السبت، 10 سبتمبر 2011

أين تأخذنا خطواتنا ؟


*** عندما يطلب منك إنسان ما ، شيئ ما ، تري أنه هين عليك وتستطيع أن تحققه له فإنك تقول : تم .
أنت تقول تلك الكلمة بثقة لرغبتك في إسعاده لأنك لاحظت مدى شغفه به .... والآن أكمل ما بدأت قراءته ... تذكر أعز أمانتك وما أقصى ماترغب به ... وتفكر معي في أن ذلك المطلب العزيز يكون قابل للتحقق بطريقة مضمونة ... أن تلح بطلبه إلى أن تحظى به... ممن بيده مطلبك .... إنه الله سبحانه .... فماهو توقعك الآن ؟
سيكون أمرك أكثر من مقضي ... أكثر من تم .
الله سبحانه يفرح بدعاء ك لأنه يحبك ويحب إلحاحك ويحب أن يسمع صوتك ويستحي أن يرد يديك خاليتين .
تخيل معي أنك الولد الوحيد المدلل لوالدين محبين ..وعندما تطلب منهما أمراً فطلبك مقضي ....ولله المثل الأعلى فكل منا له علاقة متفردة مع الله ومنزلته عنده سبحانه على قدر اجتهاده ، إخلاصه ، صدقه ، والمنازل كثيرة والتنافس فيها كبير ..... عندما ندرك عظمة خالقنا لن نكف عن التواصل معه بالدعاء بالرجاء بالشكر بالمناجاة بالعبادة والإستزادة منها قدر استطاعتنا ... عندما تكون منزلتنا عالية عند خالقنا سيكون مطلبنا مقضي بأمره وبسرعة لم نتصورها ... أحياناً قبل أن ننطق به ، كأن تكون أُمنية في القلب ونراها تتماثل أمامنا .... العلاقة مع الله أعظم من كل علاقاتنا مع البشر مهما بلغوا وتساموا ... بها نرى ما لا يراه الآخرين نرى الصواب صواب والخطأ خطأ ... لا يلتبس علينا أمر لاننخدع بالأشخاص أو الأشياء ، لاتجرفنا الدنيا مهما تزينت لنا .



*** بعض الناس يصل لدرجة من القسوة تتمنى معها ألا يكون يطلبك حق يوم القيامة لماتري من عدم تسامحه وقسوة قلبه .... علي ابن قاس في تعامله مع والدته خاصة بعد زواجه وفي يوم تخاصم معها وأسمعها كلمتين قاسيتين ثم صار يكتفي بالسلام كلما مر بها ... دخلت الأم المستشفى ومكثت عدة أيام دون أن تراه ، وعندما قرر الطبيب أن تغادر المستشفى استدعوا الإبن ليقوم بإجراءات الخروج صباحاً ، لم يحضر إلا ظهراً ... بعد أن أخذ كفايته من النوم .
وقف بعيد عنها كالغريب ... رغم آلآمها هشت وبشت في وجهه وقالت : يمه وينك ؟
لكنه التزم الصمت ولم ينطق بحرف .
عادت الأُم لتواصل ذلك الحوار العقيم ربما لأنها ظنت خطاً أنه سيتكلم وقالت : ست أيام ماتقول أمي ؟ .... تابع علي صمته ثم نظر لها شزراً .
تابعت الأم وكأن علي سيتواصل معها وقالت : يالله ، الحمد لله .... الله كريم ...(صمت) ثم خرج من الغرفة وعاد بعد فترة فبادرته الأم وقالت : اشفيك ؟ ...فيك شي ؟
ونطق أخيراً وقال : لا
لم يرغب في مسامحتها والرد عليها رغم مرضها ... أكمل أوراقها واصطحبها إلي البيت دون كلمة ، دون دعاء بالشفاء ، دون أن يُطيب خاطرها ... دون أن يسامحها ...تصرف وكأنه يقدم لها معروف ، كم تألمت لأجلها ... هذا وهي أُمه فكيف يتعامل مع الآخرين ؟
بالأمس القريب وعندما كان طفلاً كانت هي يده ورجله ... تكفي نظرة منه لتقرب له البعيد وتأخذه للمكان الذي يريد .... هكذا الحال عندما كان ضعيف وهي القوية الشابة ... الآن عندما تبادلا الأدوار وهكذا هي الدنيا .... عندما صار القوي وهي الضعيفة لم تعد كلماتها ولا نظراتها كافية لتحقق لها ماتريد ...... لأن القلبين ليسا سواء قلب الأم وقلب الإبن (العاق) وليس الأبناء سواء .




هناك 4 تعليقات:

ibnalsor يقول...

حرف الواو من حروف القسم وهي ايضا من الحروف الرديفه والهامة والتي تقترن وتسحب من معها لتحويل الاثنان الى واحد لذلك فان التوحيد لله سبحانه ليس به حرف واو لان الله سبحانه واحد لا شريك .. بل وحتى شهادة الايمان كتبت هكذا لا اله الا الله محمد رسول الله حيث حذف حرف الواو .. لكن الله سبحانه قرن اثنان في الشكر والايمان .. وسمح بحرف الواو بان يكون مع اسمه تبارك وتعالي .. فقال .. ان اشكر لي ,, و ,, لواديك ثم قال في اية اخرى ( انه كان لا يؤمن بالله العظيم .. ولا .. يحظ على طعام المسكين .. فقرن الله سبحانه الايمان به وعدم الحث على طعام المسكين ضمن الايمان المطلق .. وعقوق الوالدين امر عظيم عند الله سبحانه .. وهو سيرى عقوبته في الدنيا بعد وفاتهما حيث في حياتهما هما يدعوان له .. ثم عقاب الاخرة .. وسبب هذا الامر لعلم الله سبحانه فيما تحمله الام والاب من مشاق وتعب وهم وحب لابنائهما .. فهم العليم والمطلع وايضا هو الخالق الذي خلق فيهما هذه الغريزة التي يجب احترامها وتقديرها واعطائها حقها من الوفاء والحب .. والله سبحانه امرنا بان نخفض لهما جناح الذل .. لانهما سبقا وان اخفضا جناح الحب لنا ولن نصل لحبهما .. والمدعو علي الذي رفض ان يسامح امه نقول له .. ان الله سبحانه عندما امر ام موسى بان ترميه باليم اي البحر كادت ان تبدي به اي تخبر عن مكانه لخوفها عليه لولا ان ربط الله سبحانه على قلبها ونقول له ان الله سبحانه لم يعاقبها مع انه امرها بان لا تخبر احدا وهي كادت اي ان الله سبحانه كان يعلم بغيبه ان لم يربط قلبها فهي سبتدي به .. لم يعاقبها ولم يعاتبها لانه سبحانه يعلم قلب الام على طفلها لذلك انظر ياعلي ماذا قال الله سبحانه ( وأصبح فؤاد أم موسى فارغا إن كادت لتبدي به لولا أن ربطنا على قلبها ) انظر لكلمة فؤاد كدليل على رجفته وخوفه على ولدها .. لكن .. هناك مسألة .. ان الله سبحانه منع يوسف ايضا بان يقع بالخطيئة عندما هّم بأمرأة العزيز لولا ان رأى ايات ربه ونلاحظ هنا ان الله سبحانه فسر لنا سبب انقاذه من الخطيئة فقال ( لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين ) فنجد ان الله سبحانه يعلم بغيبه انه من عباده المخلصين لكن في ام موسى لم يذكر لنا سبب انقاذها من مخالفة امر ربها فكادت ان تبدي به .. والسبب ان الله سبحانه ترك لنا هذا التفسير لعلمه سبحانه اننا سوف نفهم السبب لمعرفتنا بحنان الام والام

well يقول...

اين تأخذنا الخطوات .. موضوع يبدأ بسؤال الى النفس
لا يرد القضاء إلا الدعاء
..
عندما تتزين الدنيا نزين نفوسنا بالغرور والقسوة
القسوة شئ من الجحود طريق غير متعارف عليه طريق لا يعترف بفضل الاخرين
نعم ليسوا الابناء سواء وليست الخطوات سواء

احيكى على ما كتبتى

تحياتى

الحياة الطيبة يقول...

ابن السور إضافتك أثرت البوست وقلمك أوضح وشرح برشاقة كيف أن الإساءة للوالدين أمر عظيم وكيف أن للوالدين منزلة رفيعة عند رب العالمين .
كما أوضحت أن عقوبته في الدنيا قبل الآخرة بعد وفاتهما .... لأنهما يدعوان له ، كم هي رحمة الله كبيرة وكم يفوت الإنسان من فرص ويبعثرها بدلاً من أن يصلح موقفه ويعيد بناء من انكسر بينه وبين والديه .
وقد يكون العقاب مؤجل لبعد وفاتهما تكريماً لهما من أن يتألم قلبهما من عذاب الإبن .
عندما قلت أن الله سبحانه ترك لنا تفسير سبب انقاذ أم موسى من مخالفة أمر ربها تتجلى لنا عظمة الله سبحانه في حثنا على التفكير والبحث ... وقبل كل ذلك على العلم والتعلم ،نورت المدونة ابن السور ، شكراً للمرور والإضافة الثرية والقيمة ، تحياتي.

الحياة الطيبة يقول...

Well
مرحباً بك ... قد أطلت الغيبة وكانت القصة التي كتبتها أكثر من رائعة .
تعليقك سلسلة من الأفكار المُترابطة بشكل عجيب وتوحي بمئة فكرة ، وأنا أحييك على تعليقك وأذكرك بقيمة ماتملكه من موهبة في الكتابة وأتطلع لجديدك ... سعيدة بعودتك دمت بود.