الأحد، 25 ديسمبر 2011

ماجاء صدفة


لا يمكن للسعادة أن تسلمك لليأس حتى وإن لم تملك شيئاً أو تتقدم في طريق أمانيك خطوة.... وإن قضيت جزء كبير من حياتك دون أن يحدث لك تغيير حقيقي ومشجع ، لم ؟
لأنها تظل تمدك بدفعة وراء دفعة من التفاؤل و الثقة بأن غد سيكون أفضل فتشعر بقوة تعينك على مُتابعة طريقك تتخذ معها حياتك مجري مختلف ، السعادة هبة من الله وهدية منه لأنك كنت نعم العبد ... دائم الإتصال به بقلبك ، بجوارحك ।



هناك أشياء قد تُبعدنا عن أهدافنا ونقضى عمراً مُتصورين أنها عائق ... و الحقيقة أنها لم تكن يوماً كذلك ،و لم تكن تستحق الإهتمام من شدة تفاهتها وربما سطحيتنا وسذاجتنا ، قد تكون انعكاسات و أطياف لأشياء غير حقيقية ترسبت داخلنا واكتسبناها خلال إتصالنا بالآخرين ...جاءت من داخل تجارب قديمة ماعرفنا كيف نتعامل معها أو نفهمها فظلت مُعلقة ومنحناها دون قصد بُعداً غير بعدها الحقيقي ....و في لحظة ، فقط ، لحظة يوم أن قررنا أننا لن نخضع لها ثانية ولن نمدها بالمزيد من الوقت ، وأننا اكتفينا من هُراءها ، حين ندرك أنها قد سممت حياتنا ، سنخطو أكبر خطوة في حياتنا ، خطوة حقيقية وليست ما اعتدنا عليه من خطوات غير مرئية عندها سنكتشف أنها لم تكن يوماً حاجز وأنها قصة اختلقناها من أول فصل دون وعي منا سندرك أننا لم نكن بحاجة سوى لتلك الخطوة التي تتسم بالجرأة ... حين تنتهي القصص لن يكون هناك مجال لزيادة سطر أو كلمة واحدة فيها .



كل شخص ، موقف ، ظرف مر علينا في حياتنا ما جاء صدفة إذ لا وجود للصدف ، كل شيء في هذه الحياة يسير بنظام مُحكم إنه جاء لنا خاصة ، نحن دون غيرنا ليعلمنا شيء نحن بأمس الحاجة له ، الغريب أن منا من لا يفقه كلمة ممايقوله معلمه و في المواقف المُشابهة يقف حائر ثم يعيد نفس الأخطاء ... قد رسب صاحبنا في الإختبار ....من لم يضع له هدف مستقبلي واضح يستقيه من كم المعلومات القيمة التي جمعها من المواقف الصعبة كأنه بعثرها أو رفضها من جراء إنفعاله ، ولم يتعلم منها شيء.
مواقف حياتنا تدعونا لتطبيق ماتعلمناه من دروس سابقة لم نطبقها عملياً أو تُلقي إلينا بدرس جديد ... هي لحظات بحاجة لفهم ، فإن تألمنا فقد اخترنا الألم ولم نكن مُجبرين عليه ،
مع هذا فكل منا قد يخفق في فهم بعض اللحظات الصعبة التي يمر بها فيستسلم للألم ، بقي أن نعرف أن لا عيب في الإخفاق وأنه أمر طبيعي ، الغير الطبيعي أن تمر إخفاقاتنا دون أن تستوقفنا لندرك أننا نملك الحرية الكاملة لنختار شيء آخر غير الألم ،
ليتنا نكتفي بالتعلم من لحظاتنا الصعبة ، ليتنا نعتبرها مصدر للمعلومات ، ليتنا نتحرر من سطوة الإنفعال المُصاحب لها و نرتبط ارتباط وثيق بشعور آخر غير الإنزعاج والضيق بها ....حتى نكبر بردود أفعالنا ونتفوق على أنفسنا .

هناك 6 تعليقات:

ibnalsor يقول...

ربما بسبب فقدان معنى السعادة او فلسفتها التي تنص انها خاصية في نفسه عليه ان يفهمها ويدركها .. بسبب هذا ربما لا يستطعم الكثير من الناس نعمتهاالتي يعيشها .. فهو لا يرى صحته التي انعم الله سبحانه عليه بها .. ولا يرى نعمة العمل الذي يدر عليه مالا لا يجعله بحاجة للناس .. وقد لا يرى نعمة الزوجة الصالحة التي تعيش معه .. فيظن ان السعادة بالمال او بالجاه او بالبناء .. وينسى نعمة يعيشها قد لا تكون عند غيره .. او ربما يحسد عليها ..

حدثنا ‏ ‏عمرو بن مالك ‏ ‏ومحمود بن خداش البغدادي ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏مروان بن معاوية ‏ ‏حدثنا ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي شميلة الأنصاري ‏ ‏عن ‏ ‏سلمة بن عبيد الله بن محصن الخطمي ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏وكانت له صحبة ‏ ‏قال ‏
‏قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏من أصبح منكم آمنا في ‏ ‏سربه ‏ ‏معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما ‏ ‏حيزت ‏ ‏له الدنيا ‏

انظروا لهذه النعم التي قد تكون مجتمعة في نعمة واحدة الامن والصحة وطعام يومه ..
وانظروا كيف نعيشها كلنا في معاشنا اليومي .. فمن منا لا تكون ثلاجة بيته بها من الاطعمه مايأكل منها عشرات من الناس .. ومن منا في الكثير من الدول من يعيش في نعمة الامن والسلام .. ومن منا لا يتمتع بالصحة الا القليل ممن اختارهم الله سبحانه امتحانا وبلاءا نسأل الله سبحانه شفائهم ..
ومع هذه النعمة نرى الكثير منهم من يتذمر ويعبس الوجه ويندب حظه .. وان سألته قال لا املك شيئا بينما أمواله تفيض عن حاجته .. فقد يملك في البنك خمسة الاف دينار وهو مبلغ ان احسن استخدامه يغنيه يومه وسنته .. لكنه لا يشكر الله سبحانه ولا يعترف بنعمته فينكرها ويدعي انه لا يملك منها شيئا
هذه المقالة جرس انذار للنفس البشرية ان تلتفت لنعم الله سبحانه عليها وتعترف بها وتعمل بموجب شكرها والمحافظة عليها مع شكرنا لكاتبتها

الحياة الطيبة يقول...

كل شيء ابن السور بحاجة لفهم وإدراك لأنه يحمل معاني كثيرة وفهم طبيعة الأشياء تغير ردود أفعالنا ، عندما نتعلم شكر النعم الصغيرة في أعيننا والكبيرة في حقيقتها لن تضل السعادة طريقها لقلوبنا وسيغمرنا الرضا .
الحياة ابن السور فعل ورد فعل فما يصدر منا من شعور سنجد مثله وزيادة في واقعنا ، هذا قانون الحياة وضحه الله لنا ( بسم الله الرحمن الرحيم * ولإن شكرتم لنزيدنكم * إنها تشمل أشياء كثيرة وليست فقط الرزق ... ومنها السعادة . سعيدة بالإضافة الغنية ، تحياتي .

Nikon 8 يقول...

صباح الخير عزيزتي فاتن :)
فعلا هناك مواقف تحصل ولا نعيرها إهتماما ونقول لربما صدفة
ولكن بعد مضي فترة أشعر أن الموقف لم يكن صدفة وإنما مرتبط بشيء ما لمواقف أمر بها حاليا
وتقريبا كل شخص ( ذكر أم أنثى ) مر بحياتي إنما كان لفائدة معينة أو معلومة تضاف لمعلوماتي سواء كانت خير أم شر
شكرا على الموضوع المهم

الحياة الطيبة يقول...

صباح النور Nikon 8
عذراً على التأخر في الرد فلست بصحة جيدة ، فعلاً هو ذاك ولا مجال للصدف وسبحان من رتب كل ذلك ، سعيدة بمشاركتك ونورتي مدونتك ، دمت بود ، تحياتي .

ibnalsor يقول...

كل عام وانتي بخير وبصحة وبسلامه
وأن يمن الله سبحانه عليج بالعافية وان يبارك سبحانه في قلمج وعمرج انه سبحانه على ذلك قدير

الحياة الطيبة يقول...

شكراً ابن السور على التهنئة والدعوات الطيبة ، ولكم مثله وزيادة ، تحياتي .