نغيرها فيمن نحب شيء جيد ؟
هل يستحق أي إنسان على هذه البسيطة أن نبيع أنفسنا وقيمنا من أجله ؟
أنا أجد أن خسارة النفس لا تعادلها خسارة ، بمعنى إن عجزنا عن إصلاح بعض السلبيات على الأقل نحتفظ بما نملك من خصال طيبة .
على العموم لكل منا الحرية الكاملة في الإختيار لذا على كل منا تقع تبعاته .
كالعادة إضافة غنية ، نورت المدونة ، تحياتي .

ibnalsor يقول...

لالا
بل هي الاشياء الجميلة التي بداخلنا جعلتنا نغض الطرف ونقبل بالحب على من نحبه
لا شيء ينقص من مكتسباتنا انها باقية في نفوسنا الطيبة
كيف تتغير بنا الاشياء الجميلة عندما نعطي الطرف الاخر شيئا من الانسانية ..
انظري للجمال كما هو
لا تلونينه انه يترقرق بين يديك

الحياة الطيبة يقول...

ابن السور وماذا غير الأشياء الجميلة الموجودة في الإنسان تجعله يغض الطرف !
الحق معك عندما قلت أن لاشيء ينقص من مكتسباتنا وأنها باقية لكن صدق أنها في بعض الحالات تكون مُتنحية مُبعدة وغير فعالة ، حتى يظن المرء أنها غير موجودة .
صحيح أننا إن أعطينا أي إنسان شيء من الإنسانية سنستخرج أفضل مافيه لكن .... هناك حالات ، وأنا هنا لا أُعمم ، مع الأسف تتغير بهم الأشياء الجميلة ، أكيد هذا الأمر له تفسير .
شكراً ابن السور على هذه الإضافة التي زادت المدونة نور ، الحقيقة أن كل جملة فيها تحمل من الحكمة الشيء الكثير ، شكراً ثانية ، تحياتي .

ibnalsor يقول...

الشر والخير اداتان مرتبطتان بشكل اساسي في مركز الجمال في المح ..
فاما الخير فهي الاداةالرئيسية واما الشر فهي اداة مكتسبة.. تعمل اداة الخير على جهتين الاولى عن طريق المخ مباشرة اي تصل لمركز القرار مباشرة .. والثانية تعمل على نقل الصور الجميلة لمركز الجمال .. واما اداة الشر فهي لا تصل مباشرة لمركز القرار ولكنها تمر عبر ذاكرة مستقلة حيث ان اداة الشر هنا اداة عامة تشمل الشرور بأنواعها
واداة الخير ترتبط بالصوت الداخلي للانسان ارتباطا وثيقا فهي توجه هذا الصوت للخير دائما وتحثه عليه وتلومه عند الخطأ..
عكس اداة الشر التي لا ترتبط بالصوت الداخلي للانسان ولكنها ترتبط بالوسوسة فهي اداة شريرة ..
الان .. شخص نحبه لديه تصرفات او عادات مزعجه فان ملف هذا الشخص يمر على مركز الجمال فمن يبحث فيه .. تبحث فيه الاداتين .. فاما اداة الخير فانها لا ترى مانعا بقبوله على امل اصلاحه
واما اداة الشر فهي لا ترى حكمة في قبوله وترفضه .. فأيهما نقبل بحكمه
وعلى كل حال فان الفيصل هنا هو المخ فهو الذي يقبل الرأي او يرفضه .. والمخ عادة لا يتسرع باصدار قراراته وهو يستثير العقل الباطن كما ثبت علميا اليوم حيث يطلع على الكثير من الملفات التي تتعلق بذات الموضوع ليرى اثر الحكم فيما لو اصدره
وللعلم فان للمخ حكمان حكم قطعي وحكم اشبه بالراي اي غير ملزم به .. وهو بالضبط ما قرأناه للكاتبة الحياة الطيبة عندما اخذت تناقش مسألة المكتسبات .. فهو حكم اشبه بالرأي .. اي انه غير ملزم للمخ بتعميمه على اعضاء الجسد .. وسبب الحكم شبه الرأي يعود ان المخ غير مقتنع بالبراءة الكاملة وبذات الوقت يخشى الظلم فيستبدل حكمه بكم رأي حتى لا يلزم اعضائه بتطبيق حكمه .. بمعنى ان المخ لو اصدر حكما بالكره فان العين تكره والاذن تكره والاقدام تكره واليدان تكره لكن ان كان الحكم اشبه بالرأي فان كل الاعضاء على حالها لا يتغير شيئا

طهر فؤادك يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
ربنا يكرمك يارب والمسلمين
احب اذكرك بهذا اليوم
http://rasoulallah1.blogspot.com/2011/12/blog-post.html

الحياة الطيبة يقول...

ابن السور ، الله ينور عليك ، تفسير أكثر من كافي ووافي .
شكراً ، تحياتي .

الحياة الطيبة يقول...

طهر فؤادك ، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، شكراً للدعاء الطيب والتذكرة ، ذكرك الله الشهادة والعبادة .

زينب علي حبيب يقول...

ما أجمل أن ترى الحقيقة وإن كانت مؤلمة وما أسوأ أن تعيش خدعة وتقنع نفسك بها وبجدواها .


مقال راائع حقاً ... نعم يجب علينا مواجهة الواقع

الحياة الطيبة يقول...

شكراً قطرة وفا على المرور والثناء ، دمت بود ، تحياتي .